الكاتب: د.أيمن العتوم
الصفحات: 365 صفحة
الإحساس أعمق من المشاهدة، ما يراه القلب لا تراه العين..
ما يراه القلب أدوم أثرًا وأعمق أملًا..
إحساس يجعلك تتسائل؛ هل هناك قطعة من جهنم موجودة على الأرض؟!
رواية قاتلة مفجعة، تتمنى في كلّ لحظةٍ منها موت السجين رأفةً بحاله..
أوراقٌ تقطر في ثناياها دماء من نزفت إنسانيتهم وأرواحهم لسنوات طويلة في ذلك المسلخ البشري على يد الجلادين..
لست متأكدةً -في الحقيقة- ما إن كُتبَت هذه الرواية بحبرٍ أم دم..
غيضٌ من فيض أحداث جرت في سجن تدمر السوريّ جسّدها الشّاعر الدكتور أيمن العتوم نقلًا عن لسان طبيبٍ صابرٍ مرابطٍ يدعى د.إياد أسعد..
شعرت أثناء قراءتها أنني جالست د.إياد 17 عامًا في سجنه، وجُرحت وعُذّبت ومعه، ولكن عذابي لا يعادل مثقال ذرة مما ذاقه د.إياد ورفاقه في ذلك السجن السّادي المجرد من أقلّ معاني الرّحمة، لكن شعورنا بألم الآخر هو أقل مساعدة يمكن أن نقدمها لهم، فإن كان الشعور وحده قد خلّف كل هذا الألم فكيف بالتجربة💔!
صفحات وصف فيها الدكتور جحيم الدنيا على 20 ألف سجين، وتعذيبهم على يد شياطين الأرض، وما قاسوه من جوعٍ ومرضٍ ورعبٍ وآلامٍ لا توصف..
صوّر الكاتب كمية الوحشية بمعانٍ بالغة تقشعرّ لها الأبدان وتنقبض منها القلوب، ولكن الله أكبر.. الله أكبر.. لتوقن الأجساد الممزعة بأن هناك منتقمًا عند بابه تخرّ الجبابرة، وتنكسر الهامات المتكبّرة..
وختامًا، يبقى السؤال😢..
ما الذي جعل د.إياد يتحمل حفلات تعذيب لمدة 17 عامًا ليلتقي بابنته التي فارقها قسرًا؟
هل سيكون لديّ هذه القدرة من الصّمود والصّبر إن كنت مكانه؟
هل كنت سأحبّ الحياة إلى هذا الحدّ الذي لا حدّ له؟
أعِد نفسي ألّا أقرأها مجددًا💔..
مراجعة جميلة من صديقة المكتبة.😍