شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

@w_afik


https://twitter.com/w_afik

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

21 Oct, 21:32


قديمًا قيل: "لا نومَ أثْقلُ من الغَفلَة"!
اليقظة أجلّ النعم، على قدر تفاوت الناس فيها تكون مراتبهم وتكون مصائرهم ويكون حسابهم.. إذا لم تُعلّم ولدكَ إلا خصلة واحدة فعلّمه اليقظة ، فأول العمل: اليقظة.. قال الطاهر بن عاشور: "الغفلة: عدم الشعور بما يحِقُّ الشعور به"!

وانظر كيف أن القرآن عبر عن الغافلين بأنهم كالدواب، "أولئكَ كالأنعام بل هُم أضلُّ أولئكَ هُم الغافلون".. لأن النفس الغافلة تَضلّ وتُكسر وتُهان وتُساق وتُذلّ، وهي لا تدري لأي شيء هانت وفي أي شيء ضلت!
كان المُحاسبي يقول: "الناس لا تُؤتى إلا من الغفلة أو الغَلبة".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

20 Oct, 21:23


حُسن الظن بالله أن تأخذ بأسبابه وتثق في أقداره، لا أن توجب على الله عز وجل ما لم يأذن به.. فتسخط إذا طال البلاء أو اشتد، وتندم على موقف الحق إذا تأخر الفَرَج!

حُسن الظن: الطمأنينة إلى تقدير الله عز وجل إذا ساءت الأقدار، والثقة في توفيقه عند غياب مشاهد التوفيق.. لذلك لا ينقطع مع حُسن الظن؛ عمل، قال الحسن البصري: "إن المؤمنَ إذا أحسن الظنَّ بربِّه؛ أحسن العمل"!

وفي الحديث "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن اللهم إن شئتَ".. قيل في معنى "العزم" أن يُحسن الظن بالله في الإجابة.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

19 Oct, 21:25


لما بيَّن الله تعالى حال المنافقين وكيف أنهم يتربصون بالمؤمنين الضعف ليُظهروا ما هو كامن حقيقةً في صدورهم "ومن الأعرابِ من يتخذُ ما يُنفقُ مَغْرمًا ويتربصُ بكُم الدوائرَ"..

‏بَشَّر المؤمنين بما هو في حكم الاستهزاء والوعيد بالمنافقين بقوله: "عليهم دائرةُ السَّوءِ".. فجعل وعيدهم "دائرةُ السَّوءِ" من جنس ما تربصوا به عباد الله الصالحين "الدوائرَ"!

‏فكل مال بُذل في الصد عن حق أو في تثبيت باطل مصيره الضياع ومآل صاحبه إلى الحسرة، فلا يُغلب حتى يتحسر على ذهاب ماله.. فيجمع الله عليه حسرتين، حسرة ضياع المال، ثم حسرة الانكسار "فسيُنفقونَها ثم تكونُ عليهم حَسْرةً ثم يُغلبون"!

‏في الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "جاهدوا المُنافقين، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهِرُّوا في وجوههم فافعلوا".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

19 Oct, 09:09


مِن استعمال الله عز وجل للمؤمن أن "يغيظَ" به أعداءه!
"ليغيظَ بهِم"، هذه من العبوديات المنسية.. فكلُ ثباتٍ للمؤمن وكل قوةٍ وكل عزمٍ وصبرٍ وانفعالٍ لدينه وأوليائه، بل كلُ ما يتركه من سيرةٍ وأثر = مراغمةٌ لعدوه!

وانظر كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم من الصفة الذميمة؛ خلقٌ كريم وعبادة لله عز وجل، حين رأى أبا دُجانة يتبختر عند القتال، فقال: "هذه مشيةٌ يُبغضها الله ورسوله، إلا في هذا الموضع"!

