من معين الكتب | Ma3een quotes books

نَعَمْ ولا يَجُوزُ لِلشَّيْخِ أَنْ يَذْكُرَ شَيْئًا مِمَّا لا يُوَافِقُهُ الشَّرْعُ عَلَى ظَاهِرِهِ، بَلْ يَلْزَمُ ظَاهِرَ الشَّرْعِ وَالرُّجُوعَ لِحَقِيقَةِ الحَقِّ ، عَامِلًا عَلَىٰ قَوْلِ القَائِلِ رحمه اللَّهُ :
فَمَنْ فَهِمَ الإِشَارَةَ فَلْيَصُنْهَا ••• وَإِلّا سَوْفَ يُقْتَلُ بِالسِّنَانِ
كَحَلَّاجِ المَحَبَّةِ إذ تَبَدَّتْ••• لَهُ شَمْسُ الحَقِيقَةِ بِالتَّدَانِي
قُلْتُ: وَإِلَى هَذِهِ المَعَانِي أَشَارَ المُؤَلِّفُ بِقَوْلِهِ : (وَلَيْسَ لَكَ إِلَّا مَا أَنْتَ لَهُ آكِلٌ)
أَيْ: كَمَا لا يَصِحُّ أَنْ تَأْكُلَ مَا يَقْتُلُكَ، لا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ ولا تَقْبَلَ مَا يَقْتُلُكَ، ولا أَنْ تَدَّعِيَ مَا لَيْسَ مِنْ شِنْشِنَتِكَ بِمُجَرَّدِ اسْتِشْرَافِكَ وَفَهْمِكَ وَقُوَّتِكَ.
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٩٣

وَلَا يَجُوزُ لِلْمَشَايِخِ أَنْ يَذْكُرُوا لِلْمُرِيدِينَ مَا تَحَارُ فِيهِ عُقُولُهُمْ،
فَقَدْ قَالَ «أبو حَامِدٍ» رحمه الله : «قَدْ تَضُرُّ الحَقَائِقُ بأقْوَامٍ كَمَا يَتَضَرَّرُ الجُعْلُ بِالوَرْدِ وَالمِسْكِ»،
وَقَالَ عليه السلام : «حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَفْهَمُونَ،
أتُرِيدُونَ أنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُولُهُ ؟!» [صحيح من قول علي رضي الله عنه ولا يصح مرفوعا] .
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٩٣

قبول الفائدة ولو كان من صغار الطلبة :

العلم لا يُقرن بسنّ، فقد يهب الله تعالى لامرئ صغيرٍ فهما لم يؤتَه كبير.
بل حتّى الطير كما في قصّة الهدهد مع نبي الله سليمان عليه السلام.

يقول ابن رجب: (إنّ علماء الدين كلّهم معترفُون بأنّ الإحاطة بالعلم من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم، ولا ادعاء أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين، فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيرا، ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم..).

📚 [شرح رسالة آداب الدارس والمدرس ص/125].

فكلُّ همٍّ له من بعدِهِ فرجٌ ... وكلُّ أمرٍ إذا ما ضاقَ يتّسِعُ

ثُمَّ بَعْدَ هَذَا فَـ (العِبَارَاتُ) الَّتِي يُعَبِّرُ بِهَا مَنْ تَقَدَّمَ وَصْفُهُ (قُوتٌ لِعَائِلَةِ المُسْتَمِعِينَ) فَكُلُّ أَحَدٍ لا يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَدَّى سَمَاعُهُ حَالَهُ،
وَلا يَسْمَعَ مَا يُؤَدِّيهِ إِلَىٰ ضَلَالٍ ،
وَإِذَا سَمِعَ شَيْئًا عَرَضَهُ عَلَى قَوَاعِدِ اعْتِقَادِهِ، فَإِنْ قَبِلَتْهُ وَإِلَّا رَدَّهُ مِنْ غَيْرِ انْتِقَادٍ ولا اعْتِقَادٍ، بَلْ يُسَلِّمُ عِلْمَ ذَلِكَ إِلَى أَرْبَابِهِ .
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٩٣-١٩٤

من #الحكم_العطائية
(العِبَارَاتُ قُوتٌ لِعَائِلَةِ المُسْتَمِعِينَ،
وَلَيْسَ لَكَ إِلَّا مَا أَنْتَ لَهُ آكِلٌ)
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٩٣-١٩٤ انتقاء

قِيلَ لِـ «حَمْدُونَ القصَّارِ» رحمه الله : مَا بَالُ كَلَامِ السَّلَفِ أَنْفَعُ مِنْ كَلَامِنَا؟
قَالَ: «لِأَنَّهُمْ تَكَلَّمُوا لِعِزِّ الإِسْلَامِ وَنَجَاةِ النُّفُوسِ وَرِضَا الرَّحْمَنِ ،
وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ لِعِزِّ النُّفُوسِ وَطَلَبِ الدُّنْيَا وَقَبُولِ الخَلْقِ».
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٩١

تعلَّم علومًا مضت واعتبرْ

#خاطرة

وَذَلِكَ لأَنَّ (كُلَّ كَلَامٍ يَبْرُزُ) فَإِنَّمَا يَبْرُزُ (وَعَلَيْهِ كِسْوَةُ الْقَلْبِ الَّذِي مِنْهُ بَرَزَ)
فَمَا خَرَجَ مِنَ القَلْبِ بِنِيَّةِ الوُصُولِ إِلَى القَلْبِ دَخَلَ القَلْبَ،
وَمَا قُصِرَ عَلَى اللِّسَانِ لَمْ يُجَاوِزِ الآذَانَ .
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٩١

من #الحكم_العطائية
(كُلَّ كَلَامٍ يَبْرُزُ،
وَعَلَيْهِ كِسْوَةُ الْقَلْبِ الَّذِي مِنْهُ بَرَزَ)
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٩١ انتقاء

مهما أسرفت على نفسك بالخطيئات فلعلك لا تغفل عن:
- مداومة الاستغفار، لاسيما في مظان الإجابة كساعة الجمعة، وبين الأذانين، ونحوها مما تعرف. وليكن بسيد الاستغفار «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك…».
- الصلاة في وقتها، فهي «العتبة الأخيرة التي يقف الإنسان عليها قبل أن يهوي!».
- إنعاش القلب من حين لآخر بسماع موعظة، والإنصات لقراءة متدبرة، لتذكير النفس بحقائق الموت والقبر والخلود الأبدي.
- موالاة التنبّه إلى النعم والآلاء التي يغدقها الله تعالى عليك في دقيق أمرك وجليله، ليمتلئ فؤادك خجلًا وامتنانًا.
- أن لا تبيت في فراشك وفي قلبك غل ولا حسد ولا نية سوء لأحد من المسلمين، وهذه منزلة رفيعة كابد لتبلغها بتوفيق الله.

وَإِنَّمَا (تَسْبِقُ أَنْوَارُ الْحُكَمَاءِ أَقْوَالَهُمْ) لِأَنَّهُمْ لا يَنْطِقُونَ إِلَّا بِاللهِ وَلِلَّهِ،
(فَحَيْثُ صَارَ التَّنْوِيرُ) مِنْ قُلُوبِ الخَلْقِ (وَصَلَ التَّعْبِيرُ) مِنْهَا ؛
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٩٠-١٩١

من #الحكم_العطائية
(تَسْبِقُ أَنْوَارُ الْحُكَمَاءِ أَقْوَالَهُمْ،
فَحَيْثُ صَارَ التَّنْوِيرُ، وَصَلَ التَّعْبِيرُ)
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٩٠-١٩١ انتقاء

يقول معن زيادة في مذكراته : وأذكر أن أستاذ اللغة الفرنسية في المدرسة، وكان أستاذا جيداً لكنه ابتلي بلعب القمار وشرب الكحول، وكان كثيراً ما يخسر ويسكر، فهو يقامر بكل شيء، ولعله قامر في إحدى المرات على حذائه فخسره فلم يكن أمامه إلا المجيء إلى المدرسة منتعلاً حذاء زوجته بكعب مرتفع، لأن المدير لم يكن يتسامح مع غياب المعلمين، وعندما جاء من أخبر المدير (نسيب جرمانوس) بالأمر، دخل إلى القاعة واستدعى الأستاذ وتحدث إليه في الخارج، ولعله أعطاه بعض النقود وصرفه لشراء حذاء بديل ثم عاد إلى القاعة ليأخذ محله إلى أن عاد المعلم إلى المدرسة بحذاء جديد.

مختصر الداء والدواء

أ. د. #أحمد_المزيد

#أخلاق_ورقائق_وتزكية

قال الشيخ زَرُّوقٌ : الاسْتِقَامَةُ الكَامِلَةُ :
هِيَ الاسْتِوَاءُ فِي اتِّبَاعِ الحَقِّ ظَاهِرًا وَبَاطِنَا عَلَى المَنْهَجِ السَّوِيِّ بلا عِلَّةٍ،
فَهِيَ إِذًا تَوْبَةٌ بلا إِصْرَارٍ،
وَعَمَلٌ بلا فُتُورٍ،
وَإِخْلَاصٌ بلا الْتِفَاتٍ،
وَيَقِينٌ بِلَا تَرَدُّدٍ،
وَاسْتِسْلَامٌ بلا مُنَازَعَةٍ،
وَتَفْوِيضٌ بلا تَدْبِيرٍ ،
وَتَوَكُّلٌ بلا وَهَنٍ.
(الشرح السابع عشر، ص 275)
__________________
من حاشية #الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٨٩

"العيب الوحيد في القراءة أنك تحسّ بضياع الوقت إذا مارستَ صنعةً غيرها!"

د. هاني الصاعدي

ثُمَّ زَادَ المُؤَلِّفُ رحمه اللهُ بَيَانًا فَقَالَ : (تَحَقَّقْ بِأَوْصَافِكَ يُمِدُّكَ بِأَوْصَافِهِ)،
فَكُلَّمَا ازْدَدْتَ تَحَقَّقَا بِوَصْفِكَ ازْدَدْتَ مَدَدًا مِنْ وَصْفِهِ،
وَوَجْهُ التَّحَقُّقِ بِأَوْصَافِكَ أَنْ تَنْظُرَ فِي كُلِّ أَحْوَالِكَ فَتَرَى عَجْزَكَ وَضَعْفَكَ وَفَقْرَكَ وَذُلَّكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ،
فَإِذَا أَرَدْتَ مَثَلاً حَاجَةً قَدَّرْتَ المَوْتَ حَائِلاً بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا ،
وَبِحَسَب ذَلِكَ تَرَى الأَمْرَ لَيْسَ لَكَ وَلا مِنْكَ،
فَبِالضَّرُورَةِ تَقُولُ بِلِسَانِ حَالِكَ وَمَقَالِكَ فِي كُلِّ أَحْوَالِكَ :
إنِّي إِلَيْكَ مَعَ الأَنفَاسِ مُحْتَاجٌ ••• لَوْ كَانَ فِي مَفْرَقِي الإِكْلِيلُ وَالتَّاجُ
(تَحَقَّقْ بذُلِّكَ يُمِدُّكَ بِعِزِّهِ)
وفي المعنى أنشدوا :
لاَ يُبْعِدَنَّكَ عُتْبُنَا عَنْ بَابِنَا ••• فَالعَهْدُ بَاقٍ وَالوِدَادُ مُصَانُ
وَبِحُسْنِنَا وَبِجَاهِنَا وَبِعِزِّنَا ••• شَاعَ الحَدِيثُ وَسَارَتِ الرُّكْبَانُ
فَإِذَا ذَلَلْتَ لِعِزِّنَا وَلِجَاهِنَا ••• ذَلَّتْ لِعِزَّتِكَ المُلُوكُ وَهَانُوا
(تَحَقَّقْ بِعَجْزِكَ يَمُدُّكَ بِقُدْرَتِهِ) حَتَّى لا يَقْدِرَ أَحَدٌ مُقَاوَمَتَكَ مِنَ الوُجُودِ،
ولا يُطِيقُ أَبَدًا عَلَى عَدَمٍ ولا وُجُودٍ، فَتَتَلاشَى فِي هِمَّتِكَ المَقْدُورَاتُ فَضْلًا عَنِ المَخْلُوقَاتِ،
فَتَكُونُ مُتَحَقِّقَا بِمَعْنَى قَوْلِهِ : لاَ حَوْلَ و لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ،
إِذ جَاءَ فِي تَفْسِيرِ ذَلِكَ : لا حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ إِلا بِعِصْمَةِ اللهِ،
ولا قُوَّةَ عَلَى طَاعَة اللهِ إِلا بِإِعَانَةِ اللهِ،
ذَكَرَهُ «أَبُو طَالِبٍ» فِي كِتَابِهِ وَقَالَ: «حُدِّثْنَا بِهِ عَنْ
رسول الله ‎ﷺ».
(تَحَقَّقْ بِضَعْفِكَ يُمِدُّكَ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ) حَتَّى تَقْوَىٰ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذ تَرَىٰ نَفْسَكَ ضَعِيفًا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ،
وَكَذَا إِذَا تَحَقَّقْتَ بِفَقْرِكَ أَمَدَّكَ بِغِنَاهُ،
ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ تَحَقُّقَكَ بِوَاحِدٍ مِمَّا يَسْتَلْزِمُ التَّحَقُّقَ بِجَمِيعِهَا ،
وَحُصُولَ وَاحِدٍ يُحَقِّقُ لَكَ جَمِيعَهَا.
وَفِي المَعْنَى أَنْشَدُوا :
أَدَبُ العَـبِـيـدِ تَذَلُّلٌ ••• وَالعَبْدُ لا يَدَعُ الأَدَبْ
فَإِذَا تَكَـامَلَ ذُلُّهُ ••• نَالَ المَوَدَّةَ وَاقْتَرَبْ
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٨٧-١٨٨

