Out of Season

@out_of_season


Out of Season

22 Oct, 16:04


I saw a video on Twitter of an American asking some young women who they would vote for and why. For Harris supporters, the most cited reason was abortion.
Some people believed that democracy would elevate the masses to a level of political responsibility. Unfortunately, what has happened is that their refined quasi-aristocratic version democracy has been reduced to serving individualistic and narcissistic impulses.

Personally, I believe that if democracy is to be feasible—something that depends on a wide range of factors, from geography to psychology, not just political theory—it must be limited to those whose lives and endeavors demonstrate political responsibility. The methods of assessment may vary, but the underlying principle remains valid: the majority of people should not be allowed to vote.

My point here is not about abortion per se, but about the base tendency to prioritize base impulses and narrow personal interests.

Out of Season

22 Oct, 15:28


لمتوسطي الذكاء فضلٌ كبيرٌ في إصلاح الكثير من المشكلات المتفاقمة التي تُفْتِرُ عزائم أصحاب العقول الفذّة، الذين يسقطون في أشراك اليأس أو يوهنهم الضجر وغياب المعنى، فتجهض همّتهم قبل بلوغ الغايات. فالذكاء الفذّ، إن لم يهتدِ لحكمة، ربما يُفضي إلى السقوط في فخاخ الحساب والعقلنة إلى حدٍّ يُكبِّل الأفعال ويجفف منابع قوتها. قد يدرك الفذّ ضآلة الجهود الفردية، ويرى في أفقه البعيد احتمال خسارتها وضخامة كلفتها في ضوء العمر القصير وما يعتريه من رغباتٍ تُلقي بظلها الثقيل على عزائم الإنسان، فيستسلم وينكفئ على ذاته، معارضًا هذه الحسابات التي لن تُرضي أنانيته. أما متوسط الذكاء، فغالبًا ما ينعم ببركات الذكاء دون أن يُبتلى بعوائق العقلنة المفرطة وحسابات المكاسب والمغارم التي من شأنها أن تنسف إرادة الفعل نسفًا. إذ إنَّ الفعل، متى ما ارتبط بذكاء مستمرّ التحليل، كثيرًا ما يُحرَم من قوة الحافز اللاعقلاني، تلك القوة التي يُجفّف الذكاء منابعها، فيجد صاحب الذكاء المتوسط سبيلاً للعمل، فيما يظل صاحب العقل الفذّ مشدوهًا أمام تعقيداتها.

Out of Season

16 Oct, 13:56


A person’s moral sense is only truly manifested when it stands in opposition to their inclinations and pleasures. Take friendship, for example. In its ordinary state, it is not an ultimate arbiter of moral integrity, as one often befriends those whose desires align with their own in most matters. Likewise, love cannot serve as a measure of morality, even when it contradicts personal interest, for the lover's aim is often the beloved's happiness, a desire that supersedes self-interest. In this way, the lover's yearning for their beloved’s contentment becomes a sharper craving than any personal need.

Moral sense emerges when one's desires, interests, and cravings are confronted with obstacles, and it becomes clearest when the situation demands pain, sacrifice, or loss. This is why people test each other in moments of crisis, when no tangible reward is expected. It would not be an exaggeration to describe morality as a transcendence of the self, for it assumes a higher faculty unbound by personal motives. Morality is founded upon a duty that transcends self-interest, making it, by nature, aristocratic and heroic, grounded in the belief that the ideal principle outweighs any individual existence.

Out of Season

19 Sep, 16:21


It is this unrelenting interregnum that wields its silent dominion over the human spirit, rendering it void of vitality and lacking in luster. Within this state, no desire dares to assert its reign or vanquish its foes. What emerges is a spirit bereft of a ruler, a democracy fragmented, a masked chaos. It is the dread of pain that renders this condition preferable to most of us mortals.

