لله درك، وعلى الله أجرك..
ما أحسن حياتك، وما أبلغ مماتك.
أغظتهم حيا، وقضضت مضاجعهم مجاهدا ورفع الله ذكرك بشهادتك الكريمة، ومماتك النبيل.. فعشت كريما عزيزا، ومت شهيدا واقفا.
أنا أقل من أن أرثيك، وأنت أكبر من أن تحيط كلماتي بجهادك..
أنت تاريخ مكتوب، وسيرة متوارثة، وديوان تخط فيه كرامات ذوي الكرامة.
أي سيرة هذه التي أولها بلاء وآخرها اصطفاء؟
سيرة زينها الإباء، ودبجها الصمود والثبات، وكان مسك ختامها الشهادة في سبيل الله.
نحسبك ولا نزكيك على الله.
كأني أسمعك وأنت متوشح جعبتك، متدرع سلاحك، تقارع الصهاينة مرتجزا أبيات العزة، تخرج مع آخر حرف منها روحك:
لَعَمرُكَ إِنّي أَرى مَصرَعي
وَلكِن أَغذُّ إِلَيهِ الخُطى
أَرى مَقتَلي دونَ حَقّي السَليب
وَدونَ بِلادي هُوَ المُبتَغى
لَعُمرُكَ هذا مَماتُ الرِجالِ
وَمَن رامَ مَوتاً شَريفاً فَذا
بِقَلبي سَأَرمي وُجوهَ العُداة
وَقَلبي حَديدٌ وَناري لَظى
وَأَحمي حِياضي بِحَدِّ الحُسامِ
فَيَعلَمُ قَومي بِأَنّي الفَتى
#غزة
#يحيى_السنوار