من #الحكم_العطائية
(تَحَقَّقْ بِأَوْصَافِكَ يُمِدُّكَ بِأَوْصَافِهِ،
تَحَقَّقْ بذُلِّكَ يُمِدُّكَ بِعِزِّهِ،
تَحَقَّقْ بِعَجْزِكَ يَمُدُّكَ بِقُدْرَتِهِ،
تَحَقَّقْ بِضَعْفِكَ يُمِدُّكَ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ).
______________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٨٧-١٨٨ انتقاء

أبيت للرملي نقلت من خطه ر-حمه الله-

لنا من الله بالألطاف عادات ... فكم لها ظهرت بالصدق آيات

ما ساءنا من مصاب الدهر نائبة ... إلاوكانت لنا فيها مسرات

ولا رفعنا يدا بالذل عن ضرر ... إلا وقد رفعت تلك المضرات

ولا رجوناه في أمر نحاوله ... إلا وجاءت لنا منه البشارات

ولا دعوناه في سر وفي علن ... إلا وجاءت لنا منه الإجابات

ما قدر الله لا شيء يناقضه ... وللخلائق في هذا مقامات

لا تنظرن لغير الله في سبب ... فالله يفعل والأسباب آلات

واغضض بطرفك لا تنظر به أحدا ... فالله حي وكل الخلق أموات

_________

المكتبة الأزهرية 28556

أفادني بها الشيخ/ نشأت كمال

قَالَ فِي «التَّنْوِيرِ» : «وَفِي البَلَايَا وَالفَاقَاتِ مِنْ أَسْرَارِ اللَّطَائِفِ مَا لا يَفْهَمُهُ إِلا أُولُو البَصَائِرِ،
أَلَمْ تَرَ أَنَّ البَلَايَا تُخْمِدُ النَّفْسَ وَتُذْبِلُهَا وَتُدْهِشُهَا عَنْ طَلَبِ حُظُوظِهَا،
وَيَقَعُ مَعَ البَلايَا وُجُودُ الذُّلَّةِ وَالانْكِسَارِ،
وَمَعَ الذُّلَّةِ تَكُونُ النُّصْرة؛
﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بدرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ﴾».
انتهى .
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٨٥

ثُمَّ قَالَ رحمه الله : (رُبَّمَا وَجَدْتَ مِنَ الْمَزِيدِ فِي الْفَاقَاتِ مَا لَا تَجِدُهُ فِي الصَّوْمِ وَالصَّلاةِ) وَإِنْ كَانَا أَرْفَعَ العِبَادَاتِ ، فَلَيْسَ لَهُمَا مِنَ الحُضُورِ مَا يُوجَدُ فِي الفَاقَاتِ .
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٨٥

من #الحكم_العطائية
(رُبَّمَا وَجَدْتَ مِنَ الْمَزِيدِ فِي الْفَاقَاتِ مَا لَا تَجِدُهُ فِي الصَّوْمِ وَالصَّلاةِ)
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٨٥

وَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ (عَلِمَ أَنَّ العُبَّادَ يَتَشَوَّفُونَ إِلَى ظُهُورِ سِرِّ العِنَايَةِ) بِاخْتِصَاصِ البَعْضِ دُونَ البَعْضِ بِوَجْهِ دُونَ وَجْهِ وَبِحَالٍ دُونَ حَالٍ
(فَقَالَ: ﴿يَختَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ﴾) فَقَطَعَ الأَطْمَاعَ عَنِ النَّيْلِ بِالاكْتِسَابِ وَالتَّوَصُّلِ بِالأَسْبَابِ .
(وَعَلِمَ أَنَّهُ لَوْ تَرَكَهُمْ وَذَلِكَ لَتَرَكُوا العَمَلَ اعْتِمَادًا عَلَى الْأَزَلِ) وَوُقُوفًا مَعَ النَّفْسِ فِي بَطَالَتِهَا،
(فَقَالَ : ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾)،
فَبَيَّنَ أَنَّ الأَعْمَالَ عَلَامَاتٌ، لا أَنَّهَا أَسْبَابٌ فِي تَحْصِيل الخَيْرَاتِ ،
فَلَيْسَ قَاعِدَةُ التَّحْقِيقِ إِلا سَابِقَةَ التَّوْفِيقِ،
فَكُلُّ شَرِيعَةٍ حَقِيقَةٌ ولا يَنْعَكِسُ،
الشَّرِيعَةُ مُبَيِّنَةٌ، وَالحَقِيقَةُ مُعَيِّنَةٌ،
وَالهِدَايَةُ وَالضَّلَالُ بِيَدِ اللهِ.
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٨١

من #الحكم_العطائية
(عَلِمَ أَنَّ العُبَّادَ يَتَشَوَّفُونَ إِلَى ظُهُورِ سِرِّ العِنَايَةِ،
فَقَالَ: ﴿يَختَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ﴾،
وَعَلِمَ أَنَّهُ لَوْ تَرَكَهُمْ وَذَلِكَ لَتَرَكُوا العَمَلَ اعْتِمَادًا عَلَى الْأَزَلِ،
فَقَالَ : ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾).
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٨١ انتقاء

وَإِذَا تَحَقَّقْتَ أَنْ وُجُودَهُ سَابِقٌ لِوُجُودِكَ، ظَهَرَ لَكَ أَنَّ عَطَاءَهُ لا يَكُونُ لاَحِقًا لِطَلَبِكَ
(كَيْفَ يَكُونُ طَلَبُكَ اللاحِقُ سَبَبًا فِي عَطَائِهِ السَّابِقِ؟!
جَلَّ حُكْمُ الأَزَلِ أَنْ يَنْضَافَ إِلَى الْعِلَلِ)
هَذَا مَا لا يُتَصَوَّرُ بِوَجْهٍ ولا بِحَالٍ لاِسْتِحَالَةِ تَقَدُّمِ المُتَأَخِّرِ وَتَأَخُّرِ المُتَقَدِّمِ بَعْدَ وُجُوبِهِ.
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٩

من #الحكم_العطائية

(كَيْفَ يَكُونُ طَلَبُكَ اللاحِقُ سَبَبًا فِي عَطَائِهِ السَّابِقِ؟!
جَلَّ حُكْمُ الأَزَلِ أَنْ يَنْضَافَ إِلَى الْعِلَلِ)
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٩

وَقَالَ الشَّيْخُ «أَبُو الحَسَنِ» رضي الله عنه :
«لاَ يَكُنْ هَمُّكَ فِي دُعَائِكَ الظَّفَرَ بِقَضَاءِ حَاجَتِكَ فَتَكُنْ مَحْجُوبًا ،
وَلْيَكُنْ هَمُّكَ مُنَاجَاةَ مَوْلاَكَ».
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٩

قَالَ الشَّيْخُ «أَبُو مُحَمَّدٍ عبد العَزِيزِ المَهْدَوِيُّ» رضي الله عنه :
«مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي دُعَائِهِ تَارِكًا لاِخْتِيَارِهِ رَاضِيًا بِاخْتِيَارِ الحَقِّ تَعَالَى لَهُ فَهُوَ مُسْتَدْرَجٌ ، وَهُوَ مِمَّنْ قِيلَ فِيهِ :
اقْضُوا حَاجَتَهُ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ.
فَإِنْ كَانَ مَعَ اخْتِيَارِ الْحَقِّ تَعَالَى لَا مَعَ اخْتِيَارِهِ لِنَفْسِهِ كَانَ مُجَابًا وَإِنْ لَمْ يُعْطَ ، وَالأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا».
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٩

وَاعْلَمْ أَنَّ (مَنْ عَرَفَ الْحَقَّ شَهِدَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ) فَاعِلًا وَمُدَبِّرًا فَلَمْ يَأْنَسْ بِشَيْءٍ وَلَمْ يَسْتَوْحِشْ مِنْ شَيْءٍ؛ إذ فَنِيَ بِهِ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ،
(وَمَنْ فَنِيَ بِهِ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ) فَلَمْ يَرَ مَوْجُودًا سِوَاهُ ولا مُوجِدًا إِلاّ إِيَّاهُ ،
وَبِحَسَبِ ذَلِكَ يَظْهَرُ جَمَالُهُ وَكَمَالُهُ فَيُحِبُّهُ العَبْدُ ضَرُورَةً،
(وَمَنْ أَحَبَّهُ لَمْ يُؤْثِرْ عَلَيْهِ شَيْئًا) مِنْ إِرَادَاتِهِ وَشَهَوَاتِهِ، فَضْلًا عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ.
قَالَ سَيِّدِي «أبو عبد اللهِ بْنُ عَبَّادِ» رحمه الله :
«وَهَذِهِ الْأُمُورُ الَّتِي ذَكَرَهَا الْمُؤَلِّفُ هِيَ عَلَامَاتُ بُلُوغ هَذِهِ المَقَامَاتِ العَلِيَّةِ ، وَبِهَا تَصِحُّ وَتَكْمُلُ،
فَمَنْ لَمْ يَجِدْهَا فِي نَفْسِهِ فلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَدَّعِيَ تِلْكَ المَقَامَاتِ،
وَلْيَعْمَلْ عَلَى مُجَاهَدَةِ نَفْسِهِ فِيمَا يُصَحِّحُهَا وَيُكَمِّلُهَا».
انْتَهَى.
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٦

من #الحكم_العطائية
(مَنْ عَرَفَ الْحَقَّ شَهِدَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ،
وَمَنْ فَنِيَ بِهِ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ،
وَمَنْ أَحَبَّهُ لَمْ يُؤْثِرْ عَلَيْهِ شَيْئًا).
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٦ انتقاء

يقول رئيس وزراء الأردن السابق سعد جمعة رحمه الله في كتابه : ( الله أو الدمار ) : ذكرت وكالة الأسيوشتد برس غداة الإحتفال بتشييع جنازة تشرشل في لندن أن ( شالمان شازار وبن غوريون) اللذين مثّلا الحكومة الإسرائيلية في ذلك الاحتفال، سارا مسافة ميل ونصف وهما الشيخان اللذان تجاوزا السبعين، ورفضا ركوب العربة لأن يوم الاحتفال كان يوم سبت والدين اليهودي يحرم استخدام وسائل النقل في ذلك اليوم، وبن غوريون وغيره من القادة اليهود جميعهم دون استثناء لا يأكلون الطعام إلاّ إذا أُعِد وفقا للعقيدة اليهودية وتحريماتها الواردة في التوراة، واليهود إلى هذه الساعة يرجمون السيارات في قلب تل أبيب إذا سارت أيام السبت في الطرقات، و( يوسف تيكواه) مندوب إسرائيل في الهيئة الدولية يعطل اجتماع مجلس الأمن ليقوم بالطقوس الدينية والجماهير اليهودية حين وصلت إلى حائط المبكى في السابع من حزيران المشؤوم صلى بهم حاخامهم الأكبر صلاة النصر والظفر، فعلا النواح، وجلجلت الأصوات الهادرة ليسقط محمد اليوم انتهى محمد ( محمد مات وخلف بنات) يا لثارات خيبر لم يهتفوا ضد ناصر أو الأتاسي أو عارف أو الحسين أو غيرهم من قادة العرب وزعمائهم، لأن هدف المؤامرة هو محمد والإسلام، ومع ذلك لم
نسمع صوتا واحداً يرتفع في الساحة العربية للدفاع عن محمد ودين محمد ، ولم نجد مفكراً واحداً يكتب حرفًا في تعبير اليهود بالأرضية الدينية، ولم نجد عربيا يسأل نفسه: لماذا يهتف القوم ضد محمد؟ ذلك لأن معظم من واجهوا إسرائيل في معركة الذل من التقدميين لا يعرفون محمدا ، بل لا يعرفون الله.

