ذُكِرَ الهوى صلَّى عليكَ وسلَّما
نَم فالملائكُ عينُها يَقظَى، فذا
يرعـاكَ مُبتسِماً، وذا مُترنِّمَـا
نَم واجـتنِ الأحـلامَ أزهـارَ الصِّبـا
واستنزِل الزُّهرَ النُّجُومَ من السَّمَا
نَم مِلءَ عينِكَ إنَّ عيني مِلؤُها
دمعٌ وإن عنَّفتُها امتلأت دَمَا
نَم فالسَّلامُ على شِفاهِكَ سُطِّرَت
آيـاتُـهُ فلثَمتُهـا مُتوهِّمـا
نَم أنتَ واترُكني بلا نومٍ ودَع
رُوحي ورُوحَك في الهوى تتكلَّما
فأنينُ أوتاري صَدَى قلبٍ إذا
ما راحَ يَلمِسُهُ النَّسيمُ تألَّمَا
قلبٌ تجولُ بهِ العواصفُ جَمَّةً
حتى خَشِيتُ عليهِ ألاَّ يَسلَما
وإذا الكَرى لعبت بجفنِكَ كَفُّهُ
وإذا السُّكونُ على سَريرِكَ خيَّما
وإذا النَّسيمُ وأنتَ في صحنِ الكَرَى
غَرِقٌ دَنا من وَجنتَيكَ لِيَلثِمَا
نَبِّه جفونَكَ لحظةً وانظُر فَتىً
لم يُبقِ مِنهُ هواكَ إلَّا الأَعظُما
جاثٍ على قَدَمِ السَّريرِ وعينُهُ
عينُ المُصَوِّرِ حاولت أن ترسُما
فأصابَ صَدرُكَ صَدرَه لمَّا انحنَى
وتكهربَ الفَمَانُ فَاتَّحَدَا فَمَا
نَم وارعَ حَبَّاتِ القُلوبِ ولا تَكُن
ترعَى كعَيـنِي في الظَّـلامِ الأنجُمـا
نَم فالهَوى حربٌ عليَّ؛ لأنَّهُ
يَرضَى بأن أشقَى وأن تتنعَّما
نَم فوقَ صدري إنَّهُ مهدُ الهَوَى
بِيضٌ جوانِحُـهُ ترفُّ عليكُمـا
لو أَنَّ بعضَ هواكَ كانَ تعبُّـداً
وحياةِ عينِكَ مَا دخلتُ جَهَنَّما