🔖فيمن آثر عاجـل العقوبة والآلام علـىٰ لذة الوصـال الحرام 🔖
أحبَّ رجـل جارية من العرب [ وكانت ذات عقل وأدب ] فما زال يَحتـال فِي أمرها حتَّـىٰ اجتمع معها فِي ليلةٍ مظلمةٍ شديدة السواد، فحادثها ساعة ثمَّ دعته نفسه إليها..!
فقـال: يا هـٰذه، قد طال شوقي إليكِ.
قالـت: وأنا كذلك.
فقـال: هـٰذا الليل قد ذهب، والصبح قد اقترب.
قالـت: هـٰكذا تفنىٰ الشهوات، وتنقطع اللذات.
فقـال لها: لو دنوتِ مني.
فقالـت: هيهات! أخاف البعد من الله.
قـال: فما الذي دعاكِ إلـىٰ الحضور معي؟
قالـت: شقوتي وبلائي!
قـال لها: فمتىٰ أراكِ؟
قالـت: ما أنساك، وأما الاجتماع معك فما أراه يكون. ثمَّ تولت.
قال: فاستحييت مما سمعت منها.
🪶وأنـشـد:
توقت عذابا لا يطاق انتقامه
ولم تأت ما تخشىٰ به أن تعذبا
وقالت مقالا كدت من شدة الحيا
أهيم علـىٰ وجهي حيا وتعجبا
ألا أف للحب الذي يورث العمى
ويورد نارا لا تمـل التلهبا
فأقبل عودي فوق بدئـي مفكرا
وقد زال عن قلبي العمىٰ فتسربا
[ روضة المحبين ونـزهة المشتاقين ]📚