الإنسان المتقي هو الذي يعمل بالواجبات وينتهي عن المحرمات، لكن لا ينبغي للمؤمن -إذا أراد أن يترقى ويتكامل- أن يقتصر على ذلك، بل لابد أن يحرص ما استطاع على الإتيان بالمستحبات والإجتناب عن المكروهات، لما في ذلك من أثر طيب على حياته في الدنيا والآخرة.
وينبغي أن نعلم أن المستحبات محبوبة لله تعالى كما هي الواجبات، وأن المكروهات مبغوضة لله كما هي المحرمات، والفرق هو في درجة المحبوبية والمبغوضية، والإلزام والترخيص، ففي الواجبات يوجد إلزام بالفعل ولا يوجد ترخيص بالترك بخلاف المستحبات، وكذلك يوجد إلزام بالترك ولا يوجد ترخيص بالفعل في المحرمات بخلاف المكروهات.
وإذا كان في المستحبات محبوبية للمولى وفي المكروهات مبغوضية له بدرجة ما، فعلى المؤمن أن يأتي بكل ما هو محبوب لمولاه، ويجتنب عن كل ما هو مبغوض له، حتى وإن لم يكن ملزماً بذلك.