حسبُنا أنَّنا نؤجر حتى على الهمّ والحُزن الذي يُصيبنا، حسبُنا أنَّ التعب في أمرٍ ما سنُلاقيه غداً في ميزان حسناتنا بإذن الله لولا التَّصبُّر بالآخرة ورؤية الرحمن والجِنان ولقاء العدنان ﷺ لانخلعت الأكباد عند الابتلاءات . اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة
يقول أبو عبيدة بن الجراح مواسياً عُمر بن الخطاب رضي الله عنهما:"هوِّن عليك فما هي إلا دنيا فأيامٌ ونَمضِي؛ فلا تحزن فكل ما فيها مُتعِب، وكل من فيها مُتعَب،الحَمدللّٰه أنَّها ليسَت دَارَنا ولا دِيارَنَا وأنّ المُستقر بجوارِ رَبِّ العَالمين، الحمدلله أنها دُنيا وسَتنقضي، وعسَانا فى الجنة نأنَس ويُؤنَسُ بنا، لبَّيك إن العيش عيش الأخِرة
ورجوتُ عيني أن تكُفَ دُموعها أغمضُتها كي لا تُفيض فأمطرت.
مَعاذ الله ان نعترض على قضائه، لكن المصاب جلل و الفقد عظيم ولا نقول إلا مايرضي الله، إنّا لله و إنّا إليهِ راجعون والله إنّها أيّام ثقال ، فاللهُم صبرًا "
طوبي للشهداء الآن ينظرون إلينا بعين الرضا، يستبشرون بمن يلحق بهم، ويتمتمون بعبارات تواسينا لو تصل إلينا.
يريدون أن يخبروننا أن (النصر المادي بأمر الله يكتبه لمن يشاء وقتما يشاء كيف يشاء، وأن نصركم الحقيقي فى نفوسكم التي تشتاق الجنة إليها)
ذاك حالهم، وأما حالنا فهو المضطرب المُزَلزل الخائف الوجل، ندعو الله رغبا ورهبا وأيدينا على قلوبنا، نسأله الشهادة بقلق، ونسأله النصر على حيرة، ونحمل همّ الدنيا، وهمّ الأموال والأولاد والأصحاب، وهمّ البلاد والعباد، فلا نوم ولا طعام ولذة وبسمة.
"تصبّــر .. ها هُنـا تعبٌ وفي الجنَّـاتِ .. لا غُمّـة"
الثبات على الدين تكليف وليس نافلة من النوافل أو صورة حسنة تتمثّل بها.
جاهد النفس والهوى و تذكّر أن النعيم المقيم ليس بينك وبينه إلا أن تفيض هذه الروح فتكشف لك الحُجُب وتعاين وعد الله وما أعده لأهل طاعته ما أعظم تلك الساعة التي تبشّر فيها بالروح والغفران ورضا رب العالمين
يا بُنيّ: إيَّاك إيَّاك أن تستطِيل زمن البلاء، وتضجر من كثرة الدُّعاء، فإنّك مُبتلى بالبلاء، مُتعبّدٌ بَالصّبر والدُّعاء، ولا تيأس من رَوحِ الله، وإن طال البلاء عليك!🌱
295 يوماً.. "ألم ترَ إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى.. إذ قالوا لنبيٍّ لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله، قال هل عسيتم إن كُتب عليكم القتالُ ألا تقاتلوا؟ قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أُخرجنا من ديارنا وأبنائنا؟! فلمّا كُتب عليهمُ القتال تولّوا إلا قليلاً منهم، والله عليمٌ بالظالمين"
نحن بعيدون مسافة عُمرٍ كامل، وقريبون حتى كأننا نرى خفق اللواء، وليس ذلك بجديد على جيل نشأ بين الكاف والنون، عذابه كامنٌ فيه، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا..