الثقافة الزهرائية

@zahraa_culture


طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا

الثقافة الزهرائية

22 Oct, 17:12


أبرزُ صِفةٍ في الشيعةِ المُنتظرين لإمامِ زمانِهم في حديثِ إمامِنا الباقر:
يقبضون على دِينِهم كالقابضِ على الجَمْر!

:
❂ يقولُ إمامُنا الباقر "عليه السلام":
(قال رسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ وعندهُ جماعةٌ مِن أصحابه: «الّلهُمّ لقّني إخواني» مرّتين،
فقال مَن حولَهُ مِن أصحابه:
أما نحنُ إخوانُك يا رسولَ الله؟ فقال: لا، إنّكم أصحابي،
وإخواني قومٌ مِن آخرِ الزمان آمنوا بي ولم يروني..لقد عرّفنيهُم اللهُ بأسمائهم وأسماءِ آبائهم مِن قبل أن يُخرِجَهم مِن أصلابِ آبائهم وأرحامِ أُمّهاتِهم،
لَأحَدُهم أشدُّ بُقيةً على دينهِ مِن خَرْط القتادِ في الّليلةِ الظلماء، أو كالقابضِ على جمرِ الغَضا!
أُولئك مصابيجُ الدُجى، يُنجّيهم اللهُ مِن كلّ فتنةٍ غبراء مُظلمة)

[البحار: ج52]

[توضيحات]
✦ قولُهُ: (لَأحدُهُم أشدُّ بُقيةً على دينِهِ) أيّ لَأحدُهم أشدُّ تمسُكّاً بدينِهِ مِن خَرْطِ القتاد في الّليلةِ الظلماء،
والقتاد: هو نباتٌ كثيرُ الشوكِ وشديدُ الشوك (أي أنّ أشواكَهُ كالإبر)

والمُراد مِن "خَرْط القتاد": إمّا إزالةُ هذه الأشواكِ الشديدةِ بكفِّ اليد،
أو إزالةُ جلدِ هذه النباتاتِ الشوكيّة (أي رفعُ الّلحاءِ المُحيط بها)
فحين يُحاولُ شخصٌ أن يرفعَ بيدِهِ جلدَ نباتِ القتاد المليئ بالأشواك في ليلةٍ مُظلمةٍ فإنّ يدَهُ ستتمزّقُ بسببِ الأشواكِ الشديدة،
(وهذا مثَلٌ يضربُهُ العرب يُشيرون فيه إلى الأُمورِ الشديدةِ الصعبة جدّاً والشديدةِ العُسر)
فهذه العبارة هي إشارةٌ لشدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبيِّ أهلِ البيتِ في عصرِ الغَيبةِ مِن فتنٍ وابتلاءات

وفيها إشارةٌ أيضاً إلى أنّ أبرزَ صِفةٍ في أولياءِ أهلِ البيتِ الحقيقيّين الصادقين المُخلصين هي قوّةُ العقيدةِ والثباتُ عليها،
فهم يتمسّكون شديدَ التمسُّكِ بدينِهم كما يقولُ إمامُنا الباقر،
وبعبارةٍ أدق؛ يتمسكّون شديدَ التمسُّكِ بإمامِ زمانِهم،
فعنوان (الدين) في ثقافةِ العترة يعني الإمام المعصوم كما نُخاطِب سيّدَ الأوصياء في زيارتِهِ: (السلام عليك يا دين اللهِ القويم)
وكما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارتِهِ:
(السلامُ على الدين المأثور والكتابِ المسطور)

ولذا أعطاهم رسولُ اللهِ منزلةً أعلى مِن منزلةِ أصحابِهِ، فعدّهم إخوانَهُ حين قال مرّتين: «الّلهُمّ لقّني إخواني»
ووصفَهم أنّهم"مصابيحُ الدجى" وهذا التعبير يُذكّرنا بالأوصافِ الّتي ذكرها أهلُ البيتِ لخواصّ أصحابِ إمامِ زمانِنا،
إذ يقولُ إمامُنا الصادق في وصفِ النُخبةِ مِن أصحابِ القائم، يقول:
(هم أطوعُ له من الأمةِ لسيّدِها، كالمصابيح؛ كأنّ قلوبَهم القناديل)

ونبيُّنا يقولُ في حديثِهِ عن إخوانِهِ في آخرِ الزمان: (أُولئك مصابيحُ الدُجى)
نفس المضمون،
وإنّما وُصِفوا بهذا الوصفِ لأنّهم على عقيدةٍ سليمةٍ وارتباطٍ متينٍ بإمامِ زمانِهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(لَنُورُ الإمام في قلوبِ المُؤمنين أنورُ مِن الشمسِ المُضيئةِ بالنهار، وهم واللهِ يُنوّرون قلوبَ المُؤمنين ويحجِبُ اللهُ نُورَهم عمّن يشاء فتُظلِمُ قُلوبُهم)

✦ أمّا قولُ الإمام وهو يصِفُ المُتمسِّكَ بدينِهِ في زمن الغَيبة بأنّه: (كالقابضِ على جَمْر الغضا)
الغضا: صِنفٌ مِن أصناف (شجر الإثل) كانت العرب تستعمِلُهُ في أن توقدَ عليه، لأنّ خشبَ هذا الشجر له ميزتان:
الأولى: أنّ جمْرَهُ شديدُ التوهُّج
والثانية: أنّ خشَبَهُ يبقى مُتوهجاً لمدّةٍ طويلةٍ فلا تخمَدُ نارُهُ،
ولذا يُضرَبُ المثَلُ بجمرِ الغضا..أي بهذا الجمرِ الّذي أصلُهُ مِن نبات الغضا ويُوقَدُ بالنارِ فيتجمَّرُ ويكونُ شديدَ التوهّج وشديدَ الحرارة، ويبقى مُتوهّجاً لزمان طويل،
وهذه العبارةُ أيضاً فيها إشارةٌ إلى شدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبّي أهلِ البيتِ في زمنِ الغَيبةِ مِن البلاء الشديد والأذى والفِتن والتمحيص،
ولكنّ الصادقون المُخلصون مِنهم ينالون التوفيقَ في اجتيازِ امتحانِ الغربلةِ هذا بنجاح..فلا تضرُّهم البلايا والفِتن

✦ قولُهُ: (يُنجّيهُم اللهُ مِن كُلِّ  فِتنةٍ غبراء)
المراد يُنجّيهم مِن كُلِّ فتنةٍ في"الدين" وليس مِن فِتن في الدنيا،
ففِتنُ الدنيا تنصَبُّ عليهم صبّاً كما ورد في الروايات أنّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ عبداً صَبَّ عليه البلاءَ صبّاً أو غثّهُ بالبلاءِ غثّاً..وكما يقول سيّدُ الأوصياء:
(إنّ البلاءَ أسرعُ إلى شِيعتِنا مِن السيلِ إلى قرارِ الوادي)

فقولِهِ: (يُنجّيهم اللهُ مِن كُلِّ فتنةٍ غبراء مُظلمة)
يُشير إلى شدّةِ ما يلقاه الناسُ مِن فِتن الدنيا والّتي قد تقودُهم إلى الإنحرافِ والضلال عن دينِهم!

سيّدي يا بقيّةَ الله:
مَن لنا غيركُ كهفاً وملاذاً نعتصمُ به ونلوذُ ونستجيرُ به ونَفِرُّ إليه مِن هذه الفِتن الصمّاءِ العمياءِ المُظلمةِ المُنكسفة!
أنت المنجى، وأنت الملجأ، وأنت الملاذ
وأنت الأمان يا صاحبَ الزمان،
نسألُك أمانَ الدين والدنيا والآخرة بحقِّ أمِّك الصدّيقةِ الطاهرة

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

20 Oct, 16:03


وقفة عند التكليفِ الإلهي لبني إسرائيل بالسجود والتعظيمِ لِمثال يرمزُ لِمحمّدٍ وعلي
:
❂ يقولُ إمامُنا العسكريُّ في معنى قولِهِ تعالى:
﴿وإذ قُلنا ادخلوا هذه القريةَ فكلوا مِنها حيثُ شِئتم رَغَداً وادخلوا البابَ سُجّداً وقولوا حِطّةٌ نغفرُ لكم خطاياكم وسنزيدُ المُحسنين﴾ قال:
(قال اللهُ تعالى: واذكروا يا بني إسرائيل‏ إذ قُلنا لأسلافِكم {ادخلوا هذه القرية} وهي أريحا مِن بلادِ الشام، وذلك حين خرجوا مِن التيه،
{فكُلوا منها} مِن القريةِ {حيثُ شِئتُم رَغَداً}واسعاً بلا تعبٍ ولا نصب‏ {وادخُلوا البابَ‏} بابَ القريةِ سُجّداً،
مثّلَ اللهُ عزّ وجلّ على البابِ مِثالَ محّمدٍ وعليٍّ وأمرَهم أن يسجدوا تعظيماً لذلك المِثال، ويُجدّدوا على أنفُسِهم بيعتَهُما وذِكْرَ موالاتِهما، وليذكروا العهدَ والمِيثاقَ المأخوذَينِ عليهم لهما،
{وقولوا حِطّة} أي قولوا: إنّ سجودَنا للهِ تعالى تعظيماً لمثالِ محمّدٍ وعليٍّ واعتقادَنا لولايتِهما حِطّةٌ لذنوبِنا ومحوٌ لسيئاتِنا،
قال اللهُ تعالى {نغفِرُ لكم}‏ بهذا الفعل‏ِ خطاياكُم‏ السالفةَ ونُزيلُ عنكُم آثامَكُم الماضية،
{وسنزِيدُ المحسنين}‏ مَن كان مِنكم لم يُقارف‏ الذنوبَ الّتي قارفها مَن خالف الولايةَ وثبَتَ على ما أعطى اللهَ مِن نفسِهِ مِن عهدِ الولاية، فإنّا نزيدُهم بهذا الفعلِ زيادةً درجاتٍ ومثوبات، وذلك قولُهُ: {وسنزيدُ المُحسنين})‏
[تفسير الإمام العسكري]

[توضيحات]
أحاديثُ العترةِ تُخبرنا أنّ هذه الحادثة(وهي دخولِ بني إسرائيل إلى قرية أريحا) حدثت بعد عقوبةِ التيه الّتي جرت عليهم حين تاهوا في الصحراء أربعين سنة،
فبعد أن انتهى التيهُ وصلوا إلى القرية،
فقال الله تعالى لهم: كُلوا مِن هذه القريةِ واشربوا وتنعّموا فيها رغداً باعتبار أنّهم لقوا ما لقوا مِن العناءِ في فترةِ التيه،
فكأنّ وصولَهم لهذه القريةِ كان فترةَ استراحةٍ لهم،
ولكن اللهَ اشترط عليهم أن يدخلوا مِن بابِ القريةِ سُجّداً لأنّه مَثّل على بابِ القريةِ مِثالاً، أي مظهراً لمحمّدٍ وعليّ

