💚 حياتي دعوة 💚 @hyatidawa Channel on Telegram

💚 حياتي دعوة 💚

@hyatidawa


اللهم لا تعذب عبدا ارشد العباد إليك، ودلهم عليك، وحببهم فيك، واختم لنا بالسعادة أجمعين ♡

💚 حياتي دعوة 💚 (Arabic)

💚 حياتي دعوة 💚nnهل تبحث عن مصدر للسلام الداخلي والهدوء؟ هل ترغب في تعزيز علاقتك مع الله والابتعاد عن الضغوطات اليومية؟ إذا كانت إجابتك نعم، فقناة "حياتي دعوة" هي المكان المثالي لك!nnفي هذه القناة، ستجد الكثير من الدعوات والأذكار التي تعينك على تعزيز إيمانك وتوجيهك نحو الخير. تضم القناة أيضًا مقتطفات ومواعظ دينية تلهمك وتساعدك على التفكير الإيجابي والتأمل

سواء كنت تبحث عن الطمأنينة الروحية أو ترغب في مشاركة الخير مع الآخرين، فإن قناة "حياتي دعوة" توفر لك البيئة المناسبة لذلك. فهي ليست مجرد قناة على تليغرام، بل هي مجتمع يجمع المؤمنين والباحثين عن الهدوء الداخلي

انضم إلينا اليوم وابدأ رحلتك نحو السلام الداخلي والتأمل. دعوة حياتك لتكون دعوة للخير والنور. فاللهم لا تعذب عبداً، ارشده إليك ودله عليك، واجعله من المؤمنين والمتقين. اختم لنا جميعًا بالسعادة والنجاح. 💚nn#حياتي_دعوة #تليغرام #دين #دعوة #سلام_داخلي

💚 حياتي دعوة 💚

19 Nov, 17:17


🌹🐝 همسة قبل النوم🐝🌹

{إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حسآب}

🍃إنت المفروض لما تقرأ الآيه دي قلبك يطمئن جداً..😄

👈 عآرف ليه!؟
ربك سبحانه وتعالى بيقولك لما تصبر هيوفيك أجرك بدون حسآب. 🙊

ياااااه وهو فيه أحلي من إنك تاخد أجرك بدون ماتتحاسب!! 🌸

🌷إصبر بقي علي البلاء اللي ربنا بيختبر صبرك بيه.. عشان يرفعك درجات..😍

🌷إصبر وفي الآخر هتاخد اللي عايزه🙊

عآرف إنت سيدنا يعقوب لما صبر صبر وفي الآخر ربنا رد إليه يوسف😍✋🏼

🌸 اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات💗

💚 حياتي دعوة 💚

17 Nov, 16:31


🌷 *رقائق في دقائق*🌷

🌼 *قصة سالم الاعمي والاعرج.. مؤثرة*🌼

🌷 *الشيخ خالد الراشد*🌷

💚 حياتي دعوة 💚

16 Nov, 16:40


اسكريبتات_مريومة 🤩

"الحقيقة"


جلست في يوم آناء الليل أسبح، واستغفر، وأخذت الأفكار مني سبيلًا، حتى ظننت أن نفسي هي من تحدثني؛ لأني فتاة كثيرة التفكير، والتي لا أدري أين ستصل بي تلك الأفكار؟

_ "ما بك حزينة؟"

= (بابتسامة عابرة): "لا شيء، أفكر فحسب".

_ "هل أسألك، وأنتِ تجاوبين؟
لعلك تجدين الإجابة لتفكيرك".

= (بتنهيدة تخرج كل ما بداخلي من هم): "حسنًا، وأنا أستمع لك".

_ "كيف حالك مع الله؟"

= "مقصرة".

_ "هل تنوين الرجوع؟"

= "لا أدري".

_ "ألا تحبين الله؟"

= "نعم، أحبه، ولكن ليس بالأمر السهل الرجوع له، أحتاج لفترة هدنة؛ لأرتب كيف أترك مشاغلي من أجل العبادة".

_ "أليس الله هو الأحق، والأولى قبل كل شيء؟"

= "نعم، هو الأولى، ولكنه يبدو لي صعبًا".

_ "إذًا أنتِ معترفة بتقصيرك في الصلاة مثلًا؛ لأنك تشاهدين المسلسلات الإباحية، أم أنك تكاسلتِ عنها من تلقاء نفسك، ومن دون سبب؟"

= "لا لا، كيف تقولين ذلك؟
أنا لا أشاهد الإباحية بتاتًا، ولكني ولكني أحب..."

_ "أنا أقول لك ما تحبينه، أنتِ تحبين الرومانسية، تحبين المسلسلات العاطفية، تحبين صديقك القديم، أو ..."

= "اصمتي".

_ "أصابتك اللامبالاة بدرجة عالية؛ حينما فارقك حبيبك، ولم يوفِ بوعده لكِ، وكذب عليكِ، ومن بعدها قررتِ أنكِ لن تبالي بعد ذلك بأي أمرٍ يزعجك، أليس كلامي صحيحًا؟"

= "بل جزءًا منه ليس صحيحًا، يمكن قد أصابتني اللامبالاة، ولكن ليس من أجل المسلسلات، بدليل أني مازلت أصلي".

_ "نعم، تصلين، ولكن بتأخير الصلاة، ليس في وقتها؛ لأنك تنشغلين بأعمالكِ أكثر من الصلاة، هل تقدرين أن تقولي لي، لماذا تراكمت عليكِ المحاضرات التي لطالما أحببتِ الالتحاق بها، ورغبتك بطلب العلم بها؟
وفي كل مرة تطلبين تمديد المدة؛ لتلحقي بهم، ولا تلحقين".

= "حسنًا، اصمتي، لا أريد الكلام، اتركيني أتجهز لصلاة الفجر".

_ "اهربي، اهربي، ولكن لن تهربي من الحقيقة، ستلاحقك أينما كنتِ؛ لأنك لست صادقة مع نفسك، لن تجدي الراحة ما دمتِ في تقصيرٍ، ولن تتخلي عن عادتك السيئة من أجل رضا ربُّ العالمين، ستبقين في حالة اللامبالاة، وستتأثرين بها أكثر فأكثر، إن لم تلحقي بنفسك، ستهلكين، ويلحق بكِ نسيان رب العالمين لكِ؛ فتتولين أمر نفسك، حتى تتوبي".

= (ببكاءٍ، وضيق، وحرج): "حسنًا أعترف بكل شيء، وأحاول مرارًا أن أكون أفضل، فضلًا منكِ ساعديني أن أكون في جنته، وكوني لي صديقة في الدنيا، حتى ألقى وجه رب العالمين بقلبٍ، ونفس سليمين نظيفين".

_ "معك بإذن الله، حتى يستردني الله -العظيم-".

__^

"رحلة انطلاق"

عزمت على ألا أنظر لما فات من ماضيِّ مرة أخرى؛ ليس لكي أنساه، وإنما لأتأبَّس للأحسن، أريد أن أرى العالم، ولا أتأبق في الماضي، كل ما هنالك أني أردت أن استكشف كل ما هو جديد، كما قال الله -عز وجل-: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى...".
أردت أن أكتب سطور دنيايَ من جديد؛ لأن التقدم يبني الإنسان، ويشد عضده كما يجب أن يكون، نحن بني الإنسان ندرك الأمر متأخرًا، لا نستيقظ من غفلتنا إلا على فاجعة كبرى، ونندم على ما كان، وعلى ما سيكون.
أقول لك، وبكل قلب جريئ: "اهزم ماضيك، وتقدم للأمام ولو بخطوة؛ فالحياة ليست دائمة لأحدٍ، بل فانية، والعاقبة للمتقين الله في كل شيء.

أمهلني في أوقاتٍ كثيرة، وفي كل وقت أستغل ذلك الإمهال في ارتكاب الذنوب، قد تكون غفلةً مني، أو قصدًا، واعتيادًا؛ حتى أصبحت نفسي في فترة لامبالة عجيبة، لا تهتم بالصلاة، لا تقرأ القرآن مثل السابق، أصبحت تتأبق في مشاغل الدنيا عن أنها تلتزم بما أمرها رب العالمين، أحسست للحظة أني، ونفسي فاشلتين، لا نعرف معنى الراحة، نبحث عن الكمد، والحرج بأنفسنا، ولا نبتعد عن الذنب إلا بعد عناءٍ، وكدِّ، وتعب، بعد إزهاق الروح من معنى التلذذ، والتقرب في العبادة، ومن أجل ذلك خسرنا ما لا نستطيع إرجاعه، خسرنا الجنة من أجل الهوى الذي يهوي بنا إلى غياهب النار، في العادة أُحمل نفسي ذنب كل شيء، حتى أرجع إلى حياتي الطبيعية، حياة لا تخلو من تعبد، وتوبة، وقربة من الله، أقول كلمة أخيرة لكِ يأيتها النفس اللوامة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عباده، وادخلي جنته.

ك. مريم طارق بدوي
#اسكريبت

💚 حياتي دعوة 💚

16 Nov, 09:25


اسكريبتات_مريومة 🤩

إرادة باهتة

= "أين إرادتُك؟"

_ "لا أدري".

= "ألا تريد التقدم؟"

_ "بلى أريد".

= "وكيف تريد، وأنت لا تَتقدَّم، ولا تَبذُل مجهودًا من أجل ذلك؟"

_ "انتظر اللحظة المناسبة".

= "يا لكَ من باردٍ، وممل، وبائس!"

_ "نعم، أنا كذلك، فاتركني أفضل لي، ولك".


#اسكريبت
ك. مريم طارق بدوي

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 17:26


= (هتفت شيماء بصوت عالٍ): "مستحيل، أهو من وجدك وربَّاك؟
إذًا أنت تعرف لورا، أليس كذلك؟"

_ "نعم أعرفها، إنها تعتبر أختي الكبرى، هو وجدني، ولكن لم يربني، بل جعلني في عهدة عائلة أخرى".

= "أخبرني، لماذا تكرهه كل هذا الكره؟"

_ "لأنه جعل رجاله يختطفون ابنتي، و و واغتصبوها دون أي رحمة، (ببكاء) وحملتها بين ذراعي، وثيابها ممتلئة بالدماء، حملتها بين ذراعيَّ مدمرة، أصبحت أزورها في مصحة نفسية، كل ذلك بسببه، ولهذا يجب أن آخذ حق ابنتي منه عاجلًا غير آجلًا".

كانت تستمع له، وهي تبكي على حالته، وانهياره، وكأنه جبلًا تهدَّم عليهم.

___^

ذهب عمر إلى بيته، ونزع ملابسه العلوية، واستلقى على سريره بعد تعبٍ شديد طوال اليوم؛ لأنه كان يبحث عن عملٍ آخر غير الذي طُرِد منه.
كان يتأمل سماء الغسق الحالك، وصورة تلك الفتاة المنتقبة لا تفارق عقله، في أثناء ذلك تذكر مذكراته التي كتب فيها أكبر سرٍّ في حياته، كتب فيها كيف فارق عائلته، وكيف ماتوا، ولماذا، ومن فعل ذلك؟
قرر أن يُسلِّم تلك المُذكرات إلى مبنى الدولة -لندن-، ومن ثمَّ نام؛ استعدادًا للغد.

___^

(في الصباح الباكر)

ذهب عمر إلى مبنى الدولة -لندن-، وسلم مذكراته إلى أمين الشرطة، وذهب إلى حيث شاء.

_ "سيدي، هناك شاب سَلمَنا هذا الدفتر، وذهب".

= "حسنًا أعطني إياه، واذهب إلى أشغالك".

قرأ عبد الرحمن ما فيه، قرأ كل حرف، ومع كل كلمة كانت تعتلي الصدمة ملامحه، وصُدِم أكثر عندما قرأ الكلمة الأخيرة في الدفتر "مع تحياتي عمر بن إبراهيم بن نورالدين".
تحدث في نفسه، وأثار الصدمة ما زالت مؤثرة به: "عمر لم يَمُت، ويونس هو من فرقنا، ومن أجل ماذا؟
من أجل ماذا يا أبي، هل المال يفرق بين الأحبة بتلك الطريقة، إخوة يقاتلون بعضهم من أجل المال، إذًا لست الوحيد الذي يحمل أسرارًا تُؤلِم القلب، حتى أخي يحمل سرًّا من أسرار يونس، وأيضا شيماء تحمل مثلنا السر".
صاح بصوتٍ عالٍ: "أيها الحارس، ابحثوا عن هذا الشاب بسرعة، واحذروا أن تُلحِقوا أذًى به".

__^

كاد يذهب عمر إلى بيته مرةً أخرى؛ ليرتاح من همٍ أثقل قلبه، ولكن فجأة حاوطته سيارات الشرطة، أمسكوا به، وذهبوا إلى مقر أمن الدولة مرة أخرى.

_ "تفضل سيدي، أحضرناه".

= "حسنًا، تفضل أنت".

_ "هل يمكنني معرفة سبب تواجدي هنا؟
أنا لم أفعل شيئًا".

= "لا، بل فعلت، وخدمة كبيرة أيضا بتلك المذكرات التي تركتها صباحًا مع الأمين، أخبرني، هل تعرف مكان أسرتك؟"

_ "عائلتي تُوفيَت منذ عشرين سنة".

= "ماذا ستفعل عندما تعرف أن أسرتكَ ما زالت على قيد الحياة، وأن أخاك يقف أمامك حيٌ يُرزَق؟".

لم يتكلم، وقف هكذا يتأمل، جعل أفعاله هي من تتكلم، أخذ في احتضانه، وبكى من شوقه له، ولأسرته.

