الكلمةُ المُسدَّدةُ في موضعِ الحكمة، أشدُّ وقعًا وأبلَغُ أثرًا من جُمَلٍ تُقالُ في غيرِ وقتها، كالسحابِ الذي ينهمرُ في غيرِ مواسمِه، فلا يُثمرُ ولا يُنبتُ. فالكلمةُ حين توافقُ العقلَ وتلتمسُ الحكمةَ، كفيلةٌ بأن تقلبَ الموازينَ، أمّا الثرثرةُ فزَبَدٌ لا طائلَ منه.
أنت لا تعرف كيف سيغير الله المشهد لأجلك، وكيف سيُعيد ترتيب الأقدار لأجل نداءك ورجاءك .. ﴿ فاستجبنا له ﴾ هذه لوحدها كفيلة أن تجعل من المستحيل ممكناً، ومن الصعب سهلاً، ومن البعيد قريباً، فأبشر يا من لجأت لمن إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون .❤️
قال ابن تيمية: والأحاديث الصحيحة تدل على أن النبي ﷺ كان يدعو دبر الصلاة قبل السلام ويأمر بذلك.
وذلك لأن المصلي يناجي ربه فإذا سلم انصرف عن مناجاته.
ومعلوم أن سؤال السائل لربه حال مناجاته؛ هو الذي يناسب دون سؤاله بعد انصرافه؛ كما أن من كان يخاطب ملكاً أو غيره؛ فإن سؤاله وهو مقبل على مخاطبته أولى من سؤاله له بعد انصرافه.