أتساءل عن شكل الحياة حين يشعر الإنسان أنه في المكان المناسب! كيف يستقبل نسمة الهواء وشربة الماء وهو غير حائر، وقد اهتدى لأنسه، وقد اهتدى لنفسه... أتساءل كيف تكون نسائم البِشارات!
"سيأتي يومًا تختار فيه حالك، ستتوقف عن التمسّك بالأيادي التي لا تُعيرك اهتمامًا، سترحل دون أن تنظر خلفك ولو للحظة، ستتوقف عن التعلق بتلك العلاقات الزائفة، ستُدرك أن قلبك يستحق أن يُنصف ولو مرة، وستيقن أنك تستحق شخصًا يُمسك بك بكل ما أوتي من قوة، لا أن تُترك.
أريد أن أعاتب أحدًا بشدة، وأصرخ فيه، متخليًا عن دور العاقل الرصين، مطمئنًا أن بيننا ما يسمح لي أخيرًا بالانفجار أن أحكي حكاية طويلة و شخصية جدًا، دون إحتراس أنني أحكيها للمستمع الخطأ، ألا أكون مرةً أخرى، وإلى الأبد، الطرف الأكثر حماسة.
ضريبة الاوفياء دائما الخُذلان، وضريبة صِدقك الاستغفال، وضريبة الاحترام في غير محله هو ان يُقسى عليك، هناك من يراك بعين العيب مهما كانت مزاياك، وهناك من يصنع من عيوبك نوراً يضيئ به طريقك وقد تأتيك الاوجاع والمهانة علي هيئة صندوق مغلف بكيس العصبية تحت شعار الاعذار !
لا يتعافى المرء بصُحبةٍ، ولا بوجودِ حب، ولا بوجود مال، بل يتعافى بقدر رضاه، وبقدر صلته بالله، وبقدر كونه حقيقي، يتعافى المرء بقدر صدقه، ولينه ووده، وحنانه على نفسه قبل غيره، يتعافى المرء بقدر قربه من روحه.
نخوض معارك يومية مع الحياة لا يعلم عنها أحد شيئاً، الحياة متعبة في الفترة الأخيرة، والجروح النفسية التي أصابت خاطرنا نالت منا، أسأل الله أن يمسح على قلوبنا قلباً قلباً، وأن يسكب في أرواحنا طمأنينة مستمدة من رحمته بنا، وأن يرمم كل شروخنا، وأن نعود لأنفسنا.