__^

يحتاج الإنسان من وقتٍ لآخر لشخص يُبصِره، وينظر في داخله من دون أن يتحدث، شخصٌ يقرأه بكل مافي قلبه، وعقله، ونفسه بشكلٍ عام، غير آبِهٍ بعيوبه، وسلبياته، فلكل إنسان كتمان يقتله من الجوى، لا يقدر على أن يُفضي ما بداخله، فقط يحتاج إلى من يقرأه بصمته، يُخفي ما بداخله؛ حتى لا ينظر إليه شخصه المفضل بنظرة لا يريدها، يحتاج إلى الدهاليز؛ ليستطيع أن يتجاوز حالة الشجن، والولهة التي أقحم نفسه بها غصبًا، من منا لا يستطيع الخروج إلى العالم دون وجود سرٍ في قلبه؟
نُقحم أنفسنا بين فينةٍ، وأخرى في موقف لا نستطيع تجاوزه، يجبرنا على كتمانه، مما يُسبب إلى الأنين الصامت المؤلم، بالرغم من وجود شخص معه كل أسراره، ولكن لا يستطيع البوح له عن كل ما في جعبته؛ مخافة خسرانه، حتى ولو كان بيده مفتاح حل سر صمته؛ فبذلك يُولجُه إلى غسقٍ سرمدي.

___^

كلمات مبهمة:
آبه: غير منتبه.
الجوى: اشتد وجده، واحترق من الحزن.
الدهاليز: الطريق الطويل الضيق.
الشجن: الهم، والحزن.
الوهلة: الحزن، والوجد.
الأنين: صوت يعبر عن الألم، والحزن.
الجعبة: ما في القلب، أو النفس.
يولج: يدخل.
غسق: ظلمة الليل.
___^

ك. مريم طارق بدوي
#اسكريبت

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 17:26


_ "لا تقلقي، أنصحك ألا تخرجي الآن، وابقي عندي إلى الصباح؛ لأن في هذا الوقت هناك مجرمين من كل الأنواع، هذه بلدي أعرفها جيدًا".

= "حقًا، لا أستطيع، والدتي تنتظرني، وأيضا هذه ليست المرة الأولى التي أرجع إلى البيت في هذا الوقت، لا تقلقي، سأكون بخير".

_ "حسنًا، اتصلي بي عند وصولك".

= "حسنًا، هيا في حِفظ الله".

كانت تمشي على استحياء، وخوف، تتلفت يمينًا، وشمالًا؛ خائفةً من أن يظهر أمامها شيءٌ يُخيفها، وصلت إلى موقف الحافلات، وعندما ركبت كانت الحافلة فارغة من الناس، ولم يركب معها غير شخصٍ واحدٍ فقط، كان يبدو من شكله مخيفًا جدًا، دبَّ في قلبها الرعب من رؤيته، حاولت أن تذكر اللّٰه؛ لتحمي نفسها، وفي تلك اللحظة نسيت كل ما حفظت من القرآن، والأذكار، ولم تجد نفسها إلا وهي تكرر هذا الذكر: "اللهم إني أسألك العفو، والعافية في الدنيا، والآخرة، اللهم إني أسألك العفو، والعافية، في ديني ودنياي، وأهلي، ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتالَ من تحتي، اللهم عالم الغيب، والشهادة، فاطر السماوات، والأرض، ربَّ كل شيء، ومليكه، أشهد ألا إله إلا أنت، أعوذ بكَ من شر نفسي، ومن شر الشيطان، وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجره إلى مسلم، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض، ولا في السماء، وهو السميع العليم".
كان الرجل يقترب منها بشكلٍ مريب، وأخذ ينظر إليها نظرات غريبة، وكان يحوم حولها، إلى أن وصلت إلى وجهتها، ركضت إلى بيتها سريعًا، وأقفلت الباب ورائها، حمدت ربها، ثم صلت ركعتين، ونامت.
عند الصباح فتحت شيماء التلفاز؛ لتشاهد الأخبار، وجدت ذلك الرجل مقبوضًا عليه بتهمة قتل فتاة في إحدى الحافلات، وصُدمَت من أنها نفس الحافلة التي كانت بها ليلًا، تجهزت سريعًا، وذهبت إلى مقر الشرطة.

= "من فضلك، أريد رؤية الرجل الذي قُبِض عليه البارحة".

_ "لماذا؟"

= "أريد أن أسأله عن شيء ضروري".

_ "حسنًا، لحظة، أتحدث مع الضابط عبد الرحمن؛ لآخذ إذنًا منه".

= "عبد الرحمن!
عفوًا ما اسم ذلك الضابط كاملًا؟"

_ "الضابط عبد الرحمن بن إبراهيم بن نورالدين".

= (بصدمة طاغية): "أخي ما زال حيًا!"

_ "سيدتي، ها هو المجرم الذي قُبض عليه البارحة".

= "لماذا لم تقتلني؟"

_ "لم أستطع؛ لأنكِ كنتِ مَحشودة برجلين عظيمين، وضخمين".

= "كيف ذلك؟
لم يكن برفقتي أي أحد".

_ "كيف ذلك؟
أنا رأيتهما بجانبك".

= "لا إله إلا الله!
حقًا، ربي -حفيظ، عليم- (وبكت من الجبر، وعطاء ربها".

رأت عبد الرحمن يخرج من غرفة التحقيق، نادت عليه.

= (بشوق اللقاء): "عبد الرحمن"

_ "نعم، سيدتي، تفضلي".

= "أنا لست سيدتك، أنا أُختك".

_ "ك كيف ذلك؟
عائلتي ماتت منذ أبدٍ بعيد".

= "لا، لا، سأحكي لك، ولكن لحظة، هذا يعني أن عمر ما زال حيًا.
هيا تعال معي إلى البيت، أمي ستتحسن برؤيتك".

_ "أمي؟
من أنتِ، وماذا تريدين؟"

= "ماذا بك؟
اهدأ قليلًا، أنا أختك حقًا، لا أكذب، يمكنك أن تأخذ عينة مني، ونذهب؛ لنحللها، وستعرف صدق كلامي".

ضمها إلى صدره برحب شديد، وشوق مؤلم، لقد آلمته الأيام، والآن قد ابتسم قدر الله له، ورد له أخته بعد خُسران كبرياءه.

= (ببكاء، وشوق، وفرحة): "اشتقت إليك كثيرًا، كم كنت وحيدة في غيابكما، لقد دَعوتُ الله أن يُؤنِس وحدتي، وها أنا أُذهِب شوقي برؤيتك.
علينا الآن أن نبحث عن عمر، ونجتمع سويا".

فجأة صفق الجميع؛ لرؤية اجتماع الأحبة، ورؤيتهم كاكتمال القلب إلا ثلثه.
______^

لك أن تتخيل مدى صدق الحب، والصداقة، والخوف الحقيقي من أخيك عليك، كم تحتاج إلى ظهر تستند عليه في أوجِّ شدتك، وعجزك.
الحياة تحمل المفاجآت للجميع، وأقول في ذلك: "دائما نجد الفجأة تحدث دون سابق إنذار؛ إما لننتبه إلى شيءٍ سيءٍ سيحدث، وإما لفرحة تسرنا طوال حياتنا، ولكن كيف نعد العدة لتلك الفجأة التي لا نعلم ميعادها القادم؟
كل ما أعرفه أنه يجب علينا أن نفعل كل ما بوسعنا، وعلى قدر مقدورنا فعله بأن لا نتفاجأ، ولنجعلها متوقعة، ولما لا؟
فنحن نعرف جيدًا أن الحياة للاختبار، وكل ما يحدث فيها غير متوقع، وأن الآخرة هي نتيجة لذلك الاختبار، وعدة الحياة هي العمل الصالح، فالحل موجود، وللأسف الجميع يتجاهل، ولله الأمر من قبل، ومن بعد.

