قضى عمره في التأليف، إلا أنّه في النهاية أقدم على إتلاف أعماله بنفسه، كنوع من التوبة والإنابة؛ لعدم إخلاصه فيها! كتب في إحدى مراسلاته لابن مسكويه «فقد أصبحت غريب الحال، غريب اللفظ، غريب النحلة، غريب الخلق، مستأنساً بالوحشة، قانعاً بالوحدة، معتاداً للصمت، مجتنفاً على الحيرة، محتملاً الأذى، يائساً من جميع ما ترى...»
فرد ابن مسكويه مواسياً أبا حيان التوحيدي: «أنظر حفظك الله إلى كثرة الباكين حولك و تأسَّ، أو إلى الصابرين معك و تسلّ، فلعمر أبيك إنما تشكو إلى شاكٍ و تبكي إلى باكِ»
كتب أبو حيان التوحيدي مبرراً حرق كتبه بنفسه :«وكيف أتركها لأناسٍ جاورتهم عشرين سنة فما صحَّ لي من أحدهم وداد، ولا ظهر لي من إنسان منهم حِفاظ، ولقد اضطررت بينهم بعد الشهرة والمعرفة في أوقات كثيرة إلى أكل الخضر في الصحراء ... وإلى بيع الدين والمروءة وإلى تعاطي الرياء والنفاق»