«وشرطٌ على مَن شاء أن يكون أديبًا وعانى هذا الشَّوق المبرِّح، أن يُقيم العربيَّة فإنَّه لا ينجو به في مأزق الكتابة ومُعترك الفصاحة مثلُ مطيَّةٍ قويَّةٍ مِن النَّحو، وأهمُّ مِن ذلك علم اللُّغة، فإنَّه لا يُريش خوافي اليراع وينهض به في جوِّ البيان، ولا يُعين على التَّغلغل في أحناء النَّفس وإبراز دقائق الخواطر رافلةً في المطارف اللَّائقة بها مِن الألفاظ مثلُ النَّظر في اللُّغة والتَّأمُّل في وجوه اشتقاق الكلمات بعضِها مِن بعض، وسيل هذا من هذا ولمح معنًى من آخر، ومَن شاء أن يقرأ تاريخ النَّفس البشريَّة فعليه بِعلم اللُّغة».
- مِن رسائل الرَّافعي، صـ ١٦.
- مِن رسائل الرَّافعي، صـ ١٦.