Out of Season

17 Sep, 00:05


"لقد نلتُ شرفَ المأمورية في هذه الأنحاء حين كنتُ في الخامسة والعشرين من عمري، وحقًا، لعمري إنه لأمر يصعب تصديقه! كان جدي ووالدي من سادات القانون أيضًا، وقد تزامن تولينا المأمورية في ذات الفترة؛ فتولى جدي أمر بلانو، بينما كنت أنا المسؤول هنا. ولا ريب أن الفخر الذي كان يعترينا كان عظيمًا، وقد كنتُ أفتخر بمشاركته هذا الشعور. يُروى أن بعض أسلافنا من المأمورين كانوا لا يحملون السلاح بتاتًا، وهذه حقيقة قد تعجز الأذهان المعاصرة عن تصديقها. فقد كان جيم سكاربره الأصغر يمر في حياته دون أن يتقلد سلاحًا، وغاستون بوينكينز في مقاطعة كومانشي كان يرفض حمل السلاح أيضًا. كنتُ أغتنم كل فرصة للاستماع إلى حكاياتهم واستكشاف تفاصيل سيرهم. ولا يسع المرء إلا أن يقارن نفسه بهؤلاء الرواد، ويتساءل كيف كانوا ليتصرفوا في أزماننا هذه. لقد عرفتُ تجربةً شديدة الأثر مع شاب أرسلته بنفسي إلى مقصلة العدل في هنتسفيل، فكانت إدانته نتيجةً حتمية لاعتقالي إياه وشهادتي ضده. لقد ارتكب هذا الفتى جريمةً شنعاء، إذ أزهق روح فتاةً لم تتخطى الرابعة عشرة من عمرها. وقد أفادت الصحف أن دافع جريمته كان الغرام، بيد أن هذا الفتى نفى عن نفسه تلك العلة. فقد اعترف لي بأن القتل قد استولى على ذهنه منذ أمد بعيد، وأنه لو عاد به الزمن لأقدم على نفس الجريمة بلا تردد. وأضاف بجرأة أنه كان على يقين بأنه سيلقى حتفه في الجحيم، مهددًا بأنه سيصل إلى هناك في غضون خمس عشرة دقيقة. أجد صعوبةً في تفسير هذه الأقوال الغريبة، فإدراكي يعجز عن استيعابها. الجرائم التي نواجهها اليوم تتجاوز قدرتنا على الفهم والتقدير، وصدقًا، لم يكن خوفي من الموت هو ما يشغلني، فقد كنت مدركًا منذ زمن بعيد أن ممارسة هذا العمل تقتضي الاستعداد لملاقاة الموت. لكنني لا أريد أن أقدم حياتي فداءً لمواجهة شيء لا أفهمه. الرجل يحتاج إلى أن يعرض نفسه للخطر، وأن يقرر بكل يقين: 'حسنًا، سأكون جزءًا من هذا العالم بما يحمله من غرائب وأهوال.'"

تزامنت هذه الكلمات، التي استهلت عمل الأخوين كوين المعنون "لا بلد للعجائز"، مع صور تستعرض مشاهد طبيعة الغرب الأمريكي، التي لا يحجب جمالها قسوتها وخلو معظمها من مظاهر الحياة. تفيد الصورة حالة مكانية من الاتساع لطالما اقترنت بالفردانية والبطولة في الأفلام الأمريكية التي صورت هذه البيئة واحتفت بها. لكن في هذا العمل، تزامن تبدل مظاهر الطبيعة مع خطاب يعكس حالة من النوستالجيا تعارض ماضٍ قديم اعترته أحاسيس الأمان والاستقرار بحاضر فوضوي وعبثي أفاد "رجل القانون" العجوز بأنه يعجز عن استيعابه. مهد هذا التعارض إلى ظهور أنطون شيغور، المجرم المجسد للشر المطلق المستعصي على الاستيعاب. صورت الأحداث التالية شيغور كمجرم يتسم بعقلية باردة عديمة الرحمة، يزهق حياة الناس وفق لعبة يرى فيها تجسد القدر الذي لا يفلت من قبضته أحد. بيد أن أغرب ما فيه هو استعماله مسدس الصدمات الهوائية المستعمل في ذبح الماشية كأداة للنيل من ضحاياه. ومع سير الأحداث، يدخل شخص جديد بمحض الصدفة، ألا وهو ليويلين موس، الصياد الذي اجتره زمانه ليكون ضحية من ضحاياه. في جولة من جولات صيده المعتادة، وجد موس نفسه شاهدًا على أطلال معركة أودت بحياة الطرفين، ولم يتبقى فيها إلا حقيبة أموال يظهر أنها كانت محل الخلاف. بأي حال كان يمكن لموس أن يدرك أن هذا الكنز الذي أنار رحلة صيده سيجتره إلى مصير كمصائر الأشباح، حيث تلاحقه قوة مرعبة وشريرة لا تبقى ولا تزر، قوة تمتهن القتل وتربط أحداثه بخيوط القدر ومشيئته التي لا تنازع. وبذلك أضحى موس في مواجهة قوى تتجاوز خياله، وكأنما قدره كان يُنتزع من بين يديه وهو يخيل له أنه قد ظفر بالفوز أخيرًا. لقد مثل موس رمزًا للخلاف بين الطموح البشري ووطأة القدر، حتى صارت حياته مسرحًا لصراع يجسد فيه كل تعقيدات النفس البشرية وتجلياتها.