كان ابن القيم يُسمي ذلك "عبودية المُراغمَة" ويقول: "فمن تعبدَ الله بمُراغمةِ عدوِّه؛ فقد أخذَ من الصِّديقيَّة بسهمٍ وافر".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

18 Oct, 12:21


لو أن درسًا واحدًا نتعلمه من حياة "يحيى صاحب الأريكتين" تقبله الله، فسيكون:
إذا طلبنا العزّة؛ التمسنا أبلغ مراتبها، وإذا أردْنا الكرامة أردْناها لأُمة، ولم نجعل من أحدٍ حُجّةً علينا أمام الله، بل نحن الحُجّة التي أقامها على خلقه!
المؤمن إذا صحَّ إيمانه بالله لم يكن عاديًا، ولا متوقَعًا، لا في حركته ولا في نهايته.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

17 Oct, 21:10


قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ اللهُ يغرسُ في هذا الدين غرسًا يستعملُهُم في طاعته"
‏استدل ابن القيم وغيره بهذا الحديث على أن خيرية الأُمة لا تنقطع..
‏لكن المعنى الأبلغ الذي تُفيده لفظة "يغرس"؛ أن الله عز وجل "يتعهد" من يستعمله حتى يُقيم دينه وينصر شرعه قبل أن يُردَّه إليه ويُقيم مكانه..
فما من "غرسٍ" يُؤتي أُكله إلا بتعهدٍ ونُصرةٍ ومعيةٍ ومعونة، ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُضرُّهم من خذَلَهم"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

17 Oct, 16:38


لاحظ أن القرآن لم ينه عن تسمية الشهيد؛ ميِّتًا فقط "ولا تقولوا لِمن يُقتَل في سبيل الله أمواتٌ".. بل حتى نهى عن اعتقاده ميِّتًا "ولا تَحسَبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء"، وتأكيدًا لذلك أخبر أنهم يُرزقون ويستبشرون ويفرحون ولا يَحْزَنون!

ومنه كان الأمر بألا يُغَسَّل كما تُغَسَّل الأموات، ولا يُنزع عنه ثيابه بل يُدفن بها.. وكان الإخبار بأن الشهادة كالنصر في المنزلة في قوله تعالى "قُل هل ترَبَّصون بنا إلا أحدى الحُسنَيَين"، لأن الشهادة ارتقاء، والارتقاء نصرٌ لا هزيمة..
المؤمن الذي يُقاتل باسم الله لا يُهزم أبدًا وإن قُتل!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

15 Oct, 21:30


ليس معنى العجز عن الأسباب غير المقدور عليها؛ تعطيل الأسباب المقدور عليها، مثل الاستخفاف بـ "الدعاء" عند العجز عن الجهاد.. فالدعاء من جُملة الأسباب المُقدّرة.. ومُيسر الأسباب واحد ومُسيّرها واحد، الذي يُعطلها الله والذي يُجريها الله..

‏قال ابن تيمية: "والدعاء من الأسباب التي يُنال بها هُداه ونصره ورزقه، فإذا قُدر للعبد خيرًا يناله بالدعاء؛ لم يحصل له بدون الدعاء"!

‏فمن عجز عن بعض أسباب النصر وتفريج الكَرب؛ لم يعجز عن الدعاء.. وقد كان عُمر رضي الله عنه يستَنْصِر به على عدوِّه ويقول: "فإذا أُلهمتُ الدعاء، فإن الإجابة معه"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

14 Oct, 17:09


عن الأسباب والاستعمال والاستبدال والابتلاء، عن صلابة المؤمن وخيرية الأُمة وعداوة اليهود وهل يضر عدو الله ولي الله؟:
محاضرة “في ذكرى الطوفان: إيمانيات القضية” على:
يوتيوب
ساوندكلاود
الله يثبت إخواننا وينصرهم ويستعملنا في نُصرتهم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

13 Oct, 20:55


من قوانين الفرَج.. أنه يبدأ ويسير إلى جانب الكَرب، وكذلك اليُسر يكون إلى جانب العُسر، لكن أكثر الناس لا تنتبه لهما حتى يرتفع الكرب ويزول العُسر!

ولذلك حين عبر القرآن عن ذلك قال: "إن مع العُسر يُسرا" وكرر التنبيه على المجاورة مرتين!.. وكذلك قال الصادق المصدوق عن مجاورة النصر للصبر والفرج للكرب: "واعلم أن النصرَ مع الصبر، وأن الفرَجَ مع الكَرب"!

