المؤمنُ إذا تلطّخ بذنبٍ نظرَ من أي ثَغر تمكّن منه، هل من نظرةٍ؟ تقصير في الأذكار؟ تقصيره في السنن؟ يراقب ويتابعُ حتى يضع عناصر الرباط علىٰ ذاكَ الثغر الضَّعيف.. وكلُّنا ذي ثَغر.
اللهمّ إن إخواننا في فلسطين قد طال عليهم الظلم ،واشتد بهم البلاء ،وتكالب عليهم الأعداء، اللهمّ إنهم مغلوبون فانتصر، مظلومون فانتقم، اللهمّ أحرقهم كما أحرقوا عبادك المستضعفين.
لا يسعُ المُسلم بعد تشرُّبِ معاني الإسلام العظيم إلّا أن يكون صاحب فِراسة وبديهة في لحظ الأمور وإبداء ردود الافعال عليها، وأن لا يترك أمته تغور بها الجراح إلّا وقد فعل ما بوسعه لأجلها! لا يسير في الحياة إلّا بفهم عميق وفقه مُتمكّن من الأحداث الحاصلة، ولا يخوض في ما لا يعلمه.
تنبه في كُل خُطوة تخطوها، فإنّ إبليسَ قد زرع هذه الدنيا بالألغام، ولن تنجو بنفسِك إلا إذا اتّبعت الدّليل، وإلا هَلكت؛ والدّليل هو محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن عجيب أهل البدع أنّ كُل فرقة منهم غدت فِرقا، فاختلفوا فيما بينهم، وتنازعوا أمرهم، وجعلوا الأحاديث عضين، فضربوا بعضَها ببعضِ، إلا أهل السّنة فهم لونٌ واحد، ورأسٌ واحد، وقلبٌ واحد، لا تفرِّقهم الأهواء، ولا تضلُّهم الأحداث المحدثة، وإن تنازعوا في أمرٍ عرضوه علىٰ الكتابِ السّنة، ولا يقدموا بين يديهما قولَ أحدٍ مهما عظم رأسه.
خالط أهلَ العلم والبصر في فنِّك وتخصُصك، وتدسّس بينهم، ولا تخجل فالعلم لا يناله خجول. ولا يُذكي جَذوة العلم في النّفسِ مثل مُخالطة من تَشتَجِر همومُك بهُمومِهِ.
قال الشعبي: شهدت شريحًا وقد أتته امرأةٌ تُخاصم رجلًا وتبكي بكاءً شديدًا، فقلت: يا أبا أميَّة ما أظنُّها إلَّا مظلومة، فقال شريح: يا شعبي، إنَّ أخوة يوسف جاءوا أباهم عشاءً يبكون؛ وهم له ظالمون".