وَقَالَ فِي «لطَائِفِ المِنَنِ» :
«اعْلَمْ أَنَّ مَبْنَى أَمْرِ الوَلِيِّ عَلَى الاكْتِفَاءِ بِاللهِ، وَالقَنَاعَةِ بِعلمِهِ، وَالاغْتِنَاءِ بِشُهُودِهِ؛
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ ،
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ ،
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾ ،
وَقَالَ : ﴿أَوَلَمْ يَكفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾
فَمَبْنَى أَمْرِهِمْ فِي بِدَايَاتِهِمْ عَلَى الفِرَارِ مِنَ الخَلْقِ ، وَالانْفِرَادِ بِالمَلِكِ الحَقِّ،
وَإِخْفَاءِ الأَعْمَالِ، وَكَتْمِ الأَحْوَالِ،
تَحْقِيقًا لِفَنَائِهِم، وَتَثْبِيتًا لِزُهْدِهِمْ،
وَعَمَلَا عَلَى سَلَامَةِ قُلُوبِهِم، وَحُبًّا فِي إِخْلَاصِ أعْمَالِهِمْ لِسَيّدِهِمْ،
حَتَّى إِذَا تَمَكَّنَ اليَقِينُ، وَأُيِّدُوا بِالرُّسُوخ وَالتَّمْكِينِ ،
وَتَحَقَّقُوا بِحَقِيقَةِ الفَنَاءِ، وَرُدُّوا إِلَى وُجُودِ البَقَاءِ،
فَهُنَاكَ إِنْ شَاءَ الحَقُّ أَظْهَرَهُم ، وَإِنْ شَاءَ سَتَرَهُم».
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٥-١٧٦

وَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ «أَبو عبد اللهِ القُرَشِيُّ» رضي الله عنه :
«كُلُّ مَنْ لَمْ يَقْنَعُ فِي أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ بِسَمْعِ اللهِ وَنَظَرِهِ دَخَلَ عَلَيْهِ الرِّيَاءُ لا مَحَالَةَ».
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٥

فَإِذَا أَرَدْتَ السَّلَامَةَ وَالصِّدْقَ (غَيِّبْ نَظَرَ الْخَلْقِ إِلَيْكَ) إذ لاَ يَمْلِكُونَ ضَرًّا ولا نَفْعًا
(بِنَظَرِ اللهِ إِلَيْكَ) إذ هُوَ المَالِكُ لَهُمْ وَلَكَ ،
(وَغِبْ عَنْ وُجُودِ إِقْبَالِهِمْ عَلَيْكَ) بِالإِسْعَافِ وَالاحْتِرَامِ
(بِشُهُودِ إِقْبَالِهِ عَلَيْكَ) بَالإِفْضَالِ وَالإِنْعَامِ،
هَذَا إِنْ رَجَعْتَ إِلَيْهِ،
وَإِلا فَبِضِدِّهِ .
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٥

من #الحكم_العطائية
(غَيِّبْ نَظَرَ الْخَلْقِ إِلَيْكَ، بِنَظَرِ اللهِ إِلَيْكَ،
وَغِبْ عَنْ وُجُودِ إِقْبَالِهِمْ عَلَيْكَ، بِشُهُودِ إِقْبَالِهِ عَلَيْكَ).
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٥ انتقاء

وَقَالَ «أَبو الخَيْرِ الأَقْطَعُ» :
«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَىٰ عَمَلِهِ فَهُوَ مُرَاءٍ،
وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَى حَالِهِ فَهُوَ كَذَّابٌ».
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٥

قَالَ «أَحْمَدُ بْنُ أَبي الحَوَارِي» رحمه الله :
«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُعْرَفَ بِشَيْءٍ مِنَ الخَيْرِ أَو يُذْكَرَ بِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ فِي عِبَادَتِهِ ؛
لِأَنَّ مَنْ عبد عَلَى المَحَبَّةِ لَا يُحِبُّ أَنْ يَرَىٰ خِدْمَتَهُ سِوَى مَخْدُومِهِ» .
______________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٥

وَقَدْ قَالَ «الفُضَيْلُ» رحمه الله :
«العَمَلُ لأجل النَّاسِ رِيَاءٌ،
وَتَرْكُ العَمَل لأجل النَّاس شركٌ،
والإخلاصُ أنْ يُعَافِيَكَ اللهُ مِنْهُمَا » .
_______________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٥

فَـ (رُبَّمَا دَخَل الرِّيَاءُ عَلَيْكَ مِنْ حَيْثُ لا يَنْظُرُ الخَلْقُ إِلَيْكَ) وَذَلِكَ أَنَّ (اسْتِشْرَافَكَ أَنْ يَعْلَمَ الْخَلْقُ بِخُصُوصِيَّتِك) وَمَحَبَّتَكَ الاطِّلَاعَ عَلَى مَثَاقِيلِ الذَّرِّ مِنْ عَمَلِكَ،
إِمَّا عَلَى عَيْنِهِ أو عَلَى لاَزِمِهِ وَهُوَ مَا يُكْسِيكَ الحَقُّ مِنْ حُلَّتِهِ عِنْدَ التَّحَقَّقِ بِهِ
(دَلِيلٌ عَلَى عَدَم صِدْقِكَ فِي عُبُودِيَّتِكَ) إذ لَوْ صَدَقْتَ مَوْلاَكَ مَا الْتَفَتْتَ لِغَيْرِهِ .
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٥

من #الحكم_العطائية
(رُبَّمَا دَخَل الرِّيَاءُ عَلَيْكَ مِنْ حَيْثُ لا يَنْظُرُ الخَلْقُ إِلَيْكَ)
(اسْتِشْرَافُكَ أَنْ يَعْلَمَ الْخَلْقُ بِخُصُوصِيَّتِك،
دَلِيلٌ عَلَى عَدَم صِدْقِكَ فِي عُبُودِيَّتِكَ).
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٥ انتقاء

ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ (حَظَّ النَّفْسِ فِي الاطّلاعِ عَلَى المَعْصِيَةِ) وَالعَمَلِ بِهَا (ظَاهِرٌ جَلِيٌّ)
أَمَّا فِي حَقِّ الغَيْرِ فَلِاسْتِشْعَارِ العَبْدِ بِتَزْكِيَةِ نَفْسِهِ ، وَأَمَّا فِي العَمَل بِهَا فَلِمُوَافَقَةِ النَّفْس عَلَيْهَا .
(وَحَظُّهَا فِي الطَّاعَةِ بَاطِنٌ خَفِي) لِأَنَّ رُؤْيَتَهَا مِنَ الغَيْرِ يُوجِبُ إِشْعَارَ النَّفْسِ بِالتَّزْكِيَةِ بِصُحْبَةِ الصَّالِحِينَ، ووُجُودُهَا مَعْلُولٌ بِالأَعْوَاضِ وَالأَغْرَاضِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، هَذَا وَجْهُ كَوْنِهَا حَظًّا ، أَمَّا خَفَاؤُهَا فَلأَنَّ صُورَتَهَا مُخَالِفَةٌ لِلْحَظ ،
(وَمُدَاوَاةُ مَا يَخْفَى صَعْبٌ عِلاجُهُ)
فَكُنْ فِي الطَّاعَةِ أَشَدَّ مِنْكَ اتِّهَامًا لِنَفْسِكَ فِي المَعْصِيَةِ.
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٤

من #الحكم_العطائية
(حَظُّ النَّفْسِ فِي الاطّلاعِ عَلَى المَعْصِيَةِ ظَاهِرٌ جَلِيٌّ،
وَحَظُّهَا فِي الطَّاعَةِ بَاطِنٌ خَفِي،
وَمُدَاوَاةُ مَا يَخْفَى صَعْبٌ عِلاجُهُ).
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٤ انتقاء

وَلِلَّهِ دَرُّ بَعْضِ الْمَشَايِخِ حَيْثُ يَقُولُ :
ارْحَمْ بُنَيَّ جَمِيعَ الخَلْقِ كُلَّهُمُ ••• وَانْظُرْ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ اللُّطْفِ وَالشَّفَقَهْ
وَقِّرْ كَبِيرَهُمْ وَارْحَمْ صَغِيرَهُمُ ••• وَرَاعِ فِي كُلِّ خَلْقٍ حَقَّ مَنْ خَلَقَهْ
وَفِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام رَأَى عَاصِيًا فَدَعَا عَلَيْهِ فَأَهْلَكَهُ اللهُ،
ثُمَّ رَأَىٰ آخَرَ فَدَعَا عَلَيْهِ فَأَهْلَكَهُ اللهُ،
فَأَمَرَهُ اللهُ بِذَبْحِ وَلَدِهِ، فَلَمَّا دَنَى لِذَبْحِهِ قَالَ: إِلَهِي وَلَدِي وَثَمْرَةُ فُؤَادِي ،
فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ : وَاحِدًا بِوَاحِدٍ وَالْبَادِئُ أَظْلَمُ.
انْتَهَى بِالْمَعْنَى المُحَاذِي لِلَفْظِهِ.
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٤

لأَنَّ (مَنِ اطَّلَعَ عَلى أسْرَارِ الْعِبَادِ وَلَمْ يَتَخَلَّقْ بالرَّحْمَةِ الإلَـٰهِيَّةِ) الَّتِي تَشْمَل الطَّائِعَ وَالعَاصِي ، وَتَسْتُرُ الدَّانِي وَالقَاصِي ،
(رُبَّمَا كَانَ اطِّلَاعُهُ فِتْنَةً عَلَيْهِ) فِي الحَالِ ؛
إذ يُوجِبُ طَيْشَهُ وَغَفْلَتَهُ وَاشْتِغَالَهُ بالخَلقِ عَنِ الحَقِّ ،
وَرُبَّمَا كَانَ ضَرَرًا فِي المَآلِ (وَسَبَبًا لِجَرِّ الوَبَالِ إِلَيْهِ) فِي العَاجِلةِ بِالعِقَابِ وَفِي الآجِلةِ بِالعَذَابِ،
وَهَذَا سَوَاءٌ كَانَ اطِّلاعا عَلَى عَاصٍ أو طَائِع ؛
إذ الاطّلاعُ عَلَى الطَّائِعِ إِذَايَةٌ لَهُ بِإِظْهَارِ حاله،
و فِي الاطِّلَاعِ عَلَى العَاصِي هَتْكُ سِتْرِهِ فِي حاله .
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٤

من #الحكم_العطائية
(مَنِ اطَّلَعَ عَلى أسْرَارِ الْعِبَادِ وَلَمْ يَتَخَلَّقْ بالرَّحْمَةِ الإلَـٰهِيَّةِ،
رُبَّمَا كَانَ اطِّلَاعُهُ فِتْنَةً عَلَيْهِ،
وَسَبَبًا لِجَرِّ الوَبَالِ إِلَيْهِ).
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٧٤ انتقاء

قُلْتُ - أي الشيخ زروق - : وَإِنَّمَا يُطْلَبُ وُجُودُ النُّورِ لاِنْجِلَاءِ ظُلْمَةِ النَّفْسِ ،
فَإِذَا حَصَلَ مِنْهُ مَايُفِيدُ المَقْصُودَ وَجَبَ رَفْعُ الهِمَّةِ عَنْ طَلَبِهِ وَعَنِ الالْتِفَاتِ إِلَيْهِ ؛
إذ (رُبَّمَا وَقَفَتِ القُلُوبُ مَعَ الأَنْوَارِ) اغْتِرَارًا بِهَا فَحُجِبَتْ عَنِ المُنَوِّرِ
(كَمَا حُجِبَتِ النُّفُوسُ بِكَثَائِفِ الأَغْيَارِ)
فَحُجِبَتْ عَن المُغَيِّرِ .
وَفِي مَعْنَى ذَلِكَ لِ «أَبِي الحَسَنِ الشُّشْتَرِي»:
تَقَيَّدْتَ بِالأَوْهَامِ لَمَّا تَدَاخَلَتْ عَلَيْكَ ••• وَنُورُ العَقْلِ أَوْرَثَكَ السِّجْنَا
وَهِمْتَ بِأَنْوَارٍ فَهِمْنَا أُصُولَهَا ••• وَمَنْبَعَهَا مِنْ أَيْنَ كَانَ فَمَا هِمْنَا
وَقَدْ تَحْجُبُ الأَنْوَارُ لِلْعَبْدِ مِثْلَمَا ••• تُبَعِّدُ مِنْ أَوْصَافِ نَفْسٍ حَوَتْ ضِغْنَا
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٨-١٦٩

من #الحكم_العطائية
(رُبَّمَا وَقَفَتِ القُلُوبُ مَعَ الأَنْوَارِ،
كَمَا حُجِبَتِ النُّفُوسُ بِكَثَائِفِ الأَغْيَارِ).
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٨ انتقاء

وَقَدْ قَالَ فِي «لَطَائِفِ المِنَنِ» :
«نُورُ الشَّمْسِ تَشْهَدُ بِهِ الآثَارَ،
وَنُورُ اليَقِينِ تَشْهَدُ بِهِ المُؤَثِّرَ».
قَالَ : وَلَنَا فِي هَذَا المَعْنَى :
هَذِهِ الشَّمْسُ قَابَلَتْنَا بِنُورِهَا ••• ولَشَمْسُ اليَقِينِ أَبْهَرُ نُورَا
فَبِهَـٰذِي رَأَيْنَا النُّورَ لَكِنْ ••• بِهَاتِيكَ قَدْ رَأَيْنَا المُنِيرًا
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٨

قُلْتُ - الشيخ زروق - : وَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَنْفَتِحَ لَكَ بَابٌ مِنْهُمَا فَاشْهَدْ كُلًّا مِنْ وَصْفِهِ وَوَصْفِكَ،
فَتَرَى مِنْ حَيْثُ أَنْتَ أَنَّكَ أَهْلٌ لِكُلِّ شَرٍّ،
وَمِنْ حَيْثُ هُوَ أَنَّهُ أَهْلٌ لِكُلِّ فَضْلٍ،
فَيَسْتَوِي رَجَاؤُكَ وَخَوْفُكَ.
فَقَدْ حُكِيَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِبَعْضِ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام : قُلْ لَهُ كَمْ أُخَالِفُهُ وَأَعْصِيهِ وَهُوَ لا يُعَاقِبُنِي،
فَأَوْحَى اللهُ إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ : قُلْ لَهُ : لِتَعْلَمْ أَنِّي أَنَا أَنَا، وَأَنْتَ أَنْتَ.
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٦

( وَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَنْفَتِحَ لَكَ بَابُ الْخَوْفِ فَاشْهَدْ مَا مِنْكَ إِلَيْهِ) مِنْ قَبَائِحِ الأَفْعَالِ وَمَذَامِّ الخِلَالِ فِي طَاعَتِكَ فَضْلاً عَنْ مَعْصِيَتِكَ ،
فَتَحْزَنُ إِمَّا لِخَوْفِ العِقَابِ
أَو لِفَوَاتِ الثَّوَابِ
أو لِعَدَمِ الحَيَاءِ مِنَ المَوْلَى،
وَهَذَا الوَجْهُ بِكُلِّ عَاقِلٍ أَوْلَى،
وَقَدْ كَانَ «الفُضَيْلُ» رضي الله عنه إِذَا ذَكَرَ ذُنُوبَهُ قَالَ : «وَاسَوْأَتَاهُ مِنْكَ وَإِنْ غَفَرْتَ» .
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٦

أبو المظفَّر السمعاني:
(الكلام فيما يُكفَّرُ به وما لا يُكفَّرُ به طويلُ الذيل ضيقُ المجال، وقد أكثر العلماءُ الكلامَ في ذلك، وليس هو بأمر هيِّن، لأنَّ تكفيرَ الناس لا يجوز بما يُجازَف فيه.
وأسرعُ الناس إلى تكفير الناس: الخوارجُ، ثم المعتزلة).

