الكاتب محمد طارق

The owner of this channel has been inactive for the last 11 months. If they remain inactive for the next 10 days, they may lose their account and admin rights in this channel. The contents of the channel will remain accessible for all users.

كنت أتمنى أن أكون الطرف الأكثر حسمًا في العلاقات، لكنك لا تعرف معنى أن تنهزم من أولئك الذين دافعت عنهم، لا تعرف أن يخذلك ذاك الذي راهنت عليه أمام الجميع، وكل الذين حاولت بث الطمأنينة في قلوبهم لم تنال منهم إلا الفزع والخوف..

قد أبدو لك شخص لا يبالي، يتجنب العلاقات ولا يقدر على الركض والمحاولة من جديد لكن صدقني نحن ايضًا ركضنا وتمنينا وحاولنا وكانت لنا أحلام، لكنها الدنيا..

وآه لو كانت الدنيا آخف

سألتها: هل كان تجاوز الأشخاص في حياتك أمر سهل؟
رددت ساخرة: هكذا ظن الجميع، استطعت أن أبدو أمامهم في غاية الثبات والهدوء، امرأة تعرف كيف تقنع كل من حولها أنها بخير فالوقت الذي كان الحزن يبتلع قلبي! لم يكن التجاوز سهل مع فتاة مضججة بالأفكار والمخاوف، لا تعرف كيف تواجه القسوة بالقسوة، كيف ترد الكلمات المؤذية بـكلمات أشد أذى، كيف تهجر وتهمل وتعاتب، لكنني لم أملك رفاهية الاختيار! حين اشتد الضغط وبلغت العاصفة ذروتها حتى أنها اقتلعت ثباتي وهدوئي الذي اعتدت عليه، تجاوزت أشياء لم أتخيل يومًا قدرتي على تجاوزها، تجاوزت أشخاص كانوا يمثلون كل شيء في حياتي، أولئك الذين يشغلون كل وقتك وتفاصيل يومك، لكنني لم أعد أتحمل ضغط العلاقات الاجتماعية، لم تعد لدي قدرة لمواصلة المناهدات والصراعات والتمس أعذار لأشخاص لديهم المبرارات المستمرة لأفعالهم القاسية وكلماتهم الحادة، لم أعد أتحمل كوني الشخص المهم حتى يأتي الأهم، أتناسى فور وجود بديل لغيابي، لم أجد منهم من يشاركني لحظات تعبي وانهياري، من يشاطرني الحزن، كنت أشعر بالوحدة رغم الزحام الكبير في حياتي، كنت أبكي وحدي، أتألم وحدي، أنهار وحدي، ولك يشعر بي أحد، مجرد صور تجمعنا، لحظات من السعادة الزائفة، وحين قررت العزلة لم يلاحظ أحد من الأساس غيابي، لم أكن يومًا الاختيار الأول في حياة أحد..

حين تشتد العاصفة وتصبح العلاقات الاجتماعية عبء وحمل لا يطاق، مجرد علاقات تستهلك طاقتك ومشاعرك ومع ذلك لا تجد من يشعر بك من يهون عليك، عندها فقط يجب أن تدرك أنك ما بين الاستمرار في مثل هذه العلاقات والخضوع للعاصفة حتى تصبح شخص آخر، إما أن تبحث عن الهدوء والراحة أقصد أن تنضج وتتخذ كل القرارات العقلانية التي تجعلك تنجوا من العاصفة ولقد استطعت النجاة .

يؤجر المرء على محاولاته المستمرة رغم أنعدام الشغف وتأخر النتائج، يؤجر على بث الطاقة والأمل في نفوس المحيطين به رغم حاجته لمن يدعمه ويحفزه، يؤجر على ثباته لأن ثمة من يتكىء علية، يؤجر على الأستماع للأخرين والتهوين من أزماتههم ومحاولة تخفيف أثقالهم، رغم كل ما في صدره من ضيق وتعب، يؤجر على ثباته أمام الناس خوفًا أن يحملهم أثقاله ويؤجر لأنه يذهب إلى الله طالبًا يد العون، ويؤجر على سعيه كل يومه أمالاً في تحقيق معجزه تبدل حاله وحياته..

