الحسين بن منصور الحلاج

وَلَقَد رَئَيْتُك فِي مَنَامِي لَيلَةً
فَنَسِيتَ مَاقَدْ كَانَ مِن أَحزَانِ

وَحَسْبَتُ نَومِي فِي حضُورَك يَقضُةً
حَتى أَفَقَتُ عَلَى فِرَاقٍَ ثَانِ

لو كُنتُ أعْلَم أَنَّ الحُلَمَ يَجْمَعُنا
لأَغْمَضْتُ طُولَ الدَهْرِ أَجْفَانِي.

يلومُ العقلُ قلبي
ليس يدري
بأن الحب
سحر يعتريهِ

فلا عقلي
يحن لما اعتراني
ولا قلبي يتوب فأتقيهِ

و أنا الذي قد قض شوقي مضجعي
  و طيوفهم أحيت قديم توجعي

و القلب غادرني لـ يسكن قربهم
ترك الحنين ينوب عنه بـ أضلعي

أمعذبي رفقا فــ إني لم أزل
أهفو لـ همسك يستكين بـِ مسمعي

و الروح عطشى لـ الوصال فـ كن لها
زخاتِ غيثٍ تستقيها أدمعي

ردوا على قلبي المعنى نبضه
أيام عمري ناشدت .. كونوا معي

" قلت يوماً أن في عينيك شيئاً لا يخون
يومها صدقتُ نفسي! لم أكن أعرف

شيئاً في سراديب العُيون كان في عينيك
شيئاً لا يخون لست أدري كيف خان ".

فَلَيتَكَ لُو بَقِيتَ لِضْعفِ حالي
وَكانَ الناسُ كُلُّهُمْ فداكا

يعزُّ عَليَّ حِينَ أُديرُ عَيني
أفَتَشُ فِي مَكانِكَ لا أراكا

أنتِ البدايات.. ما أحلى بداياتي
يا يومي العذب.. يا ماضيَّ والآتي

أهواكِ.. أهواكِ.. كم أهواكِ معتقداً
أن الهوى  وَيْحَهُ  فوقَ اعتقاداتي!