قواطع الأدلة (٣: ٢٤٩)

وَإِنَّمَا يَحْمِلُكَ عَلَى الاسْتِقَامَةِ فِي المَبَادِئ رَجَاءٌ أَو خَوْفٌ،
فَـ (إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَنْفَتِحَ لَكَ بَابُ الرَّجَاءِ فَاشْهَدْ مَا مِنْهُ إِلَيْكَ) مِنْ إِحْسَانِ وَإِفْضَالِ بلا سَبَبٍ،
فَكَيْفَ وَقَدْ وَعَدَكَ وَوَعْدُهُ صِدْقٌ وَحَقٌّ ؟!.
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٥

من #الحكم_العطائية
(إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَنْفَتِحَ لَكَ بَابُ الرَّجَاءِ فَاشْهَدْ مَا مِنْهُ إِلَيْكَ،
وَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَنْفَتِحَ لَكَ بَابُ الْخَوْفِ فَاشْهَدْ مَا مِنْكَ إِلَيْهِ).
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٥-١٦٦ انتقاء

وَقِيلَ لِـ «الْحَسَنِ» : الرَّجُلُ يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوبُ، ثُمَّ يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوبُ، إِلَى مَتَى؟
قَالَ : «مَا أَرَى هَذَا إِلا مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ».
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٥

وَقَالَ رضي الله عنه : (إِذَا وَقَعَ مِنْكَ ذَنْبٌ فَلا يَكُنْ سَبَبًا لِيَأْسِكَ مِنْ حُصُولِ الاسْتِقَامَةِ مَعَ رَبِّكَ)
وَبَادِرْ بِالتَّوْبَةِ وَالإِنَابَةِ،
(فَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ آخِرَ ذَنْبٍ قُدِّرَ عَلَيْكَ)
تَفُوزُ فَوْزَ الأَبَدِ،
وَإِلا فَقَدْ غفِرَ سَالِفُ ذَنْبِكَ إنْ كَانَ مِمَّا يُكَفَّرُ بِتَوْبَتِكَ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ إِلا مَحَبَّةُ اللهِ إِيَّاكَ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾،
وَالتَّوَّابُ فَعَّالٌ مِنَ التَّوْبَةِ ،
وَجَاءَ عَنْ رسول الله ﷺ : «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ كُلَّ مُفَتَّنٍ تَوَّابٍ» [أحمد في المسند وفيه ضعف] ، يَعْنِي : كَثِيرَ الذَّنْبِ كَثِيرَ التَّوْبَةِ.
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٥

من #الحكم_العطائية
(إِذَا وَقَعَ مِنْكَ ذَنْبٌ فَلا يَكُنْ سَبَبًا لِيَأْسِكَ مِنْ حُصُولِ الاسْتِقَامَةِ مَعَ رَبِّكَ،
فَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ آخِرَ ذَنْبٍ قُدِّرَ عَلَيْكَ)
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٥ انتقاء

بِسْم الله ، والحمدلله، وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذه مواعظ منتقاة من كتاب: نسيم السحر ومنظوم الدرر للإمام ابن الجوزي-رضي الله عنه-، والكتاب يُطبع لأول مرّة محققا على ست نُسخ، بتحقيق وعناية الشيخ د.عبدالحكيم الأنيس -حفظهُ الله-ودونكم هذه المُنتقيات وقد بلغت " ٢٢ " سائلا الله أن ينفع بها :-


• الشوق والمحبّة:
- كانت رابعة تقول: لقد طالت عليَّ الأيّام والليالي بالشوقِ إلى لقاء الله.
- وكان أبو عبيد الخوّاص يمشي في الأسواق ويقول: واشوقاه إلى من يراني ولا أراه.


• كم قادك الهوى فما قلتَ: إلى أين ؟!..


• تقفُ في الصلاة إنَّ صلاتك لعجبٌ.
الجسمُ في شُعبٍ، والسِّرُّ في شُعَبٍ.
الجسدُ في العراقِ، والقلبُ في حلب!!..


• يا أسراء الخطايا:
فُكُّوا أنفسَكم بالتقوى.
الأيام صحائفُ أعمارِكم؛
فاجعلوا فيها أحسنَ أعمالِكم.


• من أرسل جوارحه في الشّهوات،
فقد غرس لنفسه شجر النَّدامات .


• يا مُساكِناً للنفس الجهولةِ الغدّارة :
كيف تقبلُ منها وهي بالسُّوء أمّارةٌ ؟!


• أخلص في العمل ولا تَشُوبنَّهُ بالرياء.
كان بعض السلف يتزهد عشرين سنة لا يعلم به جاره.
ويبكي عشرين سنة لا تعلم به امرأته.
ويقف في الصف ودموعه تجري لا يعلم به من إلى جانبه.
ولقد صام داود الطائي أربعين سنة لم يعلم به أهله، كان خزّازا، وكل يوم يحمل غداءه معه إلى السوق فيتصدق به في الطريق، ويرجع إلى أهله عنه المساء، فيُفطر عندهم فلا يعلمونَ بصومه.
وكان أيوب السَّختياني إذا حدّث بالرقائق فجاءه البكاءُ مسح أنفه وقال: ما أشدّ الزُّكام!
اشتهر أمر ابراهيم بن أدهم ببلد فقيل: هو في بستان فلان، فدخل الناس يطوفون ويقولون: أين إبراهيم بن أدهم؟ فجعل يطوف معهم ويقول:
أين إبراهيم بنُ أدهم ؟!
استحضرَه الحقُّ فغابَ عن الخلقِ.
أين المخلصون أين الزُّهاد؟ أين المحزونون مع الاجتهاد؟
رحل القومُ وذهب السَّلفُ.


• يا هذا:
كم تتوبُ وتنقضُ، كم تُعاهدُ وتغدرُ ؟!
أين عزائم الرجال؟ أين عزائم الأبطال ؟
كيف قنعت بخساسة همّة (بلعام)
وتركتَ عزيمةَ (أُويسٍ).


• آهٍ لقلوبٍ أعادتها المعاصي كالقارِ.


• الدُّنيا لا تزن عند الله جناحَ بعوضةٍ،
وهي في قلبك أعظمُ من الآخرة.


• إذا رآك أبوكَ على الذنبِ أباكَ.
ولو شاهدكَ أخوكَ على الزلل قلاكَ.
إنّ الذي ستر عليكَ الخطأ غطَّاكَ.


• قيل: سُئل ابن المقفع عن الهوى، فقال:
هوانٌ سُرقت نونه.


• من غلب هواه زاد على مرتبة مَلَكٍ.
ومن غلبَهُ هواه نقص على مرتبة كلبٍ.
اثبُتْ في صفِّ الاجتهادِ ثبوتَ عازمٍ،
ولازم، فما نال الغنائم نائم.


• يا هذا:
جهادُ النفس في غضِّ نظرٍ يُثمِرُ إيمانا تجدُ حلاوتَهُ في قلبِك، فكيف بما زادَ.


• كان جميلٌ يقول عند موته: لا نالتني شفاعةُ محمّد صلى الله عليه وسلم إن كنتُ وضعت يدي على بثينة بريبة قط.
وكان عمر بن أبي ربيعة مع تشبيبه بالنساء يقول: وربِّ هذه البَنيّة ما حللت إزاري على حرامٍ قط.
وقال ذو الرّمة: مكثتُ هائما بميٍّ عشرين سنة، في غيرِ ريبةٍ ولا فسادٍ.


• خلق أربعا وعشرين ساعةً من الليل والنهار، وجعلك في جميعها مفرّغا لأشغالك، وجعل نصيبه فيها ساعةً لإقامة الصلوات، وأنت تضيِّعها فيما لا يُحِبُّ!


• اليقظة اليظقة فأيام المجاهدةِ يسيرةٌ.
اصبر لمُرِّ حوادثِ الدهرِ * كي تحمدنّ مغبّة الصبرِ
واعملْ لنفسك قبل ميتتها * واذخرْ ليوم التفاضل الذُّخرِ.


• يا مجنون الهوى متى تعقلُ ؟!..


• إذا رأيتَ نفسك مع المخبِّطين، لا مع التائبين، ولا مع المحبّين، ولا مع المُسارعين، فأقلُّ الأقسام أن تُزاحِمَ البكّائين.


• كان أبو عِمران الجوني إذا سمع الأذان تغيّر لونه، وفاضت عيناه.
وسمعَ الفُضيلُ الأذان فبكى حتى بلّ الحصى، ثم قالَ: ما أشبهَهُ بالنداءِ!
وكان علي بن الحسين إذا توضأ اصفرّ فيُقال: مالكَ؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أُريد أقومُ؟!


• قال رجلٌ لبشر: أراك مهموماً، فقال: إني مطلوبٌ.


• يا أيها الراقد كم ترقد * قم يا حبيبي قد دنا الموعد
وخذ من الليل وأوقاته * حظا إذا ما هجع الرُّقد
من نام حتى ينقضي ليله * لم يبلغ المنزل أو يجهدُ
قل لذوي الألباب أهل التُّقى: * في موقف العرض لكم موعدُ.


تم المُراد، والحمدُلله على التمام.

يقول أنيس منصور الصحفي المصري، نجوت من الموت أربع مرات :

الأولى :حين انتقلت الجريدة المسائية التي أغلقتها الحكومة إلى جريدة الأهرام عام ١٩٥٠م وانتدبت السفر على حساب جريدة الأهرام وقبل ركوب الطائرة اتصلت بأمي هاتفيا ، ولاحظت صوتها خافتا، ولما ذهبت إليها وجدتها مريضة، وذهبت لشركة الطيران لأعيد تذكرتي، ووجدت الناقد المعروف حسن إمام وسكرتير الفنانة كاميليا تريد السفر، ولم تجد مكانا ، وأعطيتها تذكرتي، وسقطت الطائرة، ومات جميع الركاب، ونجوت.

والثانية : كنت طالباً في الجامعة، وكان مسكني في الزمالك، وبين الجامعة والزمالك ترام ،وفي يوم ذهبت لأبحث لأمي عن دواء، ولم أجد الصيدلي، وقررت أن أعود إليه بعد الدراسة، وركبت الترام، وبسبب الزحام وقفت على السلم ونظرت، فوجدت الطبيب في داخل الترام، فسارعت إليه أخبره بحاجتي، في هذه اللحظة جاءت سيارة عسكرية، وأطاحت بالواقفين على السلم، فماتوا جميعا ، ونجوت.

والثالثة: عندما عملت في جريدة أخبار اليوم، افتتحت إحدى شركات الطيران العالمية خطاً جديداً، قيل لي: تسافر فوراً
قلت: لا بد أن أطمئن على أمي، فوجدتها مريضة، فعدلت عن السفر، وتحطمت الطائرة واحترقت، ونجوت.

والرابعة : قبل وفاتها طلب مني الأطباء دواء من أمريكا ، فوقفت أمام المصعد أستدعيه، فلم يأت هبطت الدرج مسرعاً لكي أدرك أحد أصدقائي الطيارين، ولم أكد أصل إلى الباب الخارجي للعمارة حتى سمعت انفجاراً مدوياً، لقد سقط المصعد بمن فيه، وماتوا، ونجوت.

