".. من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً أو قوت يومي. من الغباء أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشرّدين. من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي.
الوطن هو حيث تتوفر مُقوّمات الحياة لا مُسبّبات الموت. الإنتماء كذبة إخترعها الساسة و أصحاب السلطة لنموت من أجلهم.
لا أؤمن بفكرة الموت من أجل الوطن. الوطن لايخسر أبداً، نحن الخاسرون.
عندما يُبتلي الوطن بالحرب ينادون فقط على الفقراء ليدافعوا عنه. وعندما تنتهي الحرب ينادون على المسؤولين ليتقاسموا الغنائم و المناصب.
عندما يُبتلى الوطن بالحرب، الأبطال الشرفاء الفقراء وحدهم من تمتليء صدورهم بالرصاص، بينما تمتليء بطون المسؤولين و الخونة بالأموال.
عندما يُبتلى الوطن بالحرب، يموت من لا يستحق الموت بسبب من لا يستحق الحياة.
الوطن كذبة، إخترعوها و وضعوا لها حدودا وهمية، و صدّقناها.."
في كتاب "نظام التفاهة" يقول الفيلسوف الكندي "آلان دونو":
"إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام ، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم ، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء ، بكل تفاهتهم وفسادهم ؛ فعند غياب القيم والمبادئ الراقية ، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً ؛ إنه زمن الصعاليك الهابط".
- وكلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة. "إن مواقع التواصل نجحت في ترميز التافهين، حيث صار بإمكان أي جميلة بلهاء، أو وسيم فارغ أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين، عبر عدة منصات تلفزيونية عامة، هي أغلبها منصات هلامية وغير منتجة، لا تخرج لنا بأي منتج قيمي صالح لتحدي الزمان..." !!
في يوم من الايام شاهدت ولد متوسط الحجم يضرب ولد أصغر منه. فجادلته فقال : "الاولاد الكبار يضربوني, فانا اضرب الاولاد الاصغر مني. هذا عادل"... في هذه الكلمات لخص الطفل كل تاريخ الانسانية.
— بيرتراند ويليام راسل "حاز على جائزة نوبل للأدب 1950م "