ومهمــا استبـدَّ الألـم
لكَ الحمدُ إنَّ الرَزايـا عطـــاء
وإنَّ المُصيبـاتِ بعضُ الكـَــرَم
ألم تُعطِني أنتَ هذا الظلام
وأعطَيتني أنتَ هذا السَّحَر؟
فهل تشكرُ الأرض قطرَ المطر
وتغضبُ إن لم يَجُدها الغمام؟
شهورٌ طِوال وهذي الجِـراح
تمزِّقُ جنبيَّ مثلُ المُدَى
ولا يهدأ الداءُ عندَ الصباح
ولا يمسحُ اللّيل أوجاعَه بالردَى
ولكنّ أيّوبَ إن صاحَ صـــــاح
لك الحَمدُ يا راميًا بالقدر
ويا كاتبًا بعد ذاكَ الشِّفـــاء!"
- بدر شاكر السياب