« أمة إقرأ سـتقرأ📚 » @iiyy6 Channel on Telegram

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

@iiyy6


- وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ. 📍🌿

--------------------------------------
• قناتي الثانية : @QQXTT

أمة إقرأ سـتقرأ (Arabic)

تعتبر قناة « أمة إقرأ سـتقرأ » على تطبيق تيليجرام وجهة مميزة لجميع محبي القراءة والثقافة. تهدف هذه القناة إلى تعزيز حب القراءة والتعلم بين المستخدمين، وتوفير محتوى مفيد ومثرًا في مجالات متنوعة.

إذا كنت تبحث عن مصدر للمعرفة والإلهام، فإن قناة « أمة إقرأ سـتقرأ » هي المكان المناسب لك. بفضل مجموعة متنوعة من المواضيع والمقالات والكتب الإلكترونية، ستجد نفسك مغمورًا في عوالم جديدة ومثيرة تثري روحك وتطور عقلك.

من خلال شعارها الرائع "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِين"، تسعى قناة « أمة إقرأ سـتقرأ » إلى إلهام وتحفيز أعضائها على السعي نحو العلم والتقدم. سواء كنت تبحث عن كتب دينية، تاريخية، أو أدبية، فإن هذه القناة توفر لك كل ما تحتاجه للارتقاء بمستوى ثقافتك وتعميق معرفتك.

لا تفوت الفرصة للانضمام إلى قناة « أمة إقرأ سـتقرأ » واكتشاف عالم جديد من الكتب والمعرفة. انضم اليوم وابدأ رحلتك نحو التحول والتطوير الشخصي! 📚🌿

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

21 Nov, 14:01


مَرت أختِي مِن أمَامي
نَظرت ألي و مَضت دون كَلام
و أخي الصَغير أرتَطمت كُرته بِرأسي،
ألتَقطها و لَم يَتعذِر
حَتى أبي
كُلما نَظر ألي أزَاح عِيناه بَعيداً،قراءة المزيد

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

17 Nov, 08:00


مَرت أختِي مِن أمَامي
نَظرت ألي و مَضت دون كَلام
و أخي الصَغير أرتَطمت كُرته بِرأسي،
ألتَقطها و لَم يَتعذِر
حَتى أبي
كُلما نَظر ألي أزَاح عِيناه بَعيداً،قراءة المزيد

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

15 Nov, 20:03


<العظيم السابع والخمسون في أمة الإسلام>

"قاهر التتار"

(سيف الدين قطز)

"واإسلاماه. . . واإسلاماه. . . واإسلاماه" (قطز)

هناك من المصريين من لا يفتخر بكونه مسلمًا بقدر ما يفتخر بكونه من الفراعنة الذين كان منهم فرعون المجرم الذي رأينا بعض أشكال إجرامه مع زوجته وماشطة ابنته، ونسي هؤلاء الذين يفتخرون بالأهرامات بأن تلك الأهرامات لم تكن سوى قبور الفراعنة التي سخروا من أجلها شعبهم بأسره لعشرات السنين لينعم الفرعون بقبرٍ يليق به! وصدق اللَّه عز وجل حين وصف قوم فرعون فأحسن وصفهم بقوله: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (٥٤) } ، وأما القسم الآخر من مسلمي مصر فيعتقد أن سرَّ عظمة المصريين يكمن في أرض مصر نفسها وليس في الإسلام الذي جعل منهم أناسًا عظماءً، فذكروا أن سر عظمة المصريين ينبع من كون أن كلمة "مصر" وردت في القرآن خمس مرّات! ولم يعلم هؤلاء أن أن اللَّه ذكر ثمود وعاد ومدين أكثر من ذكر مصر، وأن ذكر أرض مصر جاء في القرآن على سبيل القصص في معرض قصتي نبيي اللَّه موسى ويوسف عليهما السلام، وأن من بين تلك المرات الخمس قول موسى لبني إسرائيل: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} . وعزى قسمٌ ثالث من المصريين سرّ عظمتهم إلى "ماء النيل" ، وأعجبتهم كثيرًا مقولة المؤرخ الإغريقي (هيرودوت) الذي زعم أن مصر هبة النيل. ولكن الشيء المهم الذي نسيه كل هؤلاء هو الإنسان المصري المسلم نفسه! فالإنسان المصري المسلم لم ينقذ الإسلام فحسب من خطر التتار، بل أنقذ البشرية بأسرها من شرهم! فالجيش المصري البطل هو صانع انتصار معركة "عين جالوت المجيدة" ، والتي قضت على أسطورة الجيش المغولي الذي لا يُقهر، هذه المعركة الخالدة خاضها أبناء الكنانة تحت قيادة عظيم إسلامي سطر اسمه في سجل الخلود الإسلامي بكل جدارة واستحقاق، إننا تنكلم عن الملك المظفر سيف الدين قطز. وقبل الحديث عن هذا البطل العظيم ما قدمه للإسلام، ينبغي علينا أولًا أن نتكلم قليلًا عن قصة التتار، وذلك لما في هذه القصة من تشابه عجيب بين أحداثها وبين الأحداث التي نعيشها الآن، فحال المسلمين وقت التتار يشبه إلى حدٍ بعيد حال المسلمين الآن، والخونة الذين فتحوا أبواب بغداد للتتار سنة ١٢٥٨ م هم نفسهم الخونة الشيعة الذين فتحوا أبواب بغداد للغزاة سنة ٢٠٠٣ م، والتحالف الدولي على المسلمين من التتار والصليبيين يشبه ما نراه الآن على الساحة الدولية، كما أن معرفة مقدار القوة التي وصل إليها التتار قبل عين جالوت يوضح لنا مدى عظمة هذا القائد الرباني العظيم الذي أنقذ هو وجنوده العنصر البشري بشكلٍ عام من وحشية التتار. وقصة التتار تبدأ سنة ٦٠٣ هـ من على قمم "جبال خنتي" في أرض "منغوليا" الواقعة شرق آسيا، هناك ظهر رجلٌ مغولي اسمه (تيموجين) ، وهو نفس الرجل الذي أطلق التتار عليه فيما بعد اسم (جنكيزخان) وهي كلمة تعني: (قاهر العالم) باللغة المنغولية. وكان هذا الرجل سفاحًا مجرمًا، لا هم له في الحياة إلا القتل والتخريب، فالعجيب في قصة التتار أن الجيش التتري لم يكن يأخذ الغنائم أبدًا، بل كان هدف التتار من حروبهم تلك هو القتل لمجرد القتل! فكان التتار يقتلون كل كائنٍ حيٍ يجدونه أمامهم، لا يفرقون في ذلك بين رجل وامرأة، ولا بين رضيع وشاب، ولا بين صغير وشيخ، مدني أو محارب، وكأنهم حيوانات متوحشة تعشق رائحة الدماء وحسب! ولقد وصفهم المؤرخ الإسلامي (الموفق عبد اللطيف) في "خبر التتار" بقوله: "وكأن قصدهم إفناء النوع، وإبادة العالم، لا قصد الملك والمال!" . والمضحك في الأمر أن (مايكل هارت) صاحب كتاب "العظماء المائة" صنف المجرم (جنكيز خان) ضمن عظمائه المائة! وما هي إلا سنيّات قليلة حتى استطاع التتار بوحشيتهم أن يبنوا إمبراطورية كبيرة ممتدة من "كوريا" شرقًا إلى "بولندا" غربًا ومن "سيبيريا" شمالًا إلى "كمبوديا" جنوبًا، قبل أن تتحرك غريزة الخيانة المغروسة في كيان الشيعة لكي يراسلوا (هولاكو خان) قائد المغول والمعروف اختصارًا (هولاكو) ليطلبوا منه القدوم "لتحريرهم من نير" الديكتاتورية الإسلامية! "، فما إن تشيع الخليفة العباسي (الناصر لدين اللَّه) ، حتى كان أول شيء صنعه هو اتباع الخاصية اللأولى للشيعة: الخيانة!! فلقد ذكر المؤرخ العظيم (الحافظ ابن كثير) في كتابه الرائع" البداية والنهاية "أن هذا الملك المتشيع قام بمراسلة التتار لكي يطمعهم ببلاد المسلمين، إلا أن هولاكو لم رفض العرض الشيعي بدخول عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد خوفًا من أن تحل عليه لعنة من السماء (كما نصحه بذلك حكماء المغول) ، فما كان من شيخ الطائفة الشيعة الأكبر عبر التاريخ (نصير الدين الطوسي) إلا أن تطوع لطمأنة هولاكو بدخول بغداد، وإخباره بأن شيئًا من الأذى لن يصيبه إذا ما قتل

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

15 Nov, 20:03


وقد ثبت عندكم أنا نحن الكفرة، وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة، وقد سَلَّطَنا عليكم من له الأمور المقدّرة، والأحكام المدبرة، فكبيركم عندنا قليل، وعزيزكم عندنا ذليل، فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب، قبل أن تضرم الحرب نارها، وترمي نحوكم شرارها، فلا تجدون منا جاهًا ولا عزًا، ولا كافيًا ولا حرزًا، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، فقد أنصفناكم إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذرناكم، فما بقي لنا مقصد سواكم، والسلام علينا وعليكم، وعلى من أطاع الهدى، وخشي عواقب الردى، وأطاع الملك الأعلى. وما إن قرأ قطز رسالة التهديد التترية حتى قتل جميع السفراء المغول ثم علق رؤوسهم في شوارع القاهرة لكي يرفع الروح المعنوية في أوساط الشعب المصري الذي كانت تأتيه أخبار التتار المخيفة، وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة ٦٥٨ هـ، وبشروق الشمس، أضاءت الدنيا على فجر جديد انبثق من سهل عين جالوت، فالتقى المسلمون والتتار هناك، ليقاتل قطز بنفسه بين صفوف الشعب، ليتفاجأ المسلمون بأعداد الجيش التتري الهائلة والمخيفة، وفعلًا كاد التتار أن ينتصروا بالفعل، عندها أدرك الفارس الإسلامي البطل قطز أن الإسلام هذه المرة مهددٌ كدين على وجه الأرض، فإذا سقطت مصر، سقطت آخر قلاع المسلمين في الكرة الأرضية، لتصبح بعدها مكة والمدينة تحت رحمة المغول وعملائهم من الشيعة، عند هذه اللحظة. . . توقفت ساعة الزمن عن الدوران في وجدان وكيان هذا المجاهد الإسلامي، فنزل سيف الدين قطز من على ظهر فرسه وأخذ يصيح في السماء بصوتٍ زلزل الأرض: واإسلاماه. . . . واإسلاماه واإسلاماه ثم خلع الملك المظفر قطز خوذته ومرَّغ رأسه على التراب وهو يتضرع للَّه قائلًا: "يا اللَّه. . . انصر عبدك قطز على التتار! فما إن انتهى قطز من دعائه، حتى دارت رحى الحرب في صالح المسلمين، فانتصر الجيش المصري، تحت قيادة القائد التركي، على أرض فلسطين المباركة، لتعلو بذلك راية الإسلام العالمي إلى الأبد!" ولكن. . . . ما هي الخطوات المنهجية التي قام بها قطز رحمه اللَّه ليحول حال الأمة من حالة الهزيمة إلى حالة النصر؟ ومن هو ذلك الشيخ المغربي الذي كان هو الصانع الحقيقي لهذا النصر؟ وكيف كان قطز لا يتخذ أيَّ قرارٍ بدون الرجوع إليه؟ ولماذا أطلق عليه المؤرخون لقب "سلطان العلماء" ؟ يتبع. . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

15 Nov, 20:03


الخليفة العباسي، وفي نفس الوقت قام الخائن الأعظم في تاريخ الشيعة الاثني عشرية الوزير الشيعي (مؤيد الدين بن العلقمي) بفتح أبواب بغداد للمغول مقابل عرضٍ يجعله فيه هولاكو واليه في المدينة المنورة لكي ينبش قبر أم المؤمنين عائشة وقبر أبي بكر وعمر (وربما قبر رسول اللَّه أيضًا!) ، وطلب الخائن ابن العلقمي من خونة الشيعة في العراق رفع رايات مميزة فوق بيوتهم عند ساعة الصفر لكي يقتل التتار المسلمين السنة فقط، وفي يوم ٤ صفر من سنة ٦٥٦ هـ الموافق لـ ٢٠ فبراير من سنة ١٢٥٨ م دخل التتار بغداد أكبر مدينة في العالم آنذاك، فقتل التتار ١٠٠٠٠٠٠ مسلم خلال أربعين فقط بفضل خيانة الشيعة، وكأن التاريخ يعيد نفسه! بل وكأن الأرقام تعيد نفسها! وتعفنت الجثث في شوارع بغداد، وحرق التتار الهمجيون" مكتبة بغداد "أكبر مكتبة في العالم، وأصبح الطريق مفتوحًا أمام المغول لتدمير" الكعبة "بعد أن احتلوا الشام، وصار مصير الإسلام -وليس المسلمين فقط- لأول مرة في التاريخ مهددًا بالفناء، قبل أن يحدث شيءٌ عجيب!" فلقد بعث اللَّه للأمة رجلًا اسمه (محمود بن ممدود الخوارزمي) ، هذا الرجل عُرف في التاريخ باسم آخر هو: (سيف الدين قطز) ! وقصة قطز تمثل ترجمة فعلية لقول رب العالمين: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٠) } ، فكما أن فرعون هو الذي ربى موسى في بيته لكي يدمره بعد ذلك، فإن التتار هم الذين صنعوا قطز، بل هم الذين أطلقوا عليه اسم (قطز) ويعني "الحيوان المتوحش" ، وذلك بعد أن لاحظوا أنه طفل متمرد، وقطز هو ابن أخت (جلال الدين بن خوارزم شاه) ملك "المملكة الخوارزمية" الإسلامية "في آسيا الوسطى، والتي كانت أول ضحايا التتار، فقد قام التتار بقتل جميع أهل قطز وإبقائه حيًا لكي يبيعوه بعد ذلك في سوق النخاسة، والمضحك في القصة أن التتار أنفسهم هم الذين نقلوه من مجاهل آسيا الوسطى إلى أرض الشام بالتحديد والتي سوف ستشهد تدمير إمبراطوريتهم على يدي نفس ذلك الطفل الذي نقلوه هم بأيديهم إلى هذه الأرض!!! فقد قام الملك الأيوبي المجاهد (نجم الدين أيوب) رحمه اللَّه بشراء قطز وغيره من العبيد ليربيهم تربية دينية وعسكرية صارمة، ليكون كتيبة ربانية مجاهدة من أعظم الكتائب التي عرفتها أمة محمد، هذه الكتيبة الخاصة عُرفت فيما بعد باسم" المماليك "." والحقيقة أن سر اختياري لقطز ليكون ضمن قائمة المائة لا ينبع لمجرد انتصاره في معركة "عين جالوت" الخالدة التي أنهت الزحف المغولي إلى الأبد، بل إن السر الحقيقي لعظمة هذا العملاق الإسلامي يتمثل في إمكانية هذا الرجل بمفرده من تغيير حال أمة بأسرها من قمة الهزيمة إلى قمة النصر، كل هذا في أحد عشر شهرًا وثلاثة عشر يومًا هي كل مدة حكم سيف الدين قطز! وهذا الذي نحاول دراسته في هذا الكتاب "كيفية بناء الأمة بعد انكسارها" ، فقطز كان رجلًا واحدًا، ولكنه كان رجلًا بأمة، وعين جالوت ما هي إلا نتيجة، ولكن الأهم منها هو العمل الذي أدى لعين جالوت! ولنستمع الآن إلى رسالة الإنذار التي بعثها هولاكو لقطز قبل عين جالوت والتي حملها له أربعون سَفيرًا من وحوش التتار: "من ملك الملوك شرقًا وغربًا القائد الأعظم: باسمك اللهم، باسط الأرض، ورافع السماء، يعلم الملك المظفر قطز الذي هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا إلى هذا الإقليم، يتنعمون بأنعامه، ويقتلون من كان بسلطانه بعد ذلك، يعلم الملك المظفر قطز وسائر أمراء دولته وأهل مملكته بالديار المصرية وما حولها من الأعمال، إنا نحن جند اللَّه في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على مَن حَلَّ به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم. قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن شكر، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد، فعليكم" بالهرب، وعلينا الطلب، فأي أرض تؤويكم، وأي طريق تنجيكم، وأي بلاد تحميكم؟! فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون عندنا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع، فإنكم أكلتم الحرام، ولا تعفُّون عند كلام، وخنتم العهود والأيمان، وفشا فيكم العقوق والعصيان، فأبشروا بالمذلة والهوان، فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم، فإن أنتم لشرطنا وأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم، فلا تهلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذّر من أنذر.

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

14 Nov, 08:01


مَرت أختِي مِن أمَامي
نَظرت ألي و مَضت دون كَلام
و أخي الصَغير أرتَطمت كُرته بِرأسي،
ألتَقطها و لَم يَتعذِر
حَتى أبي
كُلما نَظر ألي أزَاح عِيناه بَعيداً،قراءة المزيد

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

10 Nov, 21:32


الصعيدي البطل بعد أن أبدى إعجابه بالإسلام، إلا أنه خاف على كرسي الإمبراطورية بعد أن احتج الشعب على ذلك المؤتمر، فأخبر ألماكيدو الشيخ الجرجاوي أنه إذا وافق الوزراء على تغيير دين الآباء فإنه سيختار الإسلام بلا أدنى شك، فخرج الجرجاوي رحمه اللَّه إلى شوارع طوكيو برفقة الترجمان، ليُسلم على يديه آلاف اليابانيين، وليعود بعدها إلى مصر ليصف تلك الرحلة العجيبة إلى بلاد الشرق في كتاب من أجمل كتب أدب الرحلات في القرن العشرين أسماه "الرحلة اليابانية" وضع فيه نفائس القصص الممتعة وغرائب الحكايات الشيقة التي عايشها في رحلته الدعوية إلى اليابان. والاَن وبعد أن قرأت حكاية هذا الرجل الأمة، هل ستقهقه عندما يأتيك أحد السفهاء ليحكي لك نكتة يستهزئ بها من أحد الصعيديين؟ أم أنك ستقول له اخرس فإن أولئك القوم هم رجال الإسلام؟ والحقيقة أنه ليس أهل الصعيد هم وحدهم الأبطال، بل إن جل الموحدين في مصر كان لهم فضلٌ كبير على الإسلام بأسره! فما هو أعظم فضلٍ قدمه المصريون للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ وكيف أنقذ المصريون الإسلام بل والبشرية بأسرها من أعظم خطرٍ مرّ على البشر عبر كل العصور؟ يتبع. . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

10 Nov, 21:32


<العظيم السادس والخمسون في أمة الإسلام>

"الصعيدي فاتح إمبراطورية اليابان"

(علي الجرجاوي)

"وبهذه الطريقة أفهمنا اليابانيين الإسلام وبدأوا يدخلون فيه بكثرة مادحين تعاليمه. وكلما زدناهم معرفة بالإسلام زاد عدد الداخلين حتى انتشر صيت جمعيتنا بالمدينة إنتشارًا عجيبًا. وكنا نسمع الثناء على الإسلام من الذين اعتنقوه لأنه دلهم على الإله الحق وأخرجهم من الظلمة الى النور" (من كتاب الرحلة اليابانية للجرجاوي)

كنت أستغرب فيما مضى عن سر اختيار "الصعايدة" بالذات ليُستهزأ بهم من قبل السفلة من الممثلين والساقطات من الممثلات، وكنت أستغرب أكثر عن تلك الصورة النمطية التي ينقلها الإعلام العربي عن أولئك القوم بالتحديد، والحقيقة أن ذلك الاستغراب قد زال عني بعد أن قرأت التاريخ المشرف للمصريين المنحدرين من صعيد مصر، فأولئك القوم ليسوا أناسًا عاديين، بل هم رجالٌ أشداء نصروا الإسلام بأرواحهم عبر جميع مراحل تاريخ الإسلام العظيم، فالذي لا يعرفه الكثير من المسلمين أن صعيد مصر أخرج للإسلام أعظم العلماء وأصدق الرجال وأشجع الأبطال، ولا يساورني أدنى الشك بأن غزاة التاريخ وعملاءهم هم الذين نشروا تلك النكات الساذجة عن أولئك المسلمين الأبطال، ولعل الشموخ والإباء الذي أظهره "الصعايدة" في وجه نابليون وحملته الصليبية على مصر كان من أهم الأسباب لهذه الحملة الإعلامية البشعة على أولئك الرجال الشرفاء، فهناك قاعدة يجب علينا جميعًا أن نحفظها جيدًا ألا وهي: أن أبطال هذه الأمة هم الهدف الرئيسي للحملات الإعلامية الشرسة، فإذا ما وجدت تشويهًا لشخصية تاريخة أو لشريحة بشرية معينة من أمة فاعلم أن في الأمر أصابعًا قذرة لغزاة التاريخ! وقطار التاريخ لعظماء أمة الإسلام يأبى إلا أن يمر بعجلاته على صعيد مصر في سنة ١٩٠٦ م، لتكون محطته هذه المرة قرية "أم القرعان" في مركز "جرجا" بصعيد مصر، هناك يشتري شيخٌ أزهري اسمه (علي الجرجاوي) الصحيفة ليقرأ بها خبرًا انتفضت له جوارحه، فلقد قرأ الشيخ أن رئيس وزراء اليابان الكونت (كاتسورا) أرسل خطابات رسمية إلى دول العالم ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين وكل أصحاب الديانات لكي يجتمعوا في مدينة "طوكيو" في مؤتمر عالمي ضخم يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته، ومن ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان ليكون دينًا رسميًا للإمبراطورية اليابانية بأسرها، وسبب ذلك أن اليابانيين بعد انتصارهم المدو على الروس في معركة "تسوشيما" عام ١٩٠٥ م، رأوا أن معتقداتهم الأصلية لا تتفق مع تطورهم الحضاري وعقلهم الباهر ورقيهم المادي والأدبي الذي وصلوا إليه، فأرادوا أن يختاروا دينًا جديدًا للإمبراطورية الصاعدة يكون ملائمًا لهذه المرحلة المتطورة من تاريخهم. عندها أسرع هذا الصعيدي البطل إلى شيوخ الأزهر يستحثهم بالتحرك السريع لانتهاز هذه الفرصة الذهبية لنقل دين محمد إلى أقصى بقاع الأرض، في مهمة لو قدّر لها النجاح لتغير وجه الكون، فلم يستمع الشيخ الجرجاوي إلا لعبارات "إن شاء اللَّه" ، "ربنا يسهل" ! فكتب الشيخ علي الجرجاوي في صحيفته الخاصة "الإرشاد" نداء عامًا لعلماء الأزهر لكي يسرعوا بالتحرك قبل أن يفوتهم موعد المؤتمر، ولكن لا حياة لمن تنادي! فهل فوَّض الشيخ علي أمره للَّه وقال اللهم إني قد بلّغت؟ هل استسلم هذا الشيخ لأولئك المثبطين وواسى نفسه بأنه قد عمل ما عليه؟ لقد قام هذا الصعيدي البطل فحمل همّ أمة كاملة على كتفيه، وانطلق إلى قريته الصغيرة ليبيع خمس أفدنة من الأرض كانت جل ثروته، لينفق على حسابه الخاص تكاليف تلك المغامرة العجيبة التي انتقل فيها على متن باخرة من الإسكندرية إلى إيطاليا ومنها إلى عدن، ومنها إلى بومباي في الهند، ومنها إلى كولمبو في جزيرة سيلان (سيريلانكا الآن!) ، ومن هناك استقل باخرة لشركة إنجليزية متجهة لسانغفورة، ثم التي هونج كونج، فسايغون في الصين، ليصل أخيرًا إلى ميناء "يوكوهاما" الياباني بعد مغامرةٍ بحرية لاقى فيها هذا الصعيدي البطل ما لاقاه من الأهوال والمصاعب. وهناك في اليابان كان العجب! وانظروا الآن إلى عظمة هذه الأمة -أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فلقد تفاجأ هذا الشيخ الصعيدي على الميناء بوجود شيخٍ هنديٍ من مشايخ مدينة "كلكتا" ، وشيخٍ بربريٍ من مشايخ "القيروان" في تونس، وشيخٍ صينيٍ من "التركستان الشرقية" ، وشيخٍ قوقازي من مسلمي "روسيا" ، كل هؤلاء جاءوا مثله على نفقتهم الخاصة، ليجدوا أن الخليفة العثماني البطل (عبد الحميد الثاني) جزاه اللَّه خيرًا كان قد أرسل وفدًا كبيرًا من العلماء الأتراك، ليجتمع أولئك الدعاة جميعًا ويكونوا وفدًا إسلاميًا ضخمًا مكونًا من مسلمين من أقطارٍ مختلفة، يحمل كل واحدٍ منهم رسالة محمد بن عبد اللَّه في وجدانه، ليوصلها إلى إمبراطور اليابان شخصيًا، فأكرم بهذه أمة! وهناك في طوكيو أسلم الآلاف على أيدي تلك المجموعة الربانية، وكاد إمبراطور اليابان "ألماكيدو" نفسه أن يسلم على يد ذلك

