قناة أ.د. حاكم المطيري

@drhakem


الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة في الكويت أستاذ الحديث والتفسير - جامعة الكويت

قناة أ.د. حاكم المطيري

21 Oct, 03:17


#نظرات_قرآنية في سورة هود

- ﴿وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ۝ وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ۝ ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ۝ ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ۝ ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور ۝ إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير﴾ [هود: ٦-١١]

https://t.me/DrHAKEM/13076
📎
https://t.me/DrHAKEM/13077
📎
https://t.me/DrHAKEM/13078
📎
https://tinyurl.com/8wr86xw7
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM

قناة أ.د. حاكم المطيري

21 Oct, 03:16


🔸 ثم ذكر حاله عند النعمة وبطره بها ‏﴿ولئن أذقناه نعماء﴾ فحسّ بحلاوة النعمة عند أول حدوثها له، كما يحس بحلاوة الطعام عند ذوقه ‏بلسانه قبل أكله له ‏﴿بعد ضراء مسته﴾ والمس أدنى الإصابة وأخفها؛ للدلالة على شدة ضعف الإنسان وجزعه عند أدنى ضر يصيبه،‏ ‏﴿ليقولن ذهب السيئات عني‏﴾ لا أن الله أذهبها عنه، فأسند الذهاب للمصيبة، لا لمن كتبها وقضاها وقدرها وهو الله سبحانه، وذهاب السيئات زوالها، فالكافر ينسى عند ذهاب السوء والضر عنه، إمكان تكرار حدوثه، لشدة بطره وطغيانه، ‏﴿إنه لفرح فخور﴾ فهو كثير الفرح والفخر، حد البطر وتجاوز الحق، والإعجاب بنفسه، والافتخار بذلك على غيره.
وهذا حال كل إنسان عموما، وإن تفاوتت درجة هذه الصفات فيهم، بدليل الاستثناء بعده ‏﴿إلا الذين صبروا﴾ وهم المؤمنون، وجاء هنا بأبرز صفاتهم وهو الصبر، لمناسبة وصفهم به في مقابل وصف الكافرين باليأس والقنوط عند المصيبة، والفرح والبطر عند النعمة، والمؤمنون على خلاف ذلك، فهم شاكرون عند النعمة، صابرون وحامدون على فعل المأمور، واجتناب المحظور، وتحمل المقدور، ولهذا وعدهم الله‏ ‏﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾[الزمر:١٠]، وقال النبي ﷺ: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).
ولهذا أمر الله المؤمنين بالصبر والمصابرة ‏﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا﴾[آل عمران:٢٠٠] فهم لا ييأسون عند المصيبة، ولا يبطرون ولا يفرحون حد التيه والفخر والإعجاب بالنفس عند النعمة، ‏بل هم قد ‏﴿صبروا وعملوا الصالحات﴾ وهو ما يقتضيه الإيمان والصبر، وإلا كانوا كالفريق الأول حتى وإن ادعوا الإيمان، فييأسون عند المصيبة ويقنطون، ويفرحون عند النعمة ويبطرون، بخلاف من آمنوا وصبروا وعملوا الصالحات، فاكتمل لهم وصف الإيمان والصبر الذي يريده الله منهم ‏ ‏﴿أولئك لهم مغفرة وأجر كبير﴾ لا حد له ولا حصر وهو المذكور في قوله: ‏﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾[الزمر:١٠].

🔸 والاستثناء في قوله: ‏﴿إلا الذين صبروا﴾ دليل على العموم في قوله: ‏﴿ولئن أذقنا الإنسان﴾، وأن المراد به جنس الإنسان، فأفادت أل الاستغراق لكل أفراد الجنس، فصلح دخول الاستثناء عليها وهو معيار العموم، كقوله: ‏﴿إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ [العصر:٢ - ٣]، ولهذا قد يقع بعض المؤمنين في صفات الكافرين، سواء عند النعمة فيبطر، أو عند النقمة فيجزع ويسخط، فعدل عن وصف الإيمان إلى وصف الصبر، الذي هو أكمل صفات المؤمنين، وعطف عليه العمل الصالح، إذ هو أثر الإيمان بالله، والصبر على طاعته وعبادته، ونتيجته وثمرته.

