الإثنين ٣-٢-٢٠٢٥
✍️د.عايدة عوض
وجدت على واتساب ثم على بعض المواقع على فيسبوك ظاهرة خطيرة لم ينتبه لها المصريين وبدأوا يتداولوها ببعض التباهي الذكوري المقنع في شكل “هزار” أو “خفة دم” غير مدركين انهم إبتلعوا الطعم وبدأوا في ترويج إشاعة من أبغض الاشاعات التي روج لها العدو في أول ألأيام بعد ٧ اكتوبر.
صعقت عندما قرأت لكتاب محترمين يتناولون أقوال مرسلة أن بعض الأسيرات الإسرائليات حوامل أو قد وضعن أطفال قبل عودتهن. والهمز واللمز عن القدرات الجنسية لرجال كتائب القسام وبمقارنة الضعف الجنسي للإسرائيليين كان شئ أصابني بصدمة كبيرة.
بلعوا الطعم لأنه دغدغ مشاعرهم بالتباهي بالقوة الجنسية الذكورية للرجل الشرقي ، وبلعوا الطعم وبدأوا في الترويج لإحدى الأكاذيب المدمرة التي إستخدمتها إسرائيل عن الإغتصاب الممنهج للنساء الإسرائيليات في ٧ أكتوبر ، والتي كادت تقلب العالم على الفلسطينيين جميعاً وتجعل العالم متشوق لإبادتهم.
واليوم بدأت الإشاعة مرة أخرى لكن هذه المرة بطريقة أكثر ذكاءاً. فيقال أن الأسيرات وقعن في غرام رجال القسام وحملن منهم ، وعندما تبدأ الإشاعة في الإنتشار على صفحات التواصل الإجتماعي النابعة من الشرق نفسه ولتكن من قلب مصر ، تبدأ إسرائيل في الصراخ عن “وحشية الحيوانات البشرية” من القسام الذين إنتهكوا أعراض الأسيرات الضعاف. فينقلب الوضع تماماً ويبدأ العالم ينقلب على الفلسطينيين بالكامل ويرحب بفكرة تشتيتهم خارج أراضيهم لأنهم “حيوانات” يستحقوا ليس فقط التشتيت بل والقتل الجماعي.
♦️هل وعيتوا يا مصريين للأكذوبة الكبيرة التي إبتلعتوها بأن بعض الأسيرات حوامل من رجال القسام؟
هذا والتقارير الرسمية للمستشفيات الإسرائيلية التي فحصت الأسيرات بعد عودتهن من الأسر أقرت بأنهن لم ينتهكن جنسياً!!
هل التباهى بالذكورية المتدفقة والسخرية من الضعف الجنسي لدي الرجال الإسرائيليين يوازي قلب الرأي العام العالمي على القضية الفلسطينية وطردهم من أراضيهم وتحقيق حلم الصهاينة بأخذ كل الأراضي المحتلة وبدء ترسيخ مشروع إسرائيل الكبرى؟
♦️لابد من الإنتباه أننا في مرحلة من أخطر مراحل الحرب على العالم العربي. وقد بدأت المعركة بالفعل بالترويج للإشاعات التي يمكن أن يستخدمها العدو لقلب كل الموازين.
♦️البعض إبتلع الطعم الذي القت به الموساد وبدأ يفسر لماذا وقعن الأسيرات في غرام الرجال من القسام ، دون حتى التفكير فيما إذا كانت هذه الرواية حقيقية أم لا. أخذنا الطعم بمنتهى السهولة لأنه أشبع غرورنا ووضعنا كشرقيين في صورة ذكورية قوية ومتدفقة لايمكن للنساء الأجنبيات من مقاومتها!
♦️لعبوا على نقاط حساسة لدينا وتمكنوا بمنتهى السهولة في إستخدامنا للترويج للسلاح الذي يريدون إستخدامه ضدنا.
للمرة الثانية أأكد أن المستشفيات الإسرائيلية التي كشفت على الأسيرات قالت أنهن لن يمسوا جنسياً وأنهن في صحة عامة جيدة وحتى أنهن نفسياً متزنات ولم يتأثروا بعوامل الخوف من خاطفيهم وأنهن كنا دائماً محميات حتى من القنابل الإسرائيلية.
إنتبهوا يامصريين
♦️الحرب بدأت فكونوا واعين لما تصدقونه من أكاذيب تروج لإستخدامها ضدنا.
حرب المعلومات أفتك من حرب القنابل ، فيمكنها قلب الموازين فيجي لحظات ويمكنهم كسب كل ما يريدونه عبر إشاعة نروجها نحن بدون وعي لانها تشبع رغبة في نفسنا بالتباهي.
حفظ الله مصرنا من الأشرار وبأبنائها الواعين.
✍️د.عايدة عوض
تعليق :
رؤية مختلفة للأحداث تم رصدها بعين خبيرة .
#الأفوكاتو