يؤجر المرء على سعيه، لحظاته الصعبة، صمته الطويل، يؤجر على ثقته بـ الله، فـ رغم أنعدام النتائج لكنه يثق بأن كل شيء سيكون على ما يرام.

ليست أنانية ابدًا..
لكنني وصلت لمرحلة ما كل ما أريده أن أجلس على كرسي، أشرب الشاي وأتابع العالم وهو يحاول لأجلي، يجاهد شخص لإسعادي محاولة إرضائي، يدافع عني، يقلب الدنيا رأسًا على عقب حين أشعر بـالحزن أو يقطع أميالاً للفوز بي..

" بعد كل هذة السنوات من الركض والتضحيات لأجل الآخرين، وكل هذه المحاولات لأرضاء الجميع، أظن أنني أستحق أن يحاول العالم لأجلي.. ولو لمرة واحدة " .

تركض بـ أقصى سرعة لـ تصل إلى وجهتك، وتخشى أن لا تصل أو تضل الطريق، تتجاوز هزائمك المريرة وتحاول النهوض سريعًا من خيباتك، وتخشى أن تخونك أقدامك مرة أخرى وتهزمك الدنيا من جديد، تعيد بناء حطام أحلامك، وتعاهد نفسك على البدأ مرة أخرى، وتخشى أن تظل تبني وحين تصل لنقطة الكمال، تتحطم أحلامك مرة أخرى رغمًا عنك، تهون على نفسك فتراتك الصعبة وتراهن على قدرتك على التجاوز والثبات، وتخشى أن تمر الفترة السيئة بـ فترة أشد قسوة عليك أو تكتشف أنها ليست مجرد فترات سيئة إنما هي حياتك، تنعزل عن الناس وتختفي عن الأنظار وتهرب من كل العلاقات، وتخشى أن لا يفتقدك أو يبحدث عنك أحد، تنوي الحب وتفتح أبوابك لـ كل محاولات القرب منك، وتخشى أن تنخذل أو يصاب قلبك بـ فقدان أخر، فـ تنسحب سريعًا من العلاقات وتنغلق عن الناس..

ممتزق وتائه أنت يا صديقي..
ما بين الأمل واليأس..
الحب والعزلة..
القوة والضعف..
والسعادة والحزن..
ممزق أنت ما بين طفولة قلبك وشيخوخة عقلك لكن الله يعلم وحده محاولاتك ويعلم ضعفك وحزنك وما يخفي قلبك وهذا يكفي.

لقد أفلتَ من بين يديك شخصًا كان مُستعدًا ليخوض معك أشد حروبك مع الحياة، مهما كانت الصعوبات التي كانت ستواجهك كان مُستعدًا ليتخطاها معك في سبيل أن تُحقق كل أحلامك وأهدافك، لقد أفلتَ من بين يديك شخصًا كان على أتم استعدادٍ ليُدافع عنك أمام الجميع بكل ما فيك من سوء، كان يثق بك ويقاتل لأجلك، حين يقول الناس أنك أسوأ من في الأرض كان يَرد قائلاً "هو أفضل الناس عِندي" لقد أفلتَ من بين يديك شخصًا كان مُستعدًا أن يتحمل كل شيء في سبيل استمرار علاقتكم، يغفر لك ويتجاوز أخطائك ويصدِّق كل مبرراتك، حتى وإن لم تجد مبرراً للغياب والقسوة كان سيصنع لك كل الحجج والمبررات التي تجعلك ثابتٌ دائمًا في قلبه، لقد أفلتَ من بين يديك شخصًا كان يكتب لك طوال الوقت، يتذكرُك طُوال اليوم، يُغني ويُدندن لك، في غيابك يرى كل الأشياء باهتة، مهما كان الزحام حوله لا يشعر بالونس إلا في وجودك، كنتَ في حياته القطعة الفريدة المميزة الوحيدة، كنتَ بمثابة العالم بالنسبة له، لقد أفلتَ من بين يديك شخصًا يُراعي نوبات غضبك ويحزن لحزنك ويُفكر طوال الوقت في إسعادك، شخصًا لن يمل من تكرار أحاديثك ولن يشعر بالضيق من نوبات حزنك واكتئابك، شخصًا لن يقسو عليك مهما كانت أخطاؤك، لا يُطيق الخصام الطويل، ويُحب فكرة أن يتشارك معك كل شيء مهما كان بسيطًا وتافهًا..