#تدبر

📎مجموع النظرات

https://tinyurl.com/8wr86xw7
﹎﹎﹎﹎﹎
‏@DrHAKEM

قناة أ.د. حاكم المطيري

21 Oct, 03:16


🔸 ثم علل الله خلق الإنسان ورزقه -ورزق كل دابة في الأرض من أجل صلاح الحياة عليها- بقوله: ‏﴿ليبلوكم أيكم أحسن عملا﴾ فالأرض محل الاختبار للإنسان واستخلافه لعمارتها، ومحل تجلي حكمة الله من خلقه وإحاطة علمه حين قال للملائكة: ‏﴿إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون﴾[البقرة:٣٠].

🔸 ولما كان أصل كفر هؤلاء المعرضين المشركين عدم إيمانهم باليوم الآخر والنشور والحساب، وهو سبب استخفافهم بالنبي ﷺ، واستخفائهم، وإعراضهم، وثني صدورهم وصدهم عنه؛ ذكره الله هنا ‏﴿ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين﴾ فهذه هي القضية التي حالت بينهم وبين الإيمان والإسلام، والطاعة والاتباع، وهو استبعاد عقولهم إمكان بعثهم يوم القيامة، وعدّهم قول ذلك ضربا من الخيال والسحر، مع أن العقل يقضي بداهة بأن مَن خلقهم من العدم أول مرة، قادر على أن يبعثهم بعد الموت كرة أخرى، من باب أولى.
وفي الوقت الذي يؤكد القرآن هذه الحقيقة بأقوى أدوات التأكيد (إنَّ) واسم المفعول (مبعوثون) المفيد اتصاف الذوات بالحدث الواقع عليها، بما يفيد ثبوته لها يقينا، وتحققه في المستقبل فيها، إلا أن المشركين في المقابل ينفونه نفيا قاطعا حتى عدّوه سحرا مبينا، وهو خلاف شديد حد التضاد، ثم لم يلبث أكثر هؤلاء بعد ذلك حتى آمنوا وأسلموا، وصار ما كان في نظرهم سحرا مبينا، حقا يقينا؛ اعترافا منهم بعجز عقولهم عن الاهتداء إلى الحق في قضايا الغيب إلا بهدايات وحي السماء.

🔸 ثم ذكر بعد استبعادهم للبعث الأخروي، استبعادهم للعذاب الدنيوي ‏﴿ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة﴾ ومدة ‏مقدرة ‏﴿معدودة﴾ وأجل محدد لاختبارهم، وإقامة الحجة عليهم، وقطع عذرهم.
والأمة: الجماعة من الناس على دين واحد، وأطلق أيضا على الزمن الذي تنقضي فيه أزمان الأمم والجماعات، ‏﴿ليقولن ما يحبسه﴾ ويمنعه من الوقوع، إن كان النبي صادقا فيما يقول، فاستدلوا على تأخر العذاب بعدم إمكان حدوثه، لا بسعة رحمة الله وحلمه عليهم، وجاء الوعيد ‏﴿ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون﴾ وهو ما حل بهم يوم بدر، حيث قتل من أشرافهم سبعون، وأسر منهم سبعون، ورأوا رأي العين ما كانوا يوعَدون، وما كانوا ينُذَرون، وألقاهم الصحابة في القليب جيفا، وفي الصحيح: (أن رسول الله ﷺ، ترك قتلى بدر ثلاثا، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم، فقال: يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فسمع عمر قول النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا؟ قال: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا، فألقوا في قليب بدر).

🔸 وقد كشفت هذه الحال التي عليها الكفار -المعرضون عن الوحي استخفافا واستهزاءً- طبيعة نفوسهم المادية، وميلها إلى جحود ما لا يريدون تصديقه وقبوله -مهما كان العقل يقضي بصدقه وثبوته- لا عن دليل وحجة عقلية، بل عن هوى ورغبة نفسية، حتى إذا فرض الحق نفسه بالقوة، وقام به أهله بالحق، كما جرى يوم فتح مكة؛ بطلت الشهوات، وزالت الشبهات، ومالت النفوس إلى فطرتها التي فطرها الله عليها، بعد زوال كبرها وغيها وطغيانها الذي يحول بينها وبين الإيمان والحق والعدل.

