(الدِّلالة الحديثة والترجمة إلى العربية)
الرصد والترجمة: مركز إنليل للدراسات
المصدر: مصادر مفتوحة
18-تشرين الثاني-2024
مقدمة:
نحن في (مركز إنليل للدراسات) وقناة (كتابة وتحليل)، لا نجد سببًا علميًّا لترجمة مصطلح (Woke, The woke) المتعارف في أميركا الآن؛ إلى (اليقظة)! السبب في ذلك أنَّ دلالة المصطلح، لا تشير إلى أنه (يقظة)، وكذلك الممارسة العملية لمتقمص ثقافة المصطلح وديدنه وشاكلته لا تدل على معنى (اليقظة).
بعد دراستنا دلالة المصطلح ومعناه في السلوك الثقافي لمتقمصيه، نجد أنَّ الترجمة المناسبة له الآن هي:
(فرط عبثي، فرط العبثية) مع التعريف (The) ودونه.
هذا الأمر يفترض أن تطلع عليه المؤسسات الآتية؛ لمراجعته في الاستعمال الإنجليزي، ومِنْ ثَمَّ ضبطه في اللغتين:
1- جمعية المترجمين العراقيين (ITA): وهي من أهم المؤسسات الفعَّالة المنتجة في العراق، التي تسهم في تعزيز الثقافة الأصيلة للشعب العراقي.
2- بيت الحكمة: مؤسسة مُطْفَأة.
3- المَجْمَع العلمي العراقي: مَجْمَع مُطْفَأ، وبعض لغته بحاجة إلى تصويب، مثل:
يقول تحت عنوان: نبذة تعريفية عن المجمع العلمي:
(الدولة العراقية الحديثة التي أدركت أهمية بناء هوية وطنية عن طريق اللغة)، انتهى.
وهذا خطأ:
الصواب: (… بناء هوية وطنية باللغة.)
أي: نستعمل (باء الجر) ولا نقول: (عن طريق)، لأنَّ اللغة العربية لا تعرف هذا الأسلوب: (فعل: عن طريق، بواسطة، على يد).
ويقول: (يضم المجمع مطبعة خاصة به، قامت بطبع مئات الكتب)، انتهى.
وهذا خطأ:
الصواب: (… مطبعة خاصة به طبعت آلاف الكتب).
أي: لا معنى لاستعمال الفعل (قام) ما دام الفعل الأساس موجودًا (طبعت)، ولا مسوِّغ لتحويل الفعل الأساس (طبعت) إلى شبه جملة من الجار والمجرور (بطبع)، بسبب إقحام الفعل (قام) الذي لا مسوِّغ له، واللغة العربية الفصيحة لا تعرف أسلوب جملة مثل: قام بفعل كذا.
الرابط: (المجمع العلمي العراقي)
انتهى
التلخيص من المصادر المفتوحة:
انتشر مصطلح (Woke) في أميركا انتشارًا كبيرًا في السنين الماضية، حتى أنه صار جزءًا من الحملات الانتخابية الرئاسية، وانقسم الأميركيون بين مؤيد لثقافة المصطلح هذا وبين معارض لها؛ فما الذي يعنيه هذا المصطلح؟
ظهر تعريف الكلمة أول مرة، في مقال للكاتب وليام ملفين كيلي، في صحيفة نيويورك تايمز سنة 1962، حيث كتب كيلي عن اللغة الشعبية التي يستعملها الأميركيون السود، وعرَّف الكلمة أنها سمة لشخص «مُطلع، ولديه معرفة بقضايا العنصرية وحقوق السود»، ثم برز معنى جديد للكلمة، بعدما استعملته حركة (حياة السود مهمة)، في التظاهرات الواسعة المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة إزاء الأشخاص السود في أميركا؛ لا سيما بعد أن قتلت الشرطةُ الأميركية الشابَّ الأسود مايكل براون سنة 2014، وكان الهتاف الأشهر للمتظاهرين آنذاك: (Stay Woke)، ثم استُعملت مرة أخرى في التظاهرات التي اجتاحت أميركا عام 2020، احتجاجًا على قتل الشرطة الأميركية الشابَّ الأسود جورج فلويد.
تغير معنى (Woke) في السنين القليلة الماضية، لا سيما بعد أن أعلن جو بايدن «أميركا أمة الفاحشة»، وخصص شهرًا كاملًا في كل سنة للاحتفال بأهل الفاحشة، وفُرض على الأميركيين أن يتقبلوا كل قباحتهم وفحشهم، فصار معنى (Woke) أن تتقبل كل ما يدعيه الآخر، أيًا كان؛ حتى لو كان يخالف دينك، أو معتقدك، أو الفطرة السليمة، وخلاف ذلك؛ أنت عنصري.
أصبح لزامًا على الأميركي أن يتقبل كل ما يدعيه الآخر، وأن يتقبل مجتمع الفاحشة، وأن يتقبل إدخال مفهوماتها في تعليم أطفاله، وأن لا يعترض على ولده إذا اختار أن يغير نوعه من ذكر إلى أنثى، أو الخلاف، وأن لا يعترض إذا أخبره رجل بالغ أنه بنت صغيرة، أو أنه كلب أو قطة! وانقسم الأميركيون بين متقبل للثقافة الجديدة هذه، لا سيما الديمقراطيون، ورافض لها، لا سيما الجمهوريون المحافظون.
تعهد دونالد ترمب (الرئيس الأميركي المنتخب)، في حملته الانتخابية؛ بالقضاء على ثقافة (Woke)، وقال إنه إذا فاز بالرئاسة [يُنَصَّب]؛ «تختفي ثقافة (Woke) في أربع وعشرين ساعة».
كتابة وتحليل
https://t.me/Writing_Analysis