_____^

ذهبا إلى بيت شيماء؛ لتَسرَّ والدتهما بطلَّتِهما عليها، في طريحة الفراش منذ الحادثة، وها هي الآن تسترد عافيتها.
استقبلتهما بكل ترحاب، وسرور، لم تتعرف عليه في بادئ الأمر؛ لأن الحادثة كانت منذ عشرين سنة تقريبًا، والأولاد قد كبروا كثيرًا.
حكت لهما والدتهما عن الحادثة، وماذا حدث؟

_ "لكني وجدت نفسي بين أفراد عائلة غنية، لم أتذكر بتاتًا أنه كان لي عائلة أخرى، كانت تلك العائلة تعتبرني كفرد من عائلتها حقًا، إلا ذلك الوغد كنت أكرهه كرهًا شديدًا، يا ليتني وَعيتُ على رجلٍ آخر غيره".

= "ما اسم ذلك الرجل؟"

_ "يونس الفهدي".

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 17:26


جاء عمر إلى مكان عمله، وقد لاحظ تلك الفتاة المنتقبة التي لا يظهر منها إلا السواد، وبعد وقتٍ أتى لها بطلباتها.

_ "يا آنسة، طلباتك جاهزة، تفضلي".

= (من دون النظر إليه): "شكرًا لك، هيا يا لورا؛ من أجل ألا نتأخر أكثر من ذلك".

_ "حسنًا، هيا بنا، شكرًا لك".

نظر لها، وأحسَّ بشعور غريب اتجاهها، وكأنها كانت قريبة منه في أبدٍ من الآباد، ولكن نفض تلك الأفكار عن عقله؛ فهو لا يتحمل أكثر من ذلك.
ذهب ليكمل عمله، وفي أثناء ذلك حدثه صديقه.

_ "كيف حالك؟"

= "بخير".

_ "تلك الفتاة السوداء، أشعر أنها جميلة، بل في غاية الروعة من الداخل، ما رأيك؟"

= "بل أنت من عليه احترام الأخرين، ولا تتدخل في خصوصياتهم، واعتبرها واحدة من أخواتك، واحذر، أكررها لك، احذرك من أن تلمسها".

_ "ماذا بك؟
اهدأ قليلًا أزوجتك هي، أو أختك، أو ربما تكون والدتك؟"

ضربه ضربةً قاسية على وجهه؛ نزف على إثرها دمًا كثيرًا، وفقد الوعي.
فرَّقه أصدقائه عنه، وجاء مسؤول المكان.

_ "ما هذه الضجة؟
ماذا يحدث هنا؟
ماذا حدث لهذا الشاب؟"

= "حاول أن يتطاول عليَّ، فضربته".

_ "أنت مطرود، لا أريد أمثالكَ هنا بعد الآن، أيها الأمن خذوا هذا، وارموه في الخارج".

= (بصوت عالٍ): "أنتم هكذا دائمًا، استغلاليين، وحمقى، لا ترون إلا أنفسكم فوق الجميع".
"اترك، إياك أن تلمسني".
(حدَّث نفسه): "لا أنكر أنني أحسست بشعور غريب، ولكن، ولكن، أف، لا أعلم".

_____^

مشاعر غريبة لا تنتمي إلى أماكنها الصحيحة، وكأنها جاءت بحياة جديدة، تُخبرُنا بأن هناك ما لا نعرفه، تحتاج إلى التريُّث، والهدوء.
مشاعر تجعلنا نستقبل النفوس بتأهب، ليت تلك المشاعر تصيبنا، لعلها تجعل من حياتنا أكثر هدوءًا.

ك. مريم طارق بدوي

_____^

(في مبنى أمن الدولة، لندن)

_ "عبد الرحمن، اذهب إلى اللواء عُبيد؛ لتأخذ منه القضية الجديدة".

= "عُلم، اسمح لي".

شعر بنخزة في قلبه، تُشعِره بخطرٍ قادم، ولا يعلم مصدره.

صادفه صديقه في الطريق إلى اللواء.

_ "أوه، عبد الرحمن، كيف حالك؟
لنا زمنٌ لا نخرج سويًا".

= (بحزن على ما أصاب طفلته الصغيرة): "لا شيء يا عُدي، أنا بخير، كانت هناك بعض المشاكل، وأحاول إنهاء القضية التي أعمل عليها".

_ "هذا يعني أننا لن نخرج اليوم".

= "أعتذر منكَ، لا أستطيع اليوم، في المرة القادمة، مع السلامة".

كان يُفكِّر في حال ابنته، وكيف أصبحت؟
كان يريدها في أحسن حال، ويريدها أجمل فتاة في عُرسها، ولكن ماذا حصل؟
رأى كبرياءه يضيع أمام عينه، ولهذا عزم على الإتيان برأس ذلك الوغد، المحتال -يونس الفهدي-.

_______^

كانت شيماء تحكي لصديقتها عن الدين الإسلامي، وكيف يكون؟

= "الإسلام يجعل الإنسان متصالحٌ مع نفسه، يجعله على مقربة من الإله أكثر بروحه، واجتهاده، يُشعِر الإنسان بروح هادئة، ولينة، ومتسامحة مع نفسه، ومع الآخرين، والميزة في الإسلام أنه جعل لكل شيء قصاص، سواء في الحب، أو الموت، أو الذنب، أو القتل، أو غيرها من الابتلاءات، الإسلام عادلٌ في حق العالمين من الإنس، والجن، ولما لا؟
وهو قضاء ربُّ العالمين، يفعل كيفما شاء في عباده.
أتدرين أن من صفات الله -عز وجل- القوة، والسمع، والبصر؟
لا يترك اللّٰهُ شيئًا إلا وقد كتب لها ما ستكون، وكيف تكون، وأين ستكون، ولماذا تكون؟
يقبل الله التوبة عن عباده المخطئين في حقه بجهالة، حتى لو أسرفتِ، يغفر لكِ الله -عز وجل-؛ لأنه خلق الإنسان ضعيفًا، يلجأ إلى ملجئٍ يأوي إليه في كل أوقاته، وجعل الإنسان في حالة احتياجٍ دائم، يُشعِره بأنه يريد أن يتقرب من إلهٍ يشكو همه له، ولا يملُّ منه، وجعله على فطرة سليمة، وهي فطرة التوحيد، فعليكِ حبيبتي معرفة ذلك، وما السر فيه؟
وأعدك ستجدين إجابةً؛ لتساؤلات عقلك".

_ "حقًا، ارتحت؛ لكلامك كثيرًا، أخبريني، كيف أكون مسلمة؟"

= (بفرحة شديدة): "يا لفرحتي، اليوم أسعد يومٍ في حياتي، هيا هيا، قومي إلى المرحاض، وخذي حمامًا دافئًا، واغتسلي كما أقول لكِ، ستتوضئين بهذه الطريقة: اغسلي يديكِ ثلاث مرات، ثم تمضمضي بفمك هكذا ثلاث مرات، ثم استنشقي هكذا ثلاث مرات، ثم اغسلي وجهك كاملًا ثلاث مرات، ثم اغسلي ذراعيكِ هكذا ثلاث مرات، ثم امسحي رأسك مرةً واحدة، ثم امسحي أذنيك مرةً واحدة، ثم اغسلي جانبك الأيمن مع رجلك اليمنى، ثم جانبك الأيسر مع رجلك اليسرى، ثم اغتسلي بجسدك كله تحت الماء، وبهذا طَهُرتِ في أول إسلامك.