قَالَ بَعْضُهُمْ : « إِذَا قِيلَ لَكَ : نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ، فَكَانَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ قَوْلِهِمْ: بِئْسَ الرَّجُلُ أَنْتَ، فَأَنْتَ بِئْسَ الرَّجُلُ» .
انْتَهَى.
فَالمَقْصُودُ اسْتِوَاءُ القَلْبِ فِي المَدْحِ وَالذّمِّ، فَإِنْ كَانَ وَلَابُدَّ مِنَ التَّرْجِيحِ فَالْمُرَجَّحُ حَمْدُ اللهِ عَلَى سَتْرِهِ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ .
_______________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٤

فَـ (مَتَى كُنْتَ إِذَا أُعْطِيتَ بَسَطَكَ الْعَطَاءُ،
وَإِذَا مُنِعْتَ قَبَضَكَ الْمَنْعُ)
مِنْ حَيْثُ كَوْنِ كُلٍّ مِنْهُمَا عَطَاءً أو مَنْعًا ،
(فَاسْتَدِلَّ بِذَلِكَ عَلَى وُجُودِ طُفُولِيَّتِكَ)
أَيْ : أَنَّكَ طُفَيْلِيٌّ عَلَى مَرَاتِبِ القَوْمِ ،
(وَعَدَمِ صِدْقِكَ فِي عُبُودِيَّتِكَ)
لِأَنَّ التَّأَثُّرَ بِالعَوَارِضِ لَيْسَ مِنْ صِفَاتِ أَهْلِ الكَمَالِ .
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٤

من #الحكم_العطائية
(مَتَى كُنْتَ إِذَا أُعْطِيتَ بَسَطَكَ الْعَطَاءُ،
وَإِذَا مُنِعْتَ قَبَضَكَ الْمَنْعُ،
فَاسْتَدِلَّ بِذَلِكَ عَلَى وُجُودِ طُفُولِيَّتِكَ،
وَعَدَمِ صِدْقِكَ فِي عُبُودِيَّتِكَ).
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٤ انتقاء

وَتَحْرِيرُ القَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الطَّرِيقِ فِي ذَلِكَ قِسْمَانِ،
فَـ (الزُّهَّادُ إِذَا مُدِحُوا انْقَبَضُوا ؛ لِشُهُودِهِمُ الثَّنَاءَ مِنَ الْخَلْقِ)
فَهُمْ مَحْجُوبُونَ عَنِ الْحَقِّ بِالخَلْقِ،
اعْتِمَادًا عَلَى قَوْلِهِ عليه السلام : «إِنَّ المَدْحَ هُوَ الذَّبْحُ» [بمعناه عند ابن ماجه] ،
وَقَوْلِهِ ﷺ لِلَّذِي مَدَحَ عِنْدَهُ رَجُلاً : «قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ» ،
وَحَذَرًا مِنْ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا .
(وَالعَارِفُونَ إِذَا مُدِحُوا انْبَسَطُوا لِشُهُودِهِمْ ذَلِكَ مِنَ الْمَلِكِ الحَقِّ)
فَهُمْ مَحْجُوبُونَ عَنِ الخَلْقِ بِالحَقِّ ، عَامِلِينَ عَلَى قَوْلِهِ عليه السلام : «إِذَا مُدِحَ المُؤْمِنُ رَبَا الإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ » [ الحاكم في المستدرك وهو ضعيف ]،
وَعَلَى مُقْتَضَى قَوْلِهِمْ : «أَلْسِنَةُ الخَلْقِ أَقْلَامُ الحَقِّ »،
فَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ مَدْحَهُمْ مَدْحٌ لِسَيّدِهِمْ ؛
إذ مَدْحُ الصَّنْعَةِ عَائِدٌ لِصَانِعِهَا ،
فَيَرُدُّونَ الصَّنْعَةَ إِلَى صَانِعِهَا، وَيَشْهَدُونَ الفِطْرَةَ لِفَاطِرِهَا،
مِنْ غَيْرِ إِعْجَابٍ بِأَنْفُسِهِمْ، وَلا اتِّكَالٍ عَلَى أَعْمَالِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ،
قَدِ اسْتَوَى عِنْدَهُمْ ذَامُّهُمْ وَمَادِحُهُمْ،
وَإِنْ تَخَالَفَ فِي المَدْحِ وَالذَّمِّ نَظَرُهُمْ، فَاعْرِفْ نَفْسَكَ وَمَا أَنْتَ فِيهِ.
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٣-١٦٤ مع الحاشية

من #الحكم_العطائية
(الزُّهَّادُ إِذَا مُدِحُوا انْقَبَضُوا ؛ لِشُهُودِهِمُ الثَّنَاءَ مِنَ الْخَلْقِ،
وَالعَارِفُونَ إِذَا مُدِحُوا انْبَسَطُوا لِشُهُودِهِمْ ذَلِكَ مِنَ الْمَلِكِ الحَقِّ)
______________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٣ انتقاء

كَانَ بَعْضُهُمْ إِذَا مُدِحَ قَالَ:
«اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا خَيْرًا مِمَّا يَظُنُّونَ،
ولا تُؤَاخِذْنَا بِمَا لا يَعْلَمُونَ،
وَاغْفِرْ لَنَا مَا يَقُولُونَ» .
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٦٢

📚📗📘📕📙📒📔📓📖
الكتاب : #رسالة_في_ترجمة_الإمام_الشافعي وسلسلة فقهه
المؤلف : محمد بن عبدالمنعم الجَوْجري الشافعي (ت٨٨٩هـ)
تحقيق وتعليق : عادل عبدالرحيم محمد رفيع العوضي
عدد الصفحات : ٧٨
الدار : دار البشائر الإسلامية - بيروت ط١
التقييم : 🌟🌟🌟 🌟 🌟
المراجعة : هذا الكتاب الذي يرى النور لأول مرة هو ضمن مشروع بدأ في رحاب الحرم المكي الشريف .. ألا وهو قراءة مخطوطات غير مطبوعة عند الحرم في العشر الأواخر من رمضان كل عام بحضور بعض السادة العلماء المسندين كالشيخ نظام يعقوبي العباسي حفظه الله .. ويتم مقابلة النسخ مع بعض الطلبة والمشايخ ثم يتم طباعتها في سلاسل .. هذا الكتاب كان من نصيب رمضان ١٤٤٥ هـ
هذا ما يتعلق بالمشروع أما المؤلف فهو العلامة شمس الدين الجوجري القاهري تتلمذ على الإمام البحر ابن حجر العسقلاني الشافعي شارح صحيح البخاري وعلى ابن الهمام الحنفي والجلال المحلي والشمني والكافيجي وغيرهم من علماء زمانهم .. كما خرّج عددا من التلاميذ أشهرهم الشيخ زرُّوق شارح الحكم العطائية .. ألّف العديد من الكتب كشرح المنهاج وشذور الذهب وغيرهما من الكتب التي لها الاعتبار في أبوابها
أما المحقق فهو الأخ الفاضل النفّاع أبو عمر عادل العوضي الأخ المهتم بالمخطوطات والذي عرفناه مفيدًا لإخوانه محسنًا إليهم
أما الكتاب فهو في الأصل من أحد شروح كتب المذهب استطرد فيه المؤلف في ذكر الإمام الشافعي رضي الله عنه بدأه بذكر نسبه ومكان ولادته ثم طلبه للعلم وميزته على غيره من الأئمة ثم نوادر الحِكَم التي قالها رضي الله عنه ثم ختم حياته بذكر بعض مناماته ومنام الربيع بن سليمان في وفاته
وختم رسالته بذكر إسناده في مذهب الشافعية من طريق المراوزة ومن طريق العراقيين
إنك عندما تقرأ تلك السلسلة الجميلة التي على رأسها سيد الكائنات ﷺ وضمنها كثيرٌ من أولئك الأعلام من رجالات المذهب رحمهم الله فيكون لسان حالك يا ليتني كنت معهم وفي سلكهم وطالبا بين أيديهم فأظفر بالعلم والأدب


رابط الكتاب - إن وُجد - :

هذا الكتاب يرى النور لأول مرة لهذا لا وجود له مصورًا



#المكتبة
—————————
‏https://t.me/Ma3een

وَمِنْ وُجُوهِ حَمْدِهِ وَشُكْرِهِ عَلَى عَبْدِهِ عَلَى جَمِيلِ سَتْرِهِ أَنْ لا يَغْتَرَّ بِغَيْرِهِ فَيَطْلُبَ السِّتْرَ لِأَجْلِ ذَلِكَ الغَيْرِ (فَالْحَمْدُ لِمَنْ سَتَرَكَ) عَلَى سَتْرِهِ (لَيْسَ الحَمْدُ لِمَنْ أَكْرَمَكَ وَشَكَرَكَ) إذ لَمْ يُرَاع فيكَ إِلا ظَاهِرَ فَضْلِهِ وَخَيْرِهِ.
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٤

من #الحكم_العطائية
(فَالْحَمْدُ لِمَنْ سَتَرَكَ،
لَيْسَ الحَمْدُ لِمَنْ أَكْرَمَكَ وَشَكَرَكَ).
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٤ انتقاء

وَقَالَ بَعْضُهُمْ :
«مَا هُنَالِكَ إِلا فَضْلُهُ ،
ولا نَعِيشُ إِلا فِي سِتْرِهِ،
وَلَوْ كُشِفَ الغَطَاءُ لَكُشِفَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ».
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٤

وَإِذَا كَانَ سَتْرُهُ هُوَ الَّذِي أَوْجَبَ الطَّاعَةَ وَحِفْظَهُ فِي وُجُودِ المَعْصِيَةِ فَـ (مَنْ أَكْرَمَكَ إِنَّمَا أَكْرَمَ فِيكَ جَمِيلَ سِتْرِهِ) تَعَالَى ؛
إذ لَمْ يَحْمِلْكَ عِنْدَهُ غَيْرُ سِتْرِهِ إِيَّاكَ عَاصِيًا كُنْتَ أو طَائِعًا، مُعَافًى كُنْتَ أو مُبْتَلًى ؛
لِأَنَّهُ لَوْ أَزَالَ سِتْرَهُ عَنْكَ كَرِهَكَ أَقْرَبُ النَّاسِ وَأَحَبُّهُمْ إِلَيْكَ،
وَإِنَّمَا أَنْتَ كَمَا قِيلَ:
عَلَى وَجْهِ مَيَّ مَسْحَةٌ مِنْ مَلَاحَةٍ ••• وَتَحْتَ الثِّيَابِ العَارُ لَوْ كَانَ بَادِيًا
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٤

من #الحكم_العطائية

(مَنْ أَكْرَمَكَ إِنَّمَا أَكْرَمَ فِيكَ جَمِيلَ سِتْرِهِ)
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٤

ثُمَّ زَادَ المُؤَلِّفُ بَيَانًا فَقَالَ : (السَّتْرُ عَلَى قِسْمَيْنِ) هُمَا بِحَسَبِ حَالِ المَسْتُورِينَ فِي هِمَّتِهِمْ ،
(سَتْرٌ عَنِ الْمَعْصِيَةِ) حَتَّى لا يَعْرِفَ طَرِيقَهَا،
(وَسَتْرٌ فِيهَا) حَتَّى لا يَفْتَضِحَ إِذَا عَمِلَهَا ،
فَالأَوَّلُ سَتْرٌ بَيْنَ العَبْدِ وَالمَعْصِيَةِ، ولا يَعْلَمُ بِهِ غَيْرُ رَبِّهِ، وَهُوَ مُوجِبُ الطَّاعَةِ، فَوُجُودُهَا أَيْضًا مِنْ بِسَاطِ السَّتْرِ،
وَالثَّانِي بَيْنَ العَبْدِ وَالعِبَادِ حَالَةَ التَّلَبُّسِ بِهَا وَبَعْدَهُ، وَالنَّاسُ فِيهِمَا عَلَى حَسَبِهِمَا .
(فَالْعَامَّةُ يَطْلُبُونَ السَّتْرَ مِنَ اللهِ تَعَالَى فِيهَا) إِذ لَيْسَ نَظَرُهُمْ فِيهَا إِلا لِلْخَلَاص،
وَحَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ تَعْظِيمُ الخَلْقِ فِي أَعْيُنِهِمْ، إذ لَمْ يُوجِبْ لَهُمْ هَذَا الطَّلَبُ إِلا خَشْيَةَ سُقُوطِ مَرْتَبَتِهِمْ عِنْدَ الْخَلْقِ،
وَإِنْ طَلَبُوا ذَلِكَ فِي الدَّارِ الآخِرَةِ كَذَلِكَ فَهُمْ عَلَى حُكْم ذَلِكَ ،
(وَالْخَاصَّةُ يَطْلُبُونَ السَّتْرَ عَنْهَا) لأَنَّ مُرَادَهُمُ الإخلاصُ وَالتَّبَرِّي مِنَ العَيْبِ وَالانْتِقَاصِ،
وَحَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ تَعْظِيمُ الحَقِّ ، إذ لَمْ يُوجِبْ عَلَيْهِمْ هَذَا الطَّلَبَ غَالِبًا إِلا (خَشْيَةَ سُقُوطِهِمْ مِنْ نَظَرِ الْمَلِكِ الْحَقِّ) وَإِنْ كَانَ الكُلُّ فِي عَيْنِ التَّعَلُّقِ بِهِ،
فَالأَوَّلُونَ مَحْجُوبُونَ مِنْ حَيْثُ تَعَلَّقُوا، وَهَؤُلاَءِ وَاصِلُونَ لَمْ يَنْقَطِعُوا .
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٣-١٥٤

#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية

من #الحكم_العطائية
(السَّتْرُ عَلَى قِسْمَيْنِ،
سَتْرٌ عَنِ الْمَعْصِيَةِ،
وَسَتْرٌ فِيهَا،
فَالْعَامَّةُ يَطْلُبُونَ السَّتْرَ مِنَ اللهِ تَعَالَى فِيهَا،
وَالْخَاصَّةُ يَطْلُبُونَ السَّتْرَ عَنْهَا خَشْيَةَ سُقُوطِهِمْ مِنْ نَظَرِ الْمَلِكِ الْحَقِّ).
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٣-١٥٤ انتقاء

وَقَدْ قَالَ «أَبُو القَاسِمُ النَّصْرابَاذِيُّ» رحمه الله :
«العِبَادَاتُ إِلَى طَلَبِ العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنْ تَقْصِيرِهَا أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى طَلَبِ الأَعْوَاضِ وَالجَزَاءِ عَلَيْهَا».
انْتَهَى .
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٣

صلى الناس صلاة الاستسقاء في أحد الأيام، وصلى معهم رجل من منطقة الشمال، أو لهجته تدل على ذلك، وأخذ الناس بالاستقامة في الصفوف، والتفت الإمام، وإذا بالرجل متأخر، فقال له: تقدم قليلاً ، فتقدم أكثر من القليل، وعاد وأمره أن يتأخر قليلاً ، فغضب منه وقال له بصوت يُسمع: يا بعد حيّي أنا جيت فزعة أستغيث معكم، وإلّا الحمد لله ديارنا سايلة، وانصرف، ولم يصل.