الحب لولاكِ ما استعذبتُه أبداً
ولا رفعتُ له مُبيضٌ راياتي

ما الحبُّ؟! هل تعرفين الحبَّ فاتنتي؟
! إِذَنْ سَلِي عنه إطراقي وآهاتي

أنا البعيدُ وآمالي تُقرِّبُني
وإن تعالقتِ الذاتانِ في ذاتِ

أنا هنا.. ما نأت عنكِ مَوْجِدَةٌ
ولم يَحُل بيننا بُعْدُ المسافاتِ

ما زار طيفكِ؛ إذ ما غابَ عَن خَلَدي
ولم يغب منكِ إِلا الدَّفْءُ مولاتي

هذي المطارات تبدو لي نوافتُها
سلاحفاً سَيرُها يغتال أوقاتي

لو أستطيع جعلتُ الرُّوحَ أجنحتي
والقلب بوصلتي والعينَ مرآتي

وجئت أطوي إليكِ الأفْقَ مُعتسِفاً
شوقي وألقيتُ في شَاطيكِ مِرساتي

قوامُكِ لا يُعادِلُه قَوام
ومِن أوصافِكِ الحُسنُ التمامُ

وفي عينَيكِ سحرُ بابليُّ
فلا يُدرى أَمَاءُ أم ضِرَامُ

وفي الأهدابِ ضعفُ وانكسارُ
فكيف تُميتُنا منها السّهامُ؟

وفيكِ عُبُوسَةً تَحْلُو لَدَينا
فكيف إذا جَلَاكِ لنا ابتسامُ؟

هذي المفاتن في عينيك تأتلق
وفي لحظاك هذا السحر والألق

وفي ثراك من التاريخ أوسمة
تلملم الشمس أعراسًا وتنطلق

فأنت ياموطني ماضٍ يعانقه
زهو البطولات والاشراف والعبق

وأنت في حاضر تكسوه أجنحة
علوها من بياض الصبح ينبثق

فأنت في مهجتي نبض وفي قلبي
حرف وفي كل عام يزهر الورق

من ‏ذَا ألذي أغواك حتى تركتني ؟
و نبذت عهدي بعد ما قاسمتني

أنت ألذي حلفتني و حلِفت لِي
أغلظِتَ بالأقسام حين عرفتني

أخلفت عهدكَ و ألعهودُ غليظةٌ
و حِلفتَ أنك لآ تخون وخنتني

عاهدتني ألا تميلُ عن الهوى
وحلفت لي ياغصن ألا تنثني

ابحث عن ما تحب ودعه يقتلك

- تشارلز بوكوفسكي

قبلتُ ياقوتَ خَديها وقُلْتُ لَها
يا نُور مَن يرحم العشاق مرحومُ

فأنشدتُ ونُجُومُ الدُّرُ مِن مقلي
منثورةً وبفيها الدُرُ منظوم

قبلت ورد خدودي فاعفُ عَن شِفتي
والله لا مسها من فِيك زقّوم

فقلتُ والثغر مختوم بشامتِه
هذا الرحيق الذي قد قيل مختوم.

كأنما الخالَ بينِ الحاجبينَ فتىً
يُسْتَحسَنُ الخَطَّ مفتُونُ بِنونينِ

أو فَارِسٍِ مِن مُلُوكَ الزَنجَ مُقتدر
يرمي بقوسينِ أو يُدمي بسيفينِ

أو طائر جارح يهوي على شركٍ
يهواهُ كُل مشوقٍ طَامحَ العينِ

رآه يسحب قلبي بالهوى فَهوى
ليخطُف القَلبَ مِني بِالجناحينِ.

قست علي فتاتي ذات أمسيةٍ
وألزمتني بذنبٍ لست أدريهِ

رَنَت إليّ وفي عينيّ صورتها
من أولِ الدهر أخفيها بتمويهِ

فخاصمتني وسلت سيف قسوتها
وضاعفت نزف جرح كدت أشفيهِ

صاحت بها نِسوة: لا تقتلي رجلاً
يكفيه ما ذاق مِن عينيكِ يكفيهِ

قالت: وثقت به دهراً فخادعني
وظنني لست أدري ما يداريهِ

رأيت في مقلتيهِ صورة امرأةٍ
كأنها البدر في داجي لياليهِ

تبأ لها وله من كاذبٍ أشِرٍ
فذلكن الذي لمتنني فيهِ

محمد هل لهذا جئت تسعى؟
وهل لك ينتمي همج رعاعُ!

أإسلامٌ وتحكمهم يهودُ
وآسادٌ وتأكلهم ضباعُ

شرعتَ لهم طريق الحقَ لكن
أضاعوا شرعك السامي فضاعوا

تغزّلتُ حتى قيل إني عاشقُ
وَشَبّبتُ حتى قيل فاقد أوطانِ

وما بي من عشقٍ وفقد وإنّما
أتيتِ منَ الشعر البديع بأفنانِ.

"إنِّي أحبُّكِ هل أدركتِ يا سَعدِي؟
وعشقتُ قلبكِ مهما زاد في البُعدِ

عاهدتُ قلبي أن يكون متيمًا
ويظل دومًا طول العُمر بالعهدِ"

‏«إني بُلِيتُ بأربَعٍ ما سُلِّطوا
إلا لطُولِ شقاوتي وعنائي:

إبليسَُ والدنيا ونفسي والهوى
كيفَ الخَلاصُ وكلُّهُمْ أعدائي؟!»

أَما عَلَمَتِ عَيْناكَ إِنِّي أُحِبها
كَما كُلُّ مَعشوقٍ عَلِيمٌ بِعاشِقِ

أَلَمْ تَرَ عَينِي وَهِيَ تَرُقُ نَظرَةٌ
إِلَيْها عَلَى خَوفٍ بِعَبَرَةِ وَامِقِ

أراني سأبدي حبه متعرِه مُتَعَرِضًا
وَإِن لَم أَكُن فِي الحَبِّ مِنْهُ بِوائِقِ"