_____^

حلَّ الليل على الجميع، ولم يشعر به أحدٌ من شدة انشاغلهم بالحياة، فمنهم من نسيَ صلاته، ومنهم من تعاهد جديدًا في الإسلام، ومنهم من يحاول على التزامه في الصلاة.

حان وقت رحيل شيماء إلى بيتها، فقد نَسيَت كم الساعة الآن؛ كانت تساعد لورا في إسلامها الجديد.

= "أوه، عليَّ الذهاب، ستقلق والدتي الآن، كيف أصبحت الساعة الثانية صباحًا؟"

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 17:26


_ (بصراخٍ عالٍ سمعه كل من في المبنى): "يا أوغاد، أين أنتم؟
اظهروا أمامي إن كنتم رجالًا، أحذركم من أن تمسُّوا بسوءٍ صغير، وإلا أريتكم ما لم تروْه في حياتكم، أين أنتم؟"

دخل أحد الرجال، ويظهر من مظهره أنه شرب الكثير الكثير من الكحل، ويترنح يمينًا، وشمالًا، وأخذ يتلفظ بكلامٍ قبيح.

= "ماذا بك من عند الصباح، تصرخ هكذا؟
اصمت قليلًا؛ فرأسي مُتَدمِّرٌ من الصداع".

_ "أريد أن أرى ابنتي؟"

= "ابنتك، تلك الفتاة الجميلة، حقًا جميلة، ومثيرة، امتعتني جدًا البارحة، ههههههههه".

تأوَّجت عيناه غضبًا، وغيظًا من ذلك الرجل على ما قاله عن ابنته، تمكن من فكِّ الحبال المربوطة حول قدميه، ويديه، وأمسك برقبة ذلك الخبيث، حتى أفتكَ به، أزاحه جانبًا، وذهب يبحث عن ابنته.
وجد ابنته الصغيرة البريئة، وثيابها كانت مغطاةً بالدماء؛ إثر اعتداءٍ عنيفٍ من ذلك الوغد.
صرخ بأعلى صوته، وقال في صوتٍ مرعب مصحوبِ بغضب شديد: "كل ذلك بسبب السر اللعين، حان وقت إفشاءه، ولا رجعة عن ذلك"

____^

بدأ يومٌ جديد، وبدأت معه الرحلة الدعوية للفتاة الجميلة، المحتشمة بزيِّ الإسلام، لا يُرى منها إلا السواد، كانت معتادة تذهب إلى أحد البيوت لتدعو أصحابه إلى الإسلام، أو تحدثهم عن الإسلام من حيث سماحته، وأُخوة الإخوة فيه، إلى آخره.
صادفت في طريقها فتاةٍ جميلة، ولكنها ترتدي ملابس قصيرة؛ تطابقًا مع البلد التي تعيش فيها -لندن- ذَهبَت إليها؛ لتدردش معها قليلًا.

(الحوار باللغة الإنجليزية)

= (بابتسامة لطيفة): "كيف حالكِ؟
أنا شيماء، ما اسمكِ؟"

_ "مرحبًا، أنا لورا، اسمك جميل".

= "هذا من لُطفك، هل يمكنني التحدث معكِ قليلًا، كصديقتين؟"

_ "طبعًا، طبعًا، تعالي نجلس في ذاك المطعم، إنه جميلٌ جدًا".

= "لا لا، لا أستطيع؛ يبدو لي ممتلئٌ قليلًا، ما رأيكِ نجلس هنا في الهواء الطَّلق؟"

_ "حسنًا، لا مشكلة".

= "أخبريني، كيف هي الحياة معكِ؟"

_ "صراحةً، مؤلمة قليلًا، لا أستطيع أن أتفاهم مع الجميع، أشعر أن لكل شخصٍ لغته، وإن تحدثت بلغة مختلفة لا يفهمني، مع أن لغتنا واحدة".

= "تقصدين الأفهام".

_ "تمامًا، كنت أريد أن تكون لي صديقةٌ أحكي لها ما بداخلي، فتفهمني، ويهمها أمري، تعوضني عن بُعد عائلتي عني، كل منهم في وادٍ (وبكت)".

= (اقتربت منها؛ لتعانقها): "حسنًا اهدئي يا روحي، لا تقلقي، أنا معكِ، وأيضا لكِ أن تعتبريني أختكِ من لحمكِ، ودمِك".

_ "حقًا!
سأكون مسرورة جدًا، إذا قبلتي بذلك".

= "طبعًا أقبل بكِ، أنتِ فتاةٌ جميلة، وطيبة".

_ "ما رأيك تأتين معيَ إلى البيت، نأكل، ونتاحدث إلى الصباح؟"

= "آأ سؤال: هل هناك رجالٌ في المنزل؟
لأني أستطيع الحضور في بيت فيه رجالًا غرباء".

_ "لا تقلقي، ألم أخبركِ أن كلًا منا في وادٍ مختلفٍ عن الآخر، أبي يتأخر في عمله، وأخي متزوج، وأختي تجلس في غرفتها لا تخرج منها إلا عند قضاء الحاجة، ووالدتي متوفية، وأختي تُوفيت في السجن؛ لأنها كانت تفتعل المشاكل".

= "أوه، لم أكن أعلم، رحمها الله، وعفا عنها".

_ "لا عليك، هيا نذهب".

= "هيا بنا"

_____^

وَلجَ ضوء الشمس من نافذة ذاك الشاب المجتهد، استيقظ من نومه العميق؛ ليبدأ يومَه المليئ بالأشغال، والصدمات، وأخيرًا سيلتقي بأخويه، اللذان لم يعرف عنهما شيئًا.
اتصل به صاحب العمل؛ لينبهه بتأخره المستمر.

= "صباح الخير، أيها المدير".

_ (باستهزاء): "صباح الخير يا حبيبي، كيف حالك اليوم؟
انظر، عليك أن تأكل شيئًا مغذيًا؛ لأن عمل اليوم ثقيل، ستناوب حتى الصباح، هيا يا حبيبي، لا تتأخر (وأقفل في وجهه)".

= "حقًا، رجلٌ مزعج، ما المشكلة إن تأخرت قليلًا؟
رجلٌ عديم الإحساس، أف".

ذهب إلى العمل؛ ليبدأ مناوبته، وكانت تنتظره المفاجأة.

_____^

ذهبت شيماء مع صديقتها الجديدة لمطعمٍ مشهور، -والذي يعمل فيه عمر-؛ لتأخذ الطعام، وتذهب به إلى بيت صديقتها.

= "من فضلك أريد هذه الطلبات".

_ "ما زال الموظف الذي يعمل على الطلبات لم يأتِ، يمكنكِ الانتظار هنا ريثما يأتي".

= "حسنًا، هل سيتأخر؟"

_ "لا لا، إنه في الطريق".

