قُصَي طارِق

@qusitariq


قُصَي طارِق

20 Oct, 18:27


أشد ما يُبتلى به الإنسان هو الرضا في الأقدار التي خالفت كل توقعاته، حين يرضى على حزنه ويرضى على بلاءه، يرضى على كل موقف يعيشه ويخالف هواه، فيصبح على يقين أن ما قضاه الله هو الخير، وأن ما قدَرَ الله هو الصواب، فيعطيه الله الأجر مرتين ويعوضه من العوض مرتين جزاءً لعظمة صبره.

قُصَي طارِق

20 Oct, 18:22


‏يقفُ رجل على طابور تكية توزِّع الطعام على النازحين، تسقط دموعه في صحنه..عندما جاء دوره وجد الصحن قد امتلأ.

قُصَي طارِق

19 Oct, 21:35


الآن ترتوي أرضنا بدماء أكثر من ثمانين شهيدًا في بيت لاهيا، أرواح طاهرة صعدت للسماء، تاركة خلفها أوجاعًا لا تُحصى، وقلوبًا تمزقها الحسرة. مجزرة تُضاف إلى سجلٍ طويل من القهر والصمت الموجع، كأننا محكومون بالعذاب والخذلان.

في كل ركن من العالم، يمر الخبر كأنه عابر سبيل، لا يلتفت إليه أحد، لا دمعة تُذرف، ولا صوت يرتفع بالحق. أُمة تئن، وأعينهم شاخصة في شاشات صامتة، وكأن أرواحنا أصبحت مجرد أرقام في نشرات الأخبار، لا تكسر الحواجز، ولا تُحرك القلوب.

أين العالم؟ أين الإنسانية التي تغنوا بها؟ صرنا وحدنا نُصارع، نُقاوم، نحمل على أكتافنا ألمًا أثقل مما تحتمل الجبال. الخذلان يخنقنا من كل جانب، نصرخ ولا صوتنا يُسمع، نموت ولا موتنا يُرى.

- قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

19 Oct, 07:32


ليلة أخرى تمزقها القسوة، كأنها امتداد لكل الليالي المليئة بالدماء والخراب. جباليا الآن تُحاصر وحدها، ثم تمتد النار إلى النصيرات وخانيونس وكل قطاع غزَّة، لا شيء تغير، وكأن العام الذي مضى كان فقط حلقة في سلسلة الألم. الصباحات تأتي محملة برائحة الموت، يختلط فيها الأمل مع اليأس، والجدران المنهارة تُسابق الشمس في شحوبها.

الشمس تُشرق، لكن نورها بات باهتًا، كأنها تبكي على من سقطوا تحت الأنقاض، على وجوهٍ لم ترَ الفجر من جديد. الأيام تتكرر، والآلام تزداد، والسماء تبدو كأنها شاهدٌ صامت على هذا النزيف المستمر.

قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

19 Oct, 07:30


كم مرةٍ ذُبحنا ولم يسمعنا أحد؟ كم مرةٍ احترقت قلوبنا بالنار والرصاص، ومرت جثثنا بلا وداع ولا كفن؟ جباليا اليوم تختنق تحت الحصار، تُلقى عليها القذائف كما لو أن حياة أهلها مجرد رماد يتناثر في الهواء. كل يوم يموت المئات، ولا شيء يتغير سوى الأسماء.

الوجوه التي كانت تحمل الأمل صارت الآن أشباحًا تعبر بين الأنقاض. الأطفال الذين كانوا يركضون في الأزقة أصبحوا صورًا في ذاكرة من بقي. أين العالم؟ أين الأصوات التي تنادي بالعدل؟ أقسى ما وصلنا منهم هو “جباليا تُذبح”، هاشتاق على مواقع التواصل لا يحمل معناها ولا ينقل آلامها.

نحن نُقتل ببطء منذ سنوات، نُشرد ونُسحق تحت وطأة القصف والموت. لا نحتاج شعارات ولا كلمات تقف في وجه رياح الموت. نحتاج إلى من يرفع هذا الحصار، إلى من يوقف شلال الدماء، إلى أفعال تتجاوز الكلمات الفارغة. فالألم أكبر من أن تصفه الحروف، والدماء أغلى من أن تكون مجرد خبر يتداوله الناس لبضع دقائق.

قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

07 Oct, 07:48


عام يمضي على غزة، وكأن السابع من أكتوبر يومٌ يتكرر في كل لحظة، في كل زاوية، في كل جدارٍ من جدرانها المنهكة. الحرب ليست جديدة علينا، هي امتداد لجرحٍ قديم لم يلتئم منذ 1948، جرحٌ نازف لم يترك فينا سوى ذكريات الدم والرماد.

غزة، المدينة التي تتنفس الحطام وتزفر الآهات، تعيش على حافة الموت كل يوم. نتجرع الخذلان مع كل طلقة صاروخ، ومع كل وعدٍ دولي تبخر في هواءٍ ثقيل بالخيانة. نراقب كيف يغض العالم بصره عن موتنا، كيف يدير ظهره لأمهاتٍ تقف على الأطلال تبحث عن أبنائها بين الركام. تلك الأمهات اللواتي تسقط دموعهن على جثث الصغار، كأنها آخر ما تبقى من الحياة في هذا المكان.

هنا في غزة، نحن لسنا مجرد سكان، نحن أرواحٌ مطعونة في صميمها، نحمل وجعًا لا يدركه إلا من عاش تحت سماءٍ تشتعل ليلًا ونهارًا، وأرضٍ تخوننا بصوت ارتجاجاتها مع كل قذيفةٍ تسقط. نشعر بالخيانة، ليس من أعدائنا فحسب، بل من كل أولئك الذين تركونا نصارع الموت وحدنا، أولئك الذين منحونا صمتهم بدل أن يمنحونا الدعم.

نحن لا نبحث عن شفقة، ولا عن وعودٍ جوفاء. نحن نريد أن نُسمع، أن نُرى. أن يدرك العالم أننا لسنا أرقامًا في نشرات الأخبار، بل بشرٌ نعيش، نحلم، ونعاني. غزة ليست مجرد بقعة على الخريطة، هي قصة أمةٍ كاملة، قصة كفاحٍ وصمود، لكنها أيضًا قصة خذلان عالمي يتجدد مع كل يوم يمر.

ومع كل هذا، نقف. نواجه أقدارنا بأيدٍ ممدودةٍ إلى السماء، نبحث عن النصر في وجوهٍ لم تعرف إلا المعاناة. نحن لا نسقط، وإن تكالبت علينا الدنيا. نحن أبناء غزة، وأبناء الجراح التي لا تموت، وأبناء الحروب التي تُشعل فينا قوة الصمود بِقوة إيماننا بالله.

قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

28 Sep, 15:50


كُلما مررتم بكومة أنقاضٍ ردوا التحيايا والسلام، هذا الرُكام أصبح جُزءٌ منا، امتزج به لحمُنا ودمنا..له قداسة البشري المُطلقة، هذا الرُكام صندوق قصصنا التي لم تُروى، والحكايا التي لم تكتمل، والأطفال الذين لم يكبروا، هذا الرُكام تحته قُدسية الحُب البريء، وحبال عائلاتٍ لم يفرقهم الموت..كُلما مررتم بهِ ضعوا الزنبق فوقه، لأنه سيزهِرُ يومًا ما وحده.

قُصَي طارِق

28 Sep, 06:37


نحنُ الذين نلوِّح لكم مُنذ عام..لا تنسونا، قولوا قصصنا لأطفالكم قبل أن يناموا..اجعلوهم يتمنوا لو كانوا غزيين مثلنا، اشعروا فالفخر وأنتم تنطقون حكايانا..وكلما قلتم قصةً عنا لا تنسو أنها واحدةٌ من آلافٍ دُفنت ولم تُحكى.

قُصَي طارِق

26 Sep, 15:35


عندما خرجنا مِن بيتنا، كان كُل شيءٍ غريبًا آنذاك..دُكانة جارِنا نادت علينا وألقت علينا سلامًا، بلاط شارعنا تقافز من مكانه يلوِّح لنا..باب البيت ظل واقفًا يودعنا، أما النافذة فهالها المشهد وظلت مُنفتحةً دون أن تغلق.

جدار جارنا صرخ فينا، الأشجار نادت علينا، عصافير الحيّْ، وحَمَامُ جارِي الآخر أخذ يطير ملوحًا لنا بأجنحته، والجمامة البربة خافت على بيضها من هذا الفراغ الذي خلفناه وراءنا، لقد كان أقسى من أيدي الأطفال الذي يقتلهما الفضول لكسر الأعشاش.

أعمدة الكهرباء لم تضيء حُزنًا علينا..حتى صنبور المياه ظل جافًا إلى أن انهدم البيت، وجرَّفَ الاحتـلال الحارة كُلها.

قُصَي طارِق

26 Sep, 00:44


من غادر هذه القناة أنا شاكرًا له لأنه أعطانا شيء من وقتهِ وقرأ ما كتبنا..من بقي هُنا أنا ممتن له بوافر المحبة واللطف بأنه ما زال يعطي لنا وقته لمطالعة أحوالنا والشعور بما نقاسي من لظى العيش.

هذه القناة أنشأتها بعيدًا عن أي مقاصدٍ أو دوافعٍ شخصية كركضٍ وراء شهرةٍ أو أي مطلبٍ غير ذلك..ما أنشأتها إلا بلسمًا للروح قبل هذه الإبادة والآن ما هي إلا لبث معاناتنا وقهرنا ووجعنا، وما كتبت عن ما عايشته إلا القليل..ثُم إني تركتُ قلمي يبكي ما يراهُ من قهر الناس الذي أراهم وأجاورهم..إن قهرهم ووجعهم يمثلانني أيضًا.

نحنُ مدينون لكل شخصٍ ما زال يُطالع مأساتنا ويضع لها مكانةً ويكرس لها وقت من يومه.

رغم مأساوية العيش وضنك الحياة وسوداوية الواقع، إلا أن هذه رسالة محبةٍ أبعثها لكم من قلب الخيام ومن دهاليز الحُزن..أحبكم يا رفاق 🤍.

قُصَي طارِق

24 Sep, 15:58


يا أهلَنا في لـِبنان، يا إخوة الـدم والجُرح والنزف..هذا واعـلموا أني أكتُب لكم هذه الكلماتُ من فَوقَ جِراحـنا وأخطُها لكم بمدادٍ من النزيف.

إن هذا العـدو لا يمت للإنسانيةِ بأية صِلة، ولا يرقى فينا رحمةً ولا شفقة، ولا يخاف في ذبـحنـا لومة لائم، لأن أيادٍ على كراسي عربية إما مكبلة أو مصفقةً له..وأيادٍ غربية ضاغطةً على زنـاده.

إن العِلاج لا يُحـارب الجسد إنما يُحـارب المرض، ولا يقـتل الجسد انما ما استشرى فيه ليهتكه..إياكم وأن تغفلوا عن المرضِ وتُحـاربوا علاجه مهما آلامكم..فطعم العِلاجُ دومًا علقمًا حتى وإن كان عسل.

إياكم ألا تودعوا بيوتكم جيدًا، ألا تقبلوا الجُدران والنوافذ والأبواب..أو ألا تحقبو ذكرياتكم معكم أو ألا تأخذوا كل ما يلزمكم وكل ما تقدرون على حمله لأنه قد يكون خروجكم منه آخر عهدكم فيه، لأن الدمار والخراب غِذاء هذا العـدو الذي لا يرقى فينا إلًّا ولا ذمة.

نازِح

قُصَي طارِق

22 Sep, 18:20


الحياة هنا ثقيلة كأنها تحمل أوزان الكون على كتفيها، كل خطوة تأخذ معها جزءًا من الروح،
وكل نفس يأتي بصعوبة كأنه يمر عبر هواءٍ مثقل بالذكريات.
الساعات تنسحب ببطء قاتل، كل دقيقة تمر وكأنها دهورٌ تحمل في طياتها ألم الانتظار.
كل حركة، كل نظرة، تعيدنا إلى ذاك المكان البعيد، حيث كان البيت والدفء، حيث كنا نحلم بسلامٍ لن يأتي.
الحنين يزاحم الأنفاس، يقسو على القلب،
يُذكّرنا بما خسرناه، وبما لن يعود أبدًا.
وفي كل لحظة نخطو نحو المستقبل، نعود في القلب إلى الماضي، نبحث عن ظلٍ من أملٍ كان، وعن أحلامٍ تبعثرت في الريح.

قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

04 Sep, 13:21


كانَ يمشي على دروبٍ مُوحِشة، يتعثّر بين صخور الألم، ويتجرّع مرارة الوحدة التي تحيط به كضباب كثيف، لا يرى منه منفذًا، ولا يسمع سوى صدى أنفاسه المتقطعة من تعب الروح قبل الجسد. ورغم كل ذلك، كان يستجمع بقايا الأمل من بين أنقاض قلبه المتهشّم، يلتقط تلك الشرارة الضئيلة التي لم تنطفئ، ويجعلها قبسًا ينير به طريقه.

لقد تعلم أن يحترف الوقوف بعد السقوط، أن يربط جراحه بنفسه ويواصل المسير. كانت العواصف تزمجر حوله، تحاول اقتلاع جذور صموده، لكنه كان كالنبتة التي تترسّخ أكثر كلما اشتدّت الرياح، يغرس أقدامه في تربة التحدي، ويترك لأشواك الحياة أن تلامس جلده دون أن تخترق روحه.

في غمرة الظلام، كان يبحث عن ذلك النور الخافت الذي وضعه الله في قلبه، يعتنق إيمانه كمن يُمسك بحبل النجاة، يلوذ به من الغرق في محيط اليأس. وكلما ازداد عليه الحزن، كان يقاومه بابتسامة خفية، كمن يستهزئ بالزمن ويقول: "لن تهزمني، فكل ما فعلته هو أنني أصبحت أقوى".

هكذا هو، وحيد في معركة لا تنتهي، لكنه يعرف جيدًا كيف يُحيل الأحزان إلى مصدر قوته، وكيف يُحيل الألم إلى نبعٍ يتدفق منه الأمل، ليمضي قُدُمًا، دون أن يلتفت، واثقًا بأن خلف تلك العتمة ينتظره فجرٌ جديد.

قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

01 Sep, 09:30


الحضن الأخير... حيث تتماهى الأرواح في لحظة وداع ترفض أن تكون النهاية. رجل فلسطيني من غزة، يعيش أقسى لحظات العمر، يحتضن بناته الاثنتين، وقد سكنت الحياة في عيونهن الصغيرة. كانت الطفولة تتوهج في ملامحهن، ولكن قصف الاحتلال في مخيم النصيرات حوّل الأحلام إلى رماد.

يحتضنهن بحنان يعجز عن إيقاظ أجسادهن الباردة، يهمس بأسماءهن بين شهقات الألم، كأنما يسعى لإيقاظهن من هذا الكابوس الجاثم. الدموع تملأ عينيه، تنهمر على وجوههن البريئة كأنها محاولة أخيرة لاسترجاع اللحظات التي انتزعتها آلة الحرب.

في حضنه، يشعر بأن كل ما يملكه قد تلاشى، وأن كل كلمة لم تُقال وكل لحظة لم تُعش قد اختُزلت في هذا الوداع الذي يشق القلب.

وداع لم يكن من المفترض أن يحدث، لكنه حدث... واختطف معه قلبه وأمانيه وأحلامهن البريئة.

قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

26 Aug, 07:54


‎في هذه الصورة تتجسد مأساة النزوح بكل قسوتها، حيث ترى رجلًا شابًا مثقلًا بالألم، يحمل في حضنه رضيعًا يحاول أن يحميه من قسوة الواقع الذي يحيط بهم. وجهه المنهك يتحدث عن قصة لم تُروَ بعد، عن ليالٍ طويلة قضاها مستيقظًا، وعن مستقبل مجهول يترنح بين الخوف والأمل. يداه مشغولتان بالتمسك بما تبقى من حياة؛ هاتف يكاد يكون الأمل الوحيد في تواصل مع عالم خارج هذا الجحيم، وكيس يحوي القليل من متاعهم، وكأنه يحمل كل ثقل الحياة على كتفيه.

‎خلفه، تتوارى ملامح رجل آخر يحمل كيسًا كبيرًا، يغطي به رأسه، كأنما يريد أن يخفي معاناته عن العالم. هذا الكيس ليس مجرد قطعة من القماش، بل هو حملٌ آخر من الحزن والخسارة، حملٌ ثقيل قد يكون أخف من ثقل الفقدان في قلوبهم.

