أوامرُ ونواهٍ للأمة المسؤولة عن الأرض، سورة البقرة نزلتْ في بداية تأسيس النبي (صلى الله عليه وسلم) للأمة الإسلامية في المدينة، موضوع السورة الأساسي هو عمارة الأرض أو الاستخلاف في الأرض.
•الاستخلاف أو المسئولية يتطلب العبادةَ الصحيحةَ والعلمَ المفيدَ والصبر الجميل.
•السورة تنقسم إلى مقدمة، وفيها أصناف الناس، وفيها القسم الأول، وفيه تجربةٌ تمهيدية في قصة آدم.
•وتجربةٌ فاشلة في بني إسرائيل وتجربةٌ ناجحة في قصة إبراهيم.
•المُلاحظ في التجارب الثلاثة أن الاختبارات والابتلاءات لهم كانت في طاعة الله؛ ففي قصة آدم كانت الشجرة، وفي بني إسرائيل كانت الأوامر والنواهي، وفي قصة إبراهيم كان ذبح إسماعيل.
•أما القسم الثاني من السورة، وهو الجزء الثاني يركز على أنه يجب أن نستفيد من أخطاء السابقين في الطاعة، في التميز، في التقوى.
•يركز أيضًا هذا الجزء على أن الأوامر والنواهي تكون للأمة، وتكون للفرد المسؤول عن الأرض .
•في هذا الجزء يبدأ الربع الأول باختبارٍ عمليٍّ في الطاعة، وهو تحويل القبلة، وفي هذا الاختبار أننا أمةٌ متميزةٌ بعيدون عن التقليد الأعمى، وفيه الاستخلاف يكون بالتميز، وليس بتكرار التجارب، وفيه المسلم متميزٌ في ألفاظه وأفعاله وقبلته.
•وفي الربع الثاني يؤكد على تميز المسلم لكن تميزٌ بتوازنٍ في كل الأفعال؛ في حياته الشخصية، في حياته الاجتماعية، في حياته الدراسية، في كل مجالات الحياة.
•في الربع الثالث يأخذنا إلى الإصلاح الشامل ليس في الاتجاه فقط، لكن بدأ الربع بالتشريع الجنائي القصاص، ثم التشريع في التركات الوصية، ثم التشريع التعبدي الصيام، وفي نهاية كل تشريعٍ ستجد نهايتَه التقوى، فالأوامر والنواهي مغلفةٌ بالتقوى.
في الربع الرابع ينتقل بنا خطوةً كبيرة وهي الجهاد في سبيل الله
#لماذا؟
للحفاظ على المنهج، فالحفاظ على المنهج يكون بالقوة والقتال.
ثم ينقلنا نقلةً أخرى كبيرة، وهي الإنفاق في سبيل الله، فلا جهاد بلا مال، ثم يختم الربع بآيات الحج.
#الحج هو أول تدريبٍ على القتال؛ أي: التدريب على النفس المُجاهِدَة.
نلاحظ أيضًا في هذا أن: أركان الإسلام الخمسة كلها في سورة البقرة، وهنا أيضًا رسالةٌ للمسلمين خذوا الإسلام كاملًا؛ عقيدةً وعبادةً ومنهج حياة.
في الربع الخامس والسادس والسابع، تجد أحكامَ الأسرة؛ الزواج الطلاق الرضاعة، وتختتم كل آيةٍ بالتقوى، والتقوى باختصار أن تفعل ما أمر اللهُ، وأن تبتعد عمَّا نهى الله.
تجد أيضًا أنه تم تأخير أحكام الأسرة لما بعد أركان الإسلام، وكأن الرسالة تقول: لا قوانين وضعية تحافظ على الأسرة، كمثل الإعداد الديني والنفسي والأخلاقي في الإسلام.
ختام الجزء في الربع الثامن يتحدث عن نصرة الدين، ولا تكونوا مثل بني إسرائيل في تخاذلهم عن نصرة الدين، فهذا المنهج يحتاج المحافظةَ عليه، ولا محافظة عليه إلا بجنودٍ مستعدين للدفاع عنه.
#افتح_مصحفك