فالذين يستعبدهم فرعون خلاصهم في قصره يُربيه لهم.. ويهود المدينة الذين مكروا بالمؤمنين تشريدهم على يد من بصَّروا الأنصار بسِره في كُتبهم!
في باطن كل عُسر يُسره، وفي جوْف كل كَرب فرجه، ومع كل صبر نصر.. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لو كان العُسر في جُحرٍ؛ لطلبَهُ اليُسر حتى يُخرجهُ".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

10 Oct, 16:05


يقولون بعض الناس لها من اسمها نصيب، ويبدو أن الأماكن كذلك.. جباليا التي تعني العلو والارتفاع، أبتْ إلا أن تُسطِّر هي الأخرى في التاريخ بأسها وبسالتها!
هي الأشباحُ كالأسماءِ يَجري الـ .. قضاءُ فيرتفعن ويختفضن

اللهم فرّج عن أهلها وثبتهم، اللهم اجبرهم وارحم شهيدهم وانتقم لهم، انصرهم يا ربّ وأعِنا على نُصرتهم.
تذكروهم بالدعاء، فالدعاء يُخفف الابتلاء ويُغير الأقدار.. هذا أقل ما يقدر عليه كل مسلم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

07 Oct, 14:09


من أخص ما يُرسخه هذا الدين في النفس: إلف العِزّة !
‏قال تعالى: "وذكِّرهم بأيامِ الله".. قيل في تفسيرها: "أيام ظهور بطشه وتأييد المؤمنين على عدوهم، فإن ذلك مظهرٌ من مظاهر عِزةِ الله تعالى"..

‏ثم قال: "إن في ذلكَ لآياتٍ لكلِّ صبارٍ شكور".. قال البقاعي: "الذي صبَّرهُ اللهُ في الله ولله وبالله، عظيمِ الشُّكر لنعمائه"..

‏فجعل عز وجلّ التذكير بهذه الأيام عبادة، ليألف الناس العِزّة، وتدوم فيهم السلوى بها.. فيتصبرون بها في أيام بلائهم، ويشكرون الله عليها في أيام عِزّهم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

06 Oct, 19:09


من النعم الخفية التي لا يُنتبه لها على جلالها؛ الاستطاعة .. قال ابن القيم: "العبدُ لا يملكُ قبل عمله استطاعة، فاستطاعته بيد الله لا بيده"، إن شاء منعها فصار عاجزًا!

وهو سر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا: "اللهم اشفِ عبدك؛ يشهدُ لك صلاةً وَيَنْكَأُ لك عدوًا".. أي اعطه الاستطاعة يا ربّ يعبُدك ويُعبّد الناس لك..

فالمؤمن العاقل لا يُهدر هذه النعمة إذا وُهِبها.. يضعها في موضعها الذي ينبغي أن يضعها فيه، ويَبلُغ بها أقصى ما يقدُر عليه.. قيل لداود الطائي: يا أبا سُليمان ما ترى في الرمي، فإني أحب أن أتعلمه، فقال: "إن الرمي لحسن، ولكن هي أيامك، فانظر بمَ تقطعها".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

01 Oct, 21:22


مُراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: "يُستجابُ لأحدِكُم ما لم يَعجل"؛ تعلق العبد بالدعاء حتى يصير عبادة على هيئة العادة، لا أن ييأس ويمل ويقول: "دعَوْتُ فلم يُستَجَب لي".. لأن الغاية استخراج افتقار العبد وغَمْر النفس بالعبودية..

لذلك كان أوجب مواطن الدعاء وقت الفاقة.. قيل قديمًا: "خيرُ الدعاء ما هيجته الأحزان"، وكان القُشيري يقول: "دعاءُ العارفين بـ "الأحوال"!
اللهم اهدِنا واهدِ بنا، وانصُرنا وانصُر بنا.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

30 Sep, 23:32


من قواعد هذا الدين أن الهداية فيه بقدر البذل له.. لذلك في قول الله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنَهْديَنَّهم سُبُلَنا" قال أبو علي الدقاق شيخ القُشيري: "حركات الظواهر توجب بركات السرائر"!
فمن ترك ما يقدر عليه من العمل لله تعالى وللمؤمنين؛ فاتَهُ من الهُدى بحسب ما فوَّت من العمل.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Sep, 23:01


لن تجد بداية ناسبت ما بعدها أبلغ من قول الله عز وجلّ: "أليسَ اللهُ بكافٍ عبدَهُ"، ماذا قال تعالى بعدها؟
قال: "ويُخوّفونَكَ بالذين من دونِه"
كأنه يقول: إذا كُنتُ أُغنيكَ عن أن تحتاج إلى غيري؛ فكيف تخاف من غيري!
والمراد؛ يُخوّفونَكَ، لكن الله كافيك!