🔸 ولما نعت السورة عليهم كفرهم برحمة الله إياهم، بتأخيره العذاب عنهم، واستدلالهم بعدم وقوعه على عدم صدق الرسول، لا على سعة رحمة الله وحلمه عليهم؛ ذكرت الآيات هنا حال الإنسان عند النعمة أو النقمة ‏﴿ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة﴾ ونعمة في هذه الحياة الدنيا من صحة في البدن، وأمن في الوطن، وبسط في الرزق، وسعة في المال، والولد، ‏﴿ثم نزعناها منه﴾ كما تقتضي الحكمة الإلهية بانتهاء كل نعمة في هذه الحياة وعدم دوامها، سواء بالمرض، أو الخوف، أو الفقر، أو العجز، أو العدم، إذ هي دار اختبار وفناء، لا دار خلود وبقاء، والنزع شدة الأخذ للشيء؛ للدلالة على كمال قدرة الله وقوته، وشدة ضعف الإنسان وعجزه، وافتقاره الدائم إلى مولاه جل جلاله، ﴿إنه ليئوس كفور﴾ وهما صيغة مبالغة من يائس، وكافر، للدلالة على اتصافه كثيرا بهاتين الصفتين في أكثر أحواله، فهو عند النزع للنعمة منه:
١- قنوط يائس من حصول الخير وعودته؛ لعدم إيمانه بربه، وعدم ثقته به، ولعلم الإنسان اليائس بنفسه وبعجزه الذاتي وعدم قدرته على تحقيق أمله بحوله وقوته، ولا يكون ذلك القنوط الدال على شدة الضعف والعجز إلا عند نزع النعمة منه.
٢- وكفور جاحد للنعمة، فلا يذكرها قبل نزعها، ولا يشكر منعمها، فهو كفور بما أوتي من خير قبل النزع له، يئوس منه بعد نزعه منه، فهو في كلا حاليه كافر بربه، جاحد لنعمته، يائس من رحمته.

قناة أ.د. حاكم المطيري

21 Oct, 03:16


#نظرات_قرآنية في #سورة_هود

- ﴿وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها وَيَعلَمُ مُستَقَرَّها وَمُستَودَعَها كُلٌّ في كِتابٍ مُبينٍ ۝ وَهُوَ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ وَكانَ عَرشُهُ عَلَى الماءِ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا وَلَئِن قُلتَ إِنَّكُم مَبعوثونَ مِن بَعدِ المَوتِ لَيَقولَنَّ الَّذينَ كَفَروا إِن هذا إِلّا سِحرٌ مُبينٌ ۝ وَلَئِن أَخَّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعدودَةٍ لَيَقولُنَّ ما يَحبِسُهُ أَلا يَومَ يَأتيهِم لَيسَ مَصروفًا عَنهُم وَحاقَ بِهِم ما كانوا بِهِ يَستَهزِئونَ ۝ وَلَئِن أَذَقنَا الإِنسانَ مِنّا رَحمَةً ثُمَّ نَزَعناها مِنهُ إِنَّهُ لَيَئوسٌ كَفورٌ ۝ وَلَئِن أَذَقناهُ نَعماءَ بَعدَ ضَرّاءَ مَسَّتهُ لَيَقولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخورٌ ۝ إِلَّا الَّذينَ صَبَروا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ كَبيرٌ﴾ [هود: ٦-١١]

🔸 لما ذكر الله حال المشركين الذين يستخفون منه ومن رسوله ﷺ، ويثنون صدورهم إعراضا عن سماع كتابه، وأخبر أنه سبحانه يعلم ما يسرون وما يعلنون، إنه عليم بذات الصدور، ذكر هنا إحاطة علمه بما هو أعظم من ذلك؛ فما من دابة تمشي على الأرض إلا وهو سبحانه الذي يرزقها، ويتكفل بعيشها، ويعلم مكانها، وحين سيرها وسكونها، واستقرارها، وإيوائها ‏﴿كل في كتاب مبين﴾ عند الله وهو اللوح المحفوظ الذي كتب فيه كل شيء كائن في هذا الوجود إلى يوم القيامة، كما في الحديث الصحيح عن عبادة بن الصامت مرفوعا: (أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: يا رب وما أكتب؟ قال: اكتب القدر ما هو كائن من ذلك إلى قيامِ الساعة).
وفي رواية: (مقادير كل شيء).
وفي الصحيحين عن عمران بن حصين مرفوعا: (كان الله ولم يكن شيء غيره، وكتب في الذكر كل شيء) والذكر هو الكتاب المبين، واللوح المحفوظ، وفي رواية: (كان الله قبل كل شيء، وكان عرشه على الماء، وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء).
وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو مرفوعا: (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء).

