عندما تفكر في أن تصبح معيدًا أو معيدة في الجامعة أو أي مؤسسة أكاديمية، خاصة هنا في اليمن، تذكر الوضع الذي تعاني منه اليوم كطالب. عندما يحين دورك لتوزيع الدرجات، كن عادلاً، منصفًا، وراعِ ظروف الطلاب. لا تكن متحجرًا أكاديميًا بلا داعٍ، ولا تجعل المادة مجرد عقبة في طريقهم. ساعدهم على الفهم الحقيقي بدلًا من التركيز على التعقيد والدرجات فقط.
لا تكتفِ بشرح الشرائح والعروض النظرية التي قد لا تفيدهم في واقعهم العملي، بل قدم لهم ما ينفعهم فعلًا، وما يمكن أن يساعدهم في مسيرتهم المستقبلية. إذا كنت تمتلك معرفة أو خبرة يمكن أن تختصر عليهم الطريق، فلا تبخل بها، بل كن مرشدًا ودليلًا حقيقيًا لهم.
ولا تأتِ لتقول: "أنا ملتزم بالستاند الأكاديمي" وكأنك مجرد ناقل للمقرر! هناك أساتذة أكفاء لا يلتزمون حرفيًا بهذه القواعد الجامدة، ومع ذلك يتركون بصمة إيجابية في حياة طلابهم. وأنت تعلم جيدًا أن بعض الطلاب يضطرون للبحث عن دكتور يسهل عليهم الأمور، ليس لأنهم لا يريدون التعلم، بل لأن البعض يجعل النجاح صعبًا بلا سبب!
في اليمن، نعلم جميعًا أن توزيع الدرجات قد يكون ظالمًا في بعض الأحيان، وبعض الأساتذة يضعون العراقيل أمام الطلاب دون مراعاة للظروف التي يعيشونها. لا تكن واحدًا منهم! كن ذلك المعيد الذي يتذكر كيف كان يعاني كطالب، ويساعد الطلاب كما كان يتمنى أن يساعده أحدهم يومًا ما.
تذكر دائمًا:الجامعه ليست مجرد مقررات ومحضرات، بل هي بيئة لبناء العقول وصناعة الفرق.
بعض الدكاترة يسعون إلى "تخريج الطلاب"، بينما آخرون يركزون فقط على "تكديس المعلومات" وتعقيد الأمور بلا فائدة. فكن من النوع الأول، كن ممن يسهل العلم، ويمهد الطريق للطلاب، لأن العلم رسالة، وليس مجرد وظيفة!