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

08 Nov, 23:02


"يوما ما ستدرك أن كل الابتلاءات التي تعيشها الآن كانت تقودك إلى أبواب من الخير كثيرة، تأكد دائما أن لطف الله محيط بك، حتى في الأمور التي ظاهرها حرمان، لو علمت ما فيها من خير وعطاء لما حزنت."  ♡  🩵📝💯

• ليستا أحبك ربي المحافظة💙 للأشتراك 500+ ☑️

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

08 Nov, 00:39


<العظيم الخامس والخمسون في أمة الإسلام>

"العالم الفرنسي"

(موريس بوكاي)

{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} (اللَّه)

في مساء يومٍ من أيام عام ١٨٧١ م، جلس الأخوان محمد وأحمد عبد الرسول ليشربا الشاي بالقرب من قطيع الماشية الذي كان يرعي أمامهما، ولكن أحد الأخوين لاحظ أن خروفا من بين القطيع قد توارى بين التلال ليختفى أثره بعد ذلك! فصُعق الأخوان الفقيران من غياب ذلك الخروف الذي كان يمثل لهما ثروة ضخمة، فهلعا يتتبعان أثر الخروف الضائع، حتى وجدا بئرًا مهجورة بين الصخور، فاقتربا من تلك البئر لينزل أحدهما فيه ليسأله أخوه إن قد وجد الخروف، ليجيبه أخوه وهو يصيح ضاحكًا: "أي خروفٍ تتحدث عنه؟! لقد وجدت كنزًا يا أخي!" . بعد ذلك بعشرة سنوات وفي عام ١٨٨١ م لاحظ أحد مهربي الآثار المصريين أن هناك رجلان ثريان في إحدى القرى النائية يقال لهما الأخوان عبد الرسول قد أشيعت حولهما الأساطير، فقام بمراقبتهما وتتبع مكان البئر، ليخبر بعدها مدير الآثار المصرية الفرنسي (جاستون ماسبيرو) بأمر ذلك البئر المهجور، لينزل هذا العالم إلى ذلك البئر ليعلن بعدها للعالم أنه قد عثر على مجموعة من المومياءات، كان من بينها مومياء عجيبة لم تتغير كثيرًا على الرغم من بقائها لأكثر من ٣٥٠٠ عام، فلقد كانت هذه الجثة لأحد ملوك الدولة الحديثة وهو الملك (رمسيس الثاني) ، هذا الملك هو نفسه فرعون موسى! وفي عام ١٩٨١ م تسلم الرئيس الفرنسي الراحل (فرانسوا ميتران) زمام الحكم في فرنسا عام ليطلب من الحكومة المصرية في نهاية الثمانينات استضافة مومياء الفرعون لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية عليه، وفعلًا تم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته الأرض فرعون إلى باريس، فحُملت على إثرها مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله، وليتم نقله بعدها إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي ليستدعى لها أكبر عالمٍ في فرنسا، ألا وهو البروفيسور (موريس بوكاي) ، وذلك لدراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها، وبينما كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء، كان اهتمام موريس منصبًا على محاولة اكتشاف كيفية موت هذا الفرعون، فجثة رمسيس الثاني لم تكن كباقي جثث الفراعين التي تم تحنيطها من قبل، فوضعية الموت عنده غريبة جدا، فلقد فوجيء المكتشفون عندما قاموا بفك أربطة التحنيط بيده اليسرى تقفز فجأة للأمام! أي أن من قاموا بتحنيطه أجبروا يديه على الانضمام لصدره كباقي الفراعين الذين ماتوا من قبل!! فأخذ البروفوسور بوكاي يحلل الجثة لعله يجد حلًا لذلك اللغز، وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت النتائج النهائية للبروفيسور موريس: لقد كانت هناك بقايا للملح معلقةً في جسد الفرعون، وتبين أيضا مع صورة بأشعة إكس أن عظام فرعون قد انكسرت من دون أن يتمزق الجلد المحيط بها! فاستنتج البروفسور الفرنسي من ذلك أن الفرعون قد مات غرقًا، وأن سبب انكسار عظامه دون تمزق اللحم كان بسبب الضغط الرهيب الذي سببته المياه في أعماق البحر الساحقة، ولكن الغريب أن جثة فرعون رغم سقوطها في قاع البحر العميق يبدو عليها أنها طفت بشكل غريب على سطح البحر بسرعة ليتم تحنيطها فورًا قبل تحلل الجثة! واستطاع بوكاي أيضًا تفسير الوضعية الغريبة ليد رمسيس اليسرى، فلقد وضح بوكاي أن فرعون كان يمسك لجام فرسه أو السيف بيده اليمنى، ودرعه باليد اليسرى، وأنه في وقت الغرق رأى شيئًا غريبًا أدى لتجنش أعصابه بشكل فظيع ساعة الموت، ونتيجة لشدة المفاجأة وبلوغ حالاته العصبية لذروتها ودفعه الماء بدرعه فقد تشنجت يده اليسرى وتيبست على هذا الوضع، فاستحالت عودتها بعد ذلك لمكانها! وهذه الحالة تشبه تمامًا حالة تيبس يد الضحية وإمساكها بشيء من القاتل كملابسه مثلًا، ولكن سؤالًا أخيرًا بقي يحير البروفسور موريس بوكاي، وهو: كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استُخرجت من البحر الذي من المفروض أن يعمل أكثر على سرعة تحلل الجثة؟!! فأعد البروفيسور الفرنسي موريس بوكاي تقريرًا نهائيا لكي يعلن للعالم. عن اكتشافه الجديد، أو لنقل ما كان يعتقد أنه اكتشاف جديد، فقرر أن يعقد مؤتمرًا صحفيًا لكي يعلن ذلك، قبل أن يهمس أحد معاونيه في أذنه: "لا تتعجل يا مسيو بوكاي، فإن المسلمين يعرفون هذا الشيء بالفعل!" فتعجب البروفيسور من هذا الكلام، واستنكر بشدة هذا الخبر واستغربه، فمثل هذا الإكتشاف لا يمكن معرفته إلا من خلال أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، ثم (وهو الأهم) أن مومياء رمسيس تم اكتشافها أصلا عام ١٨٩٨! فازداد البروفيسور ذهولا وأخذ يتساءل: كيف يستقيم في العقل هذا الكلام؟ والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة أصلا إلا قبل عقود قليلة! فجلس موريس بوكاي ليلته بالمختبر محدقا بجثمان فرعون، وهو يسترجع في ذهنه ما قاله له زميله أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

08 Nov, 00:39


الغرق! في الوقت الذي لا يوجد أي ذكر في الكتاب المقدس عندهم لمصير الجثة بعد غرقها، وانهالت التساؤلات على ذهن موريس، ثم قرر أن يطلب نسخة من الكتاب المقدس، فأخذ يقرأ: "فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر، ولم يبق منهم أحد!" . وبقي موريس بوكاي حائرًا، فحتى الكتاب المقدس الذي يزعم علماء النصارى أن محمدًا قد سرق منه قصص الأنبياء السابقين لم يتحدث عن قريب أو بعيد عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة! فمن أين أتى هذا البدوي بهذه الحقيقة العلمية وهو في أعماق الصحراء؟! عند ذلك الوقت حزم البروفسور الفرنسي مورشى بوكاي أمتعته واتجه إلى بلاد المسلمين يريد مقابلة عدد من علماء التشريح المسلمين، وهناك كان أول حديث تحدثه معهم فيه عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون، فابتسم له عالم مسلم وأعطاه كتاب الترجمة الانجليزية للقرآن وقال له اقرأ هذا يا بروفسور: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢) } [يونس: ٩٢]
فما إن قرأ بوكاي هذه الكلمات القليلة حتى كاد أن يسقط من على قدميه، فصرخ بالحاضرين: "لقد آمنت برب هذا الكتاب، لقد آمنت بالرسول الذي جاء به! لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن" ثم رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذي ذهب به، وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم، فكانت ثمرة هذه السنوات التي قضاها الأخ الفرنسي المسلم موريس: أن خرج بتأليف كتاب من أعظم كتب القرن العشرين، هذه الكتاب وقع كالزلزال في أوساط الكنيسة في روما، فلقد كان عنوان الكتاب (القرآن والكتاب المقدس والعلم) ومن أول طبعة له نفد من جميع المكتبات في أوروبا! ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية (الفرنسية) إلى العربية والإنكليزية والإندونيسية والتركية والألمانية، لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب، وليدخل من خلاله آلاف الناس في الإسلام، فكما أن فرعون المجرم ربى موسى بيديه ليصبح له حزنًا في حياته، فها هو الآن بعد مماته يصبح سببًا في إسلام الآلاف، لتبقى جثته دليلًا على هزيمة كل من يحارب الإسلام والمسلمين في جميع العصور والأزمنة! ومن نفس الأرض التي خرج منها فرعون، خرج عظيم إسلامي من صعيد مصر، لا ليقول للناس أنا ربكم الأعلى، بل ليسافر إلى أقصى بقعة في مشارق الأرض ليقول للناس هناك: اللَّه هو ربكم الأعلى! فمن هو إذًا ذلك الصعيدي البطل الذي فتح إمبراطورية اليابان بمفرده؟ يتبع. . . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

05 Nov, 08:01


مَرت أختِي مِن أمَامي
نَظرت ألي و مَضت دون كَلام
و أخي الصَغير أرتَطمت كُرته بِرأسي،
ألتَقطها و لَم يَتعذِر
حَتى أبي
كُلما نَظر ألي أزَاح عِيناه بَعيداً،قراءة المزيد

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

03 Nov, 21:27


<العظيم الرابع والخمسون في أمة الإسلام>

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}

(ماشطة بنت فرعون)

"مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبةُ يَا جِبْرِيلُ؟!" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)

كثيرٌ منا من يعتقد أنه قد أصبح مسلمًا مؤمنًا لمجرد التزامه بفروض اللَّه! فهناك من الناس من يتصدق بثلاثة دنانير ليرفع يديه عاليًا إلى السماء وهو يقول: "اللهم لا تضيعها عندك" ! وهناك من يدفع زكاة ماله -المفروضة عليه- ليشترط على اللَّه القصر الأبيض في جنات الفردوس! ومنّا من يقوم للَّه ليلة يتيمة ليعتقد بعدها أن اللَّه سيبني له منزلًا في الجنة بجوار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-! ومن الناس من يذهب للدعوة إلى سبيل اللَّه فإذا قوبل بالرفض من أول مرة رفع يديه إلى السماء ليقول "اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد" ! وهناك من الدعاة من إذا سُبَّ أو استهزئ به لمرة واحدة فقط رجع حزينًا وهو يقول "اللهم إني أشكو لك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس" ! فيظن هؤلاء بذلك أنهم قد وصلوا إلى مرتبة الصدّيقين والشهداء!!! ولكن الإيمان الحقيقي لهو أعظم من ذلك بكثير. . . . والحقيقة هي أنك إذا لم تتعرض لابتلاء، فأعلم أنك لم تصل إلى مرحلة الإيمان!
{الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (٣) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٤) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (٦) } [العنكبوت] .
وبطلتنا الآن هي إنسانة دخلت في قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} ، فهذه الإنسانة لم يبتليها اللَّه فحسب، بل ابتلاها اللَّه بأحقر وأسفل خلقه في التاريخ: فرعون! إننا نتحدث عن هي ماشطة بنت فرعون، والتي لم تكن أكثر من مجرد امرأة صالحة كانت تعيش هي وزوجها في ظل مُلك فرعون، فقد كان زوجها مقربًا من فرعون، بينما كانت هي ماشطة لبنات فرعون، فمن اللَّه عليهما بالايمان، فلم يلبث أن علم فرعون بإسلام زوجها، فقتله على التو واللحظة، فأخفت زوجته إسلامها، واستمرت في العمل في قصر فرعون تمشط بناته، وتنفق على أولادها الخمسة. وفي يومٍ من الأيام وبينما هي تمشط ابنة فرعون، وإذ بالمشط يقع من يدها على الأرض، فتناولته هذه المرأة المؤمنة من الأرض وهي تقول: "بسم اللَّه" ، فقالت ابنة فرعون: "اللَّه أبي!" فصاحت الماشطة بابنه فرعون: "كلا! بل اللَّه ربي، وربك، ورب أبيك" فذهبت تلك المجرمة ابنة المجرم إلى أبيها لتخبره بأمر ماشطتها، فثارت قيامة فرعون بوجود من يعبد اللَّه بقصره، فأحضرها، وقال لها: "من ربك؟" فقالت: "ربي وربك اللَّه" فأمرها فرعون بالرجوع عن دينها، وإلا حبسها وعذبها، فأبت تلك البطلة أن ترتد عن الإسلام، فأمر فرعون بقدر من نحاس فملئت بالزيت، ثم أحمي حتى غلا، فأوقفها أمام القدر، فلما رأت العذاب، أقبلت على القدر تريد الشهادة، فعلم فرعون أن أحب الناس إليها هم أولادها الخمسة، الذين كانت تربيهم بعد أن قتل أباهم، فأراد ذلك المجرم أن يزيد في عذابها، فأحضر الأطفال الخمسة إلى غرفة التعذيب الفرعونية، فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون، فانكبت عليهم تقبلهم وتضمهم إلى حضنها باكية، فأخذت أصغرهم وضمته التي صدرها وأرضعته، فأمر فرعون بأكبرهم، فجره الجنود ودفعوه التي الزيت المغلي والغلام يصيح بأمه ويستغيث ويسترحم الجنود ويتوسل الى فرعون ويحاول الفكاك والهرب، ولكن الجنود كانوا يصفعونه ويدفعونه إلى الزيت المغلي دفعًا، كل هذا وأمه تنظر اليه وتودعه بدموعها بعد أن عجز لسانها عن الحركة، وما هي إلا لحظات، حتى ألقي الصغير في الزيت، والأم تبكي وتنظر إلى طفلها وهو يحترق، بينما فرعون يقهقه، وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة من هول المنظر، حتى إذا ذاب لحمه على جسمه النحيل، وطفت عظامه البيضاء فوق الزيت، نظر إليها فرعون مرة أخرى وأمرها بالكفر لكي يعفو عن البقية، فأبت هذه الفدائية، فزاد غضب فرعون، فأمر بولدها الثاني، فسُحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث، فما هي إلا لحظات حتى ألقي في الزيت، والأم تنظر إليه وتبكي، حتى طفت عظامه البيضاء واختلطت بعظام أخيه، فما زاد ذلك المنظر الأم إلا ثباتًا على الإسلام، ثم أمر فرعون بالثالث ففعل به نفس الشيء، ثم أمر السفاح فرعون أن يطرح الرابع في الزيت، وما هي إلا ثوانٍ حتى غاب الجسد وانقطع الصوت، فجاهدت الأم نفسها أن تتجلد وأن تتماسك، فالتفتوا إليها وتدافعوا، وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها، فلما انتزع منها صرخ الصغير فانهارت الأم ودموع الرضيع تغطي يديها،

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

03 Nov, 21:27


فكادت أن تتقاعس من أجل رضيعها المظلوم، عندها حصل شيء لم يتكرر في تاريخ الأرض إلا أربع مرات! فلقد تكلم ذلك الرضيع، وقال لها: "يا أماه اصبري فإنك على حق" ثم انقطع صوته عنها بعد أن ألقوه في الزيت المغلي، لتختلط عظامه بعظام إخوته الأربعة، فها هي عظامهم يلوح بها القدر، ولحمهم يفور به الزيت، لتنظر المسكينة الى هذه العظام الصغيرة وهي تتذكر أطفالها الصغار يمرحون بين يديها، ثم اندفع أولئك المجرمون نحوها وأقبلوا عليها كالكلاب الضارية، وقبل أن يلقوها في الزيت المغلي، التفتت إلى فرعون وقالت: "لي إليك حاجة" فصاح المجرم فرعون: "ماحاجتك؟" فقالت: "أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد" فقال فرعون وهو يقهقه: "لك ذلك" فألقى الجند بها في الزيت المغلي، لتستشهد في سبيل اللَّه، وتختلط عظامها بعظام أطفالها الصغار. . . . . . وبعد ذلك بما يزيد عن ١٥٠٠ سنة وبينما رسول اللَّه مع جبريل في ليلة الإسراء والمعراج، وإذ به يشتم رائحة طيبة، فيسأل جبريل عنها قائلأ: "مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ يَا جِبْرِيلُ؟" فيجيبه جبريل: "هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ بِنْتِ فِرْعَوْنَ، وَأَوْلادِهَا" ! ولكن وبعد هذا الإجرام الذي ارتكبه فرعون، أكبر مجرمٍ عرفته البشرية، ما الذي حدث له؟ وما هي العقوبة الربانية الفريدة من نوعها التي التي لم ينزلها اللَّه إلا عليه؟ وكيف اختفى هذا الفرعون ليظهر عام ١٨٨١ م مجددًا؟ وكيف كان ظهوره سببًا لبزوغ نجم عظيم جديدٍ من عظماء أمة الإسلام المائة؟ يتبع. . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

30 Oct, 21:16


<العظيم الثالث والخمسون في أمة الإسلام>

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ}

( آسية بنت مزاحم )

"كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)

واللَّه إن القلب ليرتجف وأنا أهم بالكتابة عن هذه الملكة العظيمة، فنحن الآن على موعدٍ مع الصديقة الولية، والراضية المرضية، والمؤمنة التقية، الراسخة الثابتة الأبية، الزاهدة الصفية، الشهيدة الهنية، نحن الآن على موعدٍ مع البطلة التي انتصرت بإيمانها على أقوى جبّارٍ عرفته الأرض في التاريخ من لدن آدم إلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها، نحن الآن على موعد مع أقوى إنسانة خلقها اللَّه في الدنيا، نحن الآن على موعد مع إنسانة عجزت كلمات الشعراء على تخليد سيرتها، فخلدها رب الشعراء في كتابه بكلماته، نحن الآن على موعد مع زينة الملكات، وسيدة السيدات، ورمز الأبيات، نحن الآن مع موعدٍ مع الأم الرحيمة والبطلة العظيمة آسية بنت مزاحم امرأة عدو اللَّه فرعون! وآسية رحمها اللَّه لم تكن مجرد زوجة عادية لرجلٍ عادي، بل كانت ملكة متوجة لديها من الذهب والمجوهرات ما لا يحصى ولا يعد، نحن نتحدث عن ملكة من ملكات مصر القديمة التي كانت جنة اللَّه في أرضه، آسية بنت مزاحم رحمها اللَّه تركت كل ذلك في سبيل اللَّه، والحقيقة أن سر اختياري لهذه السيدة الطاهرة لأطلق عليها لقب أقوى إنسانة في التاريخ لا ينبع من كونها انتصرت على فرعون الجبّار فحسب، بل إنني أعتقد أن سر عظمة وقوة آسية ينبع من من انتصارها على نفسها! فلقد تركت هذه البطلة الذهب والمجوهرات وقصور فرعون، مضحية بذلك بأعظم كنوز الحضارة الفرعونية في سبيل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، لتنتصر هذه البطلة العملاقة على نفسها، ثم تنتصر بعد ذلك على فرعون! لقد انتصرت على الرجل الذي قال للناس أنا ربكم الأعلى! فباعت آسية بذلك دنياها من أجل آخرتها، تركت قصرها، أو لنقل قصورها، من أجل أن تسكن في بيتٍ بجوار اللَّه، لتكون جارة للَّه! وآسية هي آسية بنت مزاحم بن عبيد الديان بن الوليد، وهي ترجع لأصول عربية من جزيرة العرب! وكان أبوها يحكم مملكة من الممالك التي خضعت للحكم المصري في عصر الدولة الفرعونية الحديثة، وكان من عادة الملوك أن يصاهروا بعضهم البعض، فتزوجها فرعون ليجعلها أثيرة إلى قلبه دون زوجاته الأخريات على الرغم من كونها امرأة عقيم! لذلك ما إن رأت آسية التابوت الذي ألقت به أم موسى في النيل حتى تعلق قلبها به، ولنتحول الآن إلى نهر النيل، ولنتخيل أخت موسى وهي تمد الخطى لتراقب ذلك التابوت الذي قذفت به أمها في مياه النيل: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (٨) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٩) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١١) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٣) } [القصص] .
وكأني بقول اللَّه تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٠) } ، فكما أن موسى خرج من بيت فرعون، فما يدرينا. . . لعل اللَّه يخرج لنا من بيت أشد أعداء الإِسلام في هذا الزمان من يعيد إحياء هذا الدين كما خرج موسى الذي كان يسمى موسى بن فرعون ليعيد إحياء أمته بعده ٣٠٠ عامٍ من الذل والهوان! ولكن السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: هل هناك من نسائنا من هي مثل أم موسى التي تخلت عن رضيعها من أجل طاعة اللَّه؟ وهل هناك من نسائنا امراة صابرة مثل آسية بنت مزاحم؟ أتعلمون على ماذا صبرت الملكة آسية التي تعودت على الفرش الحريرية والوسائد الذهبية؟ لقد خيرهّا عدو اللَّه فرعون ما بين الكفر أو العذاب فاختارت هذه البطلة بكل ثقة وبكل إيمان العذاب على الكفر، وأبت أن تعطي الدنية في دينها, لذلك أشرف فرعون شخصيًا على تعذيبها حيث عَزَّ عليه أن تخرج زوجته على عقيدته، لتتبع عدوه موسى، فأمر بإنزال أشد أنواع العذاب عليها،