🔸 وقدم الجار والمجرور في ‏﴿على الله رزقها﴾ لإفادة الحصر، وإفراد الله بالربوبية المطلقة، فهو وحده الرزاق لا غيره، ومعنى ‏﴿على﴾ هنا قيل بمعنى (مِن)، فيكون المعنى: (مِن الله رزقها)، والصحيح أنها على ظاهرها في إفادة معنى تكفل بالشيء وحمله، والقيام به، فالله هو الولي القيوم القائم بكل شيء إيجادا، وإمدادا، وإعدادا، وهو الذي كتب على نفسه سبحانه رزق كل دابة، كما كتب على نفسه الرحمة فقال: ‏﴿كتب ربكم على نفسه الرحمة﴾[الأنعام:١٢]، فالرزق من الرحمة، وكلاهما أثر تجلي أسمائه الحسنى في الوجود، فهو سبحانه الرزاق الكريم، الرحمن الرحيم، اسما وصفة وأثرا.

🔸 ثم عطف على ذلك بما هو أجلى في الدلالة على إحاطة علم الله بكل شيء ‏﴿وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام﴾ من أيام الخلق التي لا يعلم حقيقتها وطول زمنها ومدتها إلا الله، وقد فصل هذه الأيام الستة في سورة فصلت فقال سبحانه: ﴿قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ۝ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ۝ ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ۝ فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم﴾ [فصلت: ٩-١٢].
فخلق الأرض في يومين، وأخرج أقواتها ونباتها في يومين، فهذه أربعة أيام، ثم خلق سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها، فكان المجموع ستة أيام، وأيام الخلق أطول زمنا من يوم عروج الملائكة إلى السماء وهو يعادل خمسين ألف سنة من سنين الحياة المعهودة على الأرض، كما قال تعالى: ‏﴿في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة﴾[المعارج:٤]، والعدد ستة محصور مقصود، وقد جاء تفصيل العدد كما في سورة فصلت، فدل على أنها فعلا أيام محددة، وقد توصل العلم الحديث إلى أن تشكل الأرض جيولوجيا ونباتيا ومناخيا وحيوانيا جرى في أربع حقب وآماد جيولوجية عبر ملايين السنين المعهودة اليوم، والعرب تطلق اليوم على الوقائع المشتركة في الحدث، وإن كانت مدتها أكثر من يوم، كما هي أيام العرب وحروبها، فخاطبهم القرآن بالمعهود من لغتهم، وسمى حقب الخلق أياما لاشتراك كل حقبة جيولوجية بطبيعة مشتركة، تميزها عن التي بعدها، لتهيئتها للإنسان الخليفة في الأرض.

🔸 وقال تعالى: ‏﴿وكان عرشه على الماء﴾ فكلاهما العرش والماء قبل خلق السموات والأرض، فالعرش سقف العالم العلوي، والماء أصل كل ما دونه من السموات والأرض، وما فيهما من الأحياء ‏﴿وجعلنا من الماء كل شيء حي﴾[الأنبياء:٣٠].

قناة أ.د. حاكم المطيري

17 Oct, 16:46


وداعا أبا إبراهيم
‏وإلى جنات النعيم

‏مضى القائد #يحيى_السنوار تقبله الله كما مضى قبله الشيخ أحمد ياسين وشهداء #فلسطين⁩ -وكما كان يتمناه رحمه الله- نجوما وكواكب منيرة في سمائها، تضيء الطريق لأبطالها وأحرارها، ولن يوقف اغتيالهم وقتلهم مسيرة القتال في سبيل الله لتحريرها وتحرير⁧ #القدس و #المسجد_الأقصى⁩

‏﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾ [آل عمران: ١٦٩]
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM

قناة أ.د. حاكم المطيري

14 Oct, 16:24


﴿حتى لا تكون فتنة﴾

‏هذا باختصار سبب فرض الجهاد في سبيل الله والحكمة من قوله تعالى: ﴿وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة﴾ ولا يكون اضطهاد ولا فساد وحتى لا تتكرر قصة أصحاب الأخدود التي قصها القرآن كما يشاهده العالم الآن واقعا في #غزة⁩ -وقبله في #إدلب⁩ والرقة وحمص وحماة وحلب والموصل- حيث تتجلى وحشية الكفار من أهل الكتاب والمشركين والمنافقين بأوضح صورها!

