✅ الإمام جل وعلا يتحكم بالزمان والمكان لايقيده شيئ
🟩 عن أحمد التبان، قال: كنت نائماً على فراشي، فما أحسست إلا ورجل قد رفسني برجله، فقال لي: يا هذا ينام شيعة آل محمد؟ فقمت فزعاً، فلما رآني فزعاً ضمني إلى صدره، فالتفت فإذا إنا بأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام فقال: يا أحمد، توضأ للصلاة، فتوضأت، وأخذني بيدي، فأخرجني من باب داري، وكان باب الدار مغلقاً، ما أدري من أين أخرجني! فإذا أنا بناقة معقلة له، فحل عقالها وأردفني خلفه، وسار بي غير بعيد، فأنزلني موضعاً فصلى بي أربعاً وعشرين ركعة, ثم قال: يا أحمد، تدري في أي موضع أنت؟ قلت: الله ورسوله ووليه وابن رسوله أعلم, قال: هذا قبر جدي الحسين بن علي عليه السلام, ثم سار غير بعيد حتى أتى الكوفة، وإن الكلاب والحرس لقيام، ما من كلب ولا حارس يبصر شيئاً، فأدخلني المسجد، وإني لأعرفه وأنكره، فصلى بي سبع عشرة ركعة، ثم قال: يا أحمد، تدري أين أنت؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: هذا مسجد الكوفة، وهذه الطست, ثم سار غير بعيد وأنزلني، فصلى بي أربعاً وعشرين ركعة، ثم قال: يا أحمد، أتدري أين أنت؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم, قال: هذا قبر جدي علي بن أبي طالب عليه السلام, ثم سار بي غير بعيد، فأنزلني، فقال لي: أين أنت؟ قلت: الله، ورسوله، وابن رسوله أعلم، قال: هذا الخليل إبراهيم, ثم سار بي غير بعيد، فأدخلني مكة، وإني لأعرف البيت وبئر زمزم وبيت الشراب، فقال لي: يا أحمد، أتدري أين أنت؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم, قال: هذه مكة، وهذا البيت، وهذه زمزم، وهذا بيت الشراب، ثم سار بي غير بعيد، فأدخلني مسجد النبي صلى الله عليه وآله وقبره، فصلى بي أربعاً وعشرين ركعة، ثم قال لي: أتدري أين أنت؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم, قال: هذا مسجد جدي رسول الله وقبره, ثم سار بي غير بعيد، فأتى بي الشعب، شعب أبي جبير، فقال: يا أحمد، تريد أريك من دلالات الإمام؟ قلت: نعم, قال: يا ليل أدبر, فأدبر الليل عنا, ثم قال: يا نهار أقبل, فأقبل النهار إلينا بالنور العظيم وبالشمس حتى رجعت بيضاء نقية، فصلينا الزوال، ثم قال: يا نهار أدبر، يا ليل أقبل, فأقبل علينا الليل حتى صلينا المغرب، قال: يا أحمد، أرأيت؟ قلت: حسبي هذا يا بن رسول الله, فسار حتى أتى بي جبلاً محيطاً بالدنيا، ما الدنيا عنده إلا مثل سُكُرُّجة ، فقال: أتدري أين أنت؟ قلت الله ورسوله وابن رسوله أعلم! قال: هذا جبل محيط بالدنيا, وإذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض، فقال: يا أحمد، هؤلاء قوم موسى، فسلم عليهم, فسلمت عليهم فردوا علينا السلام, قلت: يا بن رسول الله قد نعست, قال: تريد أن تنام على فراشك؟ قلت: نعم، فركض برجله ركضة، ثم قال: نم، فإذا أنا في منزلي نائم، وتوضأت وصليت الغداة في منزلي . (21) .
🔴 سكرجة : إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم وهي فارسية .
🟩 عن المفضل بن عمر قال : كنت بين يدي مولاي موسى بن جعفر عليه السلام وكان الوقت شتاءاً شديد البرد، وعلى مولاي عليه السلام جبة حرير صيني سوداء، وعلى رأسه عمامة خز صفراء وبين يديه رجل يقال له مهران بن صدقة، كان كاتبه وعليه طاق قميص، وهو يرتعد بين يديه من شدة البرد, فقال له المولى عليه السلام: ما استوفيت واجبك؟ فقال: بلى, فقال: أفلا أعددت لمثل هذا اليوم ما يدفع عن نفسك البرد؟! فقال: يا مولاي ما علمت أن يأتي الزمهرير عاجلاً!
فقال عليه السلام: أما إنك يا مهران لشاك في مولاك موسى؟ فقال: إنما أنا شاك فيك لأنه ما ظهر في الائمة أسود مثلك أو غيرك! فقال عليه السلام: ويلك! لا تخاف من سطوات رب العالمين ونقمته! ويلك سأُزيل الشك عن قلبك إن شاء الله, فاستدعى البواب فقال: لا تدعه يدخل إليَّ بعد هذا اليوم إلا أن آذن له بذلك, فخرج من بين يديه وهو يقول: واسوءة منقلباه! وخرج إلى الجبانة فإذا السحب قد انقطعت، والغيوم قد انقشعت وكان يتردد متفكراً، فإذا هو بقصر قد حفت به النخيل والاشجار والرياحين، وإذا بابه مفتوح، فدنا من الباب ودخل القصر, فإذا به ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين، وإذا مولاي عليه السلام على سرير من ذهب ونور وجهه يبهر نور الشمس، وحواليه خدم ووصائف فلما رآه تحير! فقال له: يا مهران مولاك أسود أم أبيض؟! فخر مهران ساجداً, فقال عليه السلام: لولا ما سبق لك عندنا من الخدمة، لأنزلنا بك النقمة, قال: فألهمني الله أن أقرأ: {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} ثم غاب عني القصر ومن فيه، وعدت إلى موضعي وأنا مذعور وإذا أنا بمولاي، هو على بغلة، فقال لها: قولي له, فقالت لي البغلة بلسان فصيح: ما كان مولاك؟ أسود أم أبيض؟ فخررت ساجداً! فقال: إرفع رأسك فقد عفوت عنك, فإن قولك من قلة معرفتك, ثم قال لي: انظر الساعة, فرأيته كالقمر المنير ليلة تمامه! ثم قال: أنا ذلك الأسود، وأنا ذلك الأبيض، ثم هوى من البغلة وقال: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول} . (22) .