كلاسيكي

‏هناك شيء يموت في المكان دون أن يلاحظه الآخرون، شيءٌ يموت بينما الحياة مستمرة، شيء لا يمكن إنقاذه، مشهد يشبه مشهد الغروب ولكن بطريقة حزينة ووحشية.

في حال كنتِ تقرأين هذا
أردتُ أن أخبركِ :

بأن لديَّ حمى
حرارتي فوق الاربعين
وكنتُ فاقدًا للوعي طوال اليوم تقريبًا
لهذا لم أتصل بكِ

هذا بالإضافة إلى أن
علاقتنا انتهت منذُّ سنةً تقريبًا
وليس لديَّ رقمكِ
ثم أنّكِ ذهبتِ إلى الأبد

تَحَمَّلْتُ مِنْ عفراءَ ما ليس ليبِهِ
ولا لِلجبالِ الرَّاسياتِ يَدانِ

كَأَنَّ قَطاةً عُلِّقَتْ بِجَناحِها
على كَبِدي من شِدَّةِ الخَفَقانِ

" في فسحة خيالية", تَسئلُ ضاحكةٍ ؟

تَسئلُ ضاحكةٍ
بعدَ أن أخبرتُها أنها بالفُستان الاسود
تشبهُ لوحةً كلاسيكية قديمة تدعوني للتأمُل
قالت لماذا الاسود بالذات
قلت لأنه يجعلك جميلة
ولأنه يميز القمر في السماء
وأكملت مُسرعًا
تَعالّي ننظرُ للقمّر
نَظرت هيَ للسماء
ونَظرتُ أنا نَحوها.

لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ
وَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ

وَلَقَد نَظَرتُ وَما تَمَتُّعُ نَظرَةٍ
في اللَحدِ حَيثُ تَمَكَّنَ المِحفارُ

وهل ليْلى تَبْكِيني إذا مِت قَبْلَها
وقَامَ عَلَى قَبْرِي النِّسَاءُ النَّوَائِحُ

كَمَا لَوْ أَصَابَ الموتُ لَيْلَى بكيتُها
وجَادَ لها دمع من الـعـيـن سـافـحُ

وأُغْبَطُ من ليلى بما لا أناله
بلى كل ما قرّت به العين طائحُ

ولو أن ليلى الأخيلية سلمت
عَلَيَّ ودني جَنْدَلٌ وصـفـائـحُ

لسلمتُ تَسْلِيمَ البشاشة أو ذقا
إليها صدي من جانب القبر صائح

قَضَيْتُ شَبِيبَتي وبَذَلْتُ جَهْدِي
فَلَمْ تَكُنِ الحَيَاةُ كَمَا أُرِيدُ

إلى كَمْ أَسْتَحِثُّ النَّفْسَ عَزْماً
وَكَمْ أَسْعَى وَغَيْرِي يَسْتَفِيدُ

نَهَضْتُ فَقِيلَ أَيُّ فَتَى؟ فَلَمَّا
خَبَرْتُ الأَمْرَ أَعْجَبني القُعُودُ

لا تسألني عن حالي فأنا دائماً بخير، مهما أختلف الشعور ومهما كانت الظروف، ستجد ذات الأجابه نفسها، أعرف كيف أتجاوز كل شي وحدي، دون الحاجة إلى كتف لأتكي عليه أو لشخص أنثر عليه ما بداخلي الحاجة إلى الناس ضعف وأنا أكره أن أكون ضعيف في نظر أحد حتى لثوانٍ.