= ده حقيقي. يبدو إن العالم ينهار، و للأسف مفيش بإيدنا حاجة نعملها سوى الدعاء لهم، و التركيز على أنفسنا.
-إزاي؟!
=بصي يا ستي. الله سبحانه و تعالى خلق هذا العالم على العديد من المستويات و الطبقات المختلفة في السلام و الأمان. و زي ما ممكن نتأثّر بطبقة و مستوى معيّن، فكمان الله خيرٌ حافظاً و هو أرحمُ الراحمين.
-يعني ايه؟!
= يعني لما يكون الإنسان مؤمن بالله سبحانه و أنه خيرٌ حافظاً، و يأخذ بالأسباب، هيبدأ يتجلّى هذا الإيمان في حياته الشخصية بشكل خاص حتى لو العالم كله بينهار من حوله. موسى عليه السلام، أمه رمته في البحر خوفاً من فرعون، و تشاء الأقدار إنه يوصل لبيت فرعون نفسه، و قبل ما يقت*له، شاءت الأقدار إنهم يربّوه عندهم، و يُقدّر الله له كل الأقدار و الأسباب لتمشي بشكل منطقي حتى يرجع إلى أُمه، و يُنجيّه من فرعون. و على مدار قصة موسى كلها، ستجد أنه ارتكب العديد من الأخطاء، لكن ربنا كان بينجيّه منها. كل ده عشان حاجة واحدة الله سبحانه عبّر عنها بقوله: " و ألقيتُ عليك محبَّةً مني و لتُصنَعَ على عيني".
بس كده خلصت. أنت تُصنع على عيني الله، ملكش دعوة بقى بالعالم، يضطرب ينهار، أنت في أمان الله. "الذين امنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظُلم أولئك لهم الأمن و هم مُهتدون".
-معقولة؟ يعني الإنسان ممكن يكون آمن في ظل انهيار المجتمع حوله؟!
=هسألك سؤال. فكري كده و شوفي كام مشكلة كبيرة كنتي داخلة فيها، و ربنا نجّاكي منها؟! بشكل غير منطقي و غير مفهوم؟
-كتير أوي حصلت فعلاً.
=أنا شخصياً لو قعدت أحكي عن كم المواقف و الأحداث اللي ربنا بيرسم لي فيها طريق واحد مختلف و مميز عن كل الناس، مش هتصدقي كم الحظ اللي أنا فيه بفضل الله. المواقف و الأحداث الحقيقية الواقعية بتدل على صدق كلامي و فِكري.
-صح فعلاً عندك حق يا دكتور.
=إذن؟
-هكون مؤمنة عن حق إن الله سبحانه هو الحافظ، و ركز على نفسي فقط، و أقلل احتكاكي و متابعتي لأي شيء موجع، و هكون مؤمنة بعدل الله و برحمته بخلقه و عباده، و إني لستُ أحن على عباده منه، و واثقة في وعود الله، و في أمنه و حفظه.
=برافو عليكي. بس كده.