لقد أفلتَ من بين يديك شخصًا أراد أن يصنع لك عالمًا مُختلفًا وجميلًا أنت أُسطورته وبطله الوحيد..
لقد أفلتَ من بين يديك شخصًا كان يحبك بـ كل صدق.

تعرف يا صديقي..
إن في فترات معينة رغم قسوة أحداثها ومواقفها، لكن الخوف الحقيقي فيما سيحدث بعد نهاية هذه الفترة..
بـ حكم التجارب والخبرات وخلافه أنت عارف أن الأحداث السيئة هتمر وهتتجاوزها وهتنتهي بكل ما فيها بـ الحلو والوحش، لكن الشيء الوحيد اللي هيتغير فيك هو أنت..

في فترات معينة أزمتها إنك هتودع صفات كتير جواك كنت بحبها، صفات وتفاصيل في شخصيتك كانت بريئة وساذجة لكنها كانت صافية وصادقة، هتتغير بطريقة أنت نفسك مش هتستوعبها ولا هتدركها إلا بعد وقت طويل..

هتراجع نفسك وتستغرب ازاي الدنيا غيرتك بالشكل دا.

انت عارف يا صديقي..
واحدة من أسوأ المواقف اللي هتمر عليك هو إنك تتلام على أمور لا دخل لك فيها، سعيت في مشوار ولم يحالفك التوفيق، أجتهدت في تحقيق شيء ولم يتحقق، حلمت وركضت وراء أحلامك وفجأة تحطمت بدون أي سبب حقيقي، تعشمت في أشخاص خذلوك، أختيارك الخاطىء لبعض الأشخاص في حياتك..

شعور مُزعج جدًا لأن النتيجة النهائية صفر وكل محاولاتك ما دامت لم يكتب لها النجاح فـ لن ينظر لها ولن تضع في الحسبان..

مع إنك مقصرتش وجواك يقين تام إنك عملت فوق طاقتك ومع ذلك فـ أنت مجبر تتحمل شعور إنك الشخص السيء في رواية الجميع، رغم كل محاولاتك وسعيك ورغم أن كل التعثرات والهزائم والأمور السيئة حدثت رغمًا عنك لكن النتيجة صفر فـ عليك تحمل كل شيء حتى الأشياء التي حدثت رغمًا عنك .

ما يهزم المرء ليست كل الصراعات التي يخوضها في حياته، ما يهزمه ليست كل الأحداث السريعة التي تمر علية وكل القرارت المصيرية التي ينبغي علية اتخاذها في وقت قياسي، الهزائم بالطبع مؤلمة، و مواصلة السعي رغم أنعدام الطاقة وغياب النتائج كل هذه الأشياء مؤلمة وصعبة..

لكن أكثر ما يهزم المرء هو أن كل هذه الصراعات والأحداث والمحاولات لأجل تحقيق أحلام بسيطة لا تستحق كل هذه المعاناة، ورغم بساطتها قد لا تتحقق .

اتمنى أن ينتهي شهر رمضان وقلبي مجبور الخاطر، معافى من كل أثار مؤلمة سواء كان من رحيل أشخاص أحببتهم من كل قلبي، أو خذلان من شخص تعلقت به ودافعت عنه بكل قوة وكان هو أول من خذلني، معافى من كل هؤلاء الذين تعمدوا إيذائي ، معافى من أثار غياب التوفيق، والأحلام التي لم تتحقق، قادرًا على التمني والحلم مرة، أستعيد طاقتي من جديد لمواصلة الطرق التي سلكتها والبدأ في طرق جديدة ربما كُتب الخير لي فيها، أتمنى أن ينتهي شهر رمضان وعقلي هادىء قادر على ترتيب أوراقي من جديد لأواصل حياتي بشكل أفضل، يطمئن قلبي من مخاوفه التي تسيطر علية، ينعم الله علينا بـ الرضاء والسكينة والهدوء.

