قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء". | بحار الأنوار ج ٦٤ / باب ١٢.
المؤمن الحقيقي يعيش حالة غربة ووحشة بين الخلق، هو يتحدث بالمحبة ويبحث عنها، لا يعلم أن هناك من يحسد، لا يعلم أن ممن يحبهم أشخاص يتمنون له السوء بدون ذنب سبق منه في حقهم.
كثيرة هي الصور التي يتجلى بها الحسد، فعندما ينال ميزات لم يصلوا هم إليها يجتهدون في إقناعه بأنها أوهام حسداً من عند أنفسهم، ويبالغون في اللعب بمشاعره وتحييره وتخويفه ليتراجع عن تكامله، حجج واهية خداع "أنت تقوم بعمل خاطئ".
حتى شكواه التي يشكوها بهدوء قد يسمونها حقداً، هو يشكو حبه للآخرين ومقابلتهم إياه بالقسوة والشر، لم يتوقع يوماً أن من يحبهم كانوا ليفعلوا ذلك، إنما هي صدمة، ولكنه يُصدم أكثر عندما يرى أن حتى الذين يشكو إليهم هم في الحقيقة محض ذئاب تتلهف لنهش لحمه.
ولكن قف مع نفسك وسط هذه الأمواج من الكراهية والإهمال وعدم الإكتراث، وفكر جيداً قبل أن تنشغل بما سيحول بينك وبين تلك النعمة العظيمة التي تنتظرك، أحسن للناس ولا تقطع ترحمك عليهم ولا تشكو ما تلقاه منهم، فهم لا يعلمون بحالك فلا بأس إن لم يكن لديهم قصد للإيذاء، ولا تكترث لمن يقصدك بسوء واعتزلهم.
لا تنظر لتقصير الآخرين معك، الإنسان خلق لأن يعطي ويهتم، هذا هو تكليفك فلا تحزن، بالتدريج سيزول الألم الحاصل من فعالهم وسيصبح أمراً عادياً، عن الإمام الصادق عليه السلام: "ما من مؤمن إلا وقد جعل الله له من إيمانه أنساً يسكن إليه، حتى لو كان على قلة جبل لم يستوحش إلى من خالفه".
عندما تصل لهذا المقام فاعلم أنك على مشارف تلك النعمة.
•https://t.me/qlzpwjf