قال أبو عبيدة: وما تصنع عندي؟ ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي -أي تبكي عليّ-
قال: فدخل -عمر- فلم ير شيئًا -في بيته-، قال: أين متاعك؟ لا أرى إلا لبدا -بساط من صوف- وصحفة -صحن-، وشِنًا -قربة ماء- ، وأنت أمير، أعندك طعام؟
فقام أبو عبيدة إلى جونة -سلة- ، فأخذ منها كُسيرات، فبكى عمر، فقال له أبو عبيدة: قد قلت لك: إنك ستعصر عينيك علي يا أمير المؤمنين، يكفيك ما يبلغك المقيل -أي النوم-
قال عمر: غيرتنا الدنيا كلنا، غيرك يا أبا عبيدة.
-سير أعلام النبلاء (1/17)