نُون لَيْسَ إلَّا.

‏نعرف إن أسوء مافي الحُبّ لوعة الاشتياق، لكن أذكر مرة رضوىٰ عاشور في إحدىٰ رواياتها كتبت: "فلما غض الطرف، عرف أن روحه هي التي تعلقت".. وهذي الجملة تأكد لك إن أحيانًا إعراضك وإبتعادك يخليك تعرف عُمق المحبّة اللّي وصلتها، وهل تطيق الفراق أم راح يهزمك؟

‏في أشخاص معرفتهم وقُربهم يشقيك، مهما رغبت في تواجدهم بحياتك ومهما حبّيتهم إلا أن هناك نوع من القلق النفسي مرافقك ويثقل عليك، بس بمجرد مايطلعون من حياتك تحسّ إنّك بأفضل النسخ!

الليلة قضيتها بطاقة منخفضة رغم كلّ مشاويرها و التلاقي بناسها، أبدو بمظهر الناعسة رغم إكتفائي من النوم و رغم كلّ محاولاتي للتظاهر بعكس ذلك، أحسّ بإرهاق مخفي يجعل هالمدىٰ ضبابي ويبطئني، و أخيرًا فعليًا صرت بين وسائدي و ودّي لو أتقوقع علىