تناهَى إلى مسمعِي هذا المقطَع وأنا أخوض الزِّحام في محلاّت الترزِية في أكبر أسواق المدِينة ،ولا أعرف لما إقشعرّ جسدِي كله ،جملةً صفعتنِي على وجهِي ، وحملَت روحي الهاربة إلى عرين الحقيقة التي لطالما أنكرتُها وتجنبتُها
حقيقة أنني لم ولن أحب أحداً أبداً بتلك الطريقة مجدداً ،بل وكأنّ مخزونِي من المشاعِر كلها قد إنسكبَ فيهِ ،وأنني مهما حاولتُ تخيُّل حياتِي مع رجلٍ غيره فشِلت ، بل وكرهتُها حتى قبل أن تكُون
وأنه وحدَه -ولا أحد غيره- من أرِيد للمرات الأولى كلها أن تكونَ معه.
حتى وقتٍ قريب إعتقدتُ أنني نسيت ، وأن قلبِي الآن مهيأٌ لحُبٍ جديد ،وأنّ خيره في غيره ، وأن الحياة قِسمة ونصِيب ،وأننا غير مناسِبان لبعضنا من نواحٍ عدّة ، وأن...
سلسلة من الأعذارُ التي لا تنتهي أوجدتها كَي أستمر ،كي أنام ليلاً وأستيقظ صباحاً دون أن يكون هو أول وآخر فكرة ، كي لا أصاب بالجنون!
ولكِن..
كيفَ ينسى القَلب أهمّ ساكنيه
وكيفَ يمحو العقل أكثر ذكرياتٍ حاضرة فيه
وكيف أتجاوزُ أنا نفسِي
نعم ، إنه منِي إليّ كنفسِي لِي ، متجذّراً راسخاً مقيماً حاضِراً رغم كل الغياب.
🏷#قصصهم (1)
#مريم_الشيخ🤎
●