= "تعالي معيَ لورا، سنجلس على إحدى الطاولات، ريثما تأتي الطلبات".

_ "حسنًا، وفي أثناء ذلك سأحكي لكِ عن أبي قليلًا".

= "إحكي إحكي، كلي أذانٌ صاغية".

_ "أبي رجل أعمال كبير جدًا في السوق، يمتلك الشركات في التصدير، والتجارة، والنسيج، وفي مجالات أخرى، ويمتلك الأراضي في عدة دولٍ أخرى، منها اليابان، وهنا في لندن، وفي مصر، والسودان، وله سلطة في فلسطين، ولكن بسيطة".

= "قلتِ، ما كان اسمه؟"

_ "يونس الفهدي".

= "من مظهر اسمه أنه شخص مشهور جدًا".

_ "نعم، أكثر من مشهور، ولكن مع الأسف مع اتساع شهرته إلا أنه نادرًا ما يكون في البيت، بالكاد لا نراه أبدًا، عمله أهم من عائلته؛ لهذا توفيت والدتي من حسرتها، ولأن روحها كانت فيه، فتوفيت من أذيته المعنوية".

= "لا حول ولا قوة إلا بالله".

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 17:26


اسكريبتات_مريومة 🤩

كتمانٌ يُخسِرنا أرواحنا ويجمعنا بأحبتنا

كتب في مذكراته حقيقةً صادمة، حقيقةً ستُأبِّن رجالًا ذوي مراكزَ عاليةً في الدولة، كتبها بأنامل متلعثمة، تخاف من هول ما سيُعرَف من الحقائق.
عاش في بيته معززًا، مكرمًا، لا يَحمِل همَّ أي شيء، وإذ برجالٍ أرغموه على فعل أشياءٍ لا يود فعلها، ومن حظه السيء ليس له من يريح له قلبه، ويبوح له عن شجنه، ووهله، أصبح بذلك الكتمان في غياهب الغسق لا آخر له، ودَّ لو أن ذلك لم يحصل، ودَّ لو أن الحياة كانت سهلةً لا يحشدها المصائب، كان يريد الهدوءَ، والسكينةَ، ولكن ما باليد حيلة، فالمصائب آتية آتية.
سافر إلى لندن من أجل العمل، وبطبيعة الحال ليس معه المال الكافي؛ ليعيش حياةً كريمةً على الأقل في بيتٍ نظيفٍ، وآمن، فحارب، واجتهد في حياته كثيرًا، ذهب إلى المطاعم، وعمل فيها مرةً عامل نظافة، ومرةً مغسل صحون، ومرةً طباخًا، ومرة عامل تقديم طلبات للزبائن، ومرة عاملَ خدمة العملاء، وفي الغسق الآخير يذهب إلى بيته المكون من سريرٍ، ومطبخٍ، ومرحاض، فالبيت صغير بالكاد يسعه وحده.
استلقى على سريره يتأمل السماء، المُغدَقة بالنجوم اللامعة، المريحة للأعصاب، يفكر في أنينٍ صامت، لماذا سأفر؟
وكيف سأفر؟
وإلى أين سأفر؟
تساؤلات جعلته يفكر في سبب مجيئه إلى دنيا الغرب، من ماذا يهرب؟
نفض تلك الأفكار، واستعد للنوم، وقال الذكر الذي يذكِّره بوالدته: "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول، ولا قوة، إلا بالله، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".

_____^

في جوف الليل ذهب عبد الرحمن إلى أناسٍ أَتاوَى في مكانٍ أَتويٍّ لا يعرفه إلا هؤلاء فقط؛ ليتخلص من الأُبَنِ التي بينه وبين هؤلاء الرجال، فتحدث معهم بهدوءٍ عكس النار الهوجاء التي بداخله؛ فهم مختطفين طفلته البريئة التي تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا.

_ "الآن أنا أمامكم كما أردتم، ماذا تريدون؟
ومن أمركم بذلك؟
نادوه؛ لأتكلم معه وجهًا لوجه".

ضُرِب من الخلف على غفلة، فقَد على إثرها الوعي بالكامل.

= "هيا بسرعة، علينا أن نجعله يمتثل أمام الزعيم".

= (بصوت أجش، ورخيم): "لا بل أريده هنا، واذهب إلى الفتاة، واقتلها؛ أريد أن أحرق قلبه كما، أحرق قلبي على ابنتي، عندما سجنها، وماتت بين أربعة جدران في غسقٍ حالكٍ من دون رحمة".

كان ذلك رجل الأعمال الكبير يونس الفهدي، تسيطر سطوته على جميع من في السوق من عملاء، وتجَّار صِغار، فهم بالنسبة له صَغيرين.
وكانت له ابنةٌ في عمر العشرين، توفيت في سجن آرام؛ لأنها كانت ذات جرائمٍ لا تُغتفر، ولما لا؟
وهي ابنة زعيم العصابة.
____^

(في الساعة الثالثة فجرًا، في لندن)

كانت شيماء تستعد لقراءة القرآن؛ فإنها تقيم الليل ولو ببِضع آيات، فقد سمعَت الشيخ أحمد العزب -حفظه الله- يقول: "قيامُ الليل لا يُشترط بأن يكون ركعتين، بل من الممكن أن تُقيم الليل بقراءة القرآن، أو تستغفر، وتسبح، وتكبر، قال الله -عز وجل-: "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"

وقبل شروعها في ذلك جاءها اتصالٌ من رقمٍ أتاوِي، لم ترغب في إجابته، أَغلقَت الهاتف تمامًا، وشرعت في قراءة القرآن.
بعد قليلٍ صدحت المآذن بتسلسلٍ جميلٍ، مُعلنةً عن دخول وقت الصلاة، تجهَّزت، وإذ بها ترى أخيها الصغير -علي- يبكي، ويده تنزف دمًا.

_ "ما بك يا صغيري؟".

= "يدي تؤلمني كثيرًا".

_ "لا تقلق يا صغيري، سأضمدها الآن، ولكن أخبرني كيف جرحت يدك؟"

= "كنت أريد أن أقطع الخبز لنصفين، وإصبعي جاء تحت السكين".

_ "حسنًا لا تبكي، ها أنا ذا ضمِّدتُّها، ستتحسن قريبًا، والآن هيا أذهب إلى المرحاض؛ لتتوضأ، ونصلي جماعةً مع أمي، هيا لا تتأخر".

ذهبَت لتوقظ والدتها، وتفاجأت أنها كانت مستيقظة تقرأ في القرآن.

_ "صباح الخير يا أمي".

= "صباح الخير يا ابنتي، هل تجهز أخاكِ؛ لنبدأ بالصلاة؟"

_ "نعم، إنه يتوضأ الآن، أُمي كنت أريد أن أستأذنك أن أذهب اليوم، وأبدأ بالرحلة الدعوة لهذا الأسبوع".

= "هل يوجد مسلمون هنا يا بنتي؟
أنتِ تعرفين أننا في بلاد الغرب لا نعرف ملَّتهم".

_ "في الحقيقة ليسوا مسلمين، ولكن لن أخسر شيئًا، سأتعرف عليهم، ونرى ما سيحصل".