لقد ركز عمل الأخوين كوين على أكثر من فكرة بحيث يصعب جعله فيلم فكرة واحدة أو معنى واحد. فكما عرضت النوستالجيا وتجسدت في حال المأمور العجوز الذي عاش غريبًا في زمانه، وكما تجسد صراع القدر والحرية في مسيرة الأحداث التي دارت حول الصراع بين موس، البطل الذي أبى أن يسلم أمر نفسه لتصور ما عن القدر، وشيغور، المجرم الذي يؤمن أنه يد القدر في هذا الزمان، ويقتل بأداة لا تنال إلا من يسلِّم له أمره ويذعن للخوف، برزت ثيمات أخرى خلال الأحداث. فقد تناول العمل موضوع الشيخوخة والقدرة على مجاراة الأحداث والتكيف مع وطأة التغيرات الحياتية التي تغرب الكبار عن العالم، حيث ينفذ الشك أمامهم إلى صرح القيم التي ألفوها وظنوها قائمة ما دام العالم قائمًا.

Out of Season

13 Sep, 00:10


فيلم "Blood Simple" هو مرآةٌ تجلّت فيها النفسُ البشرية، بضعفها وشهواتها، وحيرتها ومكائدها. إن هذا العمل السينمائي ليس حكايةً عابرةً أو سرداً تقليدياً لجريمة، بل هو استعراضٌ لدهاليز الروح، حيث تلتقي مسارب الشك بنزغات الطمع، وتتصادم الرغبات.

ولعلّ عنوان الفيلم، "Blood Simple"، يكمن فيه من المجاز بقدر ما يحمل من الحقيقة؛ فهو إشارةٌ إلى ذلك التحوّل العقلي والنفسي الذي يعتري الإنسان إذا ما تلطّخت يداه بالدماء، فيصبح كالبحر الذي لا يُبصر عمقه إلا من أغرق فيه. هو ذاك الجنون الذي يتلبّس العقول حين ينغمس المرء في دوامة الجريمة، حيث تختلط الخطايا بالمخاوف، وتتداخل الحقائق بالأوهام، حتى ليغدو المرء في حيرةٍ من أمره، كمن يمشي في ليلٍ بهيم، تتخاطف أنظاره الظلالُ وتتعثر خطاه بالأحجار.

إنّ الفيلم، في مجمل أحداثه، يتهادى كسفينةٍ في بحرٍ من الشكوك، كلُّ مشهدٍ فيه يتلو الآخر كما تتوالى الأمواج، مشحونةً بالخداع والريبة. الشخصياتُ تتحدث لغةً ليست هي بالصدق الصريح، ولا هي بالكذب الفاضح، ولكنها تمزج بين النقيضين، فينتج عنها سلسلةٌ من التفسيرات الملتبسة التي تُسفر عن نهاياتٍ لم تكن في الحسبان. وهكذا، ترى كلّ شخصيّةٍ تظنّ أنها تمسك بزمام الأمور، بيد أنها لا تدري أنّها تُمسك بأطراف حبائل القدر، التي ما تلبث أن تُفلت منها لتدفعها إلى مصيرٍ مجهول، كمن يُلقي بنفسه في لجّةٍ لا يدري أين المفرّ منها.

وفي أرجاء هذه الحبكة، تتجلى سخرية الأقدار وعبثيتها، فترى الشخصيات تَنسُجُ خيوطها، كالعنكبوت، ظنًا منها أنها في مأمنٍ، وما هي إلا واقعةٌ في شراكٍ نصبتها أيديها. وهنا يتجلّى الفنّ في أعلى معانيه، إذ يأخذ بيد المشاهد إلى تلك البقعة الرمادية، حيث لا خيرٌ مطلق ولا شرٌّ مطلق، بل هي أفعالٌ تُؤدّي إلى نتائج، كلٌّ يدفع ثمنها من روحه وطمأنينته، كما يدفع المتسكّع في الصحراء حياته ثمناً لخُطوةٍ خاطئة.

