أعرف جيدًا هذه الأيام ، التي لا يعرف فيها المرء إلى أين يذهب ، ومع من يمَضي ، الأيام التي يكون فيها المرء وحيدًا تمامًا ، وراضيًا ، ومتعَايشًا مع قدرهَ ، لكنهُ يظل يتمنى بحَزن خافت ، لو أن لي وجهَة واحدهَ أمضي اليها ، ولو شخصًا واحدًا أركض نحَوه .
لا أحد يحَب أن يشعَر بأنه ثقيل ويُعامل بطريقَة أقرب للتجَاهل ، أيّا كانتَ مكَانته ونوعَ العلاقة التي تربطَه بك ، إما أن تأتي بشكَل واضح أو أذهب بالوضوح ذاتهَ ، المُنتصف دائمًا مُؤذي جدًا .
كُنت في أشدّ الحاجة لأن يحَتضني أحدهم ، لأن يرى كُل هذا الدمعَ المُتراكم في رُوحِي لأن يرى هذَه الشتائم العَالقة على أطراف لساني كُنت بحاجة شديدة لأن أرتمي غارقًا بدموعي على كتفَ أحدهم ليخبرني أن كُل هذا سَيمضي ، أن هذا الوقت سَيمضي " .
ومتسألنيشَ مالك ، أنا مُش تمام يا سَيدي ومُش بخير ، ومُش كويسَ ، ومُش مُطمئن ، ومُش مرتاح وقلقان ، وخايف ، ومتوتر ، ومشَتت ، ومضغوط ومَشاكلي مُش تافهة بَس هي عشان مشاكَلي أنا فَ بتبقى صعَبة عليهَ أنا بَس فَ النهاية هَمسح كُل دا وأقولك " هَا ، أنا تمام ، أنتَ عامل ايه" ؟ .