‏﴿والسماء ذات البروج ۝ واليوم الموعود ۝ وشاهد ومشهود ۝ قتل أصحاب الأخدود ۝ النار ذات الوقود ۝ إذ هم عليها قعود ۝ وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ۝ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ۝ الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ۝ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق﴾ [البروج: ١-١٠]

‏مشاهد الأطفال والنساء والشيوخ وهم ينتظرون الموت في غزة كل يوم قصفا أو حرقا دون حول ولا قوة منهم لوقف العدوان عن أنفسهم هي الفتنة التي شرع الله من أجلها الجهاد، فلا يردع الطغاة والظالمين إلا القتال المشروط بشرط أن يكون ﴿في سبيل الله﴾ لا في سبيل الشيطان ولا من أجل الفساد في الأرض والإثم والعدوان كما هو ديدن حروب أمم الكفر ﴿الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان﴾.
‏يجب حفظ هذه المشاهد المؤلمة في الذاكرة وعدم نسيانها وتذكيرها الأجيال حتى لا يعود المستغربون -والطابور الخامس من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا- مرة أخرى يشككون المسلمين في مشروعية الجهاد ويبشرونهم بمبادئ الديمقراطية والمقاومة السلمية ونبذ العنف بينما أمم الكفر تستعد للقتال بالقنابل النووية!
‏فلم تنزل سورة البروج إلا ليتذكر المسلمون دائما حال المؤمنين المستضعفين عبر التاريخ حيث كانت تحفر لهم الأخاديد ويحرقون وهم أحياء لا لشيء إلا لأنهم مسلمون مؤمنون بالله! ولهذا كان العالم ينتظر نبي الرحمة والملحمة والكتاب والسيف محمدا ﷺ وأمّته التي تقيم دار السلام وسلطان الله في الأرض ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ بجهاد الكفار والمنافقين الذين نزع الله من قلوبهم الرحمة ﴿يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم﴾،
‏وقال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة﴾ ليرتدعوا عن التربص بكم ﴿حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون﴾ ويلتزموا شروط الإسلام وأحكامه والعدل الذي جاء به، فإنكم إن لم تفعلوا؛ حدثت الفتنة واستباحوا بيضتكم وقتلوا أطفالكم ونساءكم، كما هو حالهم دائما، فالله الذي خلقهم هو أعلم بهم وبما يصلح لهم ويصلح حالهم ﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾!

أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة

٧/ ٥/ ١٤٤٥هـ
٢١/ ١١/ ٢٠٢٣م

https://video.twimg.com/amplify_video/1726832442688897024/vid/avc1/480x270/F0noiQclisX-GO-O.mp4
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM

قناة أ.د. حاكم المطيري

11 Oct, 03:12


#نظرات_قرآنية في سورة هود

- ﴿الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ۝ ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير ۝ وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير ۝ إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير ۝ ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور﴾ [هود: ١-٥]

https://t.me/DrHAKEM/13070
📎
https://t.me/DrHAKEM/13071
📎
https://tinyurl.com/8wr86xw7

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM

قناة أ.د. حاكم المطيري

11 Oct, 03:11


🔸 وقوله: ‏﴿من لدن حكيم خبير﴾ تعليل لوصف هذا الكتاب بالإحكام والتفصيل، وهو كونه كلام الله الحكيم الذي أحكمه غاية الإتقان والإحكام، والخبير الذي فصله وبينه غاية البيان والإتمام، ومنه نزل على رسوله ﷺ، لدفع كل ما توهمه الكافرون من أن النبي ﷺ أخذه من غيره، أو أعانه عليه.

🔸 ثم ذكر مضمون هذا الكتاب ‏﴿ألا تعبدوا إلا الله﴾ وهذا محكم في بيان حق الله المرسِل، وحقيقة الرسالة، وقوله: ‏﴿إنني لكم منه نذير وبشير﴾ محكم في إيجاز حقيقة الرسول، وما بعده تفصيل وتفسير ‏﴿وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى…﴾.

🔸 وقد أمرهم الله بالاستغفار وذلك بترك ونبذ ما كانوا عليه من شرك ووثنية، ثم التوبة إليه بعبادته وحده لا شريك له، فجعل شرط توحيده وعبادته تركَ الإشراك به أولا؛ لأن الله لا يقبل عملا من مشرك حتى يدع شركه، ثم التوبة من ذلك بالعبادة له وحده، ولفظ التوبة يفيد معنى الرجوع، وذلك أن آدم وذريته وإبراهيم وإسماعيل وذريتهم كانوا أصلا على الإيمان والتوحيد، فوجب على من أشرك من ذرية آدم أن يعود إلى هديهم وسبيلهم.