ولا يغيب عنّا في هذا السياق حديث القدر الذي يضرب بمطرقه الحديديّ على سندان الزمن، فلا يترك حجراً على حجر إلا وهدّه، ولا أملاً في قلب إلا وأحال نوره ظلاماً دامساً. فالشخصيات، رغم محاولاتها للهروب من مصيرها، تجد نفسها دائماً عائدةً إلى نقطة البداية، كما يعود النهرُ إلى مصبّه، فلا مهرب من قبضة القدر وإن حاولت الأرواح أن تفلت.

وفي خاتمة المطاف، يُمكن القول إن فيلم "Blood Simple" هو قصيدةٌ سينمائيةٌ تُمثّل الصراع الأبديّ بين الإنسان وقدره، بين العقل وأهوائه، بين الشكّ ويقينه، في مزيجٍ من السرد البصريّ والحبكة المحكمة، ليكون شاهداً على عبثية الحياة وسخرية الأقدار التي لا تنفكّ تقلب الموازين رأساً على عقب، وتعيد ترتيب المشاهد في مسرح لا راحة فيه ولا طمأنينة، مسرحٍ عنوانه الوحيد: الحيرةُ والتخبّط.

Out of Season

04 Sep, 08:28


"مانشستر على البحر"، فيلم أبدعه كينيث لونيرجان، رسم فيه لوحةً قاتمةً بل أليمة، من معاني الأسى الإنساني وفواجع القدر التي تعصف بالنفس فتتركها حائرةً تائهةً بين حبال الذنب وأمواج الحزن. ولونيرجان في هذا العمل لم يسطر حكاية مأساة واحدة، بل رسم بريشة من الحزنِ لوحةً تنبضُ بتفاصيل العيش في ظلٍّ من الألم الدائم، حيث لا يُنتظرُ فرجٌ قريب ولا شفاءٌ مُستعجل، بل هو الوجعُ الذي يتوالى ويُرافق كل لحظةٍ من حياة من أُصيبوا بمصابٍ لا يندمل.

وفي قلب هذه المأساة، نرى بطل الفيلم "لي تشاندلر"، ذاك الرجل الذي أثقلته خطاياه وأدمته أوجاعُه، يسير في طرقات الحياة مثقلاً بحمله، مأسوراً بماضٍ مكلوم، يكادُ يُغرقه في لجةٍ من الأسى. فالفيلم، كما صرّح به المخرج، هو تأملٌ في طبيعة الفقد والندم، وليس مجرد سردٍ لأحداثٍ أو نهاياتٍ سعيدةٍ تأتي لتزيح عبء الحزن كما هي عادة الأفلام. هنا، الحزن لا يُدركه زوال، والذنب لا يجد في مسيرة الأيام كفارةً، بل يبقى كالجمر تحت الرماد، يشتعل كلما هبّت ريح الذكريات.

ولا شك أن لونيرجان، بعبقرية الأديب وبراعة المخرج، تفادى تقليدية الخلاص السريع أو الحلول الجاهزة، تلك التي عادةً ما تحاول السينما تقديمها لجمهورها كجرعة شفاءٍ كاذبة. بل اختار أن يعرض الألم بصورته الحقيقية، كظلٍّ دائم لا ينفك عن صاحبه، حيث يعيش البطل في تنازعٍ مستمر مع نفسه، دون أن يجد الراحة أو المخرج. في هذا التصوير، أراد لونيرجان أن يُبيّن أن جراح الروح لا تُعالج بالعزيمة وحدها، وأن بعض المآسي تبقى معلقةً كالغيم الداكن، لا تنقشع.

ومن العجيب أن يتخذ المخرج من بلدة "مانشستر-على-البحر" نفسها رمزاً مجسداً لآلام البطل، فكأنها هي الأخرى تشارك في حمل الوجع، وكأن لكل زاويةٍ وشارعٍ فيها قصةً تعود لتذكر "لي" بماضيه الثقيل. اختار لونيرجان هذا الموقع ليس فقط لجماله الساحر بل ليكون شاهداً على الصراع الداخلي، حيث يتحول المكان من مجرد خلفيةٍ للأحداث إلى شخصيةٍ حية، تشارك في السرد وتروي حكاية الجراح.

والفيلم، إذ هو تأملٌ في أعماق النفس البشرية، يبتعد عن الحلول السهلة والنهايات السعيدة، ويكشف لنا كيف أن الناس في حياتهم لا يُمنحون دائمًا فرصة الشفاء الكامل أو النسيان المطلق. هنا، كل شخصية تحمل جرحاً، وكل وجه يحمل قصة، ولا أحد يسلم من عبء ما حملته الأقدار. إن الفيلم يُقدّمُ حوارًا عميقًا بين الشخصيات مليئًا بالإشارات والرموز، حيث الصمت يُصبح بليغًا، والنظرات تعبر عما لا تقوى الكلمات على قوله.