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

30 Oct, 21:16


حتى تعود إلى ما كانت عليه، لكنها بقيت مؤمنة محتسبة صابرة، فأمر فرعون جنوده أن يطرحوها على الأرض، ويربطوها بين أربعة أوتاد، لتنهال السياط على جسدها، وهي صابرة محتسبة على ما تجد من أليم العذاب، ثم أمر المجرم فرعون بوضع رحًى على صدرها، وأن تُلقى عليها صخرة عظيمة، وقبل أن يتم تنفيذ ذلك جاءها فرعون ليعرض عليها العفو مقابل أن تكفر باللَّه، فنظرت إليه نظرة استحقار، ثم نظرت في السماء وهي معلقة بين الأوتاد الأربعة فدعت اللَّه بأعجب دعاءٍ دعته امرأة في التاريخ فقالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١) } . فاختارت هذه البطلة الجوار قبل الدار، اختارت أن تكون جارة للَّه! فقالت: {عِنْدَكَ} قبل {بَيْتًا} ، فكان لها ذلك! فارتفعت روحها إلى بارئها، تظلِّلُها الملائكة بأجنحتها, لتسكن في الجنة، لتستحق هذه البطلة العظيمة أن تكون من أعظم نساء التاريخ على الإطلاق لتكون بذلك سيدة من سيدات أهل الجنة! ولكن هل انتهت قصة ذلك المجرم فرعون عند ذلك الحد؟ وهل انتهى ظلمه وعذابه للناس بعد أن قتل زوجته بيديه؟ أم أن هناك مزيدًا من الضحايا لهذا المجرم؟ فما هي قصة تلك الأم البطلة التي عذبها فرعون مع أبنائها؟ وما هو سر تلك الرائحة الطيبة التي اشتمها رسول اللَّه في ليلة الإسراء والمعراج؟ يتبع. . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

28 Oct, 23:44


لـ محبين الربح المجاني بوت ترون كيبر تقدر من خلاله تربح العملات الرقمية وتحويلها إلى دولار.....

https://t.me/TronKeeperBot/app?startapp=1851305356

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

28 Oct, 22:57


<العظيم الثاني والخمسون في أمة الإسلام>

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى}

(أم موسى)

{لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} (اللَّه)

كنت أتعجب فيما مضى عن سر تفصيل القرآن لقصة سيدنا موسى بالذات، فلقد ورد ذكر اسم موسى في القرآن ١٣٦ مرة في ٣٤ سورة، ذكر اللَّه فيها جميع مراحل حياته، ابتداء من قصة ميلاده، وحتى انتصاره على عدو اللَّه فرعون وحكاياته المريرة مع معاندي بني إسرائيل. فدار في خاطري وأنا أقرأ دعاء موسى في سورة طه: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (٢٧) } ، أن اللَّه ربما اختار موسى ليتكلم عنه بهذه الكثرة، بل وليكلمه بذاته العلية، ليثبت للبشر حقيقة إلهية خالدة، ألا وهي أن العظمة الإنسانية تكمن في أفعال الإنسان وليس كما يظنها البعض بفصاحة اللسان وحلاوة الكلام ووضوح المنطق! فموسى كان صعب اللسان، قليل الفصاحة، فكلمه رب الفصاحة بعظمة جلاله! فربما كان هذا سببًا من أسباب ذلك التفصيل لقصة موسى! ولكن الشيء الذي أنا متأكدٌ منه هو أن قصة موسى بالذات هي قصة بناء الأمم بامتياز، فأراد اللَّه تفصيلها للمسلمين لكي ينهلوا منها سُبل النهوض بأمتهم في أي وقت أرادوه، حتى ولو طال زمان الانحدار بهم، فقصة موسى وفرعون هي قصة نصر اللَّه لعباده المستضعفين في كل الأزمنة، وهي سنة اللَّه التي جرت في الخلق منذ الأزل، والتي تتلخص بأن اللَّه تعالى سوف يأخذ بيد المستضعفين ليرفعهم على المستكبرين ويورثهم أرضهم وديارهم ولو طال زمن الظلم والعدوان، لذلك أمر اللَّه رسول اللَّه في بداية روايتها بأن يقصها على المؤمنين لكي يتعظوا منها فقال تعالى: {نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣) } ولنستمع الآن إلى ٧ آيات من سورة القصص أعتبرها ملخص قصة القيام الإِسلامي بعد سنوات الهزيمة والانحدار، يقول اللَّه: طسم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥) . وبدأ التنفيذ. . . . يقول اللَّه مباشرة بعد أن تلك الآيات: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى. . .} . فلقد كانت أم موسى هي أساس قيام الأمة بعد سنوات الهزيمة والانحدار، ولقد كان بناء أمة بأسرها يبدأ بامرأة واحدة، بل كانت هزيمة أكبر قوة إجرامية على على مر التاريخ الإنساني تبدأ بتلك المرأة، هزيمة أعظم جبارٍ عرفه الإنسان بدأت بامرأة فقيرة تسكن في بيت صغيرِ على ضفاف النيل، وهنا يأتي دور المرأة المسلمة في صناعة النصر، فالمرأة هي التي أراد اللَّه من خلالها أن يمن على الذين استضعفوا في الأرض ويجعلهم أئمة، فواللَّه لن تقوم أمة من هزيمتها وهي تحتقر نساءها! فزوجتك التي عودتها على الذل والهوان لن تنجب لك إلا ذليلًا! وأختك التي تضربها في الغداة والعشي لن تربّي إلا إمعة! وأمك التي لا تحترمها لن تدعو لك إلا بالهزيمة والخذلان! وابنتك التي تمنعها من العلم لن تكون إلا تافهة تضاف إلى التافهات في هذه الأمة! فاللَّه اللَّه في النساء، فهن أساس البناء الصحيح، وهن أساس القيام! وقصة أم موسى بدأت قبل ذلك بكثير، وبالتحديد قبل ٣٠٠ عام أو يزيد، في ذلك الوقت بيع طفل بثمن بخس في أرض مصر بعد أن وجدته سيّارة في بئرٍ من آبار فلسطين، هذا الطفل كان يُقال له (يوسف) ! ليصبح يوسف بذلك عبدًا عند ملك من ملوك (الهكسوس) الذين كانوا يحتلون مصر في حينها، ثم أصبح بعدها وزيرًا مقربا للملك، ليأتي بأهله جميعًا إلى مصر ليعيشوا في رعاية الملك في سلامٍ وأمان. ولكن المشكلة تبدأ بعد ذلك بسنوات عندما جاء الفرعون (أحمس الأول) ليُنهي دولة الهكسوس، وليعتبر أحفاد يوسف وإخوته خونة تعاونوا مع الاحتلال الهكسوسي لمصر، فكان ذلك هو سبب استعباد الفراعنة لبني إسرائيل، فلقد كان يوسف هذا هو يوسف بن يعقوب أو يوسف بن إسرائيل عليه وعلى أبيه وعلى جده وعلى أبي جده السلام، وكان ذرية يوسف وإخوته الأحد عشر هم أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر! المهم أن بني إسرائيل رضوا بحياة الذل والإهانة في مصر لمدة ٣٠٠ عام، وهذه الأعوام الـ ٣٠٠ هي التي كونت الشخصية المميزة لأولئك القوم، فقد تعوّدوا خلالها على حياة الذل والاستعباد، حتى جاء فرعون من الفراعنة يسمى (رمسيس الثاني) ، هذا الفرعون كان سفاحًا مجرمًا، فلقد رأى ذلك الفرعون في منامه أنه سيولد في بني إسرائيل مولودٌ سيدمر حكمه ويزيل سلطانه، فقام هذا المجرم بقتل كل مواليد بني إسرائيل من الذكور، وبعد أن نقص عدد العبيد في قصره نتيجة لتقلص أعداد الإسرائيليين أمر فرعون بقتل الأولاد في سنة وإبقائهم في سنة، فوُلد

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

28 Oct, 22:57


لامرأة من بني إسرائيل (يقال لها في كتب التاريخ اليهودية اسم يُكابد) مولودٌ ذكر اسمه (هارون) في السنة التي ليس لها قتل، ثم وُلد لها في سنة القتل مولودٌ ذكر، فخافت عليه خوفًا شديدًا، فأوحى اللَّه إليها عن طريق الإلهام أمرًا عجيبًا، فقد أوحى اللَّه إليها أن تضعه في تابوت، فتقُذفه في نهر النيل، فما كان من هذه السيدة العظيمة إلا أن استجابت لأمر اللَّه من دون أي تردد، ولكنها بعثت بابنتها لتترقب ذلك الصندوق المبحر في مياه النيل! فما الذي رأته أخت موسى؟ وماذا حصل بعد ذلك في هذه القصة العجيبة؟ ومن هي تلك المرأة المسلمة التي اعتبرها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من أعظم نساء العالمين؟ من هي تلك البطلة العملاقة التي أعتبرها شخصيًا أقوى امرأةٍ في تاريخ الإنسانية؟! يتبع. . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

28 Oct, 00:32


<العظيم الواحد والخمسون في أمة الإسلام>

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ}

(مريم)

{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} (اللَّه)

الإِسلام دين يحمل في جنباته كل مقومات العظمة والسؤدد، لا يلتزم به أحد من البشر إلا وشعر بقوةٍ عجيبة تجري في دمائه كجريان النهر في وديان الصحراء، لتجعل منه إنسانًا عظيمًا تظهر عظمته في بريق عينيه المتلألئة! فليس هناك في الإِسلام ما يدعو للخجل أبدًا، فالإِسلام دين السلام، وتحيتنا هي السلام، ودارنا في الآخرة هي دار السلام، وصلاتنا تنتهي بالسلام، ونبينا هو نبي السلام، وهو الذي كرّم موسى عليه السلام الذي ينتسب إليه اليهود، وهو الذي كرَّم عيسى عليه السلام الذي ينتسب إليه النصارى، وهو الذي كرَّم علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- الذي ينتسب إليه من يطعنون بشرف ابن عمه في الغداة والعشي، وهو الذي كرّم بني الإنسان وعظم إنسانيتهم بغض النظر عن ألوانهم وأعراقهم، وواللَّه إننا لو أحسنا الدعوة لهذا الدين لملكنا به قلوب الناس جميعًا حتى ولو لم يعتنق هؤلاء الإِسلام! ومريم ابنة عمران هي الإنسانة التي لم يخلق اللَّه إنسانة مثلها من لدن حواء إلى قيام الساعة! نحن نتحدث عن العذراء البتول، وعن الطاهرة المطهرة، وعن التقية النقية، وعن العابدة القانتة، نحن نتحدث عن الإنسانة التي كرّمها الإِسلام، فجعلها المرأة الوحيدة التي توجد سورة كاملة باسمها، والتي ورد اسمها في القرآن بأكثر من ثمانية أضعاف ما ورد فيه اسم نبي الإِسلام نفسه! ولن نبدأ الحديث عن مريم من مولد المسيح المعجز، ولن نبدأ من جذع النخلة التي هزته هذا المرأة البطلة، فكما اعتدنا في هذا الكتاب. . . نحن هنا لا نبحث عن الأبطال، بل نبحث عن سر صناعة الأبطال، وذلك لكي نصنع من أنفسنا وأبنائنا وبناتنا أبطالًا يعيدون إحياء هذه الأمة. . . . وصناعة البطلة مريم بدأت مع عصفورة صغيرة على شجرة من أشجار أرض فلسطين المباركة، هناك على غصون تلك الزيتونة كانت تلك العصفورة تطعم فرخًا صغيرًا لها، فصادف ذلك وجود سيدة كريمة من بني إسرائيل اسمها (حِنّة بنت فاقود) كانت زوجة لعالم جليل من بني إسرائيل اسمه (عمران) وهو رجلٌ من ذرية داود وسليمان عليهما السلام، المهم أن حِنة هذه لم يكن لها ولد، فلمّا رأت تلك العصفورة تطعم فرخها الصغير اشتهت الولد، فاستيقظت في داخلها عاطفة الأمومة، فدعت اللَّه أن يرزقها بالولد، فاستجاب اللَّه لدعائها، فلمّا أحست بالجنين يتحرك في داخلها أرادت أن تشكر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فنذرت ما في بطنها لخدمة بيت المقدس، فلما جاء المولود أنثى أسماها الزوجان باسم (مريم) وهو اسمٌ يعني (العابدة) باللغة العبرية، ولكن عمران وزوجته احتارا في أمر مريم، فلقد كان الذكور فقط هم من يُسمح لهم بالخدمة في القدس، ولكنهما على الرغم من ذلك ذهبا بها إلى القدس لكي يربياها تربية تصنع منها عظيمة من عظيمات التاريخ, وهنا يأتي دور الوالدين المهم والأساسي في صناعة العظماء، فما إن وصلا للقدس حتى تدافع علماء بني إسرائيل نحو تلك الرضيعة كلهم يريد أن ينال شرف تربية ابنة عالمهم الشهير عمران، فاختلفوا فيما بينهم أيهم يكفلها، فاتفقوا على أن يقترعوا فيما بينهم بقرعة عجيبة، وذلك بأن يرمي كل عالم منهم بقلمه في نهر الأردن، فيكون صاحب القلم الذي يسبح عكس التيار هو صاحب شرف تربية مريم، فجرف التيار كل الأقلام إلا قلمًا واحدًا وجدوه يجري عكس التيار، فلما أحضروا ذلك القلم وجدوه قلم رجلٍ صالحٍ يعني اسمه بالعبرية (مذكور اللَّه) وهو نبي اللَّه (زكريا) ! فرباها زكريا عليه السلام خير تربية، فنشأت مريم الطاهرة كوردة بيضاء في بستان طاهر، حتى أصبحت تلك العذراء العظيمة التي يعتبرها المسلمون سيدة من نساء أهل الجنة، بينما يعتبرها اليهود امرأة زانية زنت مع رجل اسمه (يوسف النجار) لتحمل بعيسى الذي لا يعترفون بنبوته (وربما كانت الأصول اليهودية لمؤسس المذهب الشيعي عبد اللَّه بن سبأ سببًا في طعن الشيعة بزوجات الرسول وزوجة إمامهم الحسن بن علي. . . . العربية!) ، وبسبب هذه التربية الصالحة أصبحت السيدة مريم العذراء مثالًا للعفة والطهارة لكل نساء العالمين، وليختارها اللَّه بعد ذلك لكي تحمل كلمته التي ألقاها عليها جبريل، لتكون بذلك صاحبة أطهر بطن، وأصفى حمل، وأسعد ميلاد. ولم يكتف اليهود بالطعن في شرف هذه السيدة الطاهرة، بل قاموا أيضًا باضطهادها وتعذيبها، حتى خرجت بوليدها الصغير هربًا إلى أرض مصر، قبل أن تعود إلى فلسطين بعد ذلك بسنوات! وفي مصر بالتحديد. . . . وُلدت سيدة أخرى من بني إسرائيل قبل ميلاد مريم بأكثر من ١٢٣٠ عام ليغير اللَّه بهذه السيدة البطلة حال أمة بأسرها؟ يتبع. . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

26 Oct, 22:16


اكتشف العالم سجونًا تحت الأرض يقوم فيها الشيعة بتعذيب المسلمين بثقب رؤوسهم بالمثاقيب الكهربائية. وغير ذلك الكثير من الخيانات القذرة لأولئك القوم الخونة.

الخاصية الثانية: الانحراف الجنسي الرهيب! الحقيقة أنني كنت سأصنف هذه الخاصية في المرتبة الأولى، غير أني رأيت من خيانات الشيعة ما يفوق انحرافهم الجنسي بقليل، إلا أنه لا شك أن الانحراف الجنسي للشيعة يعتبر ميزة مهمة يتميز رجال الشيعة ونسائهم على حدٍ سواء، ولعل اللَّه أراد أن ينتقم لنبيه بعد موته من أولئك القوم الذين يسبون شرف زوجته عائشة أحب الخلق إليه، فلقد شاعت المتعة عند الشيعة بشكلٍ مخيف، حتى أن إمامهم المفيد أورد في كتابه (خلاصة الإيجاز للمفيد صفحة ٥٦) أنه ليس على الرجل حرج إذا تمتع بامرأة عاهرة أو بامرأة متزوجة طالما أنها ذكرت له أنها عزباء! ولقد أخبرني صديقٌ كردي زار إيران مؤخرًا أن حدائق أصفهان أصبحت بيوت دعارة علنية، ولعل طعن الشيعة بشرف حبيب اللَّه محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم- سلط عليهم شر أعمالهم، فالجزاء من نوع العمل! لذلك انتشرت الخيانة الزوجية بين صفوف الشيعة بشكلٍ فاضح، وشاعت أنواع قذرة من الجنس الحيواني بين صفوفهم تشبه إلى حد بعيد تلك الانحرافات الجنسية التي سادت بين الفرس المجوس أيام كسرى أنوشووان.

الخاصية الثالثة: الحقد الدفين على العرب! بما أن محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي أطفأ نار المجوس كان رجلًا عربيًا، وبما أن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- الذي أزال الإمبراطورية الفارسية من الوجود كان رجلًا عربيًا، وبما أن القبائل العربية الأصيلة طاردت كسرى يزدجرد وجعلته طريدًا كالكلب التائه في جبال آسيا وقفارها المجهولة، لذلك كله تحول العرب إلى العدو رقم واحد للشيعة عبر التاريخ, ويظهر ذلك بوضوح من خلال الدعاء الذي يردده الشيعة في حسينياتهم: "لعن اللَّه أمة قتلتك!" فالعرب كأمة كاملة -بدون استثناء- مستهدفون من الشيعة، ولا يخفي علماء الشيعة سرًا بأن أول شيء سيفعله المهدي المزعوم عند خروجه من السرداب هو أنه سيسفك دماء ١٠٠ قبيلة عربية! وحقد الشيعة على العرب يظهر جليًا من خلال تقديسهم لأبناء الحسين من زوجته الفارسية (شاه زنان بنت يزدجرد) مستثنين بذلك أبناءه من زوجاته العربيات، ناهيك عن أبناء أخيه الأكبر الحسن، ولقد لاحظت من خلال احتكاكي بشباب الشيعة أنهم يسمون العرب بالأعراب والبدو ورعاة الإبل ورعاة البعير والعربان، ونسي أولئك المجوس أن العرب البدو هم الذين دمرّا إمبراطورية فارس وأزالوها من خارطة الوجود، ومؤخرًا رفضت إيران تسمية الخليج العربي وأصرت على تسميته بالفارسي، ورفضت اقتراحًا بتسميته بالخليج الإِسلامي! الخاصية الرابعة: غلبة العاطفة على العقل! يستخدم علماء الشيعة عنصر العاطفة بشكل خبيث للغاية يمنع على أتباعهم المساكين تحريك العقل مستخدمين بذلك خدعة قديمة استخدمها إخوة يوسف عندما "جاءوا أباهُم عِشاءً يَبْكون" فالكاذب عادة يستخدم الدموع لإثبات حجته، وللشيعة أكثر من ثلاثين مناسبة في السنة ينوحون في بعضها ويرقصون في بعضها الآخر، وبذلك يضمن علماء الشيعة أن عامة الشيعة لن يحركوا عقولهم أبدًا، فلو حرك. هؤلاء عقولهم لدقائق معدودات فقط لاكتشف عامة الشيعة أن علماءهم يخدعونهم من أجل الخمس!

الخاصية الخامسة: التقية! التقية هي كلمة مرادفة للكذب عند الشيعة، وللشيعة مقولة مشهورة منسوبة إلى أبي عبد اللَّه أنه قال: (إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له) فالكذب من أهم صفات الشيعة، ولذلك تجد أغلب الشيعة يتكلمون عن الأخوَّة الإِسلامية ونبذ الطائفية، مع العلم أنهم هم أساس الفتن والخيانات في التاريخ.

الخاصية السادسة: انتشار الأساطير والخرافات! وللإنصاف فإن هذه خاصية لا تخص الشيعة فقط، بل تخص جميع الأديان والمعتقدات المنحرفة (بما فيها بعض الجماعات من المنتسبين للسنة!) ، إلا أن الشيعة يتميزون عن باقي أديان الأرض أن دينهم بأسره قائم على الخرافة، فأهم اعتقاد لدى الشيعة هو اعتقادهم بالمهدي المنتظر (عج) ، فالشيعة يؤمنون بأن هناك طفلًا من أئمتهم من أم نصرانية اسمها (نرجس) كان قد اختبأ عام ٢٦٠ هـ في السرداب بعد أن علم أن شرطيًا من شرطة العباسيين يريد اعتقاله، وأطلق الشيعة على ذلك الطفل الذي يُدعى محمَّد العسكري اسم المهدي، والغريب أن ذلك المهدي ظل مختبئًا في السرداب حتى بعد أكثر من ألف سنة من موت الخليفة العباسي! ويؤمن الشيعة أن العصفور كان طائرًا بحجم النعامة اسمه فور تحول إلى عصفور بعد أن رفض الإمامة، ليتحول اسمه إلى (عصى فور) أو (عصفور) لمعصيته للأئمة! ويؤمن الشيعة أن البطيخة الحمراء موالية لأهل البيت والبطيخة الغير حمراء رافضة لولاية أبناء الحسين من شاه زنان بنت كسرى، والكثير الكثير من الخرافات السخيفة التي لا يتسع المقام لذكرها في هذا الكتاب.

