🟩 عن أبي محمد الحسن العسكري صلوات الله عليه أنه قال : قيل لأمير المؤمنين صلوات الله عليه : يا أمير المؤمنين هل كان لمحمد صلى الله عليه و آله آية مثل آية موسى في رفعه الجبل فوق رؤوس الممتنعين عن قبول ما أمروا به ؟
🟩 فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أي و الذي بعثه الله بالحق نبياً ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلى محمد صلى الله عليه و آله إلا و قد كان لمحمد مثلها أو أفضل منها
🟩 فجاءه قوم من المشركين فقالوا له : يا محمد تزعم أنك رسول رب العالمين ثم أنك لا ترضى بذلك حتى تزعم أنك سيدهم و أفضلهم و لئن كنت نبياً فأتنا بآية كما تذكره عن الأنبياء قبلك : مثال نوح الذي جاء بالغرق و نجا في سفينته مع المؤمنين و إبراهيم الذي ذكرت أن النار جعلت عليه برداً و سلاماً ، و موسى
🟩 الذي زعمت أن الجبل رفع فوق رؤوس أصحابه حتى انقادوا لما دعاهم إليه صاغرين داخرين و عيسى الذي كان ينبئه بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم ، و صار هؤلاء المشركون فرقاً أربعة :
🟩 هذه تقول : أظهر لنا آية نوح عليه السلام و هذه تقول : أظهر لنا آية موسى عليه السلام و هذه تقول : أظهر لنا آية إبراهيم عليه السلام و هذه تقول : أظهر لنا آية عيسى عليه السلام
🟩 فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ﴿ إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ آتيتكم بآية مبينة : هذا القرآن الذي تعجزون أنتم و الأمم و سائر العرب عن معارضته و هو بلغتكم فهو حجة بينة عليكم
🟩 فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام و يقول : إني سأظهر لهم هذه الآيات و إنهم يكفرون بها إلا من أعصمه منهم و قل للمقترحين لآية
🟩 إبراهيم عليه السلام : امضوا إلى حيث تريدون من ظاهر مكة فسترون آية إبراهيم في النار فإذا غشيكم البلاء فسترون في الهواء امرأة قد أرسلت طرف خمارها فتعلقوا به لتنجيكم من الهلكة و ترد عنكم النار
🟩 و جاءت الفرقة الثانية يبكون و يقولون : نشهد إنك رسول رب العالمين و سيد الخلق أجمعين مضينا إلى صحراء ملساء و نحن نتذاكر بيننا قولك فنظرنا إلى السماء قد تشققت بجمر النيران تتناثر عنها و رأينا الأرض قد تصدعت و لهب النيران
🟩 يخرج منها فما زالت كذلك حتى طبقت الأرض و ملأتها و مسنا من شدة حرها حتى سمعنا لجلودنا نشيشا من شدة حرها و أيقنا بالأشتواء و الإحتراق و عجبنا بتأخر رؤيتنا بتلك النيران .
🟩 فبينا نحن كذلك إذ رفع لنا في الهواء شخص امرأة قد أرخت خمارها فتدلى طرفه إلينا بحيث تناله أيدينا و إذا مناد من السماء ينادينا : إن أردتم النجاة فتمسكوا ببعض أهداب هذا الخمار
🟩 فتعلق كل واحد منا بهدبة من أهداب ذلك الخمار فرفعتنا في الهواء و نحن نشق جمر النيران و لهبها لا يمسنا شررها و لا يؤذينا جمرها و لا نثقل على الهدبة التي تعلقنا بها و لا تنقطع الأهداب في أيدينا على دقتها فما زالت كذلك حتى جازت بنا تلك النيران ثم وضع كل واحد منا في صحن داره سالما معافي .
🟩 قال رسول الله صلى الله عليه و آله لهذه الفرقة الثانية لما آمنوا : يا عباد الله إن الله أغاثكم بتلك المرأة أتدرون من هي ؟ قالوا : لا قال : تلك تكون ابنتي فاطمة و هي سيدة نساء العالمين إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين و الآخرين
🟩 نادى منادي ربنا من تحت عرشه : يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين على الصراط فيغض الخلائق كلهم أبصارهم
🟩 فتجوز فاطمة على الصراط لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد وعلي و الحسن و الحسين و الطاهرون من أولادهم فإنهم محارمها فإذا دخلت الجنة بقي مرطها ممدودا على الصراط طرف منه بيدها و هي في الجنة و طرف في عرصات القيامة
🟩 فينادي منادي ربنا : يا أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب مرط فاطمة سيدة نساء العالمين فلا يبقى محب لفاطمة إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام و ألف فئام قالوا : و كم فئام واحد يا رسول الله ؟ قال : ألف ألف من الناس (1) .
🛐 شفاعة فاطمة لمن يواسيها بعزائها بولدها سيد الشهداء
🟩 عن رسول الله صلى الله عليه و آله عن الله تعالى أنه أخبره في معراجه عما سيحدث لابنته من مصيبة على ولدها الحسين : إني جعلت لتعزيتك بمصيبتك أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت و ذريتك و شيعتك و من أولاكم معروفاً ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد
🟩 و قال النبي صلوات الله عليه و آله : فتدخل فاطمة ابنتي الجنة و ذريتها و شيعتها و من أولاها معروفا ممن ليس هو من شيعتها فهو قول الله تعالى في كتابه : ﴿ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ﴾
🟩 قال : هو يوم القيامة ﴿ وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ ﴾ هي و الله فاطمة و ذريتها و شيعتها و من أولاهم معروفاً ممن ليس هو من شيعتها (2) .