ثُمَّ أَوْضَحَ المُؤَلِّفُ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَالَ: (أَنْتَ إِلَى حِلْمِهِ إِذَا أَطَعْتَهُ أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَى حِلْمِهِ إِذَا عَصَيْتَهُ)؛
إذ أَنْتَ فِي الطَّاعَةِ غَالِبًا بِنَفْسِكَ،
فَإِنْ سَلِمْتَ مِنْ هَذِهِ فَلِنَفْسِكَ،
فَإِنْ سَلِمْتَ مِنْ هَذِهِ فَنَاظِرٌ إِلَى أَشْكَالِكَ ،
وَأَقَلُّ أَحْوَالِكَ غَفْلَتُكَ عَنِ اتِّهَامِ نَفْسِكَ فِي أَعْمَالِكَ.
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٣

من #الحكم_العطائية
(أَنْتَ إِلَى حِلْمِهِ إِذَا أَطَعْتَهُ أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَى حِلْمِهِ إِذَا عَصَيْتَهُ)
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٣

قناة أخينا الحبيب
الشيخ بدر فاضل

قناة نافعة
استفيدوا منها

https://t.me/badrfadhel

وَقَالَ رضي الله عنه : (لَوْلاَ جَمِيلُ سَتْرِهِ لَمْ يَكُنْ عَمَلٌ أَهْلًا لِلْقَبُولِ)،
بَلْ ولا لِلْوُجُودِ،
وَمَنْ أَنْتَ حَتَّى تُوَفَّقَ لِصُورَةِ الطَّاعَةِ؟!
وَإِذَا وُفِّقْتَ فَأَيُّ قَدْرٍ لِأَعْمَالِكَ المَدْخُولَةِ وَصِفَاتِكَ المَعْلُولَةِ حَتَّى تُقَابِلَ بِهَا فَضْلَهُ وَكَرَمَهُ؟!
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٣

من #الحكم_العطائية
(لَوْلاَ جَمِيلُ سَتْرِهِ لَمْ يَكُنْ عَمَلٌ أَهْلًا لِلْقَبُولِ)
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٣

ثُمَّ اعْلَمْ أَيُّهَا العَبْدُ أَنَّكَ (لَوْ أَنَّكَ لا تَصِلُ إِلَيْهِ إِلَّا بَعْدَ فَنَاءِ مَسَاوِيكَ وَمَحْوِ دَعَاوِيكَ لَمْ تَصِلْ إِلَيْهِ أَبَدًا)
إذ هِيَ صِفَاتٌ لاَزِمَةٌ لَكَ لا يُمْكِنُ انْفِكَاكُهَا عَنْكَ إِلَّا بِزَوَالِ وُجُودِكَ،
بَلْ لَوْ تَأَمَّلْتَ أَيُّهَا العَبْدُ وَجَدْتَ مَحَاسِنَكَ مساوئَ وَحَقَائِقَكَ دَعَاوَىٰ ؛
إذ كُلُّ شَيْءٍ مِنْكَ عَائِدٌ إِلَى وَصْفِكَ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي بُعْدَكَ فِي كُلِّ حَالٍ عَنْ رَبِّكَ.
(وَلَكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَصِّلَكَ إِلَيْهِ سَتَرَ وَصْفَكَ بوَصْفِهِ، وَغَطَّى نَعْتَكَ بِنَعْتِهِ)
فَكُلُّ نَعْتٍ مِنْ نُعُوتِكَ أَو وَصْفٍ مِنْ أَوْصَافِكَ إِذَا أَقْبَلَ الحَقُّ عَلَيْكَ بِمُقَابِلِهِ مِنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ تَلَاشَىٰ كُلُّ وُجُودِكَ فِي وُجُودِهِ، فَغَيَّبَكَ عَنْ شُهُودِكَ بِشُهُودِهِ .
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٠

من #الحكم_العطائية
(لَوْ أَنَّكَ لا تَصِلُ إِلَيْهِ إِلَّا بَعْدَ فَنَاءِ مَسَاوِيكَ وَمَحْوِ دَعَاوِيكَ لَمْ تَصِلْ إِلَيْهِ أَبَدًا،
وَلَكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَصِّلَكَ إِلَيْهِ سَتَرَ وَصْفَكَ بوَصْفِهِ، وَغَطَّى نَعْتَكَ بِنَعْتِهِ،
فَوَصَّلَكَ إِلَيْهِ بِمَا مِنْهُ إِلَيْكَ،
لَا بِمَا مِنْكَ إِلَيْهِ).
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٥٠-١٥١ انتقاء

وَإِذَا كَانَ سُبْحَانَهُ (مَنَعَكَ أَنْ تَدَّعِيَ مَا لَيْسَ لَكَ مِمَّا لِلْمَخْلُوقِينَ) مِنْ أَمْوَالٍ وَعُلُومٍ وَأَعْمَالٍ ،
(أَفَيُبيحُ لَكَ أَنْ تَدَّعِيَ وَصْفَهُ وَهُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟!)
مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ،
فَاعْرِفْ قَدْرَكَ، ولا تَتَعَدَّ طَوْرَكَ.
قَالَ رسول الله ﷺ: «لاَ أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» .
قَالَ سَيِّدِي «أَبُو عبد اللهِ بْنُ عَبَّادٍ» رحمه الله :
«وَمَعْنَى الغَيْرَةِ فِي حَقِّهِ تَعَالَىٰ أَنَّهُ لَا يَرْضَى بِمُشَارَكَةِ غَيْرِهِ لَهُ فِيمَا اخْتُصَّ بِهِ مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ وَفِيمَا هُوَ حَقٌّ لَهُ مِنَ الْأَعْمَالِ الدِّينِيَّةِ».
انتهى .
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٨

من #الحكم_العطائية
(مَنَعَكَ أَنْ تَدَّعِيَ مَا لَيْسَ لَكَ مِمَّا لِلْمَخْلُوقِينَ،
أَفَيُبيحُ لَكَ أَنْ تَدَّعِيَ وَصْفَهُ وَهُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟!)
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٨ انتقاء

#الصرصري

(يَكْفِي مِنَ جَزَائِهِ إِيَّاكَ عَلَى الْعَمَل أَنْ كَانَ لَهُ قَابِلا)
إذ هُوَ يَقْتَضِي عُقُوبَتَكَ لِمَا انْطَوَى عَلَيْهِ مِنَ الذَّنْبِ وَالعَيْبِ.
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٥

من #الحكم_العطائية
(يَكْفِي مِنَ جَزَائِهِ إِيَّاكَ عَلَى الْعَمَل أَنْ كَانَ لَهُ قَابِلا)
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٥

(لاَ تَطْلُبْ عِوَضًا عَنْ عَمَل لَسْتَ لَهُ فَاعِلا) عَلَى الحَقِيقَةِ،
وَاطْلُبْ مِمَّنْ وَفَقَكَ لَهُ بلا عِلَّةٍ أَنْ يُعْطِيَكَ بلا عِلَّةٍ
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٤

من #الحكم_العطائية
(لاَ تَطْلُبْ عِوَضًا عَنْ عَمَل لَسْتَ لَهُ فَاعِلا)
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٤

وَإِذَا قُمْتَ بِالأَوْرَادِ عَلَى الوَجْهِ المَطْلُوبِ فلا تَطْلُبِ الْعِوَضَ عَلَيْهَا ؛
إذ (مَتَى طَلَبْتَ عِوَضًا عَلَى عَمَل طُولِبْتَ بِوُجُودِ الصِّدْقِ فِيهِ) وَأَنْتَ بَعِيدٌ عَنِ الْإِخْلَاصِ،
فَكَيْفَ بِالصِّدْقِ الَّذِي هُوَ التَّسْلِيمُ المُقْتَضِي لِنَفْيِ الْأَغْرَاضِ؟!
(وَيَكْفِي المُرِيبَ) أَيْ : العَادِمَ لِلصِّدْقِ فِي صِدْقِهِ (وِجَدَانُ السَّلاَمَةِ) مِنَ الْعُقُوبَةِ عَلَى عِلَلِ أَعْمَالِهِ الَّتِي شَمِلَتْهُ فِي جَمِيع أَحْوَالِهِ .
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٤

من #الحكم_العطائية
(مَتَى طَلَبْتَ عِوَضًا عَلَى عَمَل طُولِبْتَ بِوُجُودِ الصِّدْقِ فِيهِ،
وَيَكْفِي المُرِيبَ وِجَدَانُ السَّلاَمَةِ).
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٤ انتقاء

وَجَاءَ رَجُلٌ «لِلشَّيْخ أَبِي مُحَمَّدٍ عبد السَّلامِ بْنِ مَشِيشٍ» ، فَقَالَ : يَا سَيِّدِي وَظِّفْ عَلَيَّ وَظَائِفَ وَأَوْرَادًا،
فَغَضِبَ الشَّيْخُ وَقَالَ : «أَرَسُولٌ أَنَا فَأُوجِبَ الوَاجِبَاتِ؟!
الفَرَائِضُ مَعْلُومَةٌ،
وَالمَعَاصِي مَشْهُورَةٌ ،
فَكُنْ لِلْفَرَائِضِ حَافِظًا،
وَلِلْمَعَاصِي رَافِضًا،
وَاحْفَظْ قَلْبَكَ مِنْ إِرَادَةِ الدُّنْيَا،
وَاقْنَعْ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ،
فَإِذَا خَرَجَ لَكَ مَخْرَجَ الرِّضَا فَكُنْ لِلَّهِ فِيهِ شَاكِرًا،
وَإِذَا خَرَجَ مَخْرَجَ السُّخْطِ فَكُنْ عَنْهُ صَابِرًا.
وَحُبُّ اللهِ قُطْبٌ تَدُورُ عَلَيْهِ الخَيْرَاتُ، وَأَصْلٌ جَامِعٌ لِأَنْوَاعِ الكَرَامَاتِ.
وَحُصُونُ ذَلِكَ كُلِّه أَرْبَعَةٌ :
صِدْقُ الوَرَعِ،
وَحُسْنُ النِّيَّةِ ،
وَإِخْلَاصُ العَمَلِ،
وَصُحْبَةُ أَهْلِ العِلْمِ،
ولا تَتِمُّ لَكَ هَذِهِ إِلا بِصُحْبَةِ أَخٍ نَاصِحٍِ أو شَيْخٍ صَالِحٍ» .
انتهى .
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٤

وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ السَّلَفِ اجْتِمَاعٌ إِلا لِمَسْأَلَةٍ تُفْتَح أَو نَفْسٍ بِالْعِبَادَةِ تَسْمَحُ، بَلْ قال عبد اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه لِقَوْمٍ رَآهُمْ يَذْكُرُونَ جَمَاعَةً : «وَاللهِ لَقَدْ جِئْتُمْ بِبِدْعَةٍ ظَلْماءَ، أو لَقَدْ فُقْتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ عِلْمًا ؟ ! » .
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٣-١٤٤

وَأَمَرَ عليه السلام عبد اللهِ بْنَ عُمَرَ أنْ يَقْرَأ القُرْآنَ فِي سَبْع ،
وَقَالَ عليه السلام : «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلا غَلَبَهُ ، فَسَدّدُوا وَقَارِبُوا وَأبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» .
أَشَارَ إِلَى ذِكْرِ طَرَفَي النَّهَارِ وَقِيَامِ آخِرِ اللَّيْلِ .
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٣

فَقَدْ كَانَ ‎ﷺ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ سِتَّةَ عَشَرَ رَكْعَةً،
فِي الضُّحَى سِتَّةً،
وَقَبْلَ الظَّهْرِ أَرْبَعًا، وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ،
وَقَبْلَ العَصْرِ أرْبَعًا، خَرَّجَهُ التَّرْمِذِي عَنْ عَلِيٍّ وَحَسَّنَهُ .
وَكَانَ يُصَلِّي بَعْدَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ ،
وَمَا زَادَ فِي رَمَضَانَ ولَا فِي غَيْرِهِ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَعْدَ الوَتْر،
وَكَانَ يُصَلِّي الفَجْرَ رَكَعَتَانِ فِي بَيْتِهِ،
وَكَانَ يَصُومُ الخَمِيسَ وَالاثْنَيْنَ، قِيلَ : وَهُوَ ثُلُثُ الدَّهْرِ إنْ أضِيفَ إِلَيْهِ رَمَضَانُ ،
كَمَا أَنَّ الصَّلَواتِ المَذْكُورَةَ خَمْسُونَ رَكْعَةً إِنْ أضِيفَ إِلَيْهَا الفُرُوضُ،
وَهُوَ كَانَ وِرْدَ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ .
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٢-١٤٣

(عَلِمَ وُجُودَ الضَّعْفِ مِنْكَ فَقَلَّلَ أَعْدَادَهَا) إِذ جَعَلَ الخَمْسِينَ خَمْسَةً،
(وَعَلِمَ احْتِيَاجَكَ إِلَى فَضْلِهِ فَكَثَّرَ إِمْدَادَهَا) إِذ جَعَلَ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَيَزِيدُ،
فَأَنْزِلْ نَفْسَكَ حَيْثُ أَنْزَلَكَ مَوْلاَكَ ،
ولا تَتَكَلَّفْ غَيْرَ مَا أَتَاكَ بِهِ كِتَابُهُ الحَكِيمُ أَو رَتَّبَهُ لَكَ نَبِيُّهُ
الكَرِيمُ ،
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٢

من #الحكم_العطائية
(عَلِمَ وُجُودَ الضَّعْفِ مِنْكَ فَقَلَّلَ أَعْدَادَهَا،
وَعَلِمَ احْتِيَاجَكَ إِلَى فَضْلِهِ فَكَثَّرَ إِمْدَادَهَا)
_______________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٢ انتقاء

قال الإمام الشافعي -رضي الله عنه-:
أحب كثرة الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- في كل حال، وأنا في يوم الجمعة وليلتها أشدّ استحبابًا، وأحب قراءة الكهف ليلة الجمعة ويومها لما جاء فيها.