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

26 Oct, 22:16


الخاصية السابعة: التعطش المخيف للدماء: يعتقد البعض أن جلد الشيعة لظهورهم بالجنازير وضرب رؤوسهم بالسيوف وإسالة الدماء من جباه أطفالهم هو مجرد شعائر دينية تعبر عن ندم الشيعة لخيانتهم للحسين، والحقيقة أن الموضوع أخطر من ذلك بكثير، فعلماء النفس يقولون أن الإنسان الذي يسيل الدماء من جسده تهون عليه إسالة دماء الآخرين بعد ذلك من دون أن يكترث لذلك، ثم إن الكلب الذي يتعود على رائحة الدماء يتحول إلى كلب مسعور ينهش بمن حوله، وربما يفسر هذا مدى الإجرام الفظيع الذي رأيناه بالعراق في السنوات الأخيرة، ولقد وصف هذه الظاهرة الخطيرة الشاعر الأعظم زهير بن أبي سلمى فأحسن وصف تلك الأجيال التي تتعود على الدماء فقال: فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم * * كأحمر عادٍ ثم ترضع فتفطم. ولكن. . . . من أين جاء الشيعة بعقيدة الطعن بشرف الأنبياء؟ ومن هي المرأة الطاهرة التي طُعن بشرفها في أرض فلسطين قبل عائشة بمئات السنين؟ وما هي أوجه الشبه التي تربط بينها وبين عائشة؟ ولماذا اعتبرها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من بين أعظم نساء الأرض في التاريخ؟ فمن هي تلك العظيمة الإِسلامية التي ورد اسمها في القرآن الكريم في أربعةٍ وثلاثين موضعًا؟ يتبع. . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

26 Oct, 22:16


يطعنون في عائشة: (الإِمام النووي): "براءة عائشة -رضي اللَّه عنها- من الإفك هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ باللَّه صار كافرًا مرتدًا بإجماع المسلمين" .
(الإِمام مالك): "أولئك اقوامٌ ارادوا الطعن برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فما استطاعوا فطعنوا بأصحابه ليقولوا رجل سوء كان له أصحاب سوء، فمن طعن بأم المؤمنين عائشة فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن ارتد" .
(ابن حزم الأندلسي): "قول مالك هنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب للَّه تعالى في قطعه ببراءتها" .
(الحافظ ابن كثير): "أجمع العلماء رحمهم اللَّه قاطبة على أنَّ من سبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنَّه كافر؛ لأنَّه معاند للقرآن" .
(الإِمام السيوطي): "قذف عائشة كفر لأن اللَّه سبَّح نفسه عند ذكره فقال سبحانك هذا بهتان عظيم" . والآن. . . وبعد أن علمت أن هناك من يسبون أّمّك ويتهمونها بأنها زانية، ويلعنونها ليل نهار في قنواتهم، هل ستقف مكتوف الأيدي حيال ما تتعرض له من هجوم شرس، أم أنك ستدافع عن أمك؟ أما أنا فقد اخترت إعلان الحرب بقلمي هذا على أولئك السفلة، كائنًا في ذلك ما هو كائن، فوالذي خلق عائشة وزوَّجها لرسوله وطهرها من فوق سبع سماوات إن شرف أمي عائشة أعظم عندي من شرف أمي التي أنجبتني! لذلك اخترت أسلوب الهجوم الساحق على أولئك الأوغاد السفلة الذين يقدحون بزوج محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم- أشرف خلق اللَّه في الكون! ولمّا كان اجتثاث الورم الخبيث يتطلب أولًا تحديده، صارت دراسة خصائص الشيعة شيئًا مهمًا لفهم تصرفات الشيعة، لذلك قمت بتوفيقٍ من اللَّه أولًا ثم بمعونة من أبحاث كثيرٍ من علماء هذه الأمة، بعمل دراسةٍ اجتماعية أحاول من خلالها تحديد الخصائص الاجتماعية التي تحدد هوية أولئك القوم الذين يطعنون بعرض الرسول وصحابته: "الخصائص السبعة للشيعة" ملاحظة: يُستثنى من هذه الدراسة العلمية كل أخ شيعي شريف لا يؤمن بتحريف القرآن، ولا يسب أصحاب الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا يطعن بشرف زوجته الطاهرة عائشة، حتى ولو كان هذا الأخ الشيعي ممن يفضل الإِمام علي -رضي اللَّه عنه- عن أبي بكر وعمر، وأما من كان غير ذلك، فهو يعلم أكثر من غيره أن هذه الخصائص تصفه بشكلٍ دقيق! الخاصية الأولى: الخيانة! وهي أهم خاصية من خصائص الشيعة الروافض على الإطلاق، فالخيانة مزروعة في كيان الشيعة زرعًا حتى أصبحت شيئًا مقدسًا لا يمكن للشيعة تركه أبدًا ولو حتى حاولوا ذلك، فلقد خان الشيعة الإِمام علي كما قرأنا من كتاب "نهج البلاغة" أهم مصدر من مصادر الشيعة، ثم خان الشيعة إمامهم الثاني الحسن بن علي وسرقوه حتى بساطه الذي تحت قدميه، ثم خان الشيعة إمامهم الثالث الحسين قبل أن يقتلوه كما رأينا من شهادة ابنه العلي بن الحسين، وخان الشيعة الخلافة الأموية، وخان الشيعة الخلافة العباسية، وحتى عندما حاول الخليفة العباسي هارون الرشيد أن يمنحهم بعض الاحترام بتعيين أحد الشيعة وزيرًا له، فقام ذلك الوزير الشيعي ويدعى (علي بن يقطين) بخيانة المسلمين كعادة قومه. وكان أول شيء فعله الخليفة العباسي الناصر لدين اللَّه عند اعتناقه للمذهب الشيعي هو أن راسل التتار لكي يطمعهم ببلاد المسلمين كما أوضح ذلك المؤرخ ابن كثير، ثم قام الخائن الأعظم مؤيد الدين بن العلقمي وزير الخليفة العباسي المستعصم بفتح أبواب بغداد للتتار بعد أن رتب مع هولاكو بمعاونة شيخ الطائفة الشيعية نصير الدين الطوسي قتل الخليفة المسلم واحتلال بغداد، على أمل ان يسلمه هولاكو امارة المدينة لكي ينبش قبور عائشة وأبي بكرٍ وعمر، وخانت الدولة الشيعية العبيدية (الفاطمية) المسلمين بشكلٍ قذرٍ للغاية، فتعاونوا مع الصليبيين ضد صلاح الدين، وتعانوا في الأندلس مع الصليبي صامويل بن حفصون ضد الخليفة عبد الرحمن الناصر باللَّه، وقتل الفاطميون ثلث الشعب المصري السني، وسرق الشيعة القرامطة الحجر الأسود من الكعبة وأخذوه لبلادهم وفي سنة ٢٩٤ هـ قتلوا الحجيج على أسوار الكعبة ونهبوهم، ثم قام الملك الشيعي إسماعيل الصفوي بالتعاون مع القائد الصليبي البرتغالي ألفونسو البوكرك لنبش قبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكاد أن يحدث ذلك فعلًا لولا أن بعث اللَّه للمسلمين صقرًا من صقور الأناضول يدعى سليم الثاني، ثم تحالف الصفويون مع المجر ضد المسلمين العثمانيين، ثم أتى الخميني ليعلن أن أمريكا هي الشيطان الأكبر لإيران، لتتفجر سنة ١٩٨٥ م عن طريق الصدفة فضيحة إيران كونترا (Iran-contra affair) التي اتضح من خلالها أن أمريكا تزود إيران بصواريخ متطورة عن طريق إسرائيل وذلك لكي تضرب بها المسلمين بالعراق، ثم في نهايات الثمانينات من القرن الماضي قتلت حركة أمل الشيعية اللبنانية أهل السنة والجماعة من الفلسطينيين في مجازر صبرا وشاتيلا بعد حصار دام أكثر من ٣ سنوات، ثم قام الشيعة سنة ٢٠٠٣ م باستحضار الغزاة للعراق لتقوم هناك المجازر البشعة ضد المسلمين، وفي عام ٢٠٠٧ م

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

26 Oct, 22:16


<العظيم الخمسون في أمة الإسلام>

"أمي. . . . وأمك"

(عائشة أم المؤمنين)

{وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} (اللَّه)

لن نتحدث كثيرًا عن فضل هذه الإنسانة العظيمة في أمة الإِسلام، فيكفينا أن نورد حديثًا أخرجه الإِمام البخاري في موضعين من صحيحه للصحابي الجليل عمرو بن العاص أنه أقبل يومًا إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وجلس إليه ثم قال يا رسول اللَّه، أي الناس أحب إليك؟ فقال عليه الصلاة والسلام عائشة. فقال عمرو: ومن الرجال يا رسول اللَّه؟ فقال عليه الصلاة والسلام أبوها"! ففضل السيدة عائشة لا يختلف عليه مسلمان أبدًا، فهي زوج رسول اللَّه التي اختارها اللَّه له، فعائشة هي زوجة نبي الإِسلام، وهي من بين الخمسة الأوائل من رواة السنة النبوية التي تعتبر المصدر الثاني للتشريع الإِسلامي بعد كتاب اللَّه، فإذا قبلنا الطعن بعائشة، فيجب علينا إذًا أن نقبل الطعن بزوجها من باب أولى! ويجب علينا أن نرد ٢٢١٠ حديثا روتهم تلك الصحابية العالمة عنه! فأي دين سيتبقى لنا بعد ذلك؟! وأي إسلام نتحدث عنه حينها؟ وأي أمة هذه التي تنتمي إليها؟! لذلك سيكون معرض كلامي في الصفحات القليلة القادمة مُنصبًا بالأساس أولًا وأخيرًا على الدفاع عن عائشة وذلك لخمسة أسباب أحسب أنها أسبابٌ مهمة: (أولها) هو الدفاع عن اللَّه عزَّ وجَلَّ الذي اختار عائشة زوجًا لنبيه من فوق سبع سماوات والذي طهرها في كتابه، و (ثانيها) هو الدفاع عن شرف زوجها وعرضه، و (ثالثها) هو الدفاع عن جيل الصحابة بكامله الذي يتمثل بشخص عائشة، و (رابعها) هو الدفاع عن تاريخ هذه الأمة نفسه والذي يتعرض لحملة بشعة من غزاة التاريخ وعملائهم من الشيعة، أما (السبب الخامس) فهو سبب شخصي بحت. . فأنا بدفاعي عن عائشة. . أدافع عن أمي!" فالإنسان بفطرته غيورٌ على أمه، وهذه هي فطرة الإنسان التي خلقه اللَّه عليها والتي لا يُستثنى منها إلا عديمو النخوة والمروؤة، وهذه السطور أقصد من خلالها في الدرجة الأولى إيقاظ من كان نائمًا! وليسأل كل واحدٍ منّا نفسه: ماذا ستفعل لو أن أحدًا جاء وسبّ أمّك أمامك؟ ما الذي ستفعله إذا جاءك رجل لا تعرفه فيسبّ أمك ورفع صوته أمام كل الناس وقال لك إن أمّك ما هي إلا امرأة زانية؟ إذا كنت ستدعه وشأنه لتقول: "إن المسامح كريم" فمعنى هذا أنك تعاني فعلًا من نقصٍ في المروؤة إن لم يكن نقص الإنسانية! أما أنا فقد استعنت باللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وعزمت على الدفاع عن أمي "عائشة" بكل استماتة، فعائشة هي أمي كما هي أمك بدليل قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} ، أما إذا كنت تعتبر نفسك غير مؤمن، فأنت لست في حاجة حينها للدفاع عنها، فهي أم المؤمنين فقط الذين نسأل اللَّه أن نكون منهم. فلقد آن الأوان لأولئك الذين هبّوا لنصرة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يهبوا مرة أخرى لنصرة عرضه وشرفه، فأمنا عائشة -رضي اللَّه عنها- تتعرض في السنوات الأخيرة لحملة شيعية شرسة تطعن في شرفها، فلقد تحولت القنوات الشيعية ومجالس حسينياتهم إلى منابر تنال من عرض النبي العظيم محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم- وهم الذين يزعمون حب النبي وأهل بيته! فإن لم تكن زوجة الرجل من أهل بيته فمن هم أهل بيت الرجل إذًا؟! أما نحن العرب فنعتبر نساءنا من أهالي بيوتنا، وأما إذا كان الفرس المجوس يعتبرون نساءهم خارج نطاق التغطية. . . فذاك أمرٌ آخر! والآن لنستمع إلى ما يقوله علماء الشيعة عن أمك عائشة -رضي اللَّه عنها- في أمهات كتبهم: (الخميني: الطهارة ج ٣ ص ٣٣٧): "عائشة والزبير وطلحة ومعاوية أخبث من الكلاب والخنازير" .
(تفسير القمي لعلي إبراهيم القمي ج ٢ ص ٣٧٧): "وليقيمن الحد على عائشة فيما أتت بالطريق -يقصد الزنا- ولذا فقد ورد أن إمامنا المهدي المفدّى (صلوات اللَّه علي) عندما يظهر فإنه سيُخرج عائشة من قبرها ويُحْييها ليقيم عليها الحد، فالظاهر عندي أن عائشة كانت تعيش عقدة نفسية جنسية" .
(ابن رجب البرسي: مشارف أنوار اليقين ٨٦): "إن عائشة جمعت أربعين دينارًا من خيانة" .
(المجلسي: حياة القلوب للمجلسي ج ٢/ ٧٠٠): "إن العياشي روى بسند معتبر عن" الصادق: أن عائشة وحفصة لعنة اللَّه عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول اللَّه بالسم "."
(شيخ الطائفة الشيعية الطوسي: كتاب الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد): "اللهم العين الشريرة الملعونة المفسدة الطاغية الباغية الكافرة الخارجة الكاذبة" .
(الطبرسي: كتاب الاحتجاج ص ٨٢): "زيَّنت عائشة يومًا جارية كانت لها، وقالت: لعلنا نصطاد شابا من شباب قريش!" .
أما العلماء الشيعة الحاليون فلهم تسجيلات بالصوت والصورة تقشعر لها الأبدان منتشرة على شبكة الانترنت يترفع القلم قبل صاحبه من ذكرها، فكلها عبارات جنسية قذرة في حق زوجة أطهر إنسان خلقه اللَّه في الأرض، في حق أمك عائشة زوجة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والآن فلنستمع إلى أقوال علماء المسلمين في حكم علماء الشيعة السفلة الذين

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

26 Oct, 00:04


"يوما ما ستدرك أن كل الابتلاءات التي تعيشها الآن كانت تقودك إلى أبواب من الخير كثيرة، تأكد دائما أن لطف الله محيط بك، حتى في الأمور التي ظاهرها حرمان، لو علمت ما فيها من خير وعطاء لما حزنت."  ♡  🩵📝💯

• ليستا أحبك ربي المحافظة💙 للأشتراك 500+ ☑️

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

25 Oct, 00:22


البطلة وأم البطل وزوجة البطل وأخت البطل ومعلمة البطل، واعلمي أن زوجك من دونك لا يساوي شيئًا حتى وإن كان لا يظهر لك ذلك! واعلمي أن أولادك سيضيعون من دونك، واعلمي أن دورك قد حان لكي تصنعي بيديك قائدًا يحمل على عاتقه همّ قيام هذه الأمة من جديد، وكوني بطلة يذكرها التاريخ بعد موتها كما كانت أمك خديجة من قبل، فاللَّه اللَّه يا نساء الإِسلام، إن هذا الدين يستصرخكن في هذه اللحظة الحرجة في تاريخ أمة محمَّد، فواللَّه إن هذه الأمة لن تقوم على أيدي نساءٍ تافهات مشغولاتٍ بالطبائخ والمعجنات، وواللَّه إن هذه الأمة لن تقوم إلا على أيدي نساء يحملن هذا الدين في قلوبهن كما حملته خديجة في كل ذرة من كيانها، واعلمن أن صلاح الدين لن يخرج من رحم امرأة تافهة تقضي وقتها بمشاهدة المسلسلات، ومعاوية بن أبي سفيان أعظم ملك في تاريخ المسلمين لم يكن ليفتح شبرًا من الأرض للمسلمين لو أن أمه هند بنت عتبة لم تزرع فيه روح العظمة منذ نعومة أظافره، ومحمدٌ بن عبد اللَّه ما كان ليستطيع إكمال دربه لولا أن سخر اللَّه له امرأة مثل خديجة عليها السلام، ولتكن خديجة بنت خويلد قدوتكن القادمة، لا لكي تتعلمن منها فن الطبخ، بل لتتعلمن منها فن بناء الأمم! ومن أم المؤمنين خديجة، إلى أم أخرى للمؤمنين. . . . إلى أمك التي تُشن عليها الآن أقذر عملية طعن وتشويه تتعرض لها إنسانة في التاريخ فما الذي سوف تصنعه إذا ما علمت أن هناك من يتهم أمك بأنها زانية؟! يتبع. . . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

25 Oct, 00:22


<العظيم التاسع والأربعون في أمة الإسلام>

"رمز الزوجة الصالحة"

(خديجة بنت خويلد)

"يا خديجة هذا جبريل يقرئك السلام من ربك" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)

اغرورقت عينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالدموع وهو يقلب بيديه تلك القلادة التي جاء بها رجل من قريش ليفتدي بها أخاه الذي أسره المسلمون في معركة بدرٍ "الكبرى" فلقد أيقظت تلك القلادة في فؤاد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذكريات تلك الإنسانة التي ملكت عليه قلبه ووجدانه قبل أن ترحل من الدنيا، لقد كانت هذه القلادة هي قلادة أعز مخلوقة على قلبه، لقد كانت هذه القلادة قلادة الإنسانة التي أحبته وواسته وسهرت على راحته، لقد كانت قلادة الإنسانة التي كانت تصعد جبال مكة الشاهقة لتضع الطعام والشراب له في غار حراء ثم تتركه هانئًا بخلوته، لقد كانت قلادة الإنسانة التي واسته بمالها وصحتها وروحها، تذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تلك المرأة التي زمَّلته بالرداء لتهدأ من روعه بعد أن جاءه جبريل بالوحي لأول مرة، تذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يقلب تلك القلادة تلك الإنسانة التي كانت تواسيه بحنانها بعد كل مرة يستهزئ به كفار مكة في طرقاتها, ليجد في عيون تلك الإنسانة كل معاني الحنان والطمأنينة، تذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تلك الإنسانة التي صدقته يوم أن كذّبه الناس، وواسته يوم أن هجره الناس، وساندته يوم أن تخل عنه الناس، تذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تلك الإنسانة الرقيقة التي ما سمع لها صوتًا مرتفعًا طيلة ربع قرنٍ من الحياة الزوجية الهانئة، تذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تلك الإنسانة التي عانت معه من الجوع والعطش بعد حصار الكفار للمسلمين في شعب مكة، تذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يقلب القلادة بين يديه ذلك اليوم الذي خلعت به تلك الإنسانة هذه القلادة من عنقها لكي تلبسها لابنتها زينب يوم زواجها وابتسامتها الرقيقة ترتسم على محياها لتملأ البيت إشراقًا وبهجة، لتنعكس تلك الابتسامة في عيني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فتحيي في قلبه اليتيم تلك السعادة التي حُرمها منذ طفولته، لقد تذكر رسَول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذه الإنسانة التي عوّضته عن سنين اليتم والحرمان التي عاشها طفلًا صغيرًا، فسالت دموعه -صلى اللَّه عليه وسلم- بحرارة على وجنتيه الطاهرتين، فلقد كانت هذه القلادة هي قلادة زوجته الحبيبة المحبة الوفية النقية الطاهرة الصادقة المخلصة البطلة خديجة بنت خويلد عليها السلام. كنت أظن أن الكتابة عن عظيمات الإِسلام ستريحني قليلًا من العناء الذي تكبدته في البحث والتحقيق خلال أشهرٍ من الكتابة المتواصلة عن أولئك العظماء الذين كتبت عنهم إلى حد الآن، وإذ بي أتفاجأ بأن الكتابة عن عظيمات هذه الأمة أصعب بألف مرة من الكتابة عن عظيميها! فنحن أمام شخصياتٍ من النساء العظيمات اللائي يعجز القلم قبل صاحبه عن وصفهن، وأتذكر هنا مقولة نسمعها كثيرًا "بأن وراء كل رجلٍ عظيم امرأة" ، إلا أنني أؤكد بعد دراستي لسير عظيمات الإِسلام أن تلك المقولة ما هي إلا مقولة خاطئة، بل إن هذه المقولة التي ورثناها من الغرب الذي يتشدق بالفضيلة وحقوق المرأة ما هي إلّا مقولة مهينة للمرأة، فالمرأة ليست جارية للرجل يستعبدها لتصنع منه عظيمًا في الوقت الذي تذهب هي فيه إلى عتمات التاريخ المظلم، فالمقولة التي أراها صحيحة من الناحية التاريخية هي "وراء كل أمة عظيمة امرأة!" ، وأنا هنا لا أجامل النساء على حساب الرجال، وإنما أؤكد على استنتاجٍ توصلت إليه من خلال دراسةٍ لا بأس بها لأحداث التاريخ, فلولا وجود امرأة عظيمة مثل خديجة لما قامت أمة الإِسلام! فالمرأة في الإِسلام هي كل المجتمع وليس نصفه كما يزعم البعض، ومكانة المرأة في الإِسلام تفوق بكثير مكانة مثيلاتها في دول العالم المتقدم، وقد عرفت شخصيًا مدى النعمة التي تنعم بها المرأة المسلمة بعد أن رأيت بأم عيني ما تعانيه المرأة الأوروبية من ظلمٍ واستعباد! فالمرأة في بعض الدول الأوروبية تضطر لنزع ملابسها قطعة قطعة لكي تحصل على بعض "اليورووات" لطعامها مقابل أن تظهر في إعلانٍ تبدو فيه شبه عارية بجانب سيارةٍ يشتريها الرجال! هناك تضطر الفتاة لخلع ملابسها لكي تظهر عارية في مجلة يستمتع بها الرجال لكي تأخذ هي من صاحب المجلة ما تدفع به إيجار شقتها وما تسد به رمقها! وكم أحسست بالاشمئزاز عندما رأيت نساءً يعرضن أنفسهن شبه عرايا من وراء زجاج المحلات في إحدى المدن الأوروبية "الكبرى" وكأننا ما زلنا نعيش في سوق نخاسة من أسواق القرون الوسطى! فإذا كنت طفلةً مسلمة، وإذا كنت فتاة مسلمة، وإذا كنت سيدة مسلمة، فارفعي رأسك عاليًا وناطحي بها شمس الأصيل وأفق السماء، فأنت ابنة خديجة التي أرسل اللَّه لها السلام من فوق سبع سماوات برسالة أوصلها إليها كبير الملائكة جبريل عليه السلام! واعلمي أن دورك في هذه الأمة يفوق دور الرجال فيها، فأنت

