غَدير

" مَن كُنتُ مَولَاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولَاهُ "

لا العُمرُ يَكفي لأحلامٍ أُطَارِدُها
ولا زَماني بِذي جُودٍ فَيُعطيني
ما عِلةُ الدَهرِ هَل وحدي أعيشُ بهِ
أليسَ في الناس مَحظوظٌ فَيُعدِيني ؟

انتَ العَليُ الذي فَوق العُلا رُفِعا
بِبطن مكة وسط البيت اذ وُضعا
سَمتك امُك بنت الليثِ حَيدرةً
اكرمُ بلبوةِ ليثٍ انجبت سبُعا
وانتَ حَيدرة الغاب الذي اسدُ
البرج السَماويِ عَنهُ خاسئاً رَجعا

الذِكرُ فيكَ بليغَ المدحِ قَد صَدَعا
‏وأبلغُ القولِ ما قَد قَلَّ وانتَجَعا
‏فَما لِمثلِكَ إلا الله مُمتدِحٌ
‏وخالقُ الخلقِ أدرى بِالذي صَنَعا
‏قَد ألَّهوكَ أُناسٌ دونَ معرفةٍ
‏فَكيفَ لو عَرفوا ما فيكَ قَد ودِعا ؟

‏والآن مَرة أُخرىٰ،
يطغىٰ هَذا الأسىٰ
فَيشتدُ الصَمت
مَرة أُخرى، أشعُر بأنني ترَكتُ رأسي
في مقعدٍ مَا جوارِ مَحطة القطار،
هَكذا يَبدو لي
رأساً مُشوشاً قلِقاً
مِئة فكرة وفكرة تتوَسد هَذا الرَأس
ومع ذلك أتلبّس الصَمت الذي لا يَعلو عليهِ

قل للرياحِ تأتي كَيفما شاءت
فَما عادت سُفنُنا تشتهي شيئاً
لا رياحٌ ولا سُفنٌ ..
فَالموتُ قادمٌ، وَكلُنا عدمُ .

اللهُم الثَبات على ولايه أَمير المؤمِنين .

قبل مَا تنتهي السنة :
‏يارب احلامي تتحَقق
‏يارب اوصل للي نفسي فيه
‏يارب حَياتي تتحسن
‏يارب قلبي يطَمن
‏يارب عقلي يهدأ
‏يارب بكره يبقي احسَن

للهِ دُرُّ مُحَاولاتِنا المَبتُورة ..

هَوا ذنبي لا سِكنت وي الأجوني
ولا تِبعت الراحلين
لا أنه خَالي ومِختلي ومرتاح بَالي
ولا أنه من العاشگين
ومَدري ليلي شلون أخلصه
لا سَهرت وي السَهارى
ولا أنه من النَايمين
ولا أنه عَابد وارتجي الجنة
من أموت
ولا أنا من الكَافرين  ..

أَتُراكَ تُبصِرُ لِلسَعادَةِ مَوطِناً؟
‏أم تاهَ قلبُكَ في دُجى الأحزانِ؟

إِحنه مِثل الينتظر يَمتى يموت،
وتِدري صَعبة الانتظار .

وحيداً تُلاقيني اللّيالي بثقلها
‏غريبٌ فلا اُنس يواسِي غربتي
‏عليل أحاطتني الجُرُوح بِعُنفِها
‏سقيمٌ فلا طِبٌ يُداوِي علّتِي
‏ناءَتْ بِي الأيامُ في وادٍ بِلا
‏زادٍ يُبلغُنِي مَدارٍج خُطوتي .

ماذا أَقُولُ بِمَدْحِ مُرتَضىٰ يا تُرىٰ
قَد حارَتِ الْأَفْكارُ فِيكَ وَ إِنَّنِي
ماذا أَقُولُ بِمَدْحِ مُرْتَضىٰ يا تُرىٰ ؟
فَمَدائحٌ لَكَ يا عَلِيُّ كَما تَرىٰ
قَد جاوَزَت فِي عَدِّها حَبَّ الثَّرى
وَ تَحَيَّرَت فِيكَ العِبادُ فَصامِتٌ
أَوْ ناطِقٌ بِبَعضِ مَدحِكَ أَجهَرا
لٰكِن بَقىٰ فِي النُّطقِ مُقتصِراً
عَلىٰ قَطرٍ مِنَ البَحرِ العَظِيمِ تَقَطرا
زُهدٌ خُشُوعٌ وَالفَضائلُ جَمَّـةٌ
وَتَراهُ فِي بَأْسِ الْحُرُوبِ مُكَبِّرا
هذا عَلِيٌّ وَ مَعالِيهِ مَعاً
فَوقَ الْعُلا أَنْتَ تَراهُ مُــزْهِــرا
حُبُّ عَلِــيٍّ فِي دِمـائيَ كائِنٌ
حُبُّ عَلِيٍّ قَدْ سَقـانِي الكَوْثرا
أَنا بِحُبِّ الْمُـرْتَضىٰ أَتَنَـفََّسُ
بِحُبِّ مَنْ فَوقَ الْكَواكِبِ أزْهَرا
بِحُبِّ طاهـا وَ آلِهِ أَنا هائِمٌ
يارَبِّي زِدني فِي الهِيامِ تَأَثُّرا
لَم يَعرِفُوا قَدْرَ الْوَصِيِّ أُناسُهُ .

الحُبُ أَنتَ وَلولا أَنتَ ما الحُبُّ .

كَتمتُ روحي وباحت مُقلَتايا ..