= "حسنًا، لا تتأخري، لا يجوز للفتاة أن تتأخر خارج بيتها؛ من أجل ألا يصيبها مكروه".

_ "لا تقلقي يا أمي، سأكون بخير -بإذن الله-".

______^

أشرقت الشمس، وأعلنت عن بدء يومٍ جديد في حياة تلك الفتاة المأسورة -ابنة الضابط عبد الرحمن-، فقد صدر حكم الإعدام من قِبل الزعيم -يونس الفهدي-.
عاد إلى وعيه بعد نومٍ طويل، يحاول تذكُّر ما حدث بالأمس، وتذكر أن ابنته في خطر.

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 10:53


- ما الفرق بين كافر وكافر؟
الكافر الأول هو الذي يقبل ما يقال له من طيب الكلام، فإذا قرأت عليه شيئا من القرآن اهتدى، واتبعك كي تعينه في طريقه الجديد، وذلك بحكم طبيعته التي جبل عليها بالفطرة، الله -عز وجل- خلق البشر مختلفين في اللون والشخصية والطول والقصر والأعمار وفي كل شيء، فقد يتميز الكافر عن أخيه الكافر بحسن الخلق وطيب النفس والأخلاق وطيب الكلام، فقد تكون بطبيعة شخصه، أو بطبيعة البيئة التي يمكث فيها، أو بأشخاص يختلط معهم فيأخذ من طباعهم، فيتقبل حديثك عن الله وقراءة القرآن عليه بصدر رحب مثل إسلام أبو بكر الصديق وخديجة رضي الله عنهم، وبذلك يكون هو من اختار أن يؤمن بالله.
والكافر الثاني هو الذي مهما قرأت عليه من القرآن، أو حدثته عن الله لا يتعظ ولا يهتدي؛ لأن نفسه أصبحت غليظة لا تتقبل من الكلام ما يقال، فقد يكون ذلك على حسب ظنه أنه تقليل من عزة نفسه؛ لأنه كان مقتنعًا طوال عمره بآلهة على الأرض وأنها تعينه على متاعب الدنيا وتلبي رغباته، فلا يريد تصديق ذلك خشية تذليل نفسه أمام من يدعوه إلى الله، فيحاول جاهدًا تكذيب ذلك بحجج فارغة غير مقنعة.
قال الله -عز وجل- في تخير الإنسان: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا () إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا () أُولَٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾
وبتلك الآيات بين الله أنه من آمن بالله وعمل صالحًا له جنات عدن والجزاء الحسن، وأنه من كفر بالله له نار جهنم خالدًا فيها وسوء الدار.

- فالمقصد من كل هذا أختي في الله أن العمل الصالح وابتغاء مرضات الله يكون في الدنيا، وفي الآخرة يكون جزاءً لنا على ما عملنا، توبي إلى الله من ذنب أنت عليه الآن فإن الدنيا زائلة والآخرة هي الباقية.

- ما تكون عليه حياتك يكون عليه مماتك، فأي ميتةٍ تريدين؟
- وأختم بقوله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾

هذا كان كلامي معكن اليوم، أسأل الله لي ولكن حسن الخاتمة.

أختكن في مريم طارق.

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 10:53


سلسلة إحياء الروح .......🍃🌾

الحلقة الثالثة (3).......... 🍃☘️
بعنوان: لماذا الإنسان مخيرًا؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
خير ما نبدأ به كلامنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأوصي بتجديد النية عند تلقي العلم وعند العمل، فهي مصدر قوي لاسترجاع الإيمان، واستحضار القلب، وتنشيطًا للروح، واستدعاءً للهمة، واستبعادً للكسل والرياء، أما بعد:
اليوم سنعرف لماذا خلقنا الله مخيرين، ولماذا هناك فرق بين مؤمن ومؤمن، وبين كافر وكافر، وبين مؤمن كافر.
نحن المسلمين نعلم أن الله خلق الجنة والنار، وكانت الجنة جزاءً لمن اتقى واهتدى بالله ونبيه، وكانت النار لمن ضل عن سبيل الله وأعرض عنه وعن نبيه.
كل نبي وكل رسول أُرسل إلى قوم من الأقوام ليكون بشيرًا يبشر الناس بالجنة وأن وعد الله على مؤمنين حق لا يخلفه، ولينذر الناس بعذاب الله على من أعرض عنه وعن نبيه، وأن وعده حق على المشركين لا يخلفه.
فقد أمر الله -سبحانه- الإنسان أن يؤمن به ولا يشرك به شيئًا ويتبع نبيه الذي أرسله له، وترك للإنسان الاختيار فهو مخير إذا آمن وعمل صالحًا فله الجزاء الحسن، وإذا كفر أو أشرك به فله سوء العاقبة والدار.
سيرد سؤال آخر إلى الذهن ألا وهو: أليس الله هو الذي خلقنا ويعلم إذا كنا سنؤمن أم نكفر، لماذا لم يوقفنا عن ذلك، إذا أراد الله إيماننا جعلنا نؤمن، وإذا أراد أن نكفر كفرنا، ليس لنا ذنبًا في ذلك؟

أقول في ذلك، أن الله خلق الجنة فوق السماء السابعة، وخلق النار تحت الأرض السابعة، فلماذا برأيك أختي في الله خلق الله الجنة والنار؟؛ لأن الله جعل لكل من الجنة والنار أناس مخصوصين بهم، إن الله يبين للإنسان الطريق الذي يجب عليه أن يتبعه والطريق الذي يجب عليه أن يتجنبه، فإذا اختار الإنسان الطريق الذي يجب أن يسلكه أدخله الله الجنة ورحمه برحمته، أما إذا اختار الإنسان الطريق الذي يجب أن يتجنبه أدخله الله النار وعذبه عذابًا شديدًا.
فالله يظهر صدق الإنسان وكذبه ليعلم -الإنسان- ما هي نفسه وما حقيقتها، الله يعلم كل شيء، وهو الغني فلا يحتاج لشيء، والقادر القدير على كل شيء، ولكن جعل الله ذلك ليتبين الخبيث الذي استحق النار والطيب الذي استحق الجنة.
الله -عز وجل- أراد أن يقيم الحجة على عباده، وألا يأتي العباد يوم القيامة يقولون أنت جعلتنا نفعل كذا وكذا لو أردت منا كذا لفعلنا، بل الحق سبحانه جعل الإنسان مخيرًا في أمره فلا يتم ظلمه لأنه هو الذي اختار ما هو عليه الآن وعلى حسب ما اختاره يكون قد اختار العاقبة التي سيترك الدنيا عليها وعليه سيحاسب بين يدي الله.

