عزيزي جان بول سارتر،
لقد تلقيت رسالتك الأخيرة وكان لها تأثير عميق عليّ. شعرت وأنا أقرؤها بأنني أعيش كل كلمة وكل شعور كنت ترغب في إيصاله لي. نعم، نحن مختلفان عن كل الأزواج، وهذا ما يجعل حُبّنا فريدًا. نحن نبحث دائمًا عن الحريّة، ونتمسك بها في علاقتنا.
أحببتُ الطريقة التي وصفتَ بها علاقتنا؛ كأنها علاقة تتجاوز المكان والزمان، وكأنها مرتبطة بحواراتنا الداخلية أكثر من ارتباطها بالمكان الذي نتواجد فيه. أشعر بنفس الشيء. أحيانًا أكون معك جسديًا، لكني أعلم أننا نعيش في عالم فكري مشترك حتى وإن كان كل واحد منّا في مكان مختلف.
عندما نكون بعيدين، أُفكّر فيك كثيرًا. أُفكّر في تلك اللحظات التي تشاركناها معًا، وفي كل حديث كنا نتناوله بعمق. علاقتنا ليست مجرد علاقة حُبّ عاطفي، إنها علاقة فكرية أيضًا، وهذا ما يجعلها قوية ومستمرة. نحن نفهم بعضنا بطرق لا يستطيع الآخرون فهمها.
أحيانًا، أجد نفسي أبتسم عندما أُفكّر في كلماتك، وفي طريقتك في رؤية العالم. لقد تعلّمت منك الكثير، ليس فقط في مجال الفلسفة، بل في الحياة أيضًا. لقد علّمتني كيف أعيش بحريّتي الخاصة، وكيف أكون صادقة مع نفسي.
أنتَ لست مجرد حُبّ في حياتي، بل أنتَ مصدر إلهام. أجد فيك الشخص الذي يجعلني أتوق لاكتشاف المزيد عن الحياة، والمزيد عن نفسي. لقد ساعدتني على فهم أن الحُبّ ليس قيدًا، بل هو حريّة جديدة نمنحها لبعضنا البعض.
أتطلع إلى اللقاء بك قريبًا. حتى ذلك الحين، سأظل أعيش على ذكرياتنا، وأحمل حُبّك في قلبي دائمًا.
مع كل حُبّي،
سيمون
- سيمون إلى سارتر/ 1943