اللهم إني تائه ومُشتت، أركض في كل الطرق، وأسعى بكل ما أوتيت من قوة لكنني لم أصل لوجهتي بعد، تأخرت النتائج وبدأت أشعر أنني طوال هذه السنوات أركض في الطريق الخطأ أو أنني لن أصل لمرادي أبدًا، فـ دلني وأرشدني للطريق الصحيح، واجعل نهاية هذا السعي محطة وصول أستريح فيها، وأشعر أنني حققت شيء يُذكر في حياتي، اللهم إن قلبي يرتجف، وعقلي مشوش كلما فكرت في المستقبل تبعثرت أوراقي، وتملّك الخوف من قلبي، فـ طمئن قلبي وارزقني البصيرة والهدوء، اللهم إنني انهزمت في معارك لا تخصني، تحطمت أغلب أحلامي وكثيرة هي الأمنيات التي تمنيتها ولم تتحقق، فـ إن كانت دعواتي لا تقبل لـ ذنب اقترفت فـ اغفر لي أخطائي، وإن كانت لـ حكمة لا أعلمها فـ صبّر قلبي بما لا أعلمه، وارزقني لذة النجاح، وتحقيق أحلامي، وتلك الليلة التي تستجاب فيها دعواتنا وأمنياتنا، إنك على كل شيء قدير.

متى نعلم أننا على وشك نهاية علاقتنا بشخصٍ ما نحبه؟
- حين يتسلل الكتمان بينكما، أقصد يختفي التعبير عن الحزن من مواقف عابرة حدثت بينكما، تيأس من تغيير أفعاله فتتجنب معاتبته، لا تلومه على كلماته القاسية التي لربما تسببت في آلام لا تنتهي في قلبك، لا تتناقش معه عن التفاصيل الصغيرة المزعجة التي لاحظتها ولم يكترث لها، تخفي عنه الضيق الكبير الذي يكاد يبتلعك من غيابه وإهماله المتكرر لك في أشد لحظات احتياجك له..

الكتمان يولد التراكمات..
والتراكمات حين تنفجر مرةً واحدة، تُحطم كل شيء..
العلاقات التي تنتهي بسبب الكتمان والتراكمات لا تعود أبدًا.

وأنا تعذبني التفاصيل، لا أنسى الكلمات التي عذبتني وقت غضب أحدهم، قد لا أنام بسبب نظرة ما أزعجتني، أهتم كثيرًا بطريقة اللقاء والوداع، كذلك نبرة الصوت ونظرات العين، ألاحظ اهتمام وشغف الناس حين أتحدث وأسمع تنهيداتهم حين يشعرون بالملل، الردود الباردة لا أنساها، التفاصيل تقودني ناحية الجنون، لا أستطيع وصف وشرح كل هذا لأي شخص، قد يسخر، قد يتهمنني بـ المبالغة أو المرض أو حتى الخبث، لطالما حاولت التعايش دون أن أبالي بمثل هذه الأشياء لكنها تطاردني دائمًا في رأسي في صمتي الطويل، لطالما ظنوا إنني راضِ عن هذه اللعنة، لكن لا أحد يفهم إنني أكافح لأتعافى منها، التفاصيل سبب شقائي الأكبر في الحياة .

يعز عليّ أن أقول لك هذا يا صديقي لكننا لن نعود أبدًا، هذا لا يعيبك ولا يعني إنك شخص سيء، لكن الفكرة إنني حين اُحب أغرق تمامًا في الحب، أميز الشخص الذي اُحبه عن الجميع، أستثنيه دون عن العالم، يكون هو الخيار الأول والوحيد والشخص الذي قد أضحي بكل شيء في سبيل سعادته، أتغافل عن الكثير من أخطائه، التمس كل الأعذار للغياب، للأهمال، وأحسن الظن في كل تصرفاته حتى تلك التي قد تزعجني وتهزمني، أعطي ولا أنتظر المقابل، أضحي ولا أفكر لو تبدلت الظروف هل سيقوم بـ نفس التضحيات أم سيهرب، حين اُحب فـ أنا اُحب بعفوية وتلقائية وحماس كـ الأطفال، ولأنني شخص ثقيل الهوى، لا يلقي بـ عاطفته ومشاعره لكل عابر في حياته، فـ أنا حين يفيض بي الكيل، أشعر بـ الخذلان المتكرر، عدم التقدير المتعمد، وإنني اُحب بكل ما في من طاقة وحب، اُحب بـ حماس وشغف، بينما الطرف الأخر لا يبادلني نفس المشاعر، لا يعاملني كما اعامله، مكانتي في قلبه بعيدة كل البعد عن مكانته في قلبي، حينها أنسحب وأعلم قلبي القسوة والجفاء، أنسحب وأشد بـ نفسي وأعاقبها على كل ما قدمته، وحينها لا أستطيع التواصل معك مرة أخرى، لأنني أندفعت نحوك بكل قوة وعُدت محمل بـ كل الخيبات والهزائم..

