كان المشهد عبارة عن طائرة تصوير تتسلل لمنزل مدمر رجل ملثم يجلس على كرسي مصاب ويده تنزف، يلتفت نصف التفاتة وبنصف عين يشاهد الطائرة، جراحه النازفة في هذه اللحظة لم تمنعه من تحريك يده الأخرى وأخذ عصا ورميها على الطائرة.
لحظتها كانت رهبة الموت تفوق رغبة الحياة لأي بشر، لكنه لم يكن بشراً عادياً. ولم ينهار بسبب جراحه أو ما ينتظره، أراد إيصال رسالة سامية وبث حي عن البطولة كيف تكون وما معناها.
يا لمهابة المشهد، يا لعظمة الخاتمة. وكأنها كانت مكتوبة في ورقة وهناك ممثل يؤديها. لكنها لم تكن كذلك، وليست ذات تحضير مسبق بل نبذة أخيرة لرجل قصص حياته لا تسعها الروايات والتخيلات.
هذا المشهد الخالد والمهيب الخاتمة السينمائية الأكثر تأثيراً لابد وأن يكون لقصة رجل مختلف في كل شيء. إنه المجاهد البطل يحيى.السن وار غادر هاته الحياة البائسة كما تمنى رحمة الله تعالى عليه
وإنها قصة الحياة المليئة بالدروس، منذ الولادة حتى الشهادة.