🔸 وقد وعد الله مشركي مكة إن آمنوا به وبرسوله ووحدوه وعبدوه لا شريك له أن يمتعهم متاعا حسنا، في الدنيا بالحياة الطيبة الطويلة، ورغد العيش، وبصرف العذاب عنهم كما صرفه عن قوم يونس، كما قال عنهم: ‏﴿إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين﴾، والمتاع: إطالة ما ينتفع به الإنسان في الحياة بالصحة في بدنه وقوته، وسعة الرزق في عيشه، والوعد لهم بمجموعهم وجماعتهم لا بأفرادهم.

🔸 فلما متع الله أهل مكة متاعا حسنا بعد ذلك، ولم يقع عليه العذاب كما توعدهم، عُلم منه يقينا أنهم آمنوا وأسلموا، واستغفروا وتابوا؛ ولهذا سادوا الأرض بالخلافة، وبقيت في قريش نحو ألف سنة، وهو ما لم تمتع به أمة أو قرية قبلهم.

🔸 وهذا الأمر بالاستغفار والتوبة والوعد بالمتاع الحسن أمر الله به قوم هود ﴿ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين﴾ [هود: ٥٢].

🔸 وقوله: ‏﴿إلى أجل مسمى﴾ قال مجاهد وقتادة: الأجل هنا الموت، وقيل: يوم القيامة، وقد يكون الأجل المسمى المحدد وعدا من الله خاص لمن بعث فيهم الرسل فآمنوا واتبعوهم أن يمتعهم متاعا حسنا مدة معلومة حتى يمضوا ويتفانوا، لا لكل من جاء بعدهم وإن بدلوا وغيروا، فلا يشملهم الوعد بدفع العذاب عنهم، بل قد يمتعون، وقد لا يمتعون.

🔸 ولم يقتصر الوعد لهم على متاع الحياة الدنيا فقط، بل‏ ‏﴿ويؤت كل ذي فضل فضله﴾ يوم القيامة، فلا يبخس الله من أعمال أهل الفضل والصلاح شيئا، فكل ذي عمل صالح يؤتيه الله ثوابا أفضل من عمله وأحسن، فالحسنة بعشرة أضعافها إلى سبع مئة ضعف، ولا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يؤاخذ أحد بعمل غيره، حسنا كان أو سيئا.

🔸 ثم توعدهم الله كما توعد قوم هود ‏﴿وإن تولوا﴾ بالإعراض عن الرسول، وعدم الإيمان بما جاءكم به من الله، وعدم طاعته واتباعه ‏﴿فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير﴾ وهو يوم القيامة، حين يبدأ الحساب والفصل بين العباد، وقيل: هو يوم الفرقان في يوم بدر، ويوم كبير بمعنى عظيم لشدة أهواله ‏﴿إلى الله مرجعكم﴾ وعودكم جميعا يوم القيامة، فيحاسب كل إنسان على عمله، والعود يؤكد أن البدء كان في غير هذه الأرض، وأنهم يعودون ويرجعون إلى الدار التي خلقهم الله أصلا لها إلى الجنة أو النار ﴿وهو على كل شيء قدير﴾ فكما أنشأكم أول مرة فهو قادر على بعثكم بعد الموت فلا يعجزه سبحانه شيء في الأرض ولا في السماء.

🔸 ثم ذكرت السورة حال كفار قريش ومشركي مكة إذا سمعوا القرآن ورأوا النبي ﷺ ‏﴿ألا إنهم يثنون صدورهم﴾ بالإعراض والانحراف بوجوههم وصدورهم عن النبي ﷺ حين يمرون عليه، كما يثني الفارس عنان فرسه ليغير وجهته، فجعل الصدور هنا كالخيول، والثني لها تغيير وجهتها عن طريقها، ‏﴿ليستخفوا منه﴾ فلا يراهم النبي ﷺ في طريقه، فيعرض عليهم ما جاءهم به من الوحي والرسالة؛ لشدة كراهتهم لدعوته ودينه. وقيل: الضمير في ‏﴿منه﴾ يعود إلى الله، والاستخفاء من النبي ﷺ استخفاء ممن بعثه وأرسله. وقيل: بل ثني الصدور طيها على البغض والعداوة، التي يخفونها في صدورهم تجاه النبي ﷺ ودينه؛ فجاء الرد على صنيعهم هذا ‏﴿ألا حين يستغشون ثيابهم﴾ فيلبسونها ويغطون أجسادهم بها حين يخرجون لنواديهم وأسواقهم، أو حين ينزعونها في بيوتهم فلا يراهم أحد، وقد حذف هنا ذكر نزعها للعلم به في مقابل استغشاء الثياب ولبسها، أو أنهم يستغشون ثيابهم، فيغطون بها رؤوسهم إمعانا في الاستخفاء من النبي ﷺ حتى لا يعرفهم، وأنهم في كلا حاليهم في الاستغشاء وعدمه فإن الله ‏﴿يعلم ما يسرون وما يعلنون﴾ فلا يخفى عليه من أمرهم شيء، فيستوي عنده حال إسرارهم وجهرهم، وحال الاستغشاء بالثياب وحال كشفها ‏﴿إنه عليم بذات الصدور﴾ وذات الصدور ما تكنه وتضمره، فضلا عما هو أجلى من ذلك في الوضوح والظهور.