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

23 Oct, 21:32


<العظيم الثامن والأربعون في أمة الإسلام>

"سيدة نساء أهل الجنة"

(فاطمة بنت محمد)

"ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها" (أم المؤمنين عائشة)

كاد فؤاد الصحابي الجليل (عبد اللَّه بن مسعود) يتفطر ألمًا وهو يرى بعينيه ما يحدث أمامه في باحة الحرم المكي، زاد من ألمه تلك القهقهات التي انطلقت من المجرم (أبي جهل) ورفاقه من سفهاء مكة، فلقد رأى المشركون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي عند بيت اللَّه الحرام، وذلك بعد موت عمه أبي طالب الذي كان يحميه من بطش الكفار، فنظر عدو اللَّه أبو جهل إلى رفاقه وسألهم: "أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه، فيضعه في كتفي محمَّد إذا سجد؟" وسلا الجزور هو أمعاء الشاه بما تحمله من أوساخ، فانبعث المجرم (عقبة بن أبي معيط) فأخذه. فلما سجد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وضعه بين كتفيه. عندها ارتفعت ضحكات أولئك المجرمين على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو ساجدٌ لربه لا يحرك ساكنًا، فأصبح عبد اللَّه بن مسعود في حيرة من أمره، فالرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- لم أمر المسلمين بالصبر على أذى المشركين ونهاهم عن القتال في تلك المرحلة المبكرة من الدعوة الإِسلامية، وفي نفس الوقت عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه وأرضاه من المستضعفين في مكة الذين ليس لهم منعة، فلو قام ابن مسعود إلى الرسول ليحميه لنشب قتال بينه وبينهم بلا شك، ولدخل المسلمون في دوامة هم في غنى عنها في تلك المرحلة المبكرة، عند هذه اللحظة، رأى ابن مسعود طفلة صغيرة دون العاشرة من عمرها، تجرى كالبرق من بعيد بين شوارع مكة متجهةً إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما اقترَبَت منه أزاحت الأوساخ عنه بيديها الصغيرتين، ثم اتجهت نحو أبي جهل ومن معه من السفهاء فشتمتهم بصوتها الطفولي وكأنها ملكة من ملوك الأرض، فصُعق أبو جهلٍ ومن معه من شجاعة هذه الطفلة الجريئة، وتساءل المشركون عن هويتها، فجاءهم الجواب: إن الجويرية البطلة فاطمة بنت محمد بن عبد اللَّه! تذكرت وأنا أستمع لقصة هذه الطفلة البطلة قصة الطفل البطل الزبير ابن العوام وهو رافعٌ سيفه -الذي يكاد يفوقه طولًا- في أزقة مكة، وذلك لكي يدافع به عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. الجميل في الأمر أن هذه البطلة هي بنت عمة ذلك البطل! فخديجة بنت خويلد أم فاطمة هي أخت العوام بن خويلد أبي الزبير، فسبحان الذي خلق الزبير! وسبحان الذي خلق فاطمة! وفاطمة بنت محمَّد رضي اللَّه عنها وأرضاها لم تكن بطلة فحسب، بل كانت ابنة بطل وابنة بطلة وابنة عمة بطل وزوجة بطل وأم بطلين عظيمين، وكأن البطولة تجسّدت وأرادت أن تختار لها اسمًا فلم تجد إلى اسم فاطمة! وكيف لا وهي تلميذة بيت النبوة التي تربت في أحضان أشجع مخلوقٍ خلقة اللَّه في العالمين، في أحضان والدها الذي كان يحبها حبًا ما أحبه أبٌ لابنته في تاريخ الدنيا بأسرها، وواللَّه لكأني برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو على فراش الموت وفاطمة تدخل عليه حجرته، ولا أعلم هل كانت وطأة الموت أشد على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أم إحساسه بالضعف لعدم قدرته على القيام لابنته الحبيبة لتقبيلها بين جبينها؟ فقد كان رسول الرحمة يقوم من مجلسه دائمًا إذا ما أقبلت عليه ابنته ليقبلها بين عينيها ثم يجلسها مكانه، ولقد كانت هذه المرة الوحيدة التي يعجز فيها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن القيام لحبيبة قلبه، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يعجز فيها أعظم إنسانٍ عرفته البشرية عن تقبيل جبين بنيته! وحكايات فاطمة رضي اللَّه عنها وأرضاها في البطولة والشرف لهي أكثر من أن تحصى وأعظم من أن تتسع لها صفحات معدودة في كتاب من الكتب، فالمواقف البطولية التي تصف عظمة فاطمة بنت محمَّد بن عبد اللَّه أكثر من أن تحصى في ألف ألف كتاب! فنحن لا نتكلم عن السيدة الأولى في بلد من البلدان العربية، ولا نتحدث عن سيدة مجتمع من الطبقات الأرستقراطية، بل نتحدث -وانتبه معي- عن سيدة نساء أهل الجنة!!! شرفٌ جعل من قلمي عاجزًا أن يكتب أكثر من ذلك، فماذا عساني أن أكتب عن سيدة هي سيدة نساء أهل الجنة؟! والحقيقة التي لا تعرفها أغلب بناتنا -ممن يطلبن لبن العصفور من خطابهن- أن هذه السيدة بنت السيد كان مهرها درعًا حُطَمِية كانت بحوزة الفارس علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه وأرضاه، والذي لا تعرفه كثيرٌ من بناتنا -اللائي يعتقدن أنهن ملكات الدنيا- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يجد ما يهدي به بنته يوم زواجها سوى كوبٍ للشرب وجرتين للماء وخميلة ووسادة حشوها من الليف ورحاءين (مثنى رحى وهي حجر الطحن) ، فكانت هذه السيدة العظيمة تجرُّ بالرحاء حتى أثَّرت في يدها، وتستقي بالقربة حتى انحنى ظهرها، وكانت تنظف بيت زوجها حتى تغير ثيابها، وتوقد تحت القدر بنفسها حتى تحترق ثيابها.

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

23 Oct, 21:32


وكانت السيدة فاطمة -رضي اللَّه عنها- تشارك زوجها الفقر والتعب نتيجة للعمل الشاق الذي أثَّر في جسدها، فأنّى لكن أن تكنَّ مثل فاطمة وهي أعظم منكنَّ، وأبوها أعظم من آبائكنَّ؟! والحقيقة أن السيدة العظيمة فاطمة لم تأتي بهذه العظمة من فراغ، فهي وإن كانت بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فهي أيضًا بنت سيدةٍ عظيمةٍ من عظيمات أمة الإِسلام، لقد كانت فاطمة بنت أعظم زوجةٍ عرفتها الإنسانية عبر جميع عصورها، زوجة يتمنى كلُّ رجل في الدنيا أن يُرزق بامرأةٍ لها جزءٌ واحدٌ من مائة جزءٍ من الأجزاء المكونة لعظمتها، إن كان في صبرها أو حبها أو مساندتها لزوجها! فمن هي تلك السيدة العظيمة التي كانت أولَّ من آمن برسالة محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ وما هي تلك الرسالة التي جاء بها الملك جبريل عليه السلام من اللَّه مباشرة لكي يوصلها لهذه السيدة العملاقة عن طريق زوجها؟ يتبع. . . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

22 Oct, 20:12


<العظيم السابع والأربعون في أمة الإسلام>

{وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}

(مراد الثاني)

"أرجوك يا أبي أن ترجع لكي تستعيد كرسي السلطنة الذي تركته لي، فأنا ما زلت صغيرًا على تقلد هذا المنصب الكبير، فإذا كنتَ أنت السلطان فتعال وادر أمور دولتك، وإذا كنتُ أنا السلطان، فإني آمرك أن ترجع لتدير أمور السلطنة!" (محمَّد الفاتح)

كان الألم يعتصر قلبي عندما استوقفني شابٌ عربي لكي يسألني إن كان اسم "مراد" اسمًا عربيًا أم لا!! وكان سبب شعوري بالألم يكمن في ثلاثة أسباب: سببٌ منها خاص بي شخصيًا، والسببان الآخران يخصان حال الأمة بأسرها، أما السبب الخاص فهو أن اسم "مراد" بالتحديد هو اسمٌ عزيزٌ على قلبي، فهذا الاسم هو الاسم الذي يحمله الأخ الوحيد الذي يصغرني سنًا من بين تسعة إخوة! أما السبب الثاني لشعوري بالأسى هو إدراكي بمدى ضعف شباب هذه الأمة باللغة العربية، لغة القرآن، لغة محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فمراد هو اسم المفعول من أراد يريد، وهو المطلب والمبتغى، ومراد هو أبو قبيلة من العرب الأقحاف، وهو مراد بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سَبَأ بن يشجب بن يعرب أبي العرب العاربة أصل العرب!! أما السبب الثالث لشعوري بالأسى فهو إدراكي لمدى الجهل الذي يعانيه شباب هذه الأمة بتاريخهم، فمراد هو اسم لبطل إسلامي عظيم أنجبته أمة محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو السلطان مراد الثاني بن السلطان محمَّد الأول بن السلطان بايزيد (الصاعقة) رحمهم اللَّه أجمعين. وسبب اختيار لهذا الرجل ليكون ضمن قائمة المائة هو أن هذا الرجل يعتبر قدوة لكل الآباء في هذه الأمة التي آن لها أن تستفيق من سباتها، فكم رأيت خلال إقامتي في أوروبا شبابًا في عمر الزهور قضى عليهم آباؤهم بإهمالهم لهم وانشغالهم بجمع الدولارات، ولا أنسى دمعة ذلك الشاب العربي المسكين الذي قال لي والأسى يعتصر قلبه أنه كان يتمنى لو أن أباه قد علّمه شيئًا من كتاب اللَّه، فقد تركه والداه بدون أن يعلِّماه شيئًا من العربية، بل إن ذلك الشاب كان يتمنى أن لو علمه والداه نطق الشهادتين! وبطلنا السلطان مراد الثاني لم يصنع من ولده طبيبًا لكي يُكتب اسم أبيه بجانب اسمه في العيادة، ولم يعلم ولده التجارة لكي يدير له المصنع بعد مماته، ولم يقضِ حياته يدرب ابنه على الخلطة السرية لأحد أطباق الطعام لكي يطمئن على مطعمه الشهير بعد مماته، بل قام السلطان العظيم مراد الثاني بصناعة رجل! فصناعة الرجال هي التي تخلد الإنسان! فكم سنا يعرف اسم جدِّه السادس؟ أو جدِّ جدِّه؟ أو حتى اسم جدِّ أبيه؟ فالذي يخلد سيرة الإنسان في الدنيا إنما هي أعماله، وإن لم تكن أعماله فهي أعمال أبنائه الذين كان هو من صنعهم! فمن كان يعتقد أن العظماء يُولدون عظماء فهو واهم غارقٌ في وهمه، فالعظمة ما هي إلا نتاج تربية الأهل ورعاية المجتمع وتحصيل الشخص نفسه وفوق ذلك كله توفيق اللَّه، والذي لا يعرفه الكثير عن محمَّد الفاتح الذي فتح الآفاق ونشر الإِسلام في ربوع الأرض وأجاد الشعر واللغات والأدب والهندسة، لم يكن في طفولته إلا طفلًا مهملًا يستحق أن يوضع في مدارس الأحداث لو كان في زماننا هذا، فهل تركه والده السلطان مراد على حالته تلك؟ وهل أخذ يلوم زوجته على سوء تربيتها لولده؟! لقد جلب السلطان مراد المعلمين من جميع أرجاء السلطنة لولده الصغير, ولكن الأمير المشاكس محمَّد الثاني استمر في استهتاره، وأخذ يهرب من الدروس لكي يلهو ويلعب، فذهب السلطان مراد الثاني إلى شيخٍ كبير اسمه الملا الكوراني (وهو لا يمت بأي صلة للكوراني، العالم الشيعي المعاصر صاحب نظرية تحريف القرآن!) وأعطى السلطان مراد الثاني الملا الكوراني قضيبًا ليضرب به ابنه إذا شاغب، وفعلًا نجحت التربية المرادية، فتربى محمَّد الثاني خير تربية على يد الشيخ الكوراني، فحفظ القرآن، ونظم الشعر، وأتقن اللغات، وتعلم فنون القيادة من أبيه الذي كان يأخذه معه إلى المعارك ليتدرب فيها إدارة الأزمات، وفي الوقت الذي لا يستأمن فيه معظم آبائنا أولادَهم حتى على أمور المنزل، نرى أن السلطان مراد الثاني استأمن ابنه محمَّد على الإمبراطورية بأسرها وهو صبي صغير، بل وتنازل السلطان مراد الثاني لولده عن السلطنة في حياته ليدربه على الحكم، وليتفرغ هو للعبادة، ليصنع منه ذلك الفارس البطل، ولتكون جميع فتوحات محمَّد الفاتح في ميزان أبيه البطل صانع الانتصار الحقيقي السلطان العثماني البطل مراد الثاني رحمه اللَّه، وليكون مراد بذلك هو الفاتح الحقيقي لمدينة هرقل.
وبعد. . . . كان هذا أنموذجًا رائعًا عن دور الآباء في صناعة نهضة الأمم، ولكن ماذا عن دور الأمهات؟ ماذا عن دور الزوجات الصالحات؟ ولماذا يعتبر دورهن أهم بألف مرة من دور الآباء والأزواج في صناعة الرجال؟ أعتقد أن الوقت قد أزف لكي نبحر قليلًا في بحار عظيمات أمة الإِسلام اللائي خلّدهن تاريخ هذه الأمة بصفحاتٍ ذهبية كتِبت سطورها بمدادٍ من ماء العيون! يتبع. . . . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

21 Oct, 21:05


ليكون صاحب بشارة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فحاصرها المسلمون إحدى عشرة مرة، فكان أول بطل منهم هو القائد الأموي يزيد بن معاوية رحمه اللَّه، ثم حاول القائد الأموي البطل مسلمة ابن عبد الملك بن مروان رحمه اللَّه الكرة مرتين على القسطنطينية، الأولى في عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، والثانية في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (انظر إلى همة الأمويين!) . وعلى الرغم من أن فتح القسطنطينية وحده يؤهل السلطان محمَّد الفاتح لكي ينضم إلى قافلة العظماء المائة في تاريخ الإِسلام، إلّا أن الفاتح لم يكتفِ بذلك، فعظمة السلطان محمَّد الفاتح لا تكمن فقط في كونه هو الرجل الذي فتح القسطنطينية فحسب، بل تكمن بما فعله بعد فتحه لتلك المدينة العظيمة: فقد قام الفاتح رحمه اللَّه بتحويل اسم "القسطنطينية" إلى "إسلامبول" أي "مدينة الإِسلام" ، ثم حُرِّفت بعد ذلك إلى "إسطانبول" ، وأمر هذا الخليفة المسلم بالعفو عن جميع النصارى في القسطنطينية، وأمَّنهم على أرواحهم وممتلكاتهم، وأمر بترك نصف عدد الكنائس للنصارى وتحويل النصف الآخر إلى مساجد يذكر فيها اسم اللَّه، على الرغم من أن قانون الحرب في ذلك الزمان يتيح للفاتح أن يفعل ما يراه في البلد المفتوح، وقارن ذلك بما فعله الصليبيون الكاثوليك من مجازر في حق إخوانهم من الأرثذوكس في القسطنطينية إبان زمن الحروب الصليبية، وقارن ذلك بما فعله الإسبان من مجازر في حق المسلمين ومن تحويل كل مساجد الأندلس إلى كنائس وحرق كل مكاتبها (سيأتي ذكر ذلك تباعًا في هذا الكتاب إن شاء اللَّه) ، ثم دعا الفاتح السكان الهاربين -من أرثوذكس وكاثوليك ويهود- إلى العودة إلى بيوتهم بالمدينة وأمنّهم على حياتهم، كذلك أطلق السلطان محمَّد الفاتح سراح السجناء من جنود وسياسيين، ليسكنوا المدينة ويرفعوا من عدد سكانها، وأرسل إلى حكّام المقاطعات في الروملي والأناضول يطلب منهم أن يرسلوا أربعة آلاف أسرة لتستقر في العاصمة، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود، وذلك حتى يجعل من جتمعها مجتمعًا متعدد الثقافات. وأمر ببناء المعاهد والقصور والمستشفيات والخانات والحمامات والأسواق الكبيرة والحدائق العامة، ولم يكتفِ هذا الأمير الإِسلامي العظيم بفتح القسطنطينية التي تكفل له الخلود في صفحات التاريخ الإنساني، بل قام أيضًا بفتح بلاد الأفلاق (رومانيا) وبلاد البوشناق (البوسنة والهرسك) وبلاد البغدان (مولدافيا) وبلاد القرم (أوكرانيا) وبلاد القرمان (جنوب تركيا) وفتح الفاتح بلاد الفلاخ الرومانية بعد أن هزم ملكها السفاح (دراكولا) ، (ودراكولا هذا هو نفسه دراكولا مصاص الدماء الشهير، وما لا يعلمه شبابنا من محبي أفلام الرعب أن البطل المسلم محمَّد الفاتح هو من قتل دراكولا الذي كان يعيث فسادًا في الأرض) وفتح الفاتح (بلغاريا) و (ألبانيا) و (المجر) و (ألبانيا) و (مقدونيا) و (الجبل الأسود - مونتينيغرو) و (كرواتيا) و (صربيا) و (سلوفينيا) و (سلوفاكيا) وفتح الفاتح بلاد الإغريق (اليونان) وحافظ على تراثها القديم (على عكس ما سيفعله اللاتين الصليبيين بالتراث الإغريقي بعد ذلك بمائتي عام) ، وفتح الفاتح (المجر) وأجزاء من (روسيا) وحاصر (رودس) وفتح الفاتح جنوب (إيطاليا) لكي ينال شرف فتح القسطنطينية وروما في آن واحد، وفعلا تقدم نحو روما، إلا أن اللَّه سبحانه وتعالى أراده إلى جواره بعمر ٥٣ سنة فقط قضاها في نشر دين اللَّه في أصقاع أوروبا, ولكي تنتهي بذلك قصة عظيم إسلامي عظيم احتفل بابا روما شخصيًا ثلاثة أيام بموته وقال عنه المؤرخ الفرنسي الشهير (جي ييه) : "ينبغي على جميع النصارى في العالم أن يدعو الرب ألا يظهر مرة أخرى رجلٌ في صفوف المسلمين مثل السلطان محمَّد الثاني" . والذي لا يعرفه الكثيرون عن سيرة هذا الأمير الإِسلامي العظيم، أنه لم يكن بطلًا عسكريًا فحسب، بل كان شاعرًا من أعظم شعراء المسلمين على مر التاريخ, له ديوان في غاية الروعة لا يتسع المجال هنا لذكر ما يحتويه من رقائق وروائع، وكان هذا العملاق التركي حافظًا لكتاب اللَّه، عاملًا بسنة رسوله، معظمًا للعلماء، وكان يتقن العربية والعثمانية والفارسية والسلافية واللاتينية والاغريقية واللاتينية، وكان أعوانه يشاهدونه يبكي في ظلمات الليل وهو يصلي للَّه ويتضرع له. فصدق الصادق المصدوق محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنعم الأمير أنت أيها السلطان محمَّد، فرحمك اللَّه أيها الفاتح. . . . . يا صاحب بشارة رسول اللَّه! ولكن الشيء الآخر الذي لا يعلمه الكثير من المسلمين، أن هذا البطل المتنوع المواهب ما كان في صغره إلا صبيًا متسكعًا مهملًا يتوقع له الجميع الفشل في الحياة! فمن الذي صنع منه هذا البطل الأسطوري وحوله إلى عظيمٍ من عظماء أمة الإِسلام ليصبح صاحب بشارة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ يتبع. . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

21 Oct, 21:05


<العظيم السادس والأربعون في أمة الإسلام>

"صاحب بشارة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-"

(محمد الفاتح)

"لتفتحن القسطنطينية. . . . فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)