فأمر بني إسرائيل أن يدخلوا القريةَ سُجّداً تعظيماً مِنهم وتذلُّلاً لمحمّدٍ وعليٍّ وأن يقولوا: "حِطةّ"
أي أن يطلبوا مِن اللهِ بحقِّ محمّدٍ وعليٍّ أن يحطَّ عنهم ذنوبَهم الّتي ارتكبوها قبل التيهِ وبعده،
وأن يدخلوا البابَ سُجّداً وهم يعتقدون بولايةِ محمّدٍ وعليٍّ وآلِهما

فكيف تعامل اليهود مع هذا التكليفِ الإلهي؟
إمامُنا العسكريُّ يُجيبُنا في تفسيرهِ فيقول في معنى قولِهِ: {فبدّل الذين ظلموا قولاً غيرَ الذي قِيل لهم}قال:
(إنّهم لم يسجدوا كما أُمِروا ولا قالوا ما أُمِروا، ولكن دخلوها -أي القرية- مُستقبليها بأستاهِهم -أي بأدبارِهم استهزاءً وسُخرية- وقالوا: (هطا سمقانا) أي حنطةٌ حمراء نتقوّتُها أحبُّ إلينا مِن هذا الفعل وهذا القول،
{فأنزلنا على الّذين ظلموا} غيّروا وبدّلوا ما قِيل لهم ولم ينقادوا لولايةِ محمّدٍ وعليٍّ وآلِهما الطيّبين الطاهرين {رِجزاً مِن السماءِ بما كانوا يفسقون})


فالإمام يقول أنّ بني إسرائيل لم يمتثلوا أمرَ اللهِ بأن يدخلوا القريةَ سُجّداً تعظيماً لمحمّدٍ وعليٍّ..وإنّما استهزؤوا بمثالِ محمّدٍ وعليٍّ فدخلوا القريةِ مُستدبرين بقصدِ الإستخفافِ والسُخريةِ وإساءةِ الأدبِ مع محمّدٍ وآلِ محمّد

ودُخولهم بهذه الطريقةِ الساخرة (إلى بابٍ عليه رموزٌ مُقدّسة والّذي أُمروا أن يُؤدّوا عندَه طُقوساً عقائديّةً معيّنة) يكشِفُ عن أنّ الموازينَ العقائديّةَ عندهم مقلوبة؛
فهم أُمِروا أن يدخلوا البابَ مُستقبلين ومُعظّمين لمثالِ محمّدٍ وعليٍّ..وهم دخلوا مُستدبرين مُستهزئين!
وأُمروا بأن يسجدوا تعظيماً لمِثالِ محمّدٍ وعليٍّ فلم يفعلوا،
وأُمِروا أن يقولوا قولاً يُقِرّون فيه بالعهدِ الّذي أُخِذ عليهم بالإقرارِ بولايةِ محمّدٍ وعليٍّ وذِكرِ موالاتِهما وتجديدِ البيعةِ لهما..فبدّلوه بشكلٍ استهزائيٍّ ساخرٍ لأبعدِ الحدود!
وما في الجَنانِ يظهرُ على فلَتاتِ الّلسان، وما في المضمون تفضحُهُ العيون

هذه التصرّفاتُ تكشِف لنا أنّ منظومةَ القِيَمِ والموازين العقائديّةِ مع أهلِ البيتِ كانت مقلوبةً عند بني إسرائيل،
ولذا نزل بهم الغضَبُ الإلهي،
وهنا الموعظةُ الهامّةُ إلينا:
بأنّ مَن يترك محمّداً وعليّاً وآلَهُما الأطهار، وينحرف عنهم..فإنّه يكونُ دائماً في متاهةٍ (يخرجُ مِن تَيهٍ إلى تَيه) سواء كان مِن اليهود، مِن النصارى، مِن الشيعة، مِن أيّ مجموعة!

فمثلاً نحنُ الشيعةُ حينما نُعطي ظُهورَنا لمنهجِ أهلِ البيتِ في فَهمِ القرآنِ فإنّنا بذلك نكونُ قد استدبرنا طريقَهُم وجعلنا عُقولَنا مُدبرةً عنهم،
فتكونُ ثقافتُنا حينئذٍ ثقافةً مُستدبرة!
لأنّ أهلِ البيتِ هم بابُ حطّتِنا، كما جاء في كلماتِهم الشريفة،
فحينما نُعرضُ عنهم وعن منهجِهم في تفسيرِ القرآن وفي فهمِنا للدين.. فإنّنا نكونُ قد صنعنا ما صنعَهُ بنو إسرائيل عند بابِ حطّة، فلنتأمّل!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

19 Oct, 11:16


حديثٌ يحفظُهُ الجميع، وهو قولُ نبيِّنا الأعظم في حقِّ الصدّيقةِ الكبرى:
(يا فاطمة، إنّ اللهَ تبارك وتعالى لَيغضَبُ لغضَبكِ ويرضى لرضاكِ)
:
لطالما قرأنا هذا الحديث وردّدناهُ على الألسنة..لكن ثمّةَ أسئلةٌ تطرحُ نفسها هنا، وهي:
• ما هو الميزانُ في رِضا الصدّيقةِ الكبرى وما هو الميزانُ في سخَطِها؟
أليست الزهراءُ هي ميزانُ غضبِ اللهِ تعالى ورضاه؟
إذاً فالزهراءُ ميزانٌ لتقييمِنا،
ولذا لابُدّ أن نعرِفَ أين يكونُ رِضا الزهراء وأين يكونُ سخَطُها حتّى نُقيِّم أنفُسَنا ونعرفَ أين نضعُ أقدامَنا لنكونَ في الموضعِ الصحيح..فنبتعدَ عن دائرةِ سخَطِ الزهراء ونسعى للاقترابِ مِن دائرةِ رضاها

• فهل الميزانُ في رضا الزهراء هو الصلاةُ والصيام؟ أم هو الحجُّ والزيارة؟
• هل الميزانُ في رضا الزهراء هو الصدقةُ وإعانةُ المُحتاج؟
• هل رضا الزهراء في صِلةِ الرحِم وحُسنِ الخُلق؟
هل رِضا الزهراء هو في هذه الأُمور مِن العباداتِ وأفعالِ الخير؟

قطعاً كلُّ هذه الأُمور تُحبُّها الزهراء وتُريدها وهي أمورٌ مُهمّةٌ ومطلوبةٌ في دينِنا،
ولكن..هل هذه الأمور هي الّتي تُشكّل ميزانَ رِضا فاطِمة وميزانَ سخَطها؟!
وهل كُلُّ مَن تلبَّس بهذه الصفات هو في الاتّجاهِ القريبِ مِن رضا فاطِمة؟

كلُّ هذه الموازين الّتي ذُكِرت -برغم أهميّتها- لا تُمثّلُ ميزاناً لرضا الصدّيقةِ الكبرى،
هذه الموازينُ الّتي تُقيِّمُ الشخصَ على أساسِ أدائهِ للصلاةِ والصيامِ وسائرِ العباداتِ هي الموازينُ الموجودةُ عند المخالفين،
فمُخالفو أهلِ البيت يزِنونَ الناسَ بهذه الموازين،
بينما في ثقافةِ أهلِ البيتِ الأمرُ يختلف،
كما تُبيّن الرواية التالية-على سبيل المثال- والّتي ينقلُها أحدُ أصحابِ إمامِنا الصادق، فيقول:
(قُلت له-أي الإمام الصادق- جُعلتُ فداك، إنّ لي جاراً لستُ أنتبهُ إلّا بصوتهِ إمّا تالياً كتابَهُ يكرّرهُ ويبكي ويتضرّعُ وإمّا داعياً،
فسألتُ عنه في السرِّ والعلانية فقيل لي: إنّه مُجتنبٌ لجميع المحارم،
فقال الإمام: يا مَيسر يعرفُ شيئاً مِمّا أنت عليه
-أي مِن أمر الولاية-؟
قلتُ: اللهُ أعلم،
فحجَجتُ مِن قابل، فسألتُ عن الرجل فوجدتُهُ لا يعرفُ شيئاً مِن هذا الأمر
(أي أمر الولاية ومعرفةِ إمامِ زمانه)
فدخلتُ على أبي عبدالله فأخبرتُهُ بخبر الرجل، فقال لي: مثل ما قال في العام الماضي: يعرِفُ شيئاً مِمّا أنت عليه؟قلتُ: لا،
قال: يا مَيسر أيُّ البقاع أعظمُ حُرمة؟
قلتُ: اللهُ ورسولهُ وابنُ رسولهِ أعلم.
قال: يا ميسر، ما بين الرُكنِ والمقام روضةٌ مِن رياضِ الجنّة وما بين القبرِ والمِنبرِ روضةٌ مِن رياضِ الجنّة، ولو أنّ عبداً عَمّرهُ اللهُ فيما بين الرُكنِ والمقام وفيما بين القبرِ والمِنبرِ يعبدُهُ ألفَ عام، ثمّ ذُبِح على فراشِهِ مظلوماً كما يُذبَح الكبشُ الأملحُ ثمّ لقِي اللهَ عزّ وجلّ بغيرِ ولايتِنا لكان حقيقاً على اللهِ عزّ وجلّ أن يُكِبّهُ على منخريهِ في نار جهنّم)

[ثواب الأعمال]

الروايةُ واضحة في أنّ مِيزانَ تقييمِ الناس عند أهلِ البيتِ ليس بمقدارِ ما يأتونَ به مِن أعمالٍ صالحةٍ وصلاةٍ وصيامٍ وتلاوةِ قرآن،
فهذه موازينُ المُخالفين

أمّا في ثقافةِ أهلِ البيتِ فالميزانُ الحقيقيُّ لتقييمِ الناسِ هو مِقدارُ الولاءِ والمعرفةِ لأهلِ البيت،
وبعبارةٍ أدق:
ميزانُ الرضا والسَخَطِ الفاطميِّ هو مِقدارِ علاقةِ الشيعيِّ بإمامِ زمانه.
فالذي يبحثُ عن رِضا الزهراء عليه أن يبحثَ عن الميزانِ الّذي وضعَتْهُ الزهراء وآلُها الأطهار للاقترابِ مِن دائرةِ رضاها، وهو: مِقدارُ علاقتِنا وارتباطِنا بإمامِ زماننا؛
أين نحنُ مِن إمامِ زماننا؟
وما مِقدارُ معرِفتِنا بإمامِ زمانِنا؟
وما مقدارُ علاقتِنا بإمامِ زمانِنا؟

هذا قانونٌ زهرائيٌّ مُهمٌّ جدّاً..ضَعْه في ذهنِك أيُّها الشيعي دائماً:
وهو أنّه كلّما كُنتَ قريباً مِن إمامِ زمانِك فأنت قريبٌ مِن دائرةِ الرضا الفاطمي،
وكلّما كُنت بعيداً عن إمامك وعن معرفةِ إمامِ زمانِك فأنت أقربُ ما تكونُ إلى دائرةِ السَخَط الفاطمي،
فكن على حذر!
لأنّ أهمّ قضّيةٍ تحدّثت عنها كلماتُ العترةِ هي السعيُ لمعرفةِ إمامِ زمانِنا

✦ قد يسأل سائل:
ماذا أصنع، وكيف أسعى لمعرفة إمام زماني؟
الجواب بشكلٍ مُوجز:
هناك مجموعةٌ مِن الزيارات والأدعية في مفاتيح الجنان مضامينُها تدورُ في فلَكِ إمامِ زمانِنا (كدعاء الندبة مثلاً وزياراتُ الإمام الحُجّة)
وكذلك الزيارةُ الجامعةُ الكبيرة التي تُمثّل القولَ البليغَ الكامل في معرفةِ أهلِ البيت،
فكلُّ الأوصاف الّتي ذُكرت في الزيارة الجامعة الكبيرة هي أوصافٌ للأئمّة جميعاً، وإمامُ زماننا واحدٌ مِنهم،
لذا على الشيعي أن يقرأ هذه الأدعية والزيارات بتدبّرٍ وتفكّرٍ لأجلِ تحصيل المعرفة، ولا يكتفي بالقراءةِ الطقوسيّةِ فقط مِن دون تفكّر،
فهذه الأدعيةُ والزيارات مليئةٌ بالمضامين الّتي تنوّرُ قلوبَنا وعقولَنا بمعرفةِ إمام زمانِنا

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

15 Oct, 15:09


نقرأ في زيارةِ مولاتِنا المعصومة:
(السلامُ عليكِ عرّف اللهُ بيننا وبينكُم في الجنّة)
ونقرأ أيضاً:
(نسألُ اللهَ أن يُرِينا فيكم السُرورَ والفرَج، وأن يجمعَنا وإيّاكم في زُمرةِ جدّكم محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآله، وأن لا يسلُبَنا معرفتَكم)

ذُكِر في هذه السطور عنوانين مُهمّين في ثقافةِ العترة:
•طلبُ معرفةِ أهلِ البيت
•والدعاء بتعجيل فرجِهم


والبوابةُ لتحقيق هذين الأمرين مولاتُنا المعصومة؛
فنحنُ نُخاطِبُ أهلَ البيتِ هنا مِن خلالِها، فهي وجهٌ لآلِ محمّدٍ وبابٌ وسيعٌ مِن أبوابِهم
وهي بابٌ للقائم مِن آلِ محمّد

فمثواها الأقدس(قُم) نقطةٌ شاخصةٌ في خارطةِ يوم الظُهور،
فقُم تُمثِّلُ خزّانَ الإمدادِ للمشروع المهدوي الأعظم؛
فمعارفُ أهلِ البيتِ تفيضُ مِن(قُم) إلى سائرِ البلاد في الخافقَين!
ومِنها يخرجُ أنصارُ خاتم الوصيّين؛
يقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه
؛
سلامٌ على فاطمةَ المعصومة،
سلامٌ على المُتفرِّعةِ مِن خيرِ مَنبتٍ وأرومة

نتوسّلكِ سيّدتي يا بنتَ أولياء النِعَم بحقِّ أخيكِ الرضا؛ أن تقبلينا بجودكِ في زُمرة(الأوفياء مِن أهلِ قُم والقائلين بمقالتِهم)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

13 Oct, 13:04


إمامُنا الحسنُ العسكريُّ يُخبِرُنا أنّ أكثرَ المُعتقدينَ بإمامةِ صاحبِ الأمر.. سيرتدّونَ عن إمامِ زمانِهِم في عصرِ الغَيبة!
:
يقولُ إمامُنا الحسنُ العسكريُّ لأحمدَ بن اسحاق وهو يُحدّثُهُ عن إمامِ زمانِنا وعن طُولِ غَيبتِهِ وعن حالِ الناسِ في زمنِ الغَيبة التامّة، يقول:
(إنّه سمِيُّ رسولِ اللهِ وكنيُّهُ، الّذي يملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظُلماً... مَثَلُهُ في هذه الأُمّةِ مَثَلُ الخِضر، ومَثَلُهُ مَثَلُ ذِي القرنين،
واللهِ لَيغِيبنَّ غَيبةً لا ينجو فيها مِن الهَلَكةِ إلّا مَن ثَبّتَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ على القولِ بإمامتِهِ ووفّقَهُ فيها للدُعاءِ بتعجيلِ فَرَجه،
قال أحمدُ بن اسحاق: فما السُنّةُ الجاريةُ فيه مِن الخِضرِ وذِي القرنين؟ قال الإمام: طُولُ الغَيبةِ يا أحمد،
فقال: يا ابن رسولِ الله، وإنّ غَيبتَهُ لَتَطول؟ قال الإمام: إي وربّي، حتّى يرجعَ عن هذا الأمرِ أكثرُ القائلينَ به، ولا يبقى إلّا مَن أخذ اللهُ عزّ وجلّ عهدهُ لولايتِنا، وكتبَ في قلبهِ الإيمان، وأيّدهُ بروحٍ من
ه)
:
السلامُ عليكَ يابنَ خاتمِ النبيّين، السلامُ عليكَ يابنَ خاتمِ الوصيّين، السلامُ عليكَ يابنَ سيّدِ المُرسلين، السلامُ عليكَ يابنَ أميرِ المُؤمنين، السلامُ عليكَ يابن سيّدِ الوصيّين، السلامُ عليكَ يابنَ سيّدةِ نساءِ العالمين، السلامُ عليك يابنَ الأئمّةِ الهادين،
السلامُ عليكَ يا خليفةَ اللهِ وابنَ خُلفائِهِ وأبا خليفتِهِ أيّها الزكيُّ العسكريُّ ورحمةُ اللهِ وببركاتُهُ..

الّلهُمَّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وصلِّ على الحَسَنِ بن علي، الهادي إلى دِينَكَ والداعي إلى سبيلِك، عَلَمِ الهُدى ومنارِ التُقى ومعدنِ الحِجى ومأوى النُهى وغيثِ الورى وسحابِ الحِكمةِ وبحْرِ الموعظةِ ووارثِ الأئمّةِ والشهيدِ على الأُمّة،
المعصومِ المُهذَّبِ والفاضلِ المُقرَّبِ والمُطهَّرِ مِن الرجس، الّذي ورّثتَهُ عِلْمَ الكتابِ وألهمتَهُ فصْلَ الخِطابِ ونَصَبتَهُ عَلَماً لأهلِ قِبْلَتِكَ وقرنتَ طاعتَهُ بطاعتِكَ وفَرضتَ مودَّتَهُ على جميع خلقِكَ،
الّلهُمَّ صلِّ عليهِ أفضلَ ما صلّيتَ على أحدٍ مِن أصفيائكَ وحُجَجِكَ وأولادِ رُسُلُكَ، يا إلِهَ العالمين..

سيّدي يا أبا القائم.. أيّها الزاكي العسكري "صلواتُ اللهِ عليك":
سعَدَ مَن والاكُم، وهلكَ مَن عاداكُم، وخابَ مَن جَحَدكُم، وضَلَّ مَن فَارقكُم، وفازَ مَن تمسّكَ بكُم، وأمِنَ مَن لجا إليكُم، وسَلِمَ مَن صدَّقَكُم، وهُديَ مَن اعتصَمَ بكُم، مَن اتّبعكُم فالجنّةُ مأواهُ، ومَن خالفَكُم فالنارُ مثواهُ، ومَن جَحَدكُم كافر، ومَن حاربكُم مُشرك، ومَن ردَّ عليكُم في أسفلِ دَرَكٍ مِن الجحيم...
-------------------------
أسعدَ اللهُ أيّامَكُم بولادةِ إمامِنا البَرِّ التقيّ والنُورِ المُضيّ أبي مُحمّدٍ الحسنِ بن عليِّ الزاكي العسكري "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ وعلى آلِهِ الأطهار" على روايةِ مِيلادِهِ في العاشرِ مِن شهرِ ربيعٍ الثاني

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

11 Oct, 13:06


الصدّيقةُ الكُبرى تُحدِّثُنا عن الدجّال وعن برنامجِ الدجّال الّذي بدأ مُنذُ يومِ السقيفةِ ولا يزالُ يتحرّكُ في أوساطِنا إلى هذه الّلحظة!
:
تقولُ الصدّيقةُ الكُبرى في خُطبتِها المعروفةِ بعد شهادةِ أبيها المُصطفى"صلّى اللهُ عليه وآلِهِ" تقول:
(فلمّا اختار اللهُ لِنبيّهِ دارَ أنبيائِهِ ومأوى أصفيائِهِ ظهَرَ فيكُم حَسَكةُ النِفاق، وسَمُلَ جِلبابُ الدِين، ونطَقَ كاظِمُ الغاوين، ونبغَ خامِلُ الأقلّينَ وهدَرَ فنيقُ المُبطِلين، فخطَرَ في عرصاتِكُم،
وأطلعَ الشّيطانُ رأسَهُ مِن مَغرِزهِ هاتِفاً بكُم فألفاكُم لِدعوتِهِ مُستجيبينَ وللغِرّةِ فيه مُلاحظين، ثُمّ استنهَضَكُم فوجَدَكُم خِفافاً، وأحمَشَكُم فألفاكُم غِضاباً، فَوَسمتمُ غيرَ إِبِلِكُم، ووردتُم غيرَ مشربِكُم،
هذا والعَهدُ قريبٌ والكَلِمُ رحيبٌ، والجرحُ لمّا يندمل، والرسولُ لمَّا يُقبَر..!)

:
السلامُ عليكِ يا بنتَ رسولِ اللهِ؛ صلّى اللهُ عليكِ وعلى رُوحِكِ وبَدَنِكِ،
أشهدُ أنّكِ مضيتِ على بيّنةٍ مِن ربّكِ وأنَّ مَن سرّكِ فقد سَرَّ رسولَ اللهِ "صلّى‌ اللهُ عليه‌ِ وآلِهِ" ومَن جفاكِ فقد جفا رسولَ اللهِ "صلّى‌ اللهُ عليه‌ِ وآلِهِ" ومَن آذاكِ فقد آذى رسولَ اللهِ "صلّى‌ اللهُ عليه‌ِ وآلِهِ" ومَن وَصَلَكِ فقد وصَلَ رسولَ اللهِ "صلّى‌ اللهُ عليه‌ وآله" ومَن قَطَعَكِ فقد قطَعَ رسولَ اللهِ "صلّى‌ اللهُ عليه‌ِ وآلِهِ" لأنّكِ بضعةٌ مِنهُ ورُوحهُ الّتي بين جنبيه،
أُشْهِدُ اللهَ ورُسُلَهُ وملائكتَهُ أنّي راضٍ عمَّن رضيتِ عنه، ساخِطٌ على مَن سَخِطّتِ عليهِ، مُتبرِّىءٌ مِمَّن تبرّئتِ مِنه، مُوالٍ لِمَن واليتِ، مُعادٍ لِمَن عاديتِ، مُبغِضٌ لِمَن أبغضتِ، مُحِبٌّ لِمَن أحببتِ..

أنا يا مولاتي بكِ وبأبيكِ وبعلِكِ والأئمّةِ مِن وُلدكِ مُوقِنٌ، وبولايتِهِم مُؤمن، ولِطاعتِهِم مُلتزِم،
أشهدُ أنَّ الدينَ دِينُهُم والحُكْمَ حُكمُهُم وهُم قد بلّغوا عن اللهِ عزَّ وجلَّ ودعوا إلى سبيلِ اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحَسَنةِ لا تأخذُهُم في اللهِ لومةُ لائم، وصَلَواتُ اللهِ عليكِ وعلى أبيكِ وبعلِكِ وذُريَّتِكِ الأئمّةِ الطاهرين..

الَّلهُمّ يا ربَّ الزهراءِ.. بحقِّ الزهراءِ.. اشفِ صَدْرَ الزهراءِ.. بظُهُورِ الحُجّةِ "عليه السلام"
-------------------------
عظّم اللهُ لكُم الأجرَ بشهادةِ بضعةِ المُصطفى ورُوحِهِ الّتي بينَ جنبيهِ، الصدّيقةِ الزهراءِ والإنسيّةِ الحوراء، المُهذّبةِ مِن الخناء، والمُشفَّعةِ في يومِ الّلقاء؛ فاطِمةَ الزهراءِ صلواتُ اللهِ عليها وعلى أبيها وبعلِها وبنيها الأطهارِ والّلعنةُ الدائمةُ الوبيلةُ على أعدائهِم وظالميهِم مِن الأوّلينَ والآخرين

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

10 Oct, 16:17


في ثقافةِ العِترة: الدعاءُ بتعجيلِ الفرج وبالانتقامِ للزهراء حقٌّ واجبٌ لأهلِ البيتِ في أعناقِنا بعد كُلِّ فريضة
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّ مِن حُقوقِنا على شيعتِنا أن يضعوا بعد كُلِّ فريضةٍ أيديهِم على أذقانِهم -تضرُّعاً- ويقولوا ثلاثَ مرّات:
يا ربَّ محمّدٍ عجّل فرجَ آلِ محمّد، يا ربَّ محمّدٍ احفظ غَيبةَ محمّد، يا ربَّ محمّدٍ انتقم لابنةِ محمّد
)
[مكيال المكارم: ج2]

[توضيحات]
الدعاءُ بتعجيلِ فرجِ إمامِ زمانِنا وبالانتقام للصدّيقةِ الكبرى مِن قتَلَتِها وظالميها حقٌّ واجبٌ لأهلِ البيتِ في أعناقِنا في دُبرِ كلِّ فريضة، وليس أمراً مُستحب،
لأنّ الإمامَ يقول: (إنّ مِن حُقوقِنا على شيعتِنا) وأداءُ حُقوقِ أهلِ البيتِ أمرٌ واجبٌ وليس مُستحَب

أمّا تخصيصُ الإمام للزهراء بالذِكرِ لها والدعاء بالانتقام مِن قتَلَتِها مِن بين سائرِ الأئمّة؛ فلأنّ الزهراء هي القيّمةُ على دينِنا، وهي القربانُ الأوّلُ مِن قرابين آلِ محمّدٍ لتحقيقِ مشروع اللهِ في الأرض،
ومُصيبةُ الزهراء هي فاتحةُ الرزايا والمصائبِ الّتي صُبّت على آلِ محمّد،
فالذين ظلموا الزهراء وقتلوها مِن رموزِ السقيفةِ المشؤومةِ هم الّذين أسّسوا ومهّدوا لِظلمِ آلِ محمّد، وصاروا أساسَ كُلِّ بليّةٍ جرت وتجري على أهلِ البيتِ إلى يومِك هذا

ولأنّ الزهراءَ أيضاً هي الأكثرُ مظلوميّةً بين سائرِ الأئمّةِ في مسألةِ الاستخفافِ بحقّها وإنكارِ إمامتِها،
ولِذا جعلها إمامُ زمانِنا أُسوةً له، إذ يقول في سياقِ حديثِهِ عن ظُلامِتِه وإنكارِ إمامتِهِ، يقول:
(وفي ابنةِ رسولِ اللهِ لي أُسوةٌ حسنة)

أئمَّتُنا جميعاً هناك في شيعتِهم مَن أنكر إمامتَهم، ولكن أغلبَ الشيعةِ تُقِرُّ بإمامتِهم، وحتّى إمامَ زمانِنا الشيعةُ يُقِرّون بإمامتِهِ وإن كان في الشيعةِ من يُنكِرُها،
أمّا الصدّيقةُ الكبرى فقد أنكر إمامتَها الأقربون والأبعدون!
فأكثرُ علماءِ الشيعةِ يُنكرون إمامتَها، فيقولون أنّ الزهراءَ معصومةٌ ولها منزلةٌ عاليةٌ ولكنّها ليست بإمام!
فهي أشدُّ الأئمّةِ ظُلامةً في مسألةِ إنكارِ الإمامة،
ولذا جاء تأكيدُ الأئمّةِ على مسألةِ الدعاء بالانتقامِ للزهراء والأخذِ لها بحقّها في مواطن عديدة، مِنها ما جاء في زيارتِها، حيثُ نقرأ فيها:
(السلامُ على البتولةِ الطاهرة، والصدّيقةِ المعصومة، والبرّةِ التقية، سليلةِ المصطفى، وحليلةِ المرتضى، وأمُّ الأئمةِ النُجباء،
الّلهُمّ إنّها خرجت مِن دُنياها مظلومةً مغشومة، قد مُلِئت داءً وحسرة، وكمَداً وغصّة، تشكو إليك وإلى أبيها ما فُعِل بها، الّلهُمّ انتقم لها وخُذ لها بحقّها..
)
[البحار-ج100]

❂ أيضاً ورد نفس هذا المضمون في كلماتِ إمامِنا الهادي، إذ يقول:
(الّلهُمّ وصلّ على الزهراء البتول، ابنةِ الرسول، أمّ الأئمّةِ الهادين، سيّدةِ نساء العالمين، وارثةِ خيرِ الأنبياء، وقرينةِ خير الأوصياء، القادمةِ عليك مُتألّمةً مِن مُصابِها بأبيها، مُتظلّمةً ممّا حلَّ بِها من غاصبيها، ساخطةً على أمّةٍ لم ترعَ حقّكَ في نُصرَتِها، بدليلِ دفنِها ليلاً في حُفرتِها،
المُغتصَبةِ حقَّها، والمُغصّصةِ برِيقِها، صلاةً لا غايةَ لأمَدِها ولا نهايةَ لمدَدِها ولا انقضاءَ لعددِها،
الّلهُمّ فتكفّل لها عن مكارهِ دارِ الفناءِ في دارِ البقاءِ بأنفسِ الأعواض، وأنلْها ممَن عاندها نهايةَ الآمالِ وغايةَ الأغراض، حتّى لا يبقى لها وليٌّ ساخِطٌ لسخَطِها إلّا وهو راضٍ، إنّك أعزُّ مَن أجار المظلومين وأعدلُ قاضٍ.
الّلهُمّ ألحِقها في الأكرام ببعلها وأبيها وخُذ لها الحقَّ مِن ظالميها
)
[مصباح الزائر]

هذا الانتقامُ الإلهيُّ للزهراء إنّما يتحقّقُ على يدِ إمامِ زمانِنا،
فإنّ اللهَ ينتقِمُ به لفاطمةَ وآلِها الأطهار مِن أعدائهم، كما يقولُ إمامُنا الصادق في معنى قولِهِ تعالى: {إنّهم يكيدونَ كيدا* وأكيدُ كيدا} قال:
(كادوا رسولَ اللهِ وكادوا عليّاً وكادوا فاطمة، فقال الله: يا محمّد، إنّهم يكيدون كيداً وأكيدُ كيدا، فمَهِّل الكافرينَ يا محمّدُ أمهِلهُم رُويداً لوقتِ بعثِ القائم، فينتقمُ لي مِن الجبابرةِ والطواغيتِ مِن قريشِ وبني أُميّةَ وسائرِ الناس)
[تفسير القمّي]

فإمامُ زمانِنا هو المُنتقِم مِن أعداءِ فاطمةَ وهو الّذي يُخرِجُ قتَلَتَها (الأوّل والثاني) ويُحرِقُهما، كما يقولُ رسولُ اللهِ في حديثٍ مُفصّلٍ له ليلة الإسراء، جاء فيه:
فقال اللهُ تعالى لرسولِهِ:
(وهذا القائمُ الّذي يُحلّل حلالي ويُحرِّمُ حرامي، وبه أنتقِمُ مِن أعدائي، وهو راحةٌ لأوليائي، وهو الّذي يشفي قُلُوبَ شيعتِك مِن الظالمينَ والجاحدين والكافرين، فيُخرجُ الّلاتَ والعُزَى طريّين فيُحرِقُهُما)
[كمال الدين]

ويُؤكّد هذا المعنى إمامُنا الباقر، إذ يقولُ لأحدِ أصحابِهِ:
(أما لو قام قائمُنا، لقد رُدّت إليه الحُميراء -يعني عائشة- حتّى يجلِدَها الحد، وحتّى ينتقمَ لابنةِ محمّدٍ فاطمة مِنها)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

5,196

subscribers

743

photos

296

videos