‎هذه ليست مجرد صورة، بل هي صرخة مكتومة للعالم، صرخة من قلوب أنهكتها الحرب والفقد.

قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

24 Aug, 19:04


مذكّرات كُتبت من قلب المعاناة
تُعبِّر عن جزء بسيط ممّا يعيشه الغزّي في أرضه من تشريد ونزوح.

قُصَي طارِق

21 Aug, 08:43


أمام جسد أخيه الشهيد، يقف منهارًا، عاجزًا عن السيطرة على دموعه التي تنهمر كالسيل. كلما حاول رفع يديه للصلاة عليه، خنقته العبرات، وتحول صوت دعائه إلى شهقاتٍ مؤلمة. الحزن يغمر قلبه بالكامل، يشده نحو الأرض، وكأن العالم من حوله قد توقف. لم يكن قادرًا على أن يلقي النظرة الأخيرة أو أن يودع أخاه بالكلمات التي كانت تتصارع في صدره، فقد غلبه البكاء، وتركه عاجزًا حتى عن القيام بأبسط واجب تجاه من كان جزءًا من روحه. المشهد كان يمزق القلوب، صراع بين الألم العميق والحب الذي لن يمحوه الزمن، وبين الحزن العارم الذي أخضعه تمامًا، مانعًا إياه حتى من الصلاة عليه.

قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

21 Aug, 07:25


في لحظة يكتنفها الألم والحزن، يقف والدا الشهيد بجانب جسده المسجى، نظراتهما مليئة بالحرقة والأسى. دموع الأم تنهمر بلا توقف، وهي تنظر إلى ابنها الذي رحل دون وداع، بينما يقف الأب بجوارها، صامدًا رغم أن قلبه يتفطر من الداخل. في أحضان الجد، يجلس حفيده الصغير، عاجزًا عن الوقوف، يبكي بحرقة وهو يراقب والده الذي لن يعود. الجميع هنا يشاطرون الألم، وعيونهم تشهد على الفراق الذي لا يحتمل. وسط هذه المشاعر العارمة، يبقى الجسد المسجى رمزًا للفقدان الذي مزق العائلة، تاركًا خلفه جرحًا لن يندمل.

قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

20 Aug, 19:22


تتساقط دموعه بصمت وهو يضمها إلى صدره، جسده النحيل يرتعش تحت وطأة الشهور التي قضى فيها محبوساً بين جدران السجن الباردة. لم تعد الأيام تُعدُّ، بل تحولت إلى سنوات من العذاب والحرمان. صوت نبض قلبها المختلط ببكائها الحار هو أول ما سمعه خارج أسوار القيد. تلك اللحظة، التي طالما تخيلها في أحلامه، تتحقق الآن، لكنه لم يكن مستعداً لهذا الكم الهائل من المشاعر. وجهها الذي أرهقته الانتظارات يبدو وكأنه واحة في صحراء عذاباته. لقد عانقت شهور الفراق في لحظة واحدة، تتبدد كل جراحه أمام دفء صدرها، لكنه يعلم أن الأثر العميق لتلك الشهور سيبقى محفورًا في روحهما إلى الأبد.

قُصَي طارِق

قُصَي طارِق

17 Aug, 04:11


اليوم السبت، يوم المجازر الأسبوعي، حيث دماءنا في غزة تُراق بلا هوادة. كل يوم هو يوم للمذابح، لكن الاحتلال يصر على ترميز السبت تحديدًا، وكأنما يسعى لجعل السابع من أكتوبر، الذي وافق يوم سبت، أيقونة للعنف والدمار. في غزة، القتل لا يعرف يومًا محددًا؛ فالإبادة مستمرة كل لحظة. الأربعاء، توافق أمريكا على دفعة جديدة من الأسلحة بمليارات الدولارات، الخميس، تدخل "إسرائيل" جولة جديدة من المفاوضات العبثية، الجمعة، يعلن الوسطاء فشلها المدوِّي. وفي كل أسبوع، السبت يأتي محملاً بالدمار الشامل، ليبدأ فصلاً جديدًا من الموت، وكأن حياة أهل غزة هي مجرد حلقة متكررة من الألم والمعاناة، بلا نهاية ولا مخرج. هكذا نعيش في غزة؛ أسبوع يتبعه أسبوع، وجميعها ممهورة بالدم والدمار.