كاد السلطان (محمَّد الفاتح) أن يغمى عليه من هول الصدمة، فلقد أخذه أستاذه الشامي (شمس الدين آق) بعد صلاة الفجر إلى مكانٍ مجهولٍ خلف أسوار القسطنطينية، هناك طلب منه أستاذه أن يحفر بين الصخور المتراكمة وأن يزيل بمعوله النباتات التي تشابكت أغصانها حول تلك التلة خلف تلك الأسوار العالية، في نفس الوقت أخذ الشيخ شمس الدين يتلفت يمينا وشمالا ليتثبت من هذا الموقع الذي رآه في منامه في تلك الليلة، عندها اصطدم معول الفاتح بلوحةٍ حجرية مكتوبة باللغة اللاتينية التي كانت إحدى اللغات السبع التي يجيدها السلطان الشاب محمَّد، فما إن فرغ الفاتح من قراءة تلك اللوحة حتى انهمرت دموعه بغزارة وكاد أن يسقط على الأرض وهو ينادي بأعلى صوته: أيها الأستاذ. . . . لقد وجدته! لقد وجدت قبر الرجل الأسطورة، لقد وجدت قبر صاحب رسول اللَّه! لقد وجدت قبر أبي أيوب الأنصاري! لقد كان ذلك بالفعل هو قبر صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أبي أيوب الأنصاري، فلقد لاحظ الروم أن يزيد بن معاوية رحمه اللَّه قام بدفن أبي أيوب على أسوار القسطنطينية بناءً على وصيته، فعندها سأل الروم المسلمين عن أمر ذلك الرجل، ليخبرهم المسلمون بأنه رجل من خيرة أصحاب نبيهم، وأنهم سيدمرون أخضر الروم إذا ما فكروا يومًا ما في نبش القبر بعد رحيل المسلمين عنه، فلما رحل يزيد بالحسين ومن معه من الصحابة والتابعين، ذهب الروم إلى ذلك القبر وأخذوا يتبركون به ظنًا منهم أن صاحب القبر بإمكانه منحهم البركة لأنه من الأولياء الصالحين، ولم يعلم أولئك المشركون أن من في القبر لا يسمعهم، ولو سمعهم ما استجاب لدعائهم! فظل الروم الجهلاء يتبركون بالقبر بعد أن بنوه بالرخام وكتبوا عليه قصة صاحبه باللاتينية، إلى أن اختفى القبر بعد مئات السنين نتيجة لعوامل الطقس والبيئة، حتى جاء العثمانيون الأبطال وفتحوا القسطنطينية، فجاءت تلك الليلة التي رأى بها العالم الدمشقي شمس الدين آق كبير كبير علماء المسلمين مكانَ القبر في منامه، ليبنى المسلمون جامعًا بجانبه اسمه جامع أبي أيوب الأنصاري (موجود إلى الآن في إسطانبول) وليكون ذلك الجامع هو المكان الذي يتولى فيه سلاطين بني عثمان الخلافة عند بداية عهد كل خليفة عثماني مسلم! والآن. . . . . لنرجع إلى قصة هذا السلطان العثماني البطل: محمَّد الفاتح، أو محمَّد الثاني كما تحب كتب المناهج العربية أن تطلق عليه، وكأن من وضعوا هذه المناهج الدراسية لا يريدون لنا أن نسمع كلمةً بها رائحة النصر أو الفتوحات من قريب أو بعيد، وكأنه كُتب علينا أن نظل أسرى لقصص الهزائم والنكبات والنكسات، وواللَّه إننى ما عدت الآن ألوم أولئك الشباب اليائس المحطم الذين أقابلهم بين العين والآخر لأسمع منهم كلمات الهزيمة الداخلية ولأرى في أعينهم علامات الانكسار النفسي والهوان، فبعد أن تعمقت في تاريخ الأمة، وأدركت عِظم قدر التزييف الذي يتعرض له تاريخنا بأسره، أيقنت أن هؤلاء الشباب ما هم إلا ضحية من ضحايا الغزو التاريخي الرهيب الذي وضع لهم مناهجهم التي تعلموها في مدارسهم، ولا شك أن تلك الهزيمة النفسية التي زرعت في شبابنا زرعًا هي التي تدفعهم لكي يلقوا بأنفسهم إلى بحار الظلمات، ليصبحوا وجبة شهية لأسماك البحار المفترسة، وما هذا العمل الذي أقوم به في هذا الكتاب، إلّا محاولة لزرع روح الأمل في شباب الأمة من جديد، من خلال تسليط الأضواء على المواقف المشرقة أصلًا في تاريخ هذه الأمة. وبطلنا الآن هو شابٌ أيضًا لم يكن قد تجاوز الثالثة والعشرين من عمره عندما فتح القسطنطينية، إننا نتحدث عن رجل لم يفتح مدينة عادية من مدن العالم، إننا نتحدث عن رجلٍ فتح القسطنطينية! تلك المدينة التي كتب عنها (نابليون بونابرت) في مذكراته من منفاه في جزيرة "سانت هيلينا" "أنها عاصمة العالم بأسره إذا ما كان العالم دولةً واحدة" ، بل إن هذه المدينة حظيت باهتمامٍ شخصي من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على عظمته وقدره، ليس من أجل جمال طبيعتها الخلابة وموقعها الاستراتيجي الخطير بين أوروبا وآسيا، بل لأن القسطنطينية كانت هي عاصمة الكفر في العالم آنذاك، ولتقريب الصورة أكثر فإن القسطنطينية كانت بمثابة "الفاتيكان" قبل فتح المسلمين لها، بل إن اسم القسطنطينية مشتق من اسم الإمبراطور الروماني (قسطنطين) واضع أسس الديانة المسيحية الحديثة التي تعتقد بألوهية المسيح عليه السلام (وقد تحدثنا عن ذلك مفصّلا في معرض حديثنا عن آريوس) ، أضف إلى ذلك أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد مدح فاتح القسطنطينية بنفسه عندما قال: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" ، لذلك أراد كل قائدٍ عظيم من عظماء المسلمين أن ينال هو شرف فتحها

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

20 Oct, 15:42


فعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته يا أبا أيوب، يا صاحب رسول، وجزاك اللَّه كل خير أيها البطل الشهم جزاءً وفاقًا لحسن ضيافتك لرسول اللَّه. ولكن. . . . لماذا أوصى أبو أيوب أن يدفن تحت أسوار القسطنطينية رغم أنها لم تكن أرض إسلام حينها؟ وما هي الرسالة التي أراد أبو أيوب إيصالها للمسلمين من بعده بتلك الوصية العجيبة؟ وماذا فعل الروم بقبره بعد مرور ثمانية قرون على ذلك الحدث؟ وما هي البشارة العظيمة التي كان أبو أيوب يعلمها من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والتي دفعته للجهاد على أسوار القسطنطينية بالذات؟ ومن هو ذلك الأمير الإِسلامي العظيم الذي بشر به رسول اللَّه على أصحابَه ليظهر بعد ذلك بمئات السنين؟ يتبع. . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

20 Oct, 15:42


<العظيم الخامس والأربعون في أمة الإسلام>

"أسد القسطنطينية"

(أبو أيوب الأنصاري)

"يا يزيد. . . . أقرأ عني السلام على جنود المسلمين، وقل لهم: يوصيكم أبو أيوب أن توغلوا في أرض العدو إلى أبعد غاية، وأن تحملوه معكم، وأن تدفنوه تحت أقدامكم عند أسوار القسطنطينية" (أبو أيوب)

كانت دموع القائد الأعلى لجيش القسطنطينية (يزيد بن معاوية) تختلط مع دموع أخيه (الحسين بن علي) وهما ينظران إلى هذا الشيخ الثمانيني وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فتذكر كلٌ منهما قصة هذا البطل الأسطوري الذي كان الإنسان الوحيد على وجه الأرض الذي نال شرف استضافة أعظم مخلوقٍ خلقه اللَّه في التاريخ, يومها كان هذا الشيخ ومن معه من المسلمين مهددين من قبيلة في مجاهد صحراء العرب لا يبلغ عدد أفراد جيشها الألف، أما الآن فإن هذا الشيخ الطاعن في السن يهدد بنفسه عاصمة أكبر إمبراطورية عرفتها أوروبا في تاريخها، يهدد القسطنطينية أحصن مدينة على وجه الأرض، لقد كان هذا الشيخ العظيم هو خالد بن زيد بن كليب بن مالك بن النجار، والذي عُرف بأبي أيوب الأنصاري. وقصة هذا الصحابي تصلح لكي تدرَّس في مقاهي البلاد الإِسلامية المكتظة بعشرات المسنين ممن يضيّعون أوقاتهم في المقاهي بلعب الطاولة بانتظار مجيئ الساعة القاضية التي ينتهي فيها "سن اليأس" ! إننا لا نتحدث عن شابٍ عشريني أو كهلٍ ثلاثيني أو حتى شيخٍ ستيني، إننا نتحدث عن هرمٍ جاوز الثمانين من عمره ورغم ذلك يخرج مجاهدًا في سبيل اللَّه، ليدك حصون أعظم مدينة على وجه الأرض! نرجع إلى الوراء ٥٣ سنة عبر التاريخ لكي نعرف قصة أبي أيوب من بدايتها، وبالتحديد من اليوم الذي وصل فيه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة مهاجرًا إليها من مكة، هناك تمنى كل إنسانٍ أن يكون هو صاحب الشرف العظيم في استضافة رسول اللَّه أعظم ضيفٍ في التاريخ, ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يجيبهم وعلى شفتيه ابتسامة مشرقة قائلًا: "خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة" . فقد ترك الرسول قرار اختيار مضيفه إلى اللَّه، فاختار اللَّه من فوق سبع سماوات أبا أيوب من دون كل البشر! فقد وقفت الناقة أمام بيت أبي أيوب، فوثب أبو أيوب على الناقة من دون أن يتكلم شيئًا وحمل متاع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مسرعًا به قبل أن ينافسه رجلٌ آخر على ذلك الشرف! كان بيت أبي أيوب الأنصاري مكونًا من طابقين، لذلك عرض أبو أيوب على رسول اللَّه أن يسكن في الطابق العلوي لأنه يستحي أن يسكن فوق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأخبره رسول الرحمة بكل تواضع أنه يفضل الطابق الأرضي نظرًا لكثرة ضيوفه، لكن أبا أيوب لم يكن يهنأ في نومه خشية أن يزعج رسول اللَّه من تحته، ولنستمع إلى هذه القصة التي يرويها لنا بطلنا الإِسلامي العظيم بنفسه: "في ليلة من الليالي انكسرت جرة فيها ماء ونحن نبيت في الأعلى من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسال الماء، فخشينا أن يتقاطر على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو نائم في الأسفل، فأخذنا أنا وأم أيوب لحافنا، وواللَّه ما كان عندنا غيره، فأخذنا ننشف به الماء طيلة الليل حتى لا تصيب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قطرة من الماء وهو نائم في الأسفل، فتؤذيه فيستفيق من نومه" . وفي عهد أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان -رضي اللَّه عنهما-، انتشرت سوق الجهاد بشكل كبير كما أخبر (ابن كثير) في "البداية والنهاية" ، فلقد ابتكر معاوية نظام الصوائف والشواتي في الجهاد، فكانت الجيوش في عصر الدولة الأموية تتبع هذا النظام الذي أسسه "خال المؤمنين" لنشر الإِسلام على الأرض صيفًا وشتاء، وفي سنة ٥٣ هـ خرج القائد الإسلامي يزيد بن معاوية على رأس جيشٍ يضم بين أفراده الحسين بن علي، والعبادلة الأربعة عبد اللَّه بن عمر وعبد اللَّه بن عمرو ابن العاص وعبد اللَّه بن الزبير وعبد اللَّه بن العباس ليدكوا عاصمة الإمبراطورية الرومانية بكتائب التوحيد، فأبى أبو أيوب الأنصاري (وقد بلغ الثمانين) إلا أن يشارك في الجهاد! فما إن وصلت كتائب النور الإِسلامية بقيادة القائد يزيد إلى أسوار القسطنطينية، حتى رأى الجنود من كلي الطرفين رجلًا ملثمٍ يطير طيرانًا بفرسه البيضاء نحو حصون الروم، فيحمل ذلك الرجل الملثم على كتائب الروم حتى يشتتها، والروم مذهولين من قوله ما يرون، فأمعن المسلمون النظر بهذا الرجل الذي يقبل على الموت إقبالًا لكي يتعرفوا على هويته، فإذا هو ذلك الرجل الثمانيني أبو أيوب الأنصاري. . . . وكأنه قد حلّ في إهابه شباب التاريخ! فأخذ أبو أيوب يزلزل جحافل الروم بسيفه حتى أحسُّ بدنوِّ أجله، فطلب من القائد الإسلامي يزيد ابن معاوية أن يُبلغ سلامه للمسلمين وأن يدفنوه على أقرب نقطة من أسوار القسطنطينية، لتطوى بذلك صفحة باسلة، ليس في تاريخ البطولة الإِسلامية فحسب، بل في في تاريخ الإنسانية جمعاء.

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

19 Oct, 19:58


والقارئ لتاريخ إسماعيل الصفوي مؤسس الفكر الشيعي الحديث يرى أنه كان صوفيًا في البداية يتباكى على الحسين ويطعن بيزيد، ثم بعد ذلك طعن في معاوية -رضي اللَّه عنه-، ثم تجرأ على عثمان -رضي اللَّه عنه-، ثم تكلم في أبي بكر وعمر -رضي اللَّه عنه- حتى صرح بكفرهما، ثم أخذ يطعن في شرف عائشة -رضي اللَّه عنها-، ثم دعا بتحريف كتاب رب الأرباب، والسبب في ذلك أن الطعن في يزيد بن معاوية يؤدي بالضرورة إلى الطعن بأبيه معاوية الذي ربّاه، وبعد ذلك يكون ذلك الطاعن قد أزال هيبة الصحابة من قلبه، فيقع فيهم واحدًا تلو واحدٍ بعد ذلك؛ لأنه لا يعلل كلامه في يزيد بشيء إلا ويلزمه مثل هذا في غيره! ثم في النهاية تستباح دماؤنا كما استبيحت بالعراق من قبل الميليشيات الشيعية الإرهابية، ولمن لم يفهم بعد لماذا يسمي الشيعة الحسين ابن علي -رضي اللَّه عنه- بـ "ثأر اللَّه" فعليه أن يتساءل: ممن يريد الشيعة أن يثأروا بعد أكثر من ألفٍ وثلاثمائة سنة على مقتل الحسين -رضي اللَّه عنه-، إن الثأر سيكون على حساب دمك أنت بلا شك، أو دم أبنائك من بعدك على أبعد الظن! والحقيقة أن مقتل الحسين كان أمرًا فظيعًا بالفعل، ولكنه لم يكن أفظع من مقتل أبيه علي -رضي اللَّه عنه- الذي يفوقه بالمكانة (إلا أن زوجة علي كانت فاطمة بنت محمَّد ولم تكن شاه زنان بنت يزدجرد!) ، ومقتل الحسين لم يكن أعظم من مقتل عثمان صهر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو عمر الفاروق، بل إن مقتل الحسين لم يكن أعظم من مقتل نبي اللَّه زكريا عليه السلام، ولكن يبدو أن الشيعة لا يبكون إلا على من كانت له زوجةً فارسية! وقصة الحسين تبدأ عندما بايع كل الصحابة يزيد بن معاوية على الخلافة بعد أبيه، ولم يرفض البيعة إلا الحسين بن علي وعبد اللَّه بن الزبير -رضي اللَّه عنهما-، فوصلت للحسين آلاف الرسائل من الشيعة في العراق يبايعونه فيها سرًا على الخلافة، فانخدع الحسين بالشيعة، ونسي خياناتهم المتكررة لأبيه وأخيه الحسن، فنصحه عبد اللَّه بن عمر وعبد اللَّه بن العباس بعدم تصديق أهل العراق الخونة، وقال له عبد اللَّه بن عباس: "إن أهل العراق أهل غدر!" ولكن الحسين رحمه اللَّه ظن أن الشيعة قد غيروا طبعهم القذر في الخيانة، ومع ذلك أراد أن يتأكد من صدقهم بعد كل تلك الرسائل التي وصلته منهم، فبعث الحسين بابن عمه مسلم بن عقيل إلى العراق ليتأكد من صدقهم ونصرتهم له، فذهب مسلم بن عقيل للكوفة فاجتمع له في صلاة الفجر ثمانية عشر ألفًا من شيعة العراق، فبعث مسلم برسالة مستعجلة إلى الحسين يقول فيها: "أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله! وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فعجل الإقبال حين يأتيك كتابي فإن الناس كلهم معك ليس لهم في آل معاوية رأى ولا هوى والسلام" ، وما إن بعث مسلم برسالته حتى جاء والي العراق ببعض المال إلى أولئك المرتزقة، فأخذ الشيعة ينصرفون من مسلم بن عقيل واحدًا واحدًا، فما أذن المؤذن لصلاة المغرب حتى أصبح ابن عم الحسين وحيدًا بعد أن خانه الثمانية عشر ألفًا الذين اجتمعوا له في فجر ذلك اليوم!!!! ثم وجد مسلم نفسه وحيدًا في جنح الظلام يتردد في طرقات الكوفة لا يدري أين يذهب، يتجول بين البيوت المقفلة طالبًا شربة ماءٍ من الشيعة الذين رفضوا إيواءه، فرأته عجوزٌ شيعية بهذا المنظر المزري، فسألته عن حاله فقال لها: "أنا مسلم بن عقيل كَذَبَني هؤلاء القوم، وغَرُّوني" فأدخلته في بيتها لكي تسقيه بعض الماء بعد أن كاد يموت عطشًا، وسبحان اللَّه، فحتى تلك العجوز الشيعية الشمطاء أبت أن تغير طبع الشيعة القذر في الغدر والخيانة، فخرجت خفيةً من البيت وأحضرت معها رجالًا بسلاسل حديدية لكي يشدوا وثاق ابن عم الحسين بالسلاسل ويسلموه للوالي مقابل دراهم معدودات، وقبل أن يقتل الوالي مسلم بن عقيل سأله إن كان له طلب أخير، فقال مسلم وخنجر الغدر الشيعي مزروعٌ بخاصرته: كل ما أطلبه هو أن ترسْلوا للحسين برسالة تحذروه من أن يأتي للعراق، وقولوا له أن شيعة أبيه ليسوا أكثر من مجرد خونة، وأنهم قد غدروا به! وقتل مسلم بن عقيل، ولكن رسالته وصلت متأخرًا للحسين، ومع ذلك أراد الحسين أن يرجع، إلا أن من معه من أبناء مسلم بن عقيل رفضوا إلا أن يأخذوا بالثأر لأبيهم، فتبعهم عمهم الحسين، فتفاجأ الحسين أن ٣٠ ألفًا من الشيعة العراقيين قد انضموا لجيش الوالي لمقاتلة الحسين، فطلب الحسين أن يرجع من حيث أتى أو أن يتركوه لكي يذهب إلى ابن عمه يزيد (على حد وصف الحسين نفسه ليزيد!) أو أن يتركوه لكي يجاهد المشركين على الثغور الإِسلامية، فرفض جيش الشيعة ذلك، فقتلوه ومثلوا بجثته رحمه اللَّه وأسكنه فسيح جنته. انتهت القصة! أما الآن فلنستمع إلى أقوال علماء الشيعة أنفسهم من أمهات كتب الشيعة المعتبرة: الكتاب: أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين/ الجزء: الأول/ الصفحة ٣٢: "ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم فقتلوه" .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

19 Oct, 19:58


<العظيم الرابع والأربعون في أمة الإسلام>

"الغازي الأول للقسطنطينية"

(يزيد بن معاوية)

"أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور له" (محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-)

"وقد حضرت يزيد بن معاوية وأقمت عنده فرأيته مواظبًا على الصلاة، متحريًا للخير، يسأل عن الفقه، ملازمًا للسنة" (محمَّد بن علي بن أبي طالب)

"بأبى أنت وأمى يا يزيد، واللَّه لا أجمع أبوىَّ لأحدٍ بعدك" (عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب)

"بعد ما رأيته من يزيد علمت أنه إذا ذهب بنو أمية ذهب علماء الناس" (عبد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب)

هناك رواياتٌ تاريخية كاذبة رضعناها رضاعة منذ الصغر، هذه الروايات أصبحت مع مرور الوقت حقائق تاريخية، ثم تطورت بعد ذلك لتصبح مُسلماتٍ تاريخيةٍ لا يجوز الطعن بها، إلى أن وصلت في النهاية إلى مرحلة خطيرة يُجَرَّم من أجلها كلُّ من يحاول التشكيك بها أو حتى مناقشتها من قريب أو بعيدٍ، والأخطر من ذلك كله أن تكون هذه الروايات جزءً لا يتجزء من تاريخ أمةٍ بأسرها، بل جزءً لا يتجزء من تاريخ دينٍ كامل، والشيء المحير في الموضوع ليس شيوع مثل هذه الروايات بين عامة الناس فتحسب، بل إن الشيء الذي يدعو للتساؤل فعلًا هو وقوف العلماء والمؤرخين مكتوفي الأيدي أمام انتشار مثل هذه الروايات التي تمس وجدان وكيان هذه الأمة، إمّا من باب عدم إدراكهم خطورة الموقف في هذه اللحظة الزمنية الحرجة من تاريخ هذه الأمة، أو من باب السكوت على ما سكت عليه الآباء والأجداد، أو حتى بسبب جهل البعض لها، الأخطر من هذا وذاك، والمضحك المبكي في هذا كله، أن يتحول العلماء والمؤرخين إلى "ببغاوات" تردد تلك الروايات الكاذبة التي يستخدمها أعداء هذه الأمة لزحزحة عقيدة شبابها وضرب مقدساتها وتشويه صورة رموزها التاريخية.

أما في هذا الكتاب. . . . . فقد اخترت أن أسير عكس هذا التيار، وأن أدحض تلك الروايات الكاذبة، وأن أتمرد على الموروث الأعمى، وأن أضرب بعرض الحائط كل روايةٍ تخالف الحقائق التاريخية الثابتة، كائنًا في ذلك ما هو كائن، حتى ولو كان راوي تلك الرواية رجلًا من كبار العلماء، فلقد انتهى زمان التقليد الأعمى، ولقد انتهى زمان الرواية التي يرددها كثير من علماء المسلمين بأننا أهل السنة والجماعة لا نحب يزيد ولا نكرهه، فأنا أشهد اللَّه بأنني من أهل السنة والجماعة، وأنا أشهد اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بأنني أحب يزيدًا، وأنا أشهد اللَّه بأني أحب أباه معاوية، وأنا أشهد اللَّه بأني أحب جدّه أبا سفيان، وأنا أشهد اللَّه بحبي للحسين، وأنا أشهد اللَّه بحبي لأبيه علي، وأنا أشهد اللَّه بحبي لجده محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإذا كان حبي ليزيد سيكون سببًا في دخولي لنار جهنم، فعندها سيكون لي عذرٌ عند اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، عندها سأقول له: يا رب. . . . . ألست أنت الذي بعثت نبيك محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم- بالحق ودين الهدى؟ أوليس نبيك هو الذي قال في حديثٍ له "أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور له" ؟ أوليس أنت يا رب أعلم مني بأن يزيد بن معاوية كان هو قائد أول جيش يغزو "القسطنطينية" ؟ فكيف تعذبني يا رب لحبي لرجل دعا له رسولك بالخير؛ ثم أليس رسولك يا رب هو من قال في الصحيح الحديث: "إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة" ؟ وقد علمت يا رب أن يزيد بن معاوية كان الخليفة السابع بعد بيعة صحيحة بايعه فيها الصحابة الذين شهدت لهم بالخير، فهل تعذبني يا رب لحبي لخليفة المسلمين الذي بايعه رجالٌ مثل عبد اللَّه بن عمر وعبد اللَّه بن العباس؟ والحقيقة أنني وإن كنت أحب القائد الإِسلامي العظيم يزيد بن معاوية لشخصه، فإن دفاعي عنه في هذه الكلمات ليس بدافعٍ شخصيٍ أبدًا, ولكنني أدافع عن هذا الرجل لكي أدافع عن تاريخ هذه الأمة الذي زيفه الأعداء بصورة كبيرة، ولكي أدافع عن الصحابة الذين بايعوه، ولكي أدافع عن أبيه الذي رباه هذه التربية، ولكي أدافع عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي اختار أباه لكتابة الوحي، ولكي أدافع عن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الذي أمر نبيه أن يختار أباه لكتابة وحيه، ولكي أدافع عن كتاب اللَّه الذي يطعن فيه من يطعن بكتبته، ولكي أدافع عن محمَّد بن علي بن أبي طالب الذي شهد له بالخير، ولكي أدافع عن عبد اللَّه بن جعفر الطيار الذي ذكره بكل خير، ولكي أضع حدًا لأولئك المجرمين الذين يقتلون السنة في العراق وإيران لزعمهم أنهم بذلك يأخذون بثأر الحسين من أهل السنة والجماعة، ولكي أضع حدًا لأولئك السفلة الذين يطعنون بشرف أم المؤمنين عائشة -رضي اللَّه عنها-، ولكي أدافع عن عرض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي يطعن به علماء الشيعة ليل نهار، ولكي أدافع عن عثمان وعن عمر وعن أبي بكرٍ -رضي اللَّه عنهم- في وجه من يلعنونهم في حسينياتهم، فواللَّه ما من رجل يتجرأ ويطعن في يزيد إلا تجرأ على أبيه معاوية بعد ذلك، وما هي إلا مسألة وقتٍ حتى يتجرأ على غيره من الصحابة رضوان اللَّه عليهم.