ولم يغفل لونيرجان عن إدخال لمسات من الفكاهة، لا ليلطف من وطأة الحزن، بل ليعكس حقيقة الحياة في تناقضاتها. ففي أعماق الألم قد نسمع ضحكةً، وفي ذروة الفاجعة قد نرى لمحة من الأمل، وهذه هي الحياة في جمالها وقسوتها، وفي فكاهتها وجديتها.

ثم يأتي الحديث عن الأسرة ومعناها في "مانشستر على البحر"، حيث يبرز "لي" كوصيٍّ على ابن أخيه "باتريك"، وهي مسؤولية تفرض عليه التعامل مع علاقات معقدة لا تزداد إلا عمقًا مع كل مشهد وكل حوار. إنها تبرز كيف يمكن أن تكون الروابط الأسرية مصدرًا للشفاء، ومصدرًا للألم في آن واحد.

Out of Season

02 Sep, 08:43


https://app.ask.fm/althusius5548

حساب آسك

Out of Season

26 Aug, 10:03


تعلّمتُ من دروب الحياة وأيامها أن الأخطاء القابلة للتكفير لا تُعَلّم الإنسان كما تُعَلّمه الأخطاء التي لا يُغتَفر لها. أعني تلك التي تؤدي إلى نهاياتٍ مغلقة، وتُسَدّ أمامها أبواب الأمل. هذه تظلّ دروسها محفورةً في أعماق النفس، تسري في الدماء ولا تفارقها أبداً.

Out of Season

24 Aug, 05:54


"أظنُّ أنَّ أرحمَ ما في هذا العالم هو عجزُ العقل البشري عن احتواء كل ما فيه من أسرار ومعانٍ. إنَّنا نعيش على جزيرةٍ هادئةٍ من الجهل، محاطةً ببحارٍ قاتمةٍ لا تُحدُّ، ولم يُقدَّر لنا أن نغوص في أعماقها. وهذه العلوم، التي يَجد كلُّ منها في مجاله بُعدًا ونفعًا، لم تلحق بنا الضرر الكبير حتى الآن؛ ولكن قد يأتي يومٌ يُفضي فيه ترابط المعارف المنفصلة إلى كشف آفاقٍ مرعبةٍ من الواقع، وتعرية مكانتنا المزعجة فيه، فيتجلى أمامنا عالمٌ قد يُصيب عقولنا بالجنون من هول ما نكتشف، أو يجعلنا نهرُب من نورٍ مهلك إلى أمان وسلام عصرٍ مظلمٍ جديد."

― هوارد فيليبس لافكرافت

Out of Season

24 Aug, 05:44


"إنَّ النفسَ الدنيئةَ تتميَّزُ بأنَّها تُبقي منفعتها نُصبَ عينيها، فلا تغفل عن غايتها ولا تنأى عن بُغيتها، بل تُرسِّخُ في فكرها حسابَ المكاسبِ وتقييمَ المنافع، فتنأى بنفسها عن الأعمال التي لا طائلَ من ورائها، وتعتبر هذا التدبيرَ حِكمةً وفِطنةً. وأما النفس الرفيعة، فإنها أكثرُ تَخَبُّطًا في ميدان العقل، إذ أنَّ الإنسانَ النبيلَ، الكريمَ، والمضحي، يَخضَعُ لدوافعِه، ويذوبُ في لحظاتهِ الأسمى، فتتلاشى منه الحِكمةُ ويغيبُ عنهُ العقلُ. كما أنَّ الحيوانَ الذي يُخاطرُ بحياته لحماية صغاره، أو يتبعُ الأنثى في موسم التزاوج حتى وإن واجه الموتَ، لا يُفكِّرُ في المخاطر ولا في الموت؛ بل يتوقَّفُ عقلُه، ويُسيطرُ عليه سرورُه بأبنائه أو أنثاه، فيصبحُ أكثرَ حُمقًا مما كان عليه، كما هو حال الإنسان النبيل. فهو يحمِلُ في داخله لذَّاتٍ وآلامًا بقدرٍ من الشدَّة، تجعل العقلَ إمَّا أن يَصمتَ أمامَها، أو يَنصاعَ إليها، فينقل القلبَ إلى الرأس. إنَّهُ العقلُ المغلوب، أو المنطقُ المعكوس للانفعال، الذي يحتقرُه الرجل الدنيء في الفرد النبيل، خصوصًا إذا انصبَّ على أشياءٍ يراها بلا قيمةٍ أو سُخفٍ، فينبذُهُ حين يسقطُ أسيرَ شهوةٍ بطنية، لكنهُ يفهمُ هذا السقوط ويُدركُ طغيانَ الإغراء. أما أن يُضحيَ الإنسانُ بصحتهِ وكرامته حبًا في المعرفة، فذلك ما لا يستوعبُه. فذوقُ النفسِ الرفيعة يتوجَّهُ إلى أمورٍ استثنائية، وإلى أشياءٍ لا تؤثر في الناس عادةً، ولا تبدو ذات طَعمٍ أو لذَّةٍ؛ فالنفسُ الرفيعةُ لها ميزانٌ فريدٌ في تقديرِ الأمور."