لن نعود مرة أخرى لأنك كنت أستثناء في قلبي..
ولأنني أستطيع معاملة كل الناس بـ جفاء وبرود، إلا أولئك الذين قدمت لهم الدنيا اما أن تستمر علاقتنا او ينتهي كل ما بيننا فـ تصبح مجرد شخص عابر مر على حياتي.

أوهموك وقالوا "المحب لا يرحل أبدًا"
فـ والله الصديق الذي كان يدافع عنك أمام الناس، يهون عليك مأساتك رغم كل ما فيه من تعب وضيق، وكان يقدم لك كل ما يملكه في سبيل إسعادك والفوز بـ رضاك، ذاك الذي كان صديقًا وفيًا لك، إن رحل عنك لا يعود أبدًا

أوهموك وقالوا "المحب لا يرحل أبدًا"

فـ والله العاشق الذي تجلى في عشقه، أخلص في مشاعره لك، اختارك وجعلك استثناء عن الجميع واختارك أولًا وأخيرًا، فـ لم يضعك في مقارنات أو هددك يوم بـ الرحيل عنك، الذي هدم كل الحواجز التي تعيق علاقتكما، والذي التمس لكل حماقاتك ألف عذر، وتحمل فوق طاقته ألف مرة ليبقى عليك، وكان مستعدًا للتضحية بـ كل شيء من أجلك، ذاك وإن رحل عنك لا يعود أبدًا

الذي رحل لأنه أدرك أن لا قيمة للعطاء... لن يعود.
الذي رحل لأنه استهلك نفسيًا ونفذت طاقته... لن يعود.
الذي رحل لأنه أدرك أن مشاعره لا تقدر... لن يعود.
الذي رحل لأنه فهم وعرف الحقيقة... لن يعود.
أوهموك فـ قالوا المحب لا يرحل أبدًا...
فـ والله أغلب الصادقين في مشاعرهم إن رحلوا لا يعودون أبدًا.

واحدة من أصعب المواقف التي مرت بي، حين انتهت علاقتي مع صديقي الوحيد، كلانا كان يذهب لـنفس الأماكن التي اعتدنا الذهاب إليها معًا وحين افترقنا جلس كل واحد منا بمفرده، كان النادل يقول " صديقك هناك لم لا تجلس معه " كنت أتلعثم وأتردد ولا أجد إجابة مناسبة قبل أن أقرر الرحيل عن المكان في هدوء، كان وحين التقي بأشخاص يعرفون علاقننا جيدًا فـ يسألونني عنه فـ لا أجد كلمات كافية للرد فـأقول كاذبًا " هو بخير " وأنا لا أعرف ما يحدث في حياته من الأساس لكنني أخجل من أن أقول " لقد افترقنا ولم نعد نعرف أخبار بعضنا البعض "، وحين يأتي أحد ويشتكي من أفعال صديقي القديم أقول له " التمس له عذر هو يملك قلب طيب لا يعرف القسوة " أدافع عنه وأحاول الحفاظ على صورته الجميلة أمام الجميع..

واحدة من أصعب المواقف التي مرت بي..
حين لم أقدر على الاعتراف أمام الناس..
بإنني لم أكن الشخص والصديق المفضل للشخص والصديق المفضل لي .

في فترة ما من حياتك، ستجبر قلبك على التخلي عن كل الأشياء التي تؤذيه رغم تعلقه الشديد بها، ستنسحب من العلاقات المُرهِقة ولن تكترث لما يقال عنك أو تحاول تجميل صورتك وتبرير أفعالك لأي شخص.

تلك الفترة التي تدرك فيها أن راحتك النفسية وهدوءك الذهني أهم من صراعات العلاقات الاجتماعية التي لا تنتهي.

