أكد الدكتور عبد المنعم عبد الحافظ، وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوري، في لقاء خاص مع تلفزيون سوريا، أن إعادة إعمار القطاع التعليمي تأتي على رأس أولويات الحكومة، مشدداً على أن سوريا "ستعود منبعاً للحضارة والعلم"، داعياً إلى تضافر الجهود لإعادة بناء المؤسسات الأكاديمية بعد سنوات من التدهور.
🔹️الفساد الإداري وتردي البنية التحتية
كشف الوزير عن وجود "ترهل كبير وفساد إداري ومالي" في قطاع التعليم العالي، مؤكداً أن النظام السابق أقصى الكفاءات وعيّن كوادر موالية له، مما أدى إلى تفشي الفساد. وأوضح أن الوزارة باشرت بإجراء تغييرات جذرية، شملت تشكيل لجان لإدارة الجامعات المحررة حديثاً، واستبدال الكوادر المتورطة، مع إحالة بعضها إلى القضاء عند ثبوت الأدلة. كما أشار إلى تردي البنية التحتية والتجهيزات المخبرية، خصوصاً في الكليات التطبيقية والمشافي الجامعية، حيث لا تزال تعتمد على أجهزة قديمة أو معطلة.
🔹️التصنيف العالمي والبحث العلمي
أقر عبد الحافظ بتراجع تصنيف الجامعات السورية عالمياً، مرجعاً ذلك إلى ضعف البحث العلمي، الذي وصفه بأنه كان "روتينياً وغير مرتبط باحتياجات المجتمع". وأكد أن الوزارة تعمل على خطة شاملة لإعادة تأهيل الجامعات، تتضمن تطوير البنية التحتية، وتحديث المناهج بالتعاون مع الأقسام الأكاديمية، وتعزيز البحث العلمي بما يتماشى مع متطلبات التنمية.
🔹️التعاون الدولي والاعتراف بالجامعات المحررة
أكد الوزير أن هناك اتصالات مع جامعات في دول مجاورة، مثل تركيا ولبنان، بهدف تبادل الخبرات وتقديم منح دراسية، مشدداً على أن "سوريا لم تعد مقسمة بين نظام وثورة"، بل أصبحت جامعاتها كياناً موحداً. وأوضح أن الاعتراف بالجامعات في المناطق المحررة، مثل حلب وإدلب، يخضع لشروط أكاديمية محددة، حيث تم بالفعل اعتماد جامعة حلب، فيما تنتظر جامعات أخرى، مثل "شام" و"النهضة"، استكمال ملفاتها الفنية.
🔹️أوضاع الطلاب والأولويات المستقبلية
رداً على تساؤلات الطلاب في الشمال السوري، أكد عبد الحافظ أن الأولوية تُمنح للمناطق المحررة في التوظيف والدراسات العليا، مشيراً إلى أنه سيتم السماح بنقل الطلاب بين الجامعات السورية بدءاً من العام المقبل. كما أطلقت الوزارة منصة إلكترونية لاستقبال طلبات الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة منذ عام 2011، مع إمكانية تمديد فترة التقديم وفق الحاجة.
🔹️رؤية مستقبلية للتعليم
اختتم الوزير حديثه بالتأكيد على أن "بناء سوريا يبدأ من بناء الإنسان"، معتبراً الطلاب الركيزة الأساسية للتطوير في مختلف المجالات. كما دعا جميع السوريين إلى دعم جهود الإصلاح، مؤكداً أن التعليم يشكل "بيضة القبان" في مسيرة النهوض بالبلاد.
بهذه الرؤية، يسعى الدكتور عبد الحافظ إلى استعادة مكانة الجامعات السورية من خلال محاربة الفساد، وتعزيز الشفافية، والانفتاح على التعاون المحلي والدولي.