رياحٌ هوجاء والصدرُ يَضيق، المكانُ امتلئ بالأصوات ولكنّهُ خالٍ من فعل الكَلام، بيتي الحَبيب ها هُو يغدو رمادًا ككُلّ الصُّور التّي شاهدتُها وأدركتُ بها أنّ مُحال للإنسانيّة أن تبقَى.
هَا أنا ذا أتجسدُ في صُورة ككُلّ الذّين شاهدتهم من قبلي، ها أنا ذا أسمع تهويدات الرّحيل لأرتجل منّها كلمات الهُروب نحو السّبيل.
ليعمّ فجأة الصُراخ، الجميع لا يدري ما حدث ولِمَ يحدُث ولكن كُلّ ما نُدركه قبلهم أنَّنا رحلنا وهُم لازالوا ينتظرون، ينتظرون هذه الضُحكات المُفارقة والعُيون اللامعة والوجوه السماويّة.
كُلٌّ ينتظر حبيبه بين رُكام الأمور، هَل سمعتَ من قبل أنَّ مجموعة من النّاس قد تتكوّم حول بعضها وتشعُر بنفس المشاعر المُختلطة بعبير الفُراق؟
ها هُم الآن، جميعهُم بلا استثناء يُرددون عبارات الصّبر والانتظار قَد حفّ سواعدهم شوقًا وغضبًا وثأرًا، هَا نحنُ هُنا نراهم بينما نذرُف دُموع اللّقاء المُؤجّل.
-تَمَارَا.