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

19 Oct, 19:58


الكتاب: مقتل الحسين/ المؤلف: عبد الرزاق المقرم/ الصفحة ٣١٦/ ٣١٧: "أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. . . . أيها الناس ناشدتكم اللَّه هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهود والميثاق والبيعة وقاتلتموه، فتبا لكم لما قدمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول اللَّه إذ يقول لكم: قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي" .
الكتاب: مقتل الحسين/ المؤلف: عبد الرزاق المقرم/ الصفحة ٣١٢: قالت زينب عليها السلام: "ويلكم يا أهل الكوفة أتدرون أي كبد لرسول اللَّه فريتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟ وأي دم له سفكتم؟" .
الكتاب: الإرشاد للمفيد ٢/ ١١٠، إعلام الورى للطبوسي ٩٤٩، كشف الغمة ٢/ ١٨ و ٣٨: دعا الحسين على شيعته عندما غدروا به ونقضوا بيعته، ولما رأى عليه السلام عزمهم على قتله دعا عليهم قائلًا: "اللهم إن مَتَّعْتَهم إلى حين فَفَرِّقهم فِرَقًا، واجعلهم طرائق قدَدًا، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبدًا، فإنهم دَعَوْنا لِينصرونا، ثم عَدَوا علينا فقتلونا" .
الكتاب: تاريخ اليعقوبي ١: ٢٣٥: "لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها" يبكين ويصرخن فقال: "هؤلاء يبكين علينا!! فمن قتلنا!؟" .
الكتاب: بحار الأنوار للمجلسي مجدلى: عمر ١٣٧ سطر ١٧: "قال يزيد: قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، أما لو كنت صاحبه لعفوت عنه" .
والآن بعد أن تبين لنا من الذي قتل الحسين -رضي اللَّه عنه- من خلال أقوال علماء الشيعة أنفسهم، هل ما زال الشيعة يفكرون بالأخذ بثأر الحسين؟ أما علماء أهل السنة والجماعة -هدانا وهداهم اللَّه- ممن يطعنون بالتابعي الإِسلامي العظيم والقائد البطل يزيد بن معاوية، فأهدي إليهم بعض أقوال علماء السلف في يزيد بن معاوية رحمه اللَّه: الإِمام أحمد بن حنبل (كتاب الزهد) : أدخل عن خطبة يزيد بن معاوية قوله: "إذا مرض أحدكم مرضًا فأشقى ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه ولينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه" .
محمَّد بن علي بن أبي طالب "تاريخ الطبري" : "وقد حضرته وأقمت عنده فرأيتهُ مواظبا على الصلاة، مُتَحَرِيًا الخير، يسأل عن الفقه، مُلازما للسنة" .
ابن خلدون: المقدمة (ص ٢١٠ - ٢١١) : "والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه -وحينئذ من بني أمية- وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا، فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك، وحضور أكابر الصحابة لذلك، وسكوتهم عنه، دليل على انتفاء الريب منه، فليسوا ممن تأخذهم بها الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم -كلهم- أجلّ من ذلك، وعدالتهم مانعة منه."
أبو حامد الغزالي (قيد الشريد من أخبار يزيد ص ٥٧ - ٥٩) : "وقد صح إسلام يزيد بن معاوية، وما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضرًا حين قتل، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام" .
الحافظ ابن كثير (البداية والنهاية ٨/ ٢٢٦) : ". . . وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم يزيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح شيء منها. وأجود ما ورد ما ذكرناه على ضعف أسانيده وانقطاع بعضه واللَّه أعلم" .
والآن وبعد أن ذكرنا كل هذه الأحاديث عن هذا التابعي العظيم، يتساءل المرء. . . . لماذا هذا الهجوم العنيف على يزيد بن معاوية رحمه اللَّه؟ الحقيقة أن تشويه صورة يزيد رحمه اللَّه هو تشويه للتاريخ الإِسلامي بأكمله، فلقد استمر يزيد على سياسة أبيه في الجهاد، والذي لا يعرفه معظمنا أن يزيد هذا الذي نتحدث عنه هو الذي فتح التبت عند جبال الهملايا!!! وفتح بلاد التركستان والتي سيخرج منها بعد بضع مئات من السنين رجالٌ أشداء يسمّون بالعثمانيين (كما سنرى لاحقا في هذا الكتاب) ، فتكون بذلك كل فتوحات الأتراك الأبطال في ميزان حسنات يزيد بن معاوية، فرحمك اللَّه يا يزيد وجزاك عن الإِسلام والمسلمين كل خير. ولكن. . . . ما قصة ذلك الجيش الذي كان يزيد قائده والذي دعا له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ ولماذا كان المسلمون مصممون على فتح "القسطنطينية" بالذات؟ وما قصة ذلك الصحابي الجليل استضاف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في بيته في المدينة وهو شابٌ في ريعان شبابه، ليجاهد بعد ذلك في سبيل اللَّه حتى استشهد على أسوار القسطنطينية وهو شيخ ثمانيني؟ ولماذا كان السلاطين العثمانيون يبدأون مراسم تقلدهم للخلافة في المسجد الذي حمل اسمه في مدينة الإِسلام "إسلامبول" ؟ يتبع. . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

19 Oct, 00:15


ثانيًا: الحسن كان رجل السلام: وهذا ما يرفضه مشعلو الفتن من أحفاد الشيطان (ابن سبأ) الذين يرودون لنار الفتنة أن تظل مشتعلة لكي يبرروا قتل المسلمين بدعوى الثأر للحسين -رضي اللَّه عنه- (الذي كانوا هم من قتلوه كما سنرى لاحقًا!) . والحسن عند الشيعة إمامٌ معصوم، والمعلوم تاريخيًا عند الشيعة والسنة على حدٍ سواء أن الحسن قد بايع معاوية في عام سُمِّي بـ "عام الجماعة" ، فإما أن يكون حسن قد بايع معاوية لأنه أفضل من يدير أمور المسلمين، فيترتب على الشيعة بالضرورة أن يعتقدوا اعتقاد إمامهم المعصوم فتنتهي بذلك الفتنة إلى الأبد، وإما أن يكون الحسن قد بايع رجلًا كافرًا فتضيع بذلك عصمته، ويسقط بذلك المذهب! وقد ذكرنا فيما مضى أن الحسن بن علي -رضي اللَّه عنهما- كان معارضًا للحرب منذ البداية، وأنه قد نصح أباه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- بعدم القتال، فلقد كان الحسن يرى أن الفئة التي اعتزلت الفتنة كانت هي الفئة المصيبة، هذه الفئة كان على رأسها سعد بن أبي وقاص، وعبد اللَّه ابن عمر بن الخطاب، ومحمد بن مسلمة رضي اللَّه عنهم أجمعين، والحقيقة أن هذه الفئة التي عصمت نفسها من دماء المسلمين كانت هي الفئة المحقة في أمر الفتنة، بدليل حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى محمَّد بن مسلمة -رضي اللَّه عنه- حين طلب منه أن يكسر سيفه عندما يرى المسلمين يتقاتلون. وزاد من سعي الحسن للسلام ما رآه من خيانة الشيعة له وتمردهم عليه بعد أن استشهد أبوه بين ظهرانيهم، فلم يكن الحسن يؤمن بجدوى حرب معاوية وخصوصًا أن شيعته خذلوا أباه من قبل، وفي نفس الوقت لم يكن معاوية يريد لشلال الدم أن يستمر، فبعث برسالة سرية إلى الحسن يطلب منه الصلح حرصًا على دماء المسلمين، فوافق ذلك ما كان في نفس الحسن، ولكنه -رضي اللَّه عنه- لم يشأ أن يواجه أهل العراق من البداية بميله إلى مصالحة معاوية وتسليم الأمر له حقنًا لدماء المسلمين؛ لأنه يعرف خيانة أهل العراق وتهورهم، فأراد أن يقيم من مسلكهم الدليل على صدق نظرته فيهم، وعلى سلامة ما اتجه إليه، عندها عاد الشيعة من أهل العراق إلى طبيعتهم في الخيانة، فاعتدوا على سرادق الحسن ونهبوا كل متاعه، حتى أنه أولئك الخونة نازعوه بساطًا كان تحته! وطعنوه وجرحوه، وفي نفس الوقت فكر أحد شيعة العراق وهو المختار بن أبي عبيد في أمر خطير وهو أن يُوثق الحسن بن علي بالجنازير ويحتجزه رهينة ويسلمه طمعًا في بعض المال (المضحك في الأمر أن هذا الرجل هو نفسه المختار بين أبي عبيد الذي خرج على الدولة الأموية الراشدة وجعل يطالب بدم الحسين!!!) ، عندها أدرك الحسن -رضي اللَّه عنه- أنه بين مجموعة قذرة من الخونة والمجرمين من شيعة العراق! ويذكر إمام الشيعة (الطبرسي) في كتابه "الاحتجاج" بأن الحسن قال حينها: "أرى معاوية خيرًا لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة؟ ابتغوا قتلي!! وأخذوا مالي! واللَّه لأن آخذ من معاوية ما أحقن به دمي في أهلي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني؛ فيضيع أهل بيتي وأهلي، واللَّه لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سِلما. . . . . يا أهل الكوفة. . . . . . . لو لم تذهل نفسي عليكم إلا لثلاث لذهلت: لقتلكم أبي. . . وطعنكم في فخذي. . . . وانتهابكم ثقلي" عند إذٍ. . . أدرك الحسن بن علي أنه بين مجموعة قذرة من الخونة والمجرمين، فأسرع إلى معاوية يعقد معه الصلح ليحقن بذلك أرواح المسلمين، وليتنازل هذا البطل ابن البطل عن إمبراطورية ممتدة من الصين شرقًا إلى المغرب غربًا، ومن أذربيجان شمالُا إلى أدغال أفريقيا جنوبا، ليستحق بذلك أن يكتب اسمه بماء العيون في سجل العظماء المائة في أمة الإِسلام، وليتفرغ. معاوية بن أبي سفيان لنشر دين اللَّه في مشارق الأرض ومغاربها بعد أن عطل أتباع ابن سبأ الفتوحات الإِسلامية مدة خمسة أعوام. ولكن، هل غير الشيعة طبعهم القذر بالخيانة؟ أم أنهم. . . . . . كالعادة؟!! يتبع. . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

19 Oct, 00:15


<العظيم الثالث والأربعون في أمة الإسلام>

"خامس الخلفاء الراشدين"

(الحسن بن علي)

"ابني هذا سيد، ولعل اللَّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)

"أرى واللَّه أن معاوية خير لي من هؤلاء! يزعمون أنهم لي شيعة؟! ابتغوا قتلي!!!" (الحسن بن علي)

أعلم جيدًا أننا تعلمنا في مدارسنا أن الخليفة الأموي (عمر بن عبد العزيز) رحمه اللَّه هو خامس الخلفاء الراشدين، وأعلم أيضًا أن هذا الأمر أصبح بالنسبة لنا مُسلمة من المسلمات التي آمنا بها إيمانًا كما آمنّا من قبلها بالمقولة المزعومة لطارق بن زياد "البحر من أمامكم" ! وأعلم تمامًا أنني سأواجه بحرًا عرمرمًا من المنافقين وأتباعهم بما ساكتبه الآن، وليس عندي أدنى شك بأنني إذا ما وقعت بأيدي علماء الشيعة فإنهم سيقطعونني حينها إربًا إربًا ليلقوا بلحمي في شوارع "طهران" وأزقة "قم" وضواحي "مشهد" ، فلا شك أنني أصبحت مُستباح الدم لديهم بما فضحت به تاريخ خياناتهم القذرة سابقًا، وبما سأفضحهم به الآن، وبما سأفضحهم به لاحقًا في طيات هذا الكتاب إن شاء اللَّه، ولا يخالجني شكٌ بأن ما سأكتبه الآن لن يكون محل ترحاب من كثيرٍ من الطرقيين من المنتفعين بقبور الأولياء والذين أعتبرهم الصف الخامس للشيعة في بلداننا الإِسلامية، وأعلم أنني ساواجه نقدًا عنيفًا من بعض علماء أهل السنة والجماعة الذين فضلّوا الصمت في هذه اللحظة الحرجة في تاريخ أمة الإِسلام، ورغم علمي بهذا وذاك. . . فإنني قد عزمت في هذا الكتاب على كتابة ما يرضي اللَّه وحده، آخذا بعين الاعتبار الأمانة التاريخية المجردة من العواطف، وضاربًا بعرض الحائط كل ما يتنافى مع ذلك من أقوال العلماء السابقين واللاحقين، قاصدًا بذلك وجه اللَّه تعالى وحده، ومفوضًا أمري إليه. بدايةً ينبغي علينا أن نضع لقب "خامس الخلفاء الراشدين، تحت المجهر، رغم أن" البعض قد يظن أن مناقشة هذا اللقب مجرد أمر سطحي، وأنه الأجدى ترك مناقشة الألقاب للتركيز على جوهرَ الموضوع، والحقيقة أن هذا اللقب هو أصلًا جوهرُ الموضوع! فإطلاق لقب خامس الخلفاء الراشدين على عمر بن عبد العزيز رحمه اللَّه ما هو إلَّا مجرد حقٍ يراد به باطل، فلا شك أن هذا الخليفة الذي اختلطت فيه دماء عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- ودماء بني أمية العظماء كان مثالًا رائعًا للحكام المسلمين عبر جميع العصور لاشتهاره بخصلتي العدل والزهد، وقد فضله كثير من الناس على جميع حكام بني أمية، إلا أن الواقع أن أفضل ملوك بني أمية هو صاحب رسول اللَّه وكاتب وحي السماء معاوية بن أبي سفيان -رضي اللَّه عنهما-، وقد ذكرت فيما سبق قول الإِمام المجاهد الشيخ عبد اللَّه بن المبارك حين سُئل أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان، أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: "واللَّه إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: سمع اللَّه لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد. فما بعد هذا؟" ، ثم إن الحقيقة التي أراد غزاة التاريخ لنا أن نتجاهلها هي أن عمر بن العزيز ليس إلا خليفة من خلفاء دولة بني أمية العظيمة التي نشرت الإِسلام في ربوع الأرض وأحيت فيها سنة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومما يؤكد على خطورة ما أرمي إليه تلك الأساطير الوهمية التي أشاعها هؤلاء المزيفون من أن عمر بن عبد العزيز قد منع سبَّ علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- على منابر المساجد بعد أن أشاع الخلفاء الأمويون ذلك في ربوع أرض الإِسلام، وهذا واللَّه إفكٍ وظلم لهذه الدولة الشريفة التي لها أيادٍ بيضاء على المسلمين في كل العصور، بل إن هذا طعن في جيل الصحابة والتابعين الذين يُفترض أنهم كانوا يسمعون سبَّ أحد العشرة المبشرين بالجنة في مساجدهم دون أن يحركوا لذلك ساكنًا، لقد آن الأوان لنا أن نحرك عقولنا قليلا وأن نغربل الروايات التاريخية في تاريخ هذه الأمة لكي نفصل عنها الغث من السمين، فالأمة الآن على المحك، والشيعة يستخدمون مثل هذه الروايات المكذوبة لتشييع شباب السنة، بل لقد كنت أنا شخصيًا على وشك التشيع بسبب هذه الروايات التي تطعن بالأمويين، ولا أعرف وقتها إن كان هذا القلم الذي أكتب به هذه الكلمات سيكون مسخرًا لكتابة كتابٍ عن "العظماء المائة في أمة الإسلام" أم سيكون مسخرًا لكتابة كتاب عن "الملعونين" المائة في أمة الإِسلام "؟! والشيء الأهم من ذلك كله، أن إطلاق لقب" خامس الخلفاء الراشدين "على عمر بن عبد العزيز رحمه اللَّه فيه معصية كبيرة لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلقد قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-:" الخلافة بعدي ثلاثون سنة "ولقد كان آخر تلك الثلاثين السنة يوم أن تنازل الحسن بن علي -رضي اللَّه عنهما- عن الخلافة بعد ستة شهوو كان فيها خليفة المسلمين.

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

19 Oct, 00:15


فأمير المؤمنين الحسن بن علي كان هو خامس الخلفاء الراشدين بشهادة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإذا ما أردنا إطلاق لقب سادس الخلفاء الراشدين على أحدٍ من بني أمية فالأولى بذلك هو معاوية وليس عمر بن عبد العزيز، هذا مع العلم أنني من العاشقين لسيرة أشج بني أمية الخليفة عمر ابن عبد العزيز رحمه اللَّه، ومن قبله عاشق لسيرة جده عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، إلا أن الحق لا يبنغي له أن يكون مطية للأهواء والعواطف." والآن لنعقد مقارنة صغيرة بين الحسن والحسين رضي اللَّه عنهما وعن أبيهما، نطرح فيها تساؤلًا مهمًا: من هو الأعظم مكانة وفضلًا بين سبطي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ والحقيقة أنه ليس هناك شك بأن الحسن يفوق أخاه الصغير الحسين بالفضل والمكانة، والدليل على ذلك حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي اختص به الحسن دون الحسين حين قال: "ابني هذا سيد، ولعل اللَّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" ، والشاهد على هذا الحديث إضافة لتعظيم رسول اللَّه للحسن هو أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يبين أن فئة معاوية هي فئة مسلمة كما أن فئة علي هي فئة مسلمة، وإن كانت فئة علي هي الأقرب إلى الحق كما أسلفنا سابقا، أضف إلى ذلك حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي أوردناه بأن الخلافة بعده ستكون ثلاثين سنة، فيكون بذلك الحسن بن علي -رضي اللَّه عنهما- هو الخليفة الراشد الخامس، وهذا شرفٌ لم ينله أخوه الحسين -رضي اللَّه عنهما-، ونحن هنا لا نقلل من قدر الحسين والعياذ باللَّه، بل نحن ننزل الصحابة منازلهم التي أنزلهم إياها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فالحسين يشترك أيضًا مع أخيه بأنهما سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الدنيا, ولكن ليس هناك أدنى شك بأن الحسن هو الأفضل، بل لو كان الشيعة يحركون عقولهم قليلًا لعلموا أن علي بن أبي طالب (وهو المعصوم كما يدّعون) استخلف الأفضل بين أبنائه وهو الحسن، وإلا لما تركه يدير أمر المسلمين وهو يعلم أن الحسين أفضل منه!!! هذا من الناحية الشرعية، أمّا من الناحية التاريخية البحتة، ومن وجهة نظر حيادية، فإن الحسن كان بطلًا من أبطال التاريخ الإنساني ناهيك عن التاريخ الإِسلامي، فهذا الرجل تنازل عن إمبراطورية عظيمة تمتد من أذربيجان شمالًا إلى الحبشة جنوبًا، ومن الصين شرقًا إلى المغرب غربًا، وهذا لم يتكرر في تاريخ الإنسانية إلا مراتٍ نادرة كانت جميعها من دون استثناء من قِبل ملوكٍ مسلمين، أما الحسين -رضي اللَّه عنه- فقد انخدع بالشيعة الذين خانوه وقتلوه كما سنرى لاحقًا. وهنا يتساءل المرء مجددًا: لماذا يمجد الشيعة الحسين -رضي اللَّه عنه- دون أخيه الكبير الحسن -رضي اللَّه عنه-؟ ولماذا يتباكى الشيعة على مقتل الحسين ولا يتباكون أصلًا على مقتل أبيه علي بن أبي طالب؟ ولماذا يبني الشيعة "الحسينيات" ويقيمون المآتم الحسينية والشعائر الحسينية ولا يقيمون الحسنات أو "العليات" على سبيل المثال؟ ولماذا حدَّد الشيعة بقية الأئمة الاثني عشر من نسل الحسين وتجاهلوا نسل الحسن على الرغم من كونهما شقيقين من نفس الأب والأم؟ ولماذا لم تجاهل الشيعة أبناء الحسن المشمول بـ "حديث الكساء" (الذي لا يحفظ الشيعة) ؟! الإجابة عن كل هذه الأسئلة تتلخص في نقطتين: أولًا: زوجة الحسين الفارسية: بما أن دين الشيعة هو دين فارسي بامتياز فقد حدّد علماء الشيعة بقية الأئمة الاثني عشر من نسل الحسين دون نسل أخيه، بل حددوا نسل الحسين أيضًا من زوجته الفارسية دون زوجاته العربيات، وبالمناسبة فإن زوجة الحسين الفارسية هي (شاه زنان) بنت كسرى (يزدجرد) التي سباها المسلمون في معركة "نهاوند" الخالدة، وبذلك يكون الأئمة من بعد الحسين فقط من نسل بنت ملك المجوس (يزدجرد) الذي يعتقد المجوس بأن له دماءً مقدسة! بل إن (حسين الطبرسي) وهو من أعظم علماء الشيعة أوضح في كتابه "النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجة الغائب" أن من أسماء المهدي المنتظر هو (خسرو مجوس) ويعني بالعربية (مخلّص المجوس) ، وقد أورد كبير علماء الشيعة (المجلسي) في كتابه "بحار الأنوار ج ٥٣ ص ١٦٣ - ١٦٤" أن (يزدجرد بن شهريار) وقف أمام إيوانه بعد أن بلغه هزيمة الفرس في "القادسية" وقال مودعًا إيوانه: "السلام عليك أيها الإيوان! ها أنا منصرف عنك وراجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه" . ولا يخفي الشيعة أن أول شيءٍ سيفعله (المهدي) عند خروجه من السرداب وهو قتل جميع العرب (العرب بالذات!) ، ثم نبش قبر قاهر المجوس (عمر بن الخطاب) ونبش قبر زوجة رسول اللَّه (السيدة عائشة) -رضي اللَّه عنها-!!!

