الهدوء مطلب، السَّكينة احتياج إنسانيّْ.
لتجد استقرارك وهدوءك، ستعود لنفسك، ولا تنشرح لوجود أحدٍ بحياتك، استمتع، ابتهج، لـٰكن لا تتعشَّم ولا تتأمَّل، والأهم لا تطلب.. إلىٰ أن تأمن.
الآن، تشكّل عندي تصوُّر عن الحبِّ، أنَّه بذاته مطمئن، ومستقر، وهادئ ويجذب لحياتك تلك السمات، أن تكون ساكنًا معه، مملوءًا بداخلك، ومملتئًا بالسَّلام، ممتلئًا بالسكون، ممتنًّا، غارقًا في نعيم، وكلُّ ما حولك يشير إلىٰ قلبك. المحبُّ يكون هدية إلهيّة لتستبشر بها، ومرآة لشعورك السماوي، في الأعلىٰ، أيّ في الجنان. بمعنى أنَّ الحبَّ هو شيء بهذه الساميَّة.
وما دون ذلك هي محض رغبات، ولا أشيطن رغبات الإنسان، ولا أشيطن ما ينتج عنها من أفعال “ طبيعيَّة”. بيد أنَّه علىٰ المرء أن يحذر منها كونها شيء قد يفقد سيطرته عليه، وممكن أن تودي بسلامه وطمأنينته، ومن الممكن أن تعمي بصيرته فلا يدرك حقيقة ما يشعر به، وأصله، ومن أين أتىٰ! لذلك دائمًا، في حالة مشابهة، حريٌّ بالمرء أن يتوقَّف لوهلة، لا ليتَّخذ قرار بل ليرىٰ بوضوح، لأن يعرف موضع أقدامه الحقيقيّ، لأن يقف علىٰ أرض صلبة، تحمله بالكامل.. ومن ثمَّ بإمكانه، حالما يشعر بالأرض من تحته، أن يكمل بنور.