من قواعد هذا الدين الجليلة أن الفرج، والعون، والنصر، والغلبة، والفتح، كله يبدأ في نفس المؤمن، لا من الأسباب.. فالأسباب ليست بوجودها بل بالتوكل على من أوجدها، وليست بقوتها بل بإيمان الذي يُحركها.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Sep, 20:00


رابط لقاء مجالس الشريعة حول:
الفطرة: الطابع الفطري للأحكام الشرعية
على اليوتيوب هنا
ونسخة صوتية على الساوندكلاود هنا

السبت القادم ٩م إن شاء الله لقاء خاص من خلال قناة أفراس حول: الصمود والإيمان وذكرى الطوفان
أسأل الله التيسير والقبول.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Sep, 01:19


في حديث: "إن بين يدَي الساعة فتنًا كقِطع الليل المُظْلِم.." في رواية أبي موسي رضي الله عنه قال: "تدعُ الحليمَ حيرَانًا"
‏لو أن قولًا واحدًا جامعًا في ترهيب المؤمن من "الفتنة" والجُرأة عليها؛ لكان هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم..

‏بعض الناس يتصور أن معنى "الحيرة" هنا؛ التردد بين أمرين، حق وباطل من شدة اختلاطهما ببعض، وليس هذا هو المقصود.. بل المعنى أن أعقل الناس المُتثبت في الأمور؛ لا يقدرُ على دفعها ولا كف شرِّها عنه، فكيف بغيره؟!

‏حتى أن ابن تيمية حين أراد أن يوضح حال هذه الفتن قال: "تُنزل الرجلَ الصاحي منزلة السَّكران"، أي يفعل ما يفعل ويقول ما يقول، فإذا مضت الفتنة لم يدر ماذا قال وماذا فعل!
‏يا رب سلّم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

24 Sep, 22:22


في القرآن تعبيرات بليغة عجيبة، على قِصرها لكنها تأسر النفس وتَملِك القلوب، منها قول الله عز وجل: "يُدبِّرُ الأمر"!

تكون أشدّ ما تكون ألمًا بسبب محنة إخوانك، وتسلط المجرمين على المؤمنين، فضلًا عن آلامك الخاصة، فتقرأ قوله تعالى: "يُدبِّرُ الأمر" فكأن بردًا نزل بقلبك.. سبحان الله العظيم، حروف قليلة فيها من المعاني والراحة النفسية ما تعجز كتب عن وصفه!

وما وجدت في تفسير "يُدبِّرُ الأمر" أبدع من قول البقاعي: "تنزيلُ الأمور في مراتبها مع إحكامِ عواقبها".. فكأن المعنى؛ اعمل على ضعفك، وتَحمّل ألمك، وخُذ بالأسباب على قِلتها، وهو "يُدبِّرُ الأمر"، يُتمُ الخير ويُحْكمُ النتائج.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

22 Sep, 18:11


كان مالك بن دينار يقول: "إن الله يُسلِّط الظالم على الظالم، ثم ينتقمُ من الجميع"
وهذا من كمال عدل الله عز وجل، وعجيب أقداره، إذ يُذيقه مرارة "الظُلم" وعذاب الحوجة إلى من يدفع عنه، ثم ينتقم منه!

لذلك في تفسير قول الله تعالى: "وكذلك نُوَلِّي بعضَ الظالمينَ بعضًا بما كانوا يكسبون".. قال ابن كثير: "نُسلِّط بعضهُم على بعضٍ وننتقمُ من بعضهم ببعض"!
فإن من سُنن الله عز وجل أنه قلما يجتمع الناس في الطِّباع إلا اجتمعوا في المصير.. وقديمًا قيل: "وما ظالمٌ إلا سَيُبلى بظالم"!