ويبدو أن خبرات الراحل صائب عريقات، لم تصل إلى السلطة الفلسطينية الحالية إذ ذهبت في 17/11/2020 إلى تصديق وعود الإدارة الأميركية القادمة فانقلبت على قرارات الإجماع الوطني في 19/5/2020 للتحلل من اتفاق أوسلو والتزاماته خاصة الأمنية كما انقلبت على مخرجات اجتماع الأمناء العامين في3/9/2020 لتشكيل القيادة الوطنية الموحدة، وصياغة استراتيجية كفاحية بديلة لالتزامات أوسلو واستحقاقاته.
كذلك ذهبت السلطة الفلسطينية مغمضة العينين، إلى مفاوضات مسار العقبة، شرم الشيخ، لتوفر الغطاء السياسي للأعمال الإجرامية للمتطرف بن غفير، المسمى وزير الأمن الوطني في حكومة الفاشية الإسرائيلية.
كما تراهن على حل الدولتين باعتباره المشروع الأميركي الفاعل للتطبيق بديلاً للمشروع الوطني الفلسطيني (الحرية+ تقرير المصير+ الدولة المستقلة على جدود 4 حزيران 67 + حق العودة إلى الديار والممتلكات).
ومازالت السلطة حتى اللحظة تراهن على دور لها في المشروع الأميركي الخليجي لمستقبل القطاع، رغم ما يفرض عليها من اشتراطات من شأنها أن تعزز التحامها بالاحتلال.
وتتعامى، في الوقت نفسه، عن مشروع الضم الناشط في الضفة الغربية، وعن الحرب اليومية، المتوحشة، ضد مدن الضفة ومخيماتها وريفها وأغوارها وتلالها. في رهان جديد، على «السلام» الذي سيجلبه ترامب إلى المنطقة، وهو السلام الذي بدت تباشيره واضحة في اختيار ترامب سفيره إلى إسرائيل، ومندوبته إلى الأمم المتحدة، ووزيره إلى الخارجية، والثلاثة مستوطنون ينتمون الى المشروع الصهيوني للثلاثي نتنياهو، سموتريتش، بن غفير.
■■■
في الختام، ونحن نستذكر التجارب الفلسطينية المرة والمكلفة، للتفاوض مع إسرائيل في ظل الوسيط الأميركي، فإننا على ثقة تامة أن المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، تملك من القوة الميدانية، والخبرة السياسية، والحكمة والشجاعة، والحيوية، ما يمكنها من أن تستفيد من كل التجارب، بما في ذلك تجربتها في الموافقة عام 2006 على القرار 1701، وكيف عملت دولة الاحتلال على انتهاكه آلاف المرات، في ظل حماية أميركية غير محدودة. ■