حين رحلت ظننت إنك لن تعود، كنت أتألم رافضًا كل الرفض أسباب رحيلك، قضيت فترة طويلة أتألم، أعاني، وأحاول تجاوز علاقتنا بكل الطرق الممكنة، وفي اليوم التي شعرت بـ تحسن كبير وإنني أصبحت قادر على مواصلة الحياة بدونك، فوجئت بـ عوتك، لا أنكر إنني شعرت بـ سعادة عميقة في روحي، صحيح مر وقتًا طويلاً على نهايتنا لكنني أومن إن العودة تمحي كل الأثار الحزينة التي يتركها الغياب، وبعد أن أعتدت مرة أخرى على وجودك، وبدأت أعيد ترتيب حياتي عليك وأحلام بالحياة معًا، فاجئتني أنت مرة أخرى بالرحيل، بلا سبب واضح، بلا سبب واحد يجعلني أبرر لك غيابك الثاني..

مرت الأيام وقررت من جديد البدأ في التجاوز والتأقلم على هذا الغياب، لكنك كنت تعود مرة أخرى لتثير الفوضى في حياتي، وفي كل مرة كنت أبتكر لك أسباب مُختلفة سواء للرحيل أو حتى للعودة، لطالما وضعت كل اللوم على نفسي فـ كنت أقول " ربما رحل لأنه شعر بالملل معي " فـ تعود فـ أقول لنفسي " ربما عاد لأنه يحتاج لمن يطمئن قلبه " ثم ترحل من جديد فـ أقول لنفسي " ربما رحل لأنه لا يملك طاقة ليحبني بما يكفي " فـ تعود فـ أقول لنفسي " لقد شعر بمرارة فقداني وحتمًا لن يرحل هذة المرة " الكثير والكثير من الكلمات والمبرارت التي أبتكرها لأحافظ على مكانتك في قلبي..

لكن وفي المرة الأخيرة وأثناء حديثنا عن الرحيل والعودة شعرت بين كلماتك إنك لا تريدني بالمعنى الحرفي للكلمة لكنك لا تريدني مع شخص أخر، لا تريد الحياة معي لكنك لا تريد أن أعيش حياتي مع غيرك، شعرت بين كلماتك إنك تؤمن بإنني أنتظرك لأنني لا أقوى على العيش بدونك لذلك أوافق على العودة بلا تفكير..

كنت مُستعد أن أنتظر مئة عام لكنني لم أستطع تحمل فكرة
" حب الأمتلاك " الذي سيطر على مشاعرك، لم أتحمل فكرة
" الأستهانة " بـ قدرتي على التخلي والمساس بـ كرامتي في سبيل البقاء معك وأعتبار غفراني لك ضعف شخصية..

في المرة الأخيرة ظهرت أمامي كل الرسائل التي تجاهلتها وكل الكلمات التي سمعتها ممن حولي حين قالوا بأنك لا تحبني.. وكم مؤلمة الحقيقة .

أعتقد أن أفضل ما قدمته للذين خرجوا من حياتي أنني لم أتمنى أي سوء لهم بعد نهاية علاقتنا، لطالما كان بإمكاني الانتقام لكنني لم أفعل، لطالما كان بإمكاني رد الأذى الذي حصدته منهم لكنني لم أفعل، كان بإمكاني أيضًا ان أواجههم بأخطائهم وعيوبهم وكان بإمكاني أن أتحدث عن أسباب نهاية علاقتنا لكنني لم أفعل، حتى الذين أبدعوا في سرد تفاصيل حياتنا وتوضيح الجانب السيء مني والتحدث عن أسرارنا الخاصة، لم أبادلهم نفس الأفعال والتصرفات بل كنت أتحدث بـ كل خير حين يسألني أحد عنهم، وأضعف الإيمان كنت أتجنب الحديث عنهم..

تخيل أن تتحدث بسوء عن شخص أهديته وأهداك قلبه، جمعتكم مواقف وذكريات خاصة ما بين السعادة والحزن، تخيل أن تتحدث بسوء عن شخص كنت تثق وتحب الحياة معه..

الفكرة في حد ذاتها مزعجة جدًا وأعتبرها خيانة للذكريات التي جمعتني به، للتفاصيل والمواقف التي شهدت على علاقتنا، لمشاعر الود والحب بيننا ...
أعتبرها خيانة لـ أفكاري ومبادئي وتربيتي ولـ نفسي .