- كما اخترت سيكون لك دون زيادة أو نقصان، كما أن كتابك ضمن كل شيء فعلته، فالله -عز وجل- ليس بظالم عباده أبدًا، ولذلك قال الله في كتابه الحكيم: ﴿ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾
فكيف الله يظلم العبد، والعبد هو من اختار؟، وأيضا قال الله -عز وجل-: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
وبذلك قد جعل الله الإنسان مخير في كل شيء، وبين طريق الحق عن طريق الباطل، فإذا آمن وعمل صالحًا فقد فاز، وإذا كفر وعصى الله فقد خسر، قال الله -سبحانه-: ﴿ مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾

- فما الفرق بين مؤمن ومؤمن؟
المؤمن الأول هو الذي يسعى لابتغاء مرضات الله ويبتعد بقدر استطاعته عن المعاصي، وإذا ارتكب ذنبًا تؤنبه نفسه على فعلته ويتوب إلى الله ولا يكابر في ذلك، قال الله -عز وجل-: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾
والمؤمن الثاني هو المؤمن العاصي وهو أيضا يوحد بالله ويؤمن بكل شيء أنزله الله، ولكن قد تغلبه نفسه ويغلبه شيطانه ويجد الذنب حلو المذاق ويفرغ شهوته فيه، يكابر ولا يعترف بذنبه مع أنه حرام أو لا يجوز فعله، ولكن استحلته نفسه، كإدمانه للخمر، أو إدمانه للزنا، أو إدمانه للمسلسلات فلا يغض بصره، أو إدمانه للأغاني، أو مشاهدة الإباحية، ويموت على ذلك، تنتهي حياته على ذنب لم يتب منه، فبربك كيف تكون العاقبة؟
قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾، وقال -عز وجل-: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 10:53


سلسلة إحياء الروح .......🍃🌾

الحلقة الثالثة (3).......... 🍃☘️
بعنوان: لماذا الإنسان مخيرًا؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
خير ما نبدأ به كلامنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأوصي بتجديد النية عند تلقي العلم وعند العمل، فهي مصدر قوي لاسترجاع الإيمان، واستحضار القلب، وتنشيطًا للروح، واستدعاءً للهمة، واستبعادً للكسل والرياء، أما بعد:
اليوم سنعرف لماذا خلقنا الله مخيرين، ولماذا هناك فرق بين مؤمن ومؤمن، وبين كافر وكافر، وبين مؤمن كافر.
نحن المسلمين نعلم أن الله خلق الجنة والنار، وكانت الجنة جزاءً لمن اتقى واهتدى بالله ونبيه، وكانت النار لمن ضل عن سبيل الله وأعرض عنه وعن نبيه.
كل نبي وكل رسول أُرسل إلى قوم من الأقوام ليكون بشيرًا يبشر الناس بالجنة وأن وعد الله على مؤمنين حق لا يخلفه، ولينذر الناس بعذاب الله على من أعرض عنه وعن نبيه، وأن وعده حق على المشركين لا يخلفه.
فقد أمر الله -سبحانه- الإنسان أن يؤمن به ولا يشرك به شيئًا ويتبع نبيه الذي أرسله له، وترك للإنسان الاختيار فهو مخير إذا آمن وعمل صالحًا فله الجزاء الحسن، وإذا كفر أو أشرك به فله سوء العاقبة والدار.
سيرد سؤال آخر إلى الذهن ألا وهو: أليس الله هو الذي خلقنا ويعلم إذا كنا سنؤمن أم نكفر، لماذا لم يوقفنا عن ذلك، إذا أراد الله إيماننا جعلنا نؤمن، وإذا أراد أن نكفر كفرنا، ليس لنا ذنبًا في ذلك؟

أقول في ذلك، أن الله خلق الجنة فوق السماء السابعة، وخلق النار تحت الأرض السابعة، فلماذا برأيك أختي في الله خلق الله الجنة والنار؟؛ لأن الله جعل لكل من الجنة والنار أناس مخصوصين بهم، إن الله يبين للإنسان الطريق الذي يجب عليه أن يتبعه والطريق الذي يجب عليه أن يتجنبه، فإذا اختار الإنسان الطريق الذي يجب أن يسلكه أدخله الله الجنة ورحمه برحمته، أما إذا اختار الإنسان الطريق الذي يجب أن يتجنبه أدخله الله النار وعذبه عذابًا شديدًا.
فالله يظهر صدق الإنسان وكذبه ليعلم -الإنسان- ما هي نفسه وما حقيقتها، الله يعلم كل شيء، وهو الغني فلا يحتاج لشيء، والقادر القدير على كل شيء، ولكن جعل الله ذلك ليتبين الخبيث الذي استحق النار والطيب الذي استحق الجنة.
الله -عز وجل- أراد أن يقيم الحجة على عباده، وألا يأتي العباد يوم القيامة يقولون أنت جعلتنا نفعل كذا وكذا لو أردت منا كذا لفعلنا، بل الحق سبحانه جعل الإنسان مخيرًا في أمره فلا يتم ظلمه لأنه هو الذي اختار ما هو عليه الآن وعلى حسب ما اختاره يكون قد اختار العاقبة التي سيترك الدنيا عليها وعليه سيحاسب بين يدي الله.

- كما اخترت سيكون لك دون زيادة أو نقصان، كما أن كتابك ضمن كل شيء فعلته، فالله -عز وجل- ليس بظالم عباده أبدًا، ولذلك قال الله في كتابه الحكيم: ﴿ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾
فكيف الله يظلم العبد، والعبد هو من اختار؟، وأيضا قال الله -عز وجل-: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
وبذلك قد جعل الله الإنسان مخير في كل شيء، وبين طريق الحق عن طريق الباطل، فإذا آمن وعمل صالحًا فقد فاز، وإذا كفر وعصى الله فقد خسر، قال الله -سبحانه-: ﴿ مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾

- فما الفرق بين مؤمن ومؤمن؟
المؤمن الأول هو الذي يسعى لابتغاء مرضات الله ويبتعد بقدر استطاعته عن المعاصي، وإذا ارتكب ذنبًا تؤنبه نفسه على فعلته ويتوب إلى الله ولا يكابر في ذلك، قال الله -عز وجل-: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾
والمؤمن الثاني هو المؤمن العاصي وهو أيضا يوحد بالله ويؤمن بكل شيء أنزله الله، ولكن قد تغلبه نفسه ويغلبه شيطانه ويجد الذنب حلو المذاق ويفرغ شهوته فيه، يكابر ولا يعترف بذنبه مع أنه حرام أو لا يجوز فعله، ولكن استحلته نفسه، كإدمانه للخمر، أو إدمانه للزنا، أو إدمانه للمسلسلات فلا يغض بصره، أو إدمانه للأغاني، أو مشاهدة الإباحية، ويموت على ذلك، تنتهي حياته على ذنب لم يتب منه، فبربك كيف تكون العاقبة؟
قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾، وقال -عز وجل-: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 08:08


سورة الكهف - د أحمد العربي

رمضان ١٤٤٥

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 08:08


قال النبي ﷺ:
"أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي"

وقال النبي ﷺ:"إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"

💚 حياتي دعوة 💚

15 Nov, 08:07


‏عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

قال رسول الله ﷺ :

" إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ". وفي حديث ابن بشار " لينظر كيف تعملون ".

📚رواه مسلم 2742

الحثُّ على مُلازمَةِ التَّقوَى، وعَدمِ الانْشِغالِ بِظَواهرِ الدُّنيا وزِينَتِها.
خَضِرَة: غضة ناعمة طرية. فالدنيا تُشبِه في الميل إليها الفاكهة الحلوة الطرية في مذاقها، الخضرة في لونها.

أبو عبد الرحمن المغربي
#فوائد_في_الحديث