الآن ترتوي أرضنا بدماء أكثر من ثمانين شهيدًا في بيت لاهيا، أرواح طاهرة صعدت للسماء، تاركة خلفها أوجاعًا لا تُحصى، وقلوبًا تمزقها الحسرة. مجزرة تُضاف إلى سجلٍ طويل من القهر والصمت الموجع، كأننا محكومون بالعذاب والخذلان.
في كل ركن من العالم، يمر الخبر كأنه عابر سبيل، لا يلتفت إليه أحد، لا دمعة تُذرف، ولا صوت يرتفع بالحق. أُمة تئن، وأعينهم شاخصة في شاشات صامتة، وكأن أرواحنا أصبحت مجرد أرقام في نشرات الأخبار، لا تكسر الحواجز، ولا تُحرك القلوب.
أين العالم؟ أين الإنسانية التي تغنوا بها؟ صرنا وحدنا نُصارع، نُقاوم، نحمل على أكتافنا ألمًا أثقل مما تحتمل الجبال. الخذلان يخنقنا من كل جانب، نصرخ ولا صوتنا يُسمع، نموت ولا موتنا يُرى.
- قُصَي طارِق