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

17 Oct, 21:37


ولندع علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه وأرضاه يصف لنا بنفسه الحالة النفسية السيئة التي وصل إليها من الشيعة في العراق وكيف أنه كان يتمنى أن يستبدل كل عشرة منهم بواحدٍ من أهل الشام الأبطال من جند معاوية وذلك من خلال كلامٍ له ورد في كتاب نهج البلاغة (وهو كتاب شيعي أصلًا) : يا أشباه الرجال ولا رجال! لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة واللَّه جرت ندمًا وأعقبت سدمًا قاتلكم اللَّه!. . لقد ملأتم قلبي قيحًا، وشحنتم صدري غيظًا وجرعتموني نُغب التَّهام أنفاسًا، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان لوددت لو أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام أفٍ لكم!! لقد سئمت عتابكم. . . .، ما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخر!!! وفعلًا. . . . . انبثق من الشيعة مجموعة مجرمة تمرَّدت على علي رضي اللَّه عنه وأرضاه قامت بمحاربته واستباحة دماء المسلمين، فشغلوه بمعاركٍ انصرافيةٍ جانبيةٍ، فقام علي بن أبي طالب بقتالهم، هذه المجموعة سُمّيت بـ "الخوارج" وقد تنبأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بخروجهم، وسمّاهم "كلاب أهل النار" ، وهذه المجموعة قررت في النهاية قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص -رضي اللَّه عنهم- في نفس اليوم، فبعثوا ثلاثة رجال ليطعنوهم وقت الصلاة، فقتلوا علي بن أبي طالب، وطعنوا معاوية وقت الصلاة بطعنة كادت أن تقتله، وأنجى اللَّه عمرو بن العاص من الطعنة الثالثة، لتنتهي بذلك حياة أعظم فدائي في أمة الإِسلام بعد أن تجرع الألم والمرارة من خذلان شيعته الخونة! وقبل أن نتحول بقطار التاريخ إلى حكاية عظيمٍ آخر من عظماء أمة الإِسلام المائة يجب علينا أن نطرح سؤالًا حيّرني كثيرًا فيما مضى ولا شك أنه مازال يحير الكثيرين وهو: من الذي كان معه الحق في هذه الأحداث المؤلمة التي قامت؟ علي أم معاوية؟ الحقيقة التي قد يندهش منها البعض أن الحق لم يكن تمامًا مع أيٍ منهما! فلا شك أن معاوية بن أبي سفيان -رضي اللَّه عنهما- كان مخطئًا في اجتهاده، وأنه كان الأجدر به الأخذ بوجهة نظر الإِمام علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- في التريث بالأخذ بدم عثمان من أولئك القتلة من أهل العراق، إلّا أن عليًا على الجهة الأخرى لم يكن ينبغي عليه أن يجعل الأمور تتطور إلى هذا الحد الذي أدى إلى قتل عشرات الآلاف من المسلمين من بينهم ثلاثة من العشرة المبشرين بالجنة كان هو أحدهم، فالصبر على قتلة عثمان كان مصلحةً للمسلمين كان فيها عليٌ بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- محقّا ولا شك، ولكنها كانت مصلحة ترتب عليه مفسدة هي أربى منها، فخسارة شعرةٍ واحدة من رأس علي أو طلحة أو الزبير كانت تعادل ألف ألف رأسٍ من رؤوس المنافقين من أتباع الشيطان ابن سبأ، ومما يؤكد صحة هذا التحليل هو حديث رسول اللَّه صلى عليه وسلم الذي رواه الإِمام أحمد عن أبي سعيد "أن رسول اللَّه-صلى اللَّه عليه وسلم-، ذكر قوما يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس، سيماهم التحليق، هم شر الخلق -أو من شر الخلق- يقتلهم أدنى الطائفتين من الحق" فرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يشير إلى فئة علي التي قاتلت الخوارج، وفيها يبين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن فئة علي كانت الأقرب إلى الحق، ولم تكن الفرقة المحقة تمامًا، فكلتا الطائفتين قد اجتهدت للوصول إلى الحق، ولكن عليًا كان هو الأقرب إليه بلا شك. ولكن. . . . كانت هناك فئة ثالثة من الصحابة كانت هي المحقة بالكلية في هذه الأحداث المؤلمة! فمن تكون تلك الفئة الثالثة؟ وعلى أي أساسٍ كانت محقة؟ وماذا حصل بعد استشهاد علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه وأرضاه؟ وهل استقام الشيعة بعد موته أم استمروا (كالعادة!) في خياناتهم المعهودة؟ ومن هو السيد العظيم الذي حقن دماء المسلمين ليخلد اسمه ضمن قائمة المائة؟ ولماذا طمس الشيعة تاريخه على الرغم من أنه من آل البيت؟ ولماذا أرادوا قتله؟ من هو خامس الخلفاء الراشدين؟ يتبع. . . . .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

17 Oct, 21:37


لأخذ الثأر لعثمان، وأنه لا يصح أن يؤجل هذا الأمر بأي حال من الأحوال، وقد تزعّم هذا الأمر الصحابيان طلحة بن عبيد اللَّه، والزبير بن العوّام -رضي اللَّه عنه-. ورأى الجميع أن بيعة علي لا تتم إلّا بعد أن ينفذ علي بن أبي طالب ما أمر اللَّه به في كتابه بالأخذ بالقصاص من القتلة، فخرجت أم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير -رضي اللَّه عنهم- إلى البصرة لقتل الخونة من أهل العراق وإنهاء القضية من جذورها قبل أن تتطور، وتوجه علي إلى العراق ليتباحث مع أمه عائشة وإخوانه من الصحابة في سُبل الإصلاح. فاجتمع الفريقان (عائشة وطلحة والزبير من جهة، وعلي من جهة) في العراق ليتباحثا في سُبِل الأخذ بدم عثمان، وأوشك الطرفان فعلا على إيجاد حل لهذه المسألة، ووافق عليٌ على إبعاد كل مجرمٍ ممن شارك في قتل عثمان من جيشه، فأصبح القتلة معزولون وحدهم، واتفق المسلمون على عقد الصلح في اليوم التالي، فعقد أولئك المجرمون اجتماعًا سريًا بعد أن أدركوا أن عليًا سيصالح أمه عائشة ومعها طلحة والزبير، فتشاوروا في الأمر، فقال بعضهم: قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا، وأما رأي علي فلم نعرفه إلى اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلحوا على دمائنا، فإن كان الأمر هكذا ألحقنا عليا بعثمان! عند هذه الأثناء يظهر ذلك الشيطان الذي تحدثنا عنه سابقًا، لقد ظهر (عبد اللَّه بن سبأ) من بين القتلة وقال لهم: لو قتلتموه لاجتمعوا عليكم فقتلوكم. فقال أحدهم: دعوهم وارجعوا بنا كلٌ إلى قبيلته، فيحتمي بها، فوقف اليهودي عبد اللَّه بن سبأ مرة أخرى ليقول لهم: لو تمكّن علي بن أبي طالب من الأمر لجمعكم بعد ذلك من كل الأمصار وقتلكم! ثم وقف عبد اللَّه بن سبأ أمامهم وكأنه إبليس أبو الشياطين فقال لهم وهم يبتسم ابتسامة خبيثة: "ليس هناك حلٌ إلّا أن أن تشعلوا نار الفتنة من جديد بين جيش علي وجيش عائشة قبل أن يعقدوا الصلح غدًا كما هو متفق، فلتذهب مجموعة منكم في عتمة الليل ولتتوجه إلى جيش علي، وفئة أخرى إلى جيش عائشة، وتبدأ كل فئة في القتل في الناس، وهم نيام، ثم يصيح من ذهبوا إلى جيش علي ويقولون هجم علينا جيش عائشة، ويصيح من ذهب إلى جيش عائشة ويقولون: هجم علينا جيش علي" ! وفعلًا نجحت خطة ذلك اليهودي ابن السوداء في إحداث الفوضى، وقتل حواري رسول اللَّه الزبير ابن العوام، ثم قتل طلحة بن عبيد اللَّه وهو يقاتل بيدٍ واحدة بعد أن شلت يده الأخرى وهو يدافع بها عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في أحد، ونظر علي لدماء المسلمين وهي تسيل فصرخ علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- في الناس أن كُفّوا، فلم يستمع أحدٌ إليه في معمعة المعركة، ثم أخذ يبكي وهو يقول: يا ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة. فعاود النداء بصوت عالٍ: كفوا عباد اللَّه، كفوا عباد اللَّه. ولكن أحدًا لم يكن يستمع! فاحتضن عليٌ ابنه الحسن وهو يبكي ويقول: ليت أباك مات منذ عشرين سنة. فقال له الحسن: يا أبي قد كنت أنهاك عن هذا. فقال علي: يا بني إني لم أرَ أن الأمر يبلغ هذا! وبذلك انتهت أحداث "موقعة الجمل" (نسبة للجمل التي كانت تركبه أم المؤمنين عائشة) ، وقام علي بتكريم أمه عائشة وإرجاعها إلى المدينة. وبعد ذلك جاء الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان -رضي اللَّه عنهما- بجيش الشام نحو العراق ليقتل الخونة من أهل العراق، ففعل أتباع ابن سبأ ما فعلوه من قبل في إشعال نار الفتنة بين الطرفين، فوقعت أحداث "موقعة صفين" ، ولكن عليًا الهاشمي وابن عمه معاوية الأموي أدركا أن هناك أصابعًا خارجية لا تريد للفتوحات الإِسلامية أن تستمر، فاتفقا على وقف القتال وقبول التحكيم، فرجع معاوية إلى الشام، ورجع علي إلى الكوفة، لتبدأ بذلك أصعب مرحلة في حياة علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- على الإطلاق، وهي مرحلة إقامته بأرض العراق، هذه المرحلة التي رأى فيها عليٌ -رضي اللَّه عنه- مختلف ألوان الخيانات القذرة من شيعته، حتى تمنى لو أنه لم يرَهم في حياته، أولئك القوم الخونة من أتباع ابن سبأ هم الذين قتلوه فيما بعد وقتلوا ابنه الحسين وطعنوا ابنه الحسن، فكان أهل العراق من الشيعة على العكس تمامًا من أهل الشام الذين كانوا يسمعون ويطيعون لمعاوية من دون أي جدالٍ، وصدق الصادق المأمون محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- حين دعا للشام وأعرض عن العراق في الحديث الصحيح الذي أورده الشيخ الألباني من حديث عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اللهم بارك لنا في مكتنا اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا. فقال رجل: يا رسول اللَّه! وفي عراقنا؟. فأعرض عنه فرددها ثلاثًا كل ذلك يقول الرجل: وفي عراقنا؟ فيعرض عنه فقال: بها الزلازل والفتن وفيها يطلع قرن الشيطان" .

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

17 Oct, 21:37


بعد ذلك) ، فذهبوا إلى عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنهما-، فرفض أيضًا، فولىّ أهل الفتنة أحد قتلة عثمان الإرهابي (الغافقي بن حرب) أميرًا على المدينة، واستمر الحال على هذا الأمر خمسة أيام، فخاف الصحابة أن يولي المنافقون القتلة أحدَهم لمنصب الخلافة، فيضيع بذلك الإسلام، فسارع الصحابةُ إلى علي -رضي اللَّه عنه- ونبّهوه لخطورة الموقف، وأن الإسلام مهدد، وأنه وحده من يمكنه إنقاذ الإسلام من أولئك السفلة، ووقالوا له: "إن لم تكن أميرًا، فسوف يجعلون الأمير منهم. أنت أحق الناس بهذا الأمر فامدد يدك نبايعك" وبعد شدٍ وجذبٍ أدرك علي -رضي اللَّه عنه- خطورة الموقف، فقبل الإمارة على مضض. وبالرغم من أن عليًا قد أصبح خليفة للمسلمين، إلا أن الأمر لا زال بيد المتمردين الذين يحملون السلاح حتى هذه اللحظة، وهم أكثر عددًا، وعدّة من أهل المدينة. وفي هذا الوقت يذهب طلحة والزبير -رضي اللَّه عنهما- إلى علي -رضي اللَّه عنهما- بوصفه خليفة المسلمين ويقولان له: دم عثمان! فهما -رضي اللَّه عنهما- يريدان منه -رضي اللَّه عنه- أن يقتل من قتل عثمان -رضي اللَّه عنه-. فقال لهما: إن هؤلاء لهم مددٌ وعونٌ وأخشى إن فعلنا ذلك بهم الآن أن تنقلب علينا الدنيا. وكان تفكير علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- أن ينتظر حتى تهدأ الأمور ويتملك زمامها جيدًا، وبعدها يقتل قتلة عثمان بعد محاكمتهم بشكل عادل، فلما سمع طلحة والزبير -رضي اللَّه عنهما- ذلك من علي -رضي اللَّه عنه-، قالا له: ائذن لنا بالعمرة، فأذن لهما، فتركا المدينة، وتوجها إلى مكة ومكثا فيها وقتًا. وفي هذا الوقت وصلت رسالة الصحابية نائلة بنت الفرافصة -رضي اللَّه عنها- إلى معاوية -رضي اللَّه عنهما- في الشام كما أسلفنا، فعلم بخبر قتل ابن عمه عثمان -رضي اللَّه عنه-، ووصله القميص، وأصابع وكف السيدة نائلة، وقالت له السيدة نائلة -رضي اللَّه عنها- في الرسالة التي بعثت بها إليه: إنك ولي عثمان بصفته ابن عمه، لذلك عرض معاوية على علي ابن أبي طالب أن يبايعه، واشترط عليه أن يأخذ بثأر عثمان -رضي اللَّه عنه-، وأن يقتص من قاتليه، وإن من لم يفعل ذلك، فقد عطّل كتاب اللَّه، ولا تجوز ولايته حينها! فكالت هذا اجتهاده -رضي اللَّه عنه-، ووافقه على هذا الاجتهاد مجموعة من كبار الصحابة، منهم قاضي قضاة الشام أبو الدرداء -رضي اللَّه عنه-، وعبادة بن الصامت -رضي اللَّه عنه- وغيرهما، والحقيقة أن هذا الأمر، وإن كان اجتهادًا، إلا أنهم قد أخطأوا في هذا الاجتهاد، وكان الصواب أن يبايعوا عليًا -رضي اللَّه عنه-، ثم بعد ذلك يطالبوا بالثأر لعثمان -رضي اللَّه عنه- بعد أن تهدأ الأمور، ويستطيع المسلمون السيطرة على الموقف، لكن معاوية -رضي اللَّه عنه- كان على إصرار شديد على أن يأخذ الثأر أولًا قبل البيعة، حتى وإن أخذ علي -رضي اللَّه عنه-. الثأر بنفسه من القتلة فلا بأس، المهم أن يقتل القتلة، وقال معاوية -رضي اللَّه عنه-: إن قتلهم علي بايعناه! فأرسل علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- إلى معاوية بن أبي سفيان -رضي اللَّه عنه-. يحثّه على مبايعته لئلا يكون خارجًا عليه، لكن معاوية -رضي اللَّه عنه- يرى باجتهاده أن عدم الأخذ بثأر عثمان -رضي اللَّه عنه- مخالفة لكتاب اللَّه، وأن من خالف كتاب اللَّه لا تجوز مبايعته، ولم يكن في تفكير معاوية -رضي اللَّه عنه- خلافة، ولا إمارة كما يُشاع في كتب الشيعة، بل وفي كتب بعض أهل السنة الذين ينقلون دون تمحيص أو توثيق، فأرسل علي -رضي اللَّه عنه- ثلاث رسائل إلى معاوية -رضي اللَّه عنه- دون أن يرد معاوية، إلا أنه أرسل لعلي -رضي اللَّه عنه- رسالة فارغة، حتى إذا فتحها أهل الفتنة في الطريق لا يقتلون حاملها، ودخل حامل الرسالة على علي -رضي اللَّه عنه- مشيرًا بيده أنه رافض للبيعة، فقال لعلي -رضي اللَّه عنه-: أعندك أمان؟ فأمّنه عليّ -رضي اللَّه عنه-. فقال له: إن معاوية يقول لك: إنه لن يبايع إلا بعد أخذ الثأر من قتلة عثمان، تأخذه أنت، وإن لم تستطع أخذناه نحن. فرفض ذلك علي -رضي اللَّه عنه-، وقال: إن معاوية خارجٌ عن الولاية، ومن خرج يُقاتَل بمن أطاع. فقرر -رضي اللَّه عنه- أن يجمع الجيوش، ويتوجه بها إلى الشام، وإن لم يبايع معاوية -رضي اللَّه عنه- يُقاتَل، وخالفه في ذلك ابنه الحسن -رضي اللَّه عنه- وعبد اللَّه بن عباس -رضي اللَّه عنه-، فقد قال الحسن -رضي اللَّه عنه-: "يا أبتِ، دع هذا فإن فيه سفك دماء المسلمين ووقوع الاختلاف بينهم" لكن عليًا -رضي اللَّه عنه- أصرّ على القتال واستعد للخروج إلى الشام. في هذا الوقت كانت السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي اللَّه عنها- بمكة، معها جميع زوجات رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عدا السيدة أم حبيبة، فقد كانت بالمدينة، فاجتمعت بطلحة بن عبيد اللَّه، والزبير ابن العوام، والمغيرة بن شعبة رضي اللَّه عنهم جميعًا، واجتمع كل هؤلاء الصحابة، وبدءوا في مدارسة الأمر وكان رأيهم جميعًا -وكانوا قد بايعوا عليًا -رضي اللَّه عنه- أن هناك أولوية

« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »

17 Oct, 21:37


<العظيم الثاني والأربعون في أمة الإسلام>

"البطل" (علي بن أبي طالب)

"لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)

إنه ابن عم محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وزوج ابنته فاطمة، وأخو جعفر بن أبي طالب، وابن خال الزبير ابن العوام، وابن أخ حمزة سيد الشهداء، وابن أخ العباس، وابن عم عبد اللَّه ابن العباس، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأبو الحسن والحسين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأول من أسلم من الصبيان، وبطل غزوة خيبر، وفدائي رسول اللَّه ليلة الهجرة، وأحد البدريين الـ ٣١٣، وأحد الصحابة الى ١٤٠٠ الذين بايعوا بيعة الرضوان تحت الشجرة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين رشحهم الفاروق للخلافة، إنه وزير أبي بكر الصديق، ووزير عمر بن الخطاب، ووزير عثمان ابن عفان، وأحد أفراد قبيلة قريش العربية أشرف قبائل العرب، وأحد أبطال الصحابة الذين دمّر اللَّه على أيديهم دول الظلم والطغيان، إنه أحد أعظم أبطال التاريخ الإنساني عبر مختلف عصور الأرض، إنه تلميذ بيت النبوة، وخريج مدرسة محمد بن عبد اللَّه، إنه الإمام الفقيه، والأديب المفوه البليغ، إنه فدائي الإسلام العظيم، والبطل القوي الرحيم، العربي الشهم الكريم، إنه أسد اللَّه الغالب. . . . علي بن أبي طالب. لن أبدأ الحديث عن أبي الحسن رضي اللَّه عنه وأرضاه من البداية التي يعرفها الجميع، فلقد بات أصغر طفلٍ من أطفال المسلمين يعرف قصة هذا الفدائي البطل الذي نام في فراش رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة الهجرة، ولكنني سأبدأ الترجمة له من العام السابع للهجرة، وبالتحديد بعد صلح الحديبية مباشرةً، فلقد أراد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يؤدّب يهود "خيبر" الذين كانوا السبب الرئيسي لمعركة الأحزاب، فبعد معركة أحد طاف وفدٌ من قادة خيبر بالقبائل العربية لكي يحرضونهم على قتال المسلمين واستئصال شأفتهم إلى الأبد، فأصبح لزامًا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يؤدبهم على خيانتهم تلك، فخرج بالصحابة الـ ١٤٠٠ أصحاب "بيعة الرضوان" الشهيرة نحو خيبر، وهناك قال للمسلمين: "لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ" فصار كل صحابي من الصحابة الكرام يتمنى أن يكون هو صاحب ذلك الشرف الكبير، وبات الصحابة يدوكون ليلتهم أيهم يُعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كلهم يرجون أن ينالوا ذلك الشرف، فقال رسول اللَّه: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ فقالوا: هو يا رسول اللَّه يشتكي عينيه. فقال لهم: فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ، فأتي به، فبصق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في عينيه، ودعا له فبرئ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فكان علي بن أبي طالبٍ رضي اللَّه عنه وأرضاه هو ذلك الرجل الذي يحب اللَّه ورسوله، ويحبه اللَّه ورسوله، وهو الذي فتح اللَّه به. وفي "تبوك" أمّنه رسول اللَّه على أمهات المؤمنين وقال له: "أَلاَ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيُّ بَعْدِي" . ثم قبض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكان علي بن أبي طالب خير وزيرٍ لأبي بكرٍ الصديق -رضي اللَّه عنه-، ثم أصبح عليٌ وزيرًا لأخيه الفاروق من بعده، بل إن عليًا هو الذي منع عمر بن الخطاب من قيادة جيش "القادسية" بنفسه خوفًا على أخيه عمر بن الخطاب من أن يقتله الفرس المجوس غدرًا، ثم أصبح هذا الفدائي البطل وزير عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه وأرضاه، وعندما قدم الإرهابيين لقتل خليفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قام هذا الفدائي كعادته، وربط عمامة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على رأسه، وحمل سيفه وانطلق نحو بيت عثمان بن عفان لكي يفديه بروحه بعد أن اصطحب ولديه الحسن والحسين و ٧٠٠ من الصحابة ليذوذوا عن ذي النورين، إلّا أن عثمان وقف أمامهم وقال لهم: "أقسم على من لي عليه حق أن يكف يده وأن ينطلق إلى منزله" ، فما كان من علي وبقية أصحاب محمد إلّا أن استجابوا لأمر أمير المؤمنين، فقتل أولئك السفلة خليفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم توجّهوا بعد ذلك إلى علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- يقولون له: نبايعك على الإمارة، فسبّهم علي -رضي اللَّه عنه- ورفض ذلك، وطردهم، فذهب هؤلاء القتلة من أهل الكوفة إلى الزبير بن العوام -رضي اللَّه عنه-، وطلبوا منه أن يكون أميرًا، ففعل معهم مثل ما فعل علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-، فذهب القتلة من أهل البصرة إلى طلحة بن عبيد اللَّه رضي اللَّه عنه وأرضاه وطلبوا أن يكون أميرًا، فرفض ذلك وردهم، فذهبوا إلى سعد بن أبي وقاص -رضي اللَّه عنه- ليكون الخليفة، فرفض هذا الأمر تمامًا، ودعا عليهم، وكان مستجاب الدعاء (فما مات أحدهم ميتةً طبيعة