📎 النظرات
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM

قناة أ.د. حاكم المطيري

11 Oct, 03:11


#نظرات_قرآنية في #سورة_هود

- ﴿الر كِتابٌ أُحكِمَت آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَت مِن لَدُن حَكيمٍ خَبيرٍ ۝ أَلّا تَعبُدوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّني لَكُم مِنهُ نَذيرٌ وَبَشيرٌ ۝ وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذي فَضلٍ فَضلَهُ وَإِن تَوَلَّوا فَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبيرٍ ۝ إِلَى اللَّهِ مَرجِعُكُم وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ۝ أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم لِيَستَخفوا مِنهُ أَلا حينَ يَستَغشونَ ثِيابَهُم يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَما يُعلِنونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾ [هود: ١-٥]

🔸 سورة هود مكيّة، وقد سمّاها النبي ﷺ بهذا الاسم كما في الحديث عنه: (شيبتني هود وأخواتها)، وذلك أنه تكرر فيها ذكر اسم النبي هود خمس مرات، ومحاججة قومه له، ولم يذكر اسمه في غيرها إلا في سورة الأعراف والشعراء، وفي قصته شبه كبير بما جرى للنبي ﷺ مع قومه بمكة ومجادلتهم له، فكان النبي ﷺ يخشى أن تكون عاقبة قومه المشركين بمكة كعاقبة قوم هود، وأن يحل بقومه ما حل بعاد قبلهم!

🔸 والتناسب بين سورة هود وسورة يونس قبلها ظاهر، فكلا السورتين قصّت خبر نبي من الأنبياء، وعاقبة قومه، وسميت باسمه، فآمن قوم يونس فنجوا، وكفر قوم هود، فأخذهم العذاب، وجاءت خاتمة سورة يونس بالأمر باتباع الوحي، والصبر حتى يحكم الله بين الفريقين ﴿قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل ۝ واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين﴾ [يونس: ١٠٨-١٠٩]
وجاءت فاتحة سورة هود في بيان حكم الله وتفصيله قدرا وشرعا، وهو الحكيم الخبير، وبيان حال مشركي مكة مع النبي محمد ﷺ، قبل فتح مكة، وكان أشبه بحال قوم هود منهم بقوم يونس، فكان النبي ﷺ يخشى على قومه العذاب لشدة رحمته وشفقته، ثم بعد الفتح كانوا أشبه بحال قوم يونس منهم بقوم هود ‏حين آمنوا وأسلموا وعمتهم بركة دعاء النبي ﷺ لهم ﴿فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين﴾ [يونس: ٩٨].
وهو ما حدث مثله بعد ذلك لأهل مكة.

🔸 وابتدأت كلا السورتين بالحروف المقطعة (الر) تحديا وتعجيزا لهم أن يأتوا بمثله، وبأن هذا القرآن من جنس كلامهم، وحروف هجائهم، وحري بهم أن يأتوا بمثله إن كانوا صادقين بأنه كلام بشر، وليس من عند الله، ففي يونس قال: ﴿أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين﴾ [يونس: ٣٨]
وفي هود ﴿أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين﴾ [هود: ١٣].

🔸 وكلا السورتين افتتحت بالإخبار عن الكتاب الحكيم، وعن حال مشركي مكة حين سماعهم آياته: ﴿الر تلك آيات الكتاب الحكيم ۝ أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين﴾ [يونس: ١-٢].

