من مواليد: 1990 – 1984
محل الولادة:ميسان
تاريخ الاستشهاد: 2014/12/3
مكان الاستشهاد: صلاح الدين / الاسحاقي
#توأم_الشهادة
قد يستغرب القارئ عندما تقع أنظاره على تاريخ ميلاد الشهيدين ويرى فارق العمر بينهما، ويتسائل كيف يكونا توأمين؟ نعم، هما توأمان في الولادة الحقيقية عندما نالا شرف "الشهادة" وانتقلا إلى ذلك العالم.
أما مولدهما في هذا العالم فقد كان في جنوب العراق حيث ميسان العطاء من عائلة مضحية ومجاهدة موالية لآل البيت استلهما البطولة من إمامهم الحسين، وورثا حب الجهاد من أبيهم حيث كان مقارعاً للنظام البائد ورافضاً للظلم وتم إعدامه من قبل النظام البعثي المجرم عام 1993م بسبب نشاطاته الجهادية ومشاركته في الانتفاضة الشعبانية بعد أن أمضى داخل السجن سنة أو أكثر في أمن العمارة, وقد تم تسليم جثمانه إلى عائلته دون سابق علم أو خبر وأمروا بدفنه مباشرة دون أن يروا جثمانه,
ويقول أسامة (أخو الشهيدين): ما زلنا إلى الآن نشك أن الجثمان الذي استلمناه كان لوالدي أم لشخص آخر!!
بعد ذلك تعرضت العائلة إلى مضايقات من الأجهزة القمعية لنظام صدام أثرت على حياتهم، حيث لم يكملوا دراستهم ولم يحصلوا على وظيفة؛ لأنهم كانوا يسمونهم أبناء المخرب.
تأثر مناف بفكر السيد الشهيد محمد صادق الصدر ( قدس ) وحركته الاصلاحية وكان مواظباً على حضور صلاة الجمعة رغم كل المضايقات والخطورة التي كان يواجهها ويبقى يستذكر كلمات بقيت في ذهنه عن مسيرة أبيه وسيرة الأبطال من قبله، فجاءت حركة السيد الصدر منسجمة مع تطلعاته وروحه الثورية.
وبعد سقوط النظام كانت له مشاركات ضد قوات الاحتلال، ويذكر أسامة ( أخ الشهيدين ): إن مناف كان دائماً يطلب الشهادة في دعائه ويتوسل إلى الله بأن يكرمه بها.
كما كان للشهيد مشاركة في سوريا للدفاع عن حرم العقيلة زينب مع ابطال حركة أنصارالله الأوفياء وقد أوصى والدته الثانية (اُم زين العابدين) بأن لا تبكي عليه والتي كانت تشجعه وتوصيه بأخيه الأصغر زين العابدين وتقول له:
(دير بالك على أخوك خليه بروحك)،
رغم أن زين العابدين كان بطل المنطقة الجنوبية بالملاكمة، ولكن عاطفة الأم لا تعرف سوى الحب والحنان،
أما كيفية الاستشهاد فقد استشهد أحد المجاهدين وركض إليه زين العابدين لكي يسعفه وينقذه فاستهدف بطلقات العدو، ومناف كان مرابطاً في مكان آخر ولكن سمع عن طريق أجهزة المناداة بأن زين العابدين قد استشهد فتذكر وصية والدته بأخيه ولم يتمالك نفسه وركض إليه محاولاً سحبه بعد أن احتضنه، ولكن يبدوا أن زين العابدين أبى أن يرحل وحيداً، فأخذ معه أخاه إلى دار الجنان، فقد استشهد معه، ليكتبا معاً قصة تضحية جديدة من قصص الشهداء عنوانها توأم الشهادة.
كان آخر اتصال للشهيد زين العابدين يوصي أخيه بأن يرعى والدته وقال: له نحن نطلب الشهادة وقد اخترنا هذا الطريق، أما آخر اتصال لمناف فقد قال لأخيه: ادعو لنا بالنصر لأننا سوف ندخل المعركة،
فرحلا عن هذه الدنيا، وتركا خلفهما قلوباً حزينة على فراقهم
فسلام عليكما أيها الشهيدان بما بذلتما {فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.