فأي محادثة مثلاً بين شاب وفتاة حتى لو كانت للحاجة؛ فالشاب من المستحيل أن يقول لها كلامًا إباحيًّا، أو كلامًا خارجًا، طالما هي لم تخضع بالقول، فإذا خضعت بالقول؛ طمعَ الذي في قَلبِه مرض، فالمرأة يكون منها صفارة البداية للولوج بأشياء مُحرَّمة، لذلك جاءَ اللومُ عليها في القرآن أولاً:
﴿ الزانيةُ والزاني ﴾.
ودعونا نرد على مَن ستأتي وتقول أنَّ القرآن ظلم المرأة حتى في هذه!.
فنقول لها: الإسلام لم يظلم المرأة، لأنَّ هذه طبيعتها، أنها هي التي تفتح للرجل الباب، لذلك تقدمت الزانية على الزاني، ولما كان الرجل أحرَص على المال، وكَسب قوت يومه، جاء: ﴿ والسَّارقُ والسَّارقة ﴾ فهنا طبيعة الرجل تجعله أكثر عُرضة لارتكاب جريمة السرقة.
حتى في المُعاكسات؛ أحيانًا حركات الفتاة ونظراتها كأنَّها تُعطى إشارة للشباب بأن يُعاكسوها، وكثيرًا ما نرى ذلك، وعلى العكس هناك فتيات لا يجرؤ الفُسَّاق على مُعاكستهنَّ، حتى وإن حصل، ولم تُجاريهم فلن يُكرِّروها ثانيةً، لأن الشاب في الغالب يُحاول أولاً أن يعرف ماهية الفتاة، كنوعٍ مِن جَس النَّبض؛ فإن كانت ترُد عليه -حتى وإن كان الرُّد لزجره- أو تلتفت فتضحك؛ أصبحت فريسة بالنسبة له، وسيُكرر هذا الأمر كُلما رآها، لذلك في المحاضن التربوية دائما نُعلِّم البنات منذ الصِغَر:
لو عاكسك أحد، لا تردُّي، ولا تلتفي، وكأنَّ لم يحدث أي شيء، فالشاب إذا وجد برودًا، وعدم اهتمام، سيبحث عن أخرى!.
فالتجاوز الذي يحدث في الشات بين الشاب والفتاة سببه في الغالب الفتاة، لأنها فتحت الباب من أوله، وأنا هُنا أقول: ( التجاوز، وليس البداية ).
لأن الشباب أيضًا هي التي تطرق الباب في باديء الأمر، كأن يرسل لها رسالة وهكذا، أما التجاوز فسببه في الغالب الفتاة.
طيب، أحيانًا الشاب هو الذي يتملَّق ويحاول أن يسحبها لأشياء غير لائقة، وبذلك هو السبب ؟!.
نقول: لو ردَّت الفتاة بحزم، وأغلقت عليه هذا الباب لما تجرَّأ على فتحه ثانيةً.
أذكر كُنا في مشروع دعوي مُعين ومعنا أكثر من أخت في مجموعة؛ فوضعت إحدى الأخوات قوانينًا إذا كان هناك حاجة للكلام، فمن ضمنها: ممنوع ممنوع إستخدام ( الإيموشنز ) لأن ذلك سيزيل الكُلفة شيئا فشيئا، وسيحدِث شيئًا من الأُلف، وستتلاشى الحدود مرة بعد مرة! نسأل اللّـه أن يُبارك فيها، وفي أمثالها.
وأخيرًا: لا يجوز للرجل الكلام مع المرأة إلا للحاجة، والضرورة الشرعية، أما ما نراه اليوم فهو مهزلة، وللأسف أحيانًا تكون تحت إطار الدين.
• نُقِل.