رأيتكِ في حلمي كما كنتِ، لم تغيّرك الأيام، ولم تخفت بسمتكِ التي أحببتها، كأن الزمن توقّف عند لحظةٍ لم أعشها معكِ في الواقع، لكنه منحني إياها في المنام كتعويضٍ مؤقت.
كان صوتكِ كما هو، دافئًا يهدّئ ضجيج روحي، وكانت عيناكِ تحملان ذات البريق الذي خطفني منذ أول نظرة. ضحكتِ.. فاهتزّ شيء في داخلي، شيءٌ ظننته مات منذ زمن.
لكن الحلم قاسٍ، يهبنا لحظاتٍ لا تدوم.. أيقظني الفجر منكِ، وتركني وحيدًا بين بقاياكِ، بين شوقٍ يزداد ووجعٍ يتكرر، وبين سؤالٍ لا جواب له: لماذا يصرّ القدر أن تكوني في أحلامي فقط؟
كلما رأيتكِ هناك، أدركتُ أنني لم أنسكِ يومًا، وأن الحلم هو المكان الوحيد الذي لا يستطيع أن يأخذكِ مني.