جهود بطولية للكوادر الصحفية والطبية والدفاع المدني بغزة
غزة - يوسف ريان
على مدار 15 شهرًا، سطّرت الكوادر الصحفية والطبية والدفاع المدني في قطاع غزة ملاحم من الصمود والتضحية خلال أداء مهامها الإنسانية والوطنية في ظل ظروف قاسية، لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلًا.
خاض الصحفيون الفلسطينيون معركة الحقيقة، مقدمين أرواحهم فداءً لنقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض، رغم الاستهداف المباشر والتضييق على عملهم. ورغم المخاطر الجسيمة، استمروا في توثيق الجرائم والانتهاكات، ليكونوا شهودًا على واحدة من أكثر الفترات دموية في تاريخ القطاع.
لم تتوقف الطواقم الطبية عن أداء واجبها الإنساني رغم النقص الحاد في المعدات والإمدادات الطبية، حيث عمل الأطباء والممرضون في ظروف قاسية لإنقاذ الأرواح، في مشافٍ مهددة بالقصف، أو حتى وسط أنقاض المباني المدمرة، محاولين التعامل مع إصابات مروعة تفوق قدرة النظام الصحي المنهك.
رغم ضعف الإمكانيات، لم يتوانَ رجال الدفاع المدني عن تلبية نداء الاستغاثة، سواء بانتشال الضحايا من تحت الأنقاض أو إخماد الحرائق الناجمة عن القصف. هؤلاء الأبطال عملوا في ظروف خطرة، حيث كانت حياتهم على المحك مع كل مهمة إنقاذ جديدة.
تزامن كل ذلك مع صمت عالمي وتخاذل دولي، حيث لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الجرائم بحق المدنيين. ورغم توثيق الانتهاكات، ظلت الجهات الدولية عاجزة عن فرض العدالة، ما فاقم من معاناة أهل القطاع.
في ظل هذه التضحيات العظيمة، نتوجه بجزيل الشكر والعرفان لهذه الكوادر البطلة، التي أثبتت أن الإنسانية والإرادة يمكن أن تصمدا حتى في أحلك الظروف. إن تضحياتهم لن تُنسى، وستظل محفورة في ذاكرة التاريخ كرمز للشجاعة والتفاني.
المصدر | السلطة الرابعة