قُلْتُ : إذ (الصَّلاةُ مَحَلُّ الْمُنَاجَاةِ، وَمَعْدِنُ الْمُصَافَاةِ) فَإِذَا لَمْ يَجِدِ الْعَبْدُ فِيهَا نَسِيمًا مِنَ القُرْبِ فَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى غَايَةِ البُعْدِ .
ثُمَّ الصَّلَاةُ (تَتَّسِعُ فِيهَا مَيَادِينُ الأَسْرَارِ) لِبُعْدِهَا عَنْ مُوجَبَاتِ النَّقْصِ وَالإِدْبَارِ،
(وَتُشْرِقُ فِيهَا شَوَارِقُ الأَنْوَارِ) إِذ هِيَ مَحَلُّ التِّلَاوَةِ وَالدَّعَوَاتِ وَالأَذْكَارِ .
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤١-١٤٢

من #الحكم_العطائية
(الصَّلاةُ مَحَلُّ الْمُنَاجَاةِ، وَمَعْدِنُ الْمُصَافَاةِ،
تَتَّسِعُ فِيهَا مَيَادِينُ الأَسْرَارِ،
وَتُشْرِقُ فِيهَا شَوَارِقُ الأَنْوَارِ)
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٢ انتقاء

(وَاسْتِفْتَاحٌ لِبَابِ الْغُيُوب) إذ هِيَ مَحَلُّ الإِعْرَاضِ عَنِ الْأَغْيَارِ وَالعُيُوبِ،
فَمَنْ وَجَدَ هَاتَيْنِ العَلَامَتَيْنِ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْيَشْكُر اللهَ عَلَيْهَا،
وَإِلا فَلْيَبْكِ عَلَى نَفْسِهِ.
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤٢

(الصَّلاةُ طُهْرَةٌ لِلْقُلُوبِ مِنْ أَدْنَاسِ الذُّنُوبِ)
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ ،
وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلِ : ﴿إِنَّ الصَّلـٰوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ﴾ ،
وَقَالَ عليه السلام : «مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ غَمْرٍ بِبَابِ أَحَدِكُمْ» الحَدِيث .
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤١-١٤٢

من #الحكم_العطائية
(الصَّلاةُ طُهْرَةٌ لِلْقُلُوبِ مِنْ أَدْنَاسِ الذُّنُوبِ،
وَاسْتِفْتَاحٌ لِبَابِ الْغُيُوب)
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤١-١٤٢ انتقاء

(فَمَا كُلُّ مُصَلٍّ مُقِيمٌ) وَمَا كُلُّ عَامِلٍ مُسْتَقِيمٌ،
بَلِ الْمُقِيمُ وَاحِدٌ مِنَ الأَلْفِ .
قَالَ القَاضِي «أَبُو بَكْرِ بْنُ العَرَبِيّ» رحمه الله فِي قَوْلِ عُمَرَ رضي الله عنه : «مَنْ حَفِظَهَا وَحَافَظَ عَلَيْهَا فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَحْفَظُ» :
«وَلَقَدْ رَأَيْتُ مِمَّنْ يُحَافِظُ عَلَيْهَا آلَآفًا لَا أُحْصِيهَا،
فَأَمَّا مَنْ يَحْفُظَهَا بِحُدُودِهَا وَشُرُوطِهَا وَحُضُورِهَا فَمَا أَعُدُّ مِنْهُمْ خَمْسَةً».
انْتَهَى بمَعْنَاهُ .
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٤١

من #الحكم_العطائية
(مَتَى جَعَلَكَ فِي الظَّاهِرِ مُمْتَثِلاً لأَمْرِهِ،
وَرَزَقَكَ فِي الْبَاطِن الاسْتِسْلاَمَ لِقَهْرِهِ،
فَقَدْ أعْظَمَ الْمِنَّةَ عَلَيْكَ).
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٤ انتقاء

من #الحكم_العطائية
(لاَ تُطَالِبْ رَبَّكَ بِتَأَخُر مَطْلَبكَ،
وَلَكِنْ طَالِبْ نَفْسَكَ بِتَأَخُّرِ أَدبكَ)
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٤

قَالَ في «لَطَائِفِ المِنَن» :
«وَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَكَ وَلِيًّا مِنْ أَوْلِيَائِهِ طَوَى عَنْكَ بَشَرِيَّتَهُ، وَأَشْهَدَكَ خُصُوصِيَّتَهُ» .
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٤

فَإِذًا الوَاجِبُ عَلَى العَبْدِ الشَّكْرُ عَلَى البَلِيَّةِ لِمَا تَضَمَّنَتْهُ مِنَ النِّعْمَةِ ،
فَإِنْ فُقِدَ فَالصَّبْرُ،
وَإِنَّمَا يُغَطِّي مُوجَبَهُمَا وُجُودُ الهَوَى،
فَلِذَلِكَ قَالَ: (لَا يُخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَلْتَبسَ الطُّرُقُ عَلَيْكَ) فلا تَدْرِي أَتَسْلُكُ سَبِيلَ الشُّكْرِ أَم طَرِيقَ الصَّبْرِ اعْتِبَارًا بِظَاهِرِ الأَمْرِ أو بِبَاطِنِهِ ؛ إذ كِلَاهُمَا طَرِيقٌ لِلْعُبُودِيَّةِ ، (وَإِنَّمَا يُخَافُ عَلَيْكَ مِنْ غَلَبَةِ الْهَوَى عَلَيْكَ) حَتَّى تَنْفِيَهُمَا بِوُقُوفِكَ مَعَ الجَزَع المُسْتَفَادِ مِنْ وُجُودِ الشَّفَقَةِ عَلَى نَفْسِكَ.
_______________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٣

من #الحكم_العطائية
(لَا يُخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَلْتَبسَ الطُّرُقُ عَلَيْكَ،
وَإِنَّمَا يُخَافُ عَلَيْكَ مِنْ غَلَبَةِ الْهَوَى عَلَيْكَ).
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٣ انتقاء

هَذَا مَعَ مَا فِي البَلَايَا مِنَ الأَلْطَافِ وَمَوَارِدِ البِرِّ وَالْإِتْحَافِ كَائِنَةً مَا كَانَتْ،
وَ (مَنْ ظَنَّ انْفِكَاكَ لُطْفِهِ عَنْ قَدَرِهِ فَذَلِكَ لِقُصُورِ نَظَرِه) فِي العَقْلِيَّاتِ وَالعَادِيَّاتِ وَالشَّرْعِيَّاتِ .
أَمَّا العَقْلِيَّاتُ فَمَا مِنْ بَلَاءِ إِلا وَالعَقْلُ قَاضٍ بِإِمْكَانِ مَا هُوَ أَعْظَمَ مِنْهُ،
حَتَّى لَوْ قَدَّرْتَ اجْتِمَاعَ بَلَايَا الدُّنْيَا كُلِّهَا عَلَى كَافِرٍ وَعُوقِبَ فِي الْآخِرَةِ بِأَعْظَم عَذَابِ أَهْلِ النَّارِ لَكَانَ مَلْطُوفًا بِهِ؛
إذ اللهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُعَذِّبَهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَتَهَاوُنُهُ بِأَمْرِ اللهِ يَقْتَضِي لَهُ اسْتِحْقَاقَ مَا يُوَاجَهُ بِهِ مِنْ ذَلِكَ ،
فَإِقْصَارُ الوَاقِع عَلَى مَا يَقَعُ عَلَيْهِ مَعَ القُدْرَةِ عَلَى مَا فَوْقَهُ غَايَةُ اللُّطْفِ.
وَأَمَّا العَادِيَّاتُ فَمَا وُجِدَتْ قَطُّ بَلِيَّةٌ إلا فِي طَيْهَا خِيَرَةٌ وَحَفَّهَا لُطْفٌ بِاعْتِبَارِ قَصْرِهَا عَلَى نَوْعِهَا،
إذ الْمُبْتَلَى مَثَلاً بِالجُذَامِ - وَالعِيَاذُ بِاللهِ - لَيْسَ كَالْأَعْمَىٰ،
وَهُمَا مَعَ الْغِنَى لَيْسَ كَهُمَا مَعَ الفَقْرِ،
وَاجْتِمَاعُ كُلِّ ذَلِكَ مَعَ سَلَامَةِ الدِّينِ أَمْرٌ يَسِيرٌ،
وَرُتَبُ البَلَاءِ لا تَنْحَصِرُ ،
وَلَمْ يُشَاهَد قَطُّ اجْتِمَاعُهَا عَلَى شَخص وَاحِدٍ،
فَاللُّطْفُ مُتَوَجّهٌ لِلْعَبْدِ بِحَسَبِ نَقْصِهَا .
وَأَمَّا الشَّرْعِيَّاتُ فَقَدْ قَالَ رسول اللهِ ﷺ :
«إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا ابْتَلَاهُ،
فَإِنْ صَبَرَ اجتباهُ،
وَإِنْ رَضِيَ اصْطَفَاهُ»
[أخرجه الديلمي في الفردوس].
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «ما يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ ولا نَصَب ولا سَقَمٍ ولا حَزَنٍ، حَتَّى الهَمَّ يُهَمُّهُ، إِلا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ »
وَرُوِيَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ :
«أَنْزَلْتُ بِعَبْدِي بَلَائِي فَدَعَانِي
فَمَاطَلْتُهُ بِالإِجَابَةِ فَشَكَانِي
فَقُلْتُ : عَبْدِي كَيْفَ أَرْحَمُكَ مِنْ شَيْءٍ بِهِ أَرْحَمُكَ ؟!»
انْتَهَى .
_____________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٢-١٣٣

من #الحكم_العطائية
(مَنْ ظَنَّ انْفِكَاكَ لُطْفِهِ عَنْ قَدَرِهِ فَذَلِكَ لِقُصُورِ نَظَرِه)
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٢

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : والصحيح جواز كتابة الاسم على القبر، كما اختاره شيخنا عبدالرحمن السعدي، وعندنا في عُنَيزة قبور مكتوب عليها أسماء المقبورين، ولم يقع فيها غلوٌّ.


ويقول : قال شيخنا عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله : المراد بكراهة الكتابة على القبور، ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من كتابات المدح والثناء، لأن هذه هي التي يكون بها المحظور، أما التي بقدر الإعلام، فإنها لا تكره.

وقد كتب الشيخ عبدالرحمن السعدي على قبر والده ناصر بخطِّ يده حفراً هذه العبارة: ( اللهم ارحم الشيخ ناصر السعدي ) .