― نيتشه (بتصرف)

Out of Season

24 Aug, 05:39


إنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يخجلونَ حين تنكشفُ أمامهم عوراتُ العقائدِ التي تَحكُمُ حياتهم وتَستَعبِدُ ألبابهم، فيَسيرونَ في حَياةٍ خاليَةٍ مِنَ التأمُّلِ كالسُّفُنِ في بَحرٍ مُضطَرِبٍ بلا مِقْوَدٍ ولا هُدى. أمَّا المفكِّرُ الذي يَرفُضُ أن يُقيِّدَ بقيودِ الجهالةِ، ويأبَى أن يُظلَّلَ قلبُه بأستارِ الخديعة، فإنَّه يجدُ نفسَه وحيدًا في صحراءِ الشكِّ؛ وحيدًا تَغتالهُ الحيرةُ من كل جانبٍ، وتُحاصرهُ المحنةُ العُظمى: محنةُ الشكِّ التي لا تذرُ نفسًا إلا وهزَّتها، ولا قلبًا إلا وزلزلته.

Out of Season

20 Aug, 00:55


غرور العلوم: لن تَسْتَطِيعَ العلومُ الطبيعيةُ أن تعزيني عن جهل الأخلاق في أوقات الشدائد. ولكن، علمُ الأخلاقِ سيظل دائمًا يسكبُ في نفسي الطمأنينةَ ويعوضني عن جهل العلومِ الطبيعيةِ.

ــ تأملات بليز باسكال

Out of Season

20 Aug, 00:53


إن غاية سعيي أن أبين كيف يمكن للحياة والفلسفة والفن أن يرتبطوا بعلاقة أعمق وأوثق، بحيث لا تكون الفلسفة سطحية، ولا تغدو حياة الفيلسوف خالية من الصدق.

ــ نيتشه (شُذُور من ربيع 1885 إلى ربيع 1886)

Out of Season

20 Aug, 00:48


يتعذر على المنطق الصارم أن يجابه تيار المشاعر المتأججة، إذ إن الأول لا ينفذ إلى عمق احتياجاتنا الفطرية الملحّة كما تفعل الثانية. فالفكر الصارم يظل دائماً غريباً عنّا، كأنه مستعار من عقل غير عقولنا. في إعمال الفكر نفي مذل للذات وحاجاتها الدنيا، وعليه، لطالما ظل الفكر الصارم دوماً مقترناً بالزهد والتقشف في المطالب. التفكر بطبيعته فعل تنسكي، يقتضي الانفصال عن شهوات النفس وتطلعاتها.

Out of Season

20 Aug, 00:47


إن من أعظم ما يهدئ النفس ويطفئ لهيبها، هو أن تتذكر تلك الحالة الشعورية الثائرة التي ظننتها خالدةً لا زوال لها، إذ كانت تهيمن على قلبك وتستولي على وجدانك، فما كنت ترى منها مهربًا ولا مفرًا. ولكن حين يدور الزمان دورته، وتشهد عليه الأيام بما حملته من تجارب وأحداث، تجد تلك الحالة قد تلاشت كغيمةٍ عابرة، وتبددت كما يتبدد الضباب عند شروق الشمس، فتدرك حينها أن لا شيء يبقى على حاله، وأن الزمان هو الشاهد الأعظم على تبدل الأحوال وهدوء العواصف، فتغدو نفسك أهدأ بالاً وأعمق يقينًا بأن ما يثور اليوم قد يخمد غدًا، وأن ما ظننته دائمًا قد يكون إلى زوال.