أحدهما: الاستهزاء المكفِّر حقيقةً؛
وهو الاستهزاء بالله وآياته ورسوله؛ لأنَّه نُصَّ على هؤلاء الثَّلاثة في قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿قُل أَبِاللَّهِ وآياته ورسوله كنتم تستهزئون . لا تعتذروا قَد كفرتم بعد إيمانكم﴾ (التوبة: ٦٥-٦٦).
والآخر: الاستهزاء المكفِّر حُكمًا؛
وهو ما رجع إلى المنصوص عليه؛ كمَن يستهزئ بشيءٍ مِن دين الله سبحانه وتعالى، فإنَّ ذلك راجعٌ إلى الاستهزاء بالله أو بآياته أو برسوله صلَّى الله عليه وسلَّم فيكون له الحكم نفسه.
وما خرج عن هذين النَّوعين فإنَّه قد يكون فسقًا لا يكفر به العبد؛ كمن استهزأ بصورة أحدٍ مِن النَّاس المتعلِّقة بالشَّريعة - كاللِّحية مثلًا - فإنَّه يستهزئ بها على إرادة تعلُّقها بذلك الشَّخص، لا مِن جهة كونها مأمورًا بها، فحينئذٍ لا يكفر؛ لأنَّه لم يستهزئ بها مِن جهة كونها دِينًا، وإنَّما مِن أجل أنَّها لحية فلانٍ، وهذا فسقٌ؛ لما فيه مِن السُّخرية بالمؤمنين.
•📚 شرح القول السديد في مقاصد التوحيد للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي للشيخ صالح بن عبد الله العصيمي