ولو لم يكن في القراءة المستمرة للقرآن إلا البصيرة بالهدى لكفى
توضيح ذلك:
ألا ترى أن الممارس للطب الذي طال عمره فيه تكون له فيه بصيرة عن غيره؟
وكذلك المحدث الذي تمرّس بكتب النقاد تحصل له ملكة وذوق ومعرفة لا تحصل لغيره؟

فكذلك قارئ القرآن الدائم عليه المتهمم به:
لا تروج عليه الزيوف، وتكشف له المآلات، وتتضح له الجادة وإن التبست الأمور

فابدأ علاقتك بالقرآن من الآن وآثره

وَأَنْشَدَ المُؤَلِّفُ فِي «التَّنْوِيرِ» لِنَفْسِهِ :
وَخَفَّفَ عَنِّي مَا أُلاقِي مِنَ الْعَنَا •• بِأَنَّكَ أَنْتَ المُبْتَلِي وَالمُقَدِّرُ
وَمَا لامْرِئٍ عَمَّا قَضَى اللهُ مَعْدِلٌ •• وَلَيْسَ لَهُ مِنْهُ الَّذِي يَتَخَيَّرُ
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٢

وَقَالَ «الجُنَيْدُ» رحمه الله : كُنْتُ نَائِمًا عِنْدَ «السَّرِي» فَأَنْبَهَنِي وَقَالَ لِي : يَا جُنَيْدُ! رَأَيْتُ كَأَنِّي وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ لِي: سَرِيٌّ ! خَلَقْتُ الخَلْقَ فُكُلُهُمُ ادَّعَوْا مَحَبَّتِي، فَخَلَقْتُ الدُّنْيَا فَهَرَبَ تِسْعَةُ أَعْشَارِهِمْ وَبَقِيَ مَعِيَ العُشْرُ،
فَخَلَقْتُ الجَنَّةَ فَهَرَبَ مِنِّي تِسْعَةُ أَعْشَارِ العُشْرِ وَبَقِيَ مَعِي عُشْرُ العُشْر ،
فَسَلَّطْتُ عَلَيْهِمْ ذَرَّةً مِنَ البَلَاءِ فَهَرَبَ مِنِّي تِسْعَةُ أَعْشَارِ عُشْرِ العُشْرِ،
فَقُلْتُ لِلْبَاقِينَ مَعِي: لا الدُّنْيَا أَرَدْتُمْ، ولا الجَنَّةَ طَلَبْتُمْ، ولا مِنَ النَّارِ هَرَبْتُمْ ولا مِنَ البَلَاءِ فَرَرْتُمْ، فَمَاذَا تُرِيدُونَ؟
قَالُوا: أَنْتَ تَعْلَمُ مَا نُرِيدُ،
فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنِّي مُسَلِّطٌ عَلَيْكُمْ مِنَ البَلَاءِ بِعَدَدِ أَنْفَاسِكُمْ مَا لَا تَقُومُ لَهُ الجِبَالُ الرَّوَاسِي، أَتَصْبِرُونَ؟
قَالُوا : إِذَا كُنْتَ أَنْتَ المُبْتَلِي فَافْعَلْ مَا شِئْتَ،
فَهَؤُلاَءِ عِبَادِي حَقًا.
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣١

قَالَ الإِمَامُ «أَبو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ» رحمه الله : سَمِعْتُ الأُسْتَاذَ «أَبَا عَلِيٍّ الدَّقَّاقَ» يَقُولُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ وَقَدِ اشْتَدَّتْ بِهِ العِلَّةُ :
«مِنْ أَمَارَاتِ التَّأْيِيدِ حِفْظُ التَّوْحِيدِ فِي أَوْقَاتِ الحُكْمِ ،
ثُمَّ قَالَ كَالمُفَسِّرِ لِقَوْلِهِ مُشِيرًا لِمَا كَانَ فِيهِ مِنْ حَالَةٍ : هُوَ أَنْ يَقْرُضَكَ بِمَقَارِيضِ القُدْرَةِ فِي إِمْضَاءِ الأَحْكَامِ قِطْعَةً قِطْعَةً وَأَنْتَ شَاكِرٌ حَامِدٌ ».
____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣١

وَقَالَ رضي الله عنه : ( لِيُخَفِّفْ أَلَمَ البَلاَءِ عَنْكَ عِلْمُكَ بأَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُبْتَلِي لَك )
إِمَّا اعْتِبَارًا بِأَنَّ كُلَّ أَفْعَالِهِ جَمِيلٌ،
أَو لِأَنَّهُ عَوَّدَكَ بِالْفِعْلِ الجَمِيلِ وَالعَطَاءِ الجَزِيلِ،
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾.
(فَالَّذِي وَاجَهَتْكَ مِنْهُ الأَقْدَارُ) بِمَا تَكْرَهُ (هُوَ الَّذِي عَوَّدَكَ حُسْنَ الاِخْتِيَارِ) بِمَا تُحِبُّهُ،
فَاشْكُرْهُ عَلَى مَا أَوْلاَكَ،
وَاصْبِرْ لَهُ فِيمَا بِهِ تَوَلّاكَ .
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣١

من #الحكم_العطائية
( لِيُخَفِّفْ أَلَمَ البَلاَءِ عَنْكَ عِلْمُكَ بأَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُبْتَلِي لَك ،
فَالَّذِي وَاجَهَتْكَ مِنْهُ الأَقْدَارُ، هُوَ الَّذِي عَوَّدَكَ حُسْنَ الاِخْتِيَارِ).
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣١ انتقاء

وَفِي الْمَعْنَى أَنْشَدُوا :
كَمِّلْ حَقِيقَتَكَ الَّتِي لَمْ تَكْمُلِ ••• وَالجِسْمَ دَعْهُ فِي الحَضِيضِ الأَسْفَلِ
يَفْنَى وَتَبْقَى دَائِمًا فِي غِبْطَةٍ ••• أَوْ شِقْوَةٍ وَنَدَامَةٍ لا تَنْجَلِي
مَنْ يَسْتَطِيعُ بُلُوغَ أَعْلَى مَنْزِلٍِ ••• مَا بَالُهُ يَرْضَى بِأَدْنَى مَنْزِلِ
وَالمُرَادُ الخُرُوجُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ لِلْمَوْلَى جَلَّتْ قُدْرَتُهُ اعْتِبَارًا بِوَاجِبٍ حَقِّهِ وَنَظرا لِعَظِيمِ أَمْرِهِ،
وَعَدَمُ الشَّفَقَةِ عَلَى النَّفْسِ فِي جَنَابِ الحَقِّ، وَاللهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ .
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٠

وَيُرْوَى أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ «سَهْلا» رضي الله عنه عَنِ القُوتِ
فَقَالَ : هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ،
فَقَالَ: إِنَّمَا سَأَلْتُكَ عنِ القَوَامِ ،
قَالَ : القَوَامُ العِلْمُ ،
قَالَ : إِنَّمَا سَأَلْتُكَ عَنِ الغِذَاءِ،
قَالَ: الغِذَاءُ الذِّكْرُ،
قَالَ : إِنَّمَا سَأَلْتُكَ عَنْ طُعْمَةِ الجَسَدِ،
قَالَ : مَا لَكَ وَلِلْجَسَدِ، دَعْ مَنْ تَوَلاهُ أَوَّلاً يَتَوَلاهُ آخِرًا،
أَمَا رَأَيْتَ الصَّنْعَةَ إِذَا عِيبَتْ رُدَّتْ إِلَى صَانِعِهَا حَتَّى يُصْلِحَهَا ؟ ! .
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٠

(وَلِذَلِكَ قِيلَ) وَهَذَا مِنْ أَصْلِ المُؤَلِّفِ :
(إِنَّ شَمْسَ النَّهَارِ تَغْرُبُ بِاللَّيْـ ••• ـلِ وَشَمْسُ الْقُلُوبِ لَيْسَتْ تَغِيبُ)
فَكَانَ قَوْلُ هَذَا القَائِل إِشَارَةً بِالشَّاهِدِ لِلْغَائِبِ، وَإِيمَاءً لِلْحَقَائِقِ بِالرُّسُومِ .
وَقَبْلَ هَذَا البَيْتِ بَيْتٌ آخَرُ نَصُّهُ :
طَلَعَتْ شَمْسُ مَنْ أُحِبُّ بِلَيْلٍ ••• وَاسْتَـنَـارَتْ فَـمَـا تَـلَاهَا غُرُوبُ
________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٣٠

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣)


لم يستوحش الرسول- صلى الله عليه وسلم- من تكذيبهم، وخفاء حاله وقدره عليهم.. وأيُّ ضررٍ يلحق مَن كانت مع السلطان مجالسته= إذا خفيتْ على الأخسِّ من الرعية حالته؟!

الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله

قَالَ سَيِّدِي «أَبو العَبَّاسِ» رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ :
«العَارِفُ لا يَزَالُ مُضْطَرَّا» .
قَالَ فِي «لطائِفِ المِنَنِ» :
«مَعْنَى كَلَامِ الشَّيْخِ هَذَا أَنَّ العَامَّةَ اضْطِرَارُهُمْ بِمُثِيرَاتِ الأَسْبَابِ، فَإِذَا زَالَتْ زَالَ اضْطِرَارُهُمْ،
وَذَلِكَ لِغَلَبَةِ دَائِرَةِ الحِسِّ عَلَىٰ شُهُودِهِمْ،
فَلَوْ شَهِدُوا قَبْضَةَ اللهِ الشَّامِلَةَ المُحِيطَةَ لَعَلِمُوا أَنَّ اضْطِرَارَهُمْ إِلَى اللهِ دَائِمٌ».
انْتَهَى.
وَكَأَنَّ المُؤَلِّفَ أَرَادَ بِهَذِهِ المَسْأَلَةِ التَنْبِيهَ عَلَى أَنَّ مَا قَبْلَهَا مِنْ صِفَاتِ الْعَارِفِينَ، فَتَأَمَّلْهُ .
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٢٩

ومن أمارات النفس الذهبية؛ الفرح لأخيه، والحزن لحزنه، والسعي في حاجته قولا وفعلا وبذلا ودعاء، ورقْم اسمه في دفاتر الضراعة، والإكثار من ذكر فضله والتنويه بمعروفه ونسبة الفضل إليه، واستنبات الخصال الحميدة فيه، وستر عيبه، وسد خَلته، وإعانته على لأواء الدنيا وتعب السير ومشقة المكابدة

وَمَنْ عَلِمَ نَقْصَ مَا سِوَاهُ بِكُلِّ حَالٍ لَمْ يَصِحْ مِنْهُ اسْتِغْنَاءُهُ عَنْهُ بحال
وَلِهَذَا كَانَ (العَارِفُ لا يَزُولُ اضْطِرَارُهُ)
إِذ هُوَ يَرَى فَقْرَ نَفْسِهِ وَعَجْزَهَا وَضَعْفَهَا فِي كُلِّ حالٍ،
(وَلَا يَكُونُ مَعَ غَيْرِ اللهِ قَرَارُهُ) إذ لاَ يَرَى غَنِيًّا سِوَاهُ ولا قَوِيًّا قَادِرًا إِلَّا إِيَّاهُ.
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٢٩

من #الحكم_العطائية
(العَارِفُ لا يَزُولُ اضْطِرَارُهُ،
وَلَا يَكُونُ مَعَ غَيْرِ اللهِ قَرَارُهُ)
_______________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٢٩ انتقاء

🌿

ذكر⁧ العلّامة⁩ السخاوي أنَّ شيخه الإمام ⁧ابن حجر كان شديد الأدب مع الإمام ⁧النووي⁩ وأنه كان شديد الذبّ عنه حتَّى سمعَهُ مرارًا يقول عنه: ‏" لا أَعلمُ نظِيرَهُ في قَبول مَقالِهِ عند سائر أرباب الطَّوائف "

‏المنهل العذب الرَّوي صـ١٧
قناة📕:
https://t.me/Alhanabla

وَمَتَى آنَسَكَ بِقُرْبِهِ أَطْلَقَ لِسَانَكَ بِطَلَبِهِ اعْتِبَارًا بِمَا تُشَاهِدُ مِنْ بِرِّهِ،
وَ(مَتَى أَطْلَقَ لِسَانَكَ بِالطَّلَبِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَكَ) مَا تُرِيدُ حَسْبَمَا يَخْتَارُ لَكَ، إِذ هُوَ الفَعَالُ لِمَا يُرِيدُ .
_________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٢٨

من #الحكم_العطائية
(مَتَى أَطْلَقَ لِسَانَكَ بِالطَّلَبِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَكَ)
_____________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٢٨

و(مَتَى أَوْحَشَكَ مِنْ خَلْقِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بَابَ الْأُنْسِ بِهِ)
لِأَنَّ القَلْبَ لَا يَخْلُو عَنِ الشَّيْءِ وَنَقِيضِهِ،
وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ القَائِلِ :
«لا وَحْشَةَ مَعَ اللهِ،
ولا رَاحَةَ مَعَ غَيْرِ اللهِ».
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٢٧

من #الحكم_العطائية
(مَتَى أَوْحَشَكَ مِنْ خَلْقِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بَابَ الْأُنْسِ بِهِ)
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٢٧

وَقَالَ الشَّيْخُ «أَبُو العَبَّاسِ» رضي الله عنه فِي إِشَارَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ و يولج النَّهَارَ فِي الَّيْلِ ﴾:
«يُولِجُ المَعْصِيَةَ فِي الطَّاعَةِ،
وَيُولِجُ الطَّاعَةَ فِي المَعْصِيَةِ،
يُطِيعُ العَبْدُ الطَّاعَةَ فَيُعْجَبُ بِهَا
وَيَعْتَمِدُ عَلَيْهَا
وَيَسْتَصْغِرُ مَنْ لَمْ يَفْعَلْهَا،
وَيَطْلُبُ مِنَ اللهِ العِوَضَ عَلَيْهَا ،
فَهَذِهِ حَسَنَةٌ أَحَاطَتْ بهَا سَيِّئَاتٌ،
وَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَلْجَأُ إِلَى اللهِ فِيهِ
وَيَسْتَصْغِرُ نَفْسَهُ
وَيَسْتَعْظِمُ مَنْ لَمْ يَفْعَلْهُ،
فَهَذِهِ سَيِّئَةٌ أَحَاطَتْ بها حسناتٌ فَأَيُّهُمَا الطَّاعَةُ وَأَيُّهُمَا المَعْصِيَةُ».
__________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٢٦

قَالَ الشَّيْخُ «أَبُو مَدْيَنَ» رحمه الله :
«انْكِسَارُ العَاصِي خَيْرٌ مِنْ صَوْلَةِ المُطِيعِ ».
___________________
#الطرر_والحواشي_على_الحكم_العطائية ص١٢٦

‏قال ‎الشيخ عبدالكريم الخضير-حفظه الله- :

وإذا كان إبراهيم الذي حَطَّم الأصنام يقول: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ )

فماذا نقول نحن ؟!! ونحن على خطر عظيم في أيام فتن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا».

ـــــــــــــــــــ
📒 شرح كشف الشبهات - ص٤٥