🔸 وقوله في هود: ‏﴿كتاب أحكمت آياته﴾ المراد به القرآن وأخبر عنه بأنه كتاب بحسب ما هو عليه في اللوح المحفوظ في السماء قبل نزوله منجما مفصلا، وبحسب ما يؤول إليه من كتابته وجمعه ونسخه في المصحف؛ ولهذا كان معجزا في كلا حالتيه: قرآنا يُحفظ في الصدور، وكتابا يُتلى في السطور، فليس كمثله كلام، ولا مثله كتاب.
والإحكام والتفصيل للكتاب، وصفان يكمل بعضهما بعضا، وقد قال الحسن البصري: الإحكام الأمر والنهي، والتفصيل الثواب والعقاب. وذهب مجاهد المكي إلى أن فصلت بمعنى فسرت وبينت.
والظاهر أن الإحكام هنا يقابل التفصيل، وهو الإيجاز المحكم الذي يؤدي المعنى بأوجز لفظ وأتمه، ويتطابق فيه اللفظ والمعنى على أحسن وجه بياني، وأكمله، وأجمله، فلا يحتاج سامعه إلى كبير جهد لفهمه وتدبره، ولا تختلف الأفهام في المراد منه، من أحكم القول فهو قول محكم، لا يجد سامعه إلا قبوله والتسليم له، فلا زلل في المعنى، ولا خلل في اللفظ ولا اضطراب.
وأما التفصيل فهو بسط العبارة الموجزة المحكمة بالبيان، والتفسير، والتدليل، والتعليل، والتمثيل، ولا يخرجها ذلك عن الإحكام للكلام بالمعنى العام، وهو ألا يدخله خلل، ولا زلل، ولا باطل، فالقرآن بهذا المعنى العام كله محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكله معجز لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، وإن كان بعضه موجزا، وبعضه مفصلا، كالأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وأداء الحج والصيام، جاءت آيات فرضها ابتداء محكمة موجزة، ثم فصلت وفسرت أحكامها بآيات مبينات للأمر الموجز، وكقوله تعالى المحكم: ‏﴿أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه﴾[فصلت:٦]، ثم جاءت آيات كثيرة في بيان حقيقة الاستقامة إليه بالتوحيد والطاعة والاتباع لرسله، واستغفاره بالعبادات كلها.

قناة أ.د. حاكم المطيري

08 Oct, 19:33


مقال يستحق القراءة
‏وهو أعمق وأدق ما كتب عن الربيع العربي والتغيير الحتمي القادم!

https://rafikhabib.com/2018/10/13/سيناريو-التغيير-في-العالم-العربي
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM

قناة أ.د. حاكم المطيري

07 Oct, 20:19


"تركيا ..
معسكر السلام .. والاستعداد للحرب"


بقلم أ.د. حاكم المطيري

المؤتمر الإعلامي الذي أقامته رئاسة الشئون الدينية التركية وألقى خطاب الحضور فيه البرفيسور علي أرباش عن العدوان الصهيوني على #غزة و #لبنان كان في حقيقته دعوة لتحقيق السلام الذي دعا إليه الإسلام الذي عبر باسمه ورسالته عن هذه الغاية كما قال تعالى: ﴿والله يدعو إلى دار السلام﴾ في الدنيا والآخرة ودعا المؤمنين جميعا للدخول فيه: ﴿يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة﴾ وقال النبي ﷺ حين دخل المدينة: (أيها الناس أفشوا السلام، وصلوا الأرحام، وأطعموا الطعام، تدخلوا الجنة بسلام)، وجعل الإسلام الغاية من القتال في سبيل الله تحقيق السلام كما قال تعالى: ﴿وإن جنحوا للسلم فاجنح لها﴾.
ولن تنعم دول المنطقة الإسلامية والعربية بالسلام في ظل عدوان المحتل الصهيوني والغربي على شعوبها ودولها حتى يصبح معسكر السلام أكثر استعدادا للتضحية في سبيل الله لحماية السلام ونصرة المستضعفين ﴿وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين﴾ وحتى يكون دعاة السلام صفا واحدا في التصدي لدعاة الحروب وقاتلي الشعوب ورعاة الفساد في الأرض الذين وصفهم القرآن في قوله تعالى: ﴿كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين﴾ ولا يطفئ نار فتنتهم ويطهر الأرض من فسادهم إلا معسكر السلام وجيوش الإسلام التي تستعد للحرب وتخوضها باسم الله لفرض السلام من أجل إنقاذ الإنسانية نفسها من أعداء الإنسان ومن طغيان معسكر أتباع الشيطان.
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM

قناة أ.د. حاكم المطيري

06 Oct, 12:39


بدعوة من رئاسة الشئون الدينية التركية ورئيسها البرفيسور علي أرباش حضرنا اليوم صلاة الظهر في جامع ميدان تقسيم والمؤتمر الإعلامي لرفض عدوان المحتل الصهيوني والإبادة الجماعية في⁧ #غزة⁩
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM