بالأمس، وبينما العالمُ نُيام.. بدأ شريط الخبر العاجل يضُجُّ بخبر قصفٍ صهيونيّ لخِيام النازحين داخل مُستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، بسلاحٍ أمريكيٍ جديد وتواطُؤ عربيٍّ مُميت، أُحرِقَت غزَّة أمام أعيُننا.. لم تعُد مقبرة، ولا مجاعة، ولا مجزرة.. باتت غزَّة محرقة لأهلها وسط خذلانٍ وصمتٍ شنيع لم يتخلَّله بيانات استنكار حتى!!
لا يتبادر في ذهننا أمام هول المشاهد والأحداث سوى اللُّجوء لآياتِ الله، فنراها تصفُ ما يحدُث بعبادِه المؤمنين في غزَّة من قهرٍ وضيق وظُلم! وهكذا هي غزَّة.. مثل غُلام قصَّة أصحاب الأخدود، رفضت الخُنوع والذُّل، ضحَّت بنفسها لإنقاذ أمَّةٍ كاملة نائمة لتوقظها، كما ضحَّى الغُلام بنفسهِ لتؤمنَ أمَّته، فآمنت وثبتت على إيمانها رغم أنَّها أُحرِقَت.. {وَمَا نَقَمُوا مِنهُم إِلَّا أَن يُؤمِنُوا بِاللَّهِ العَزِيزِ الحَمِيد}.
أُحرِقَت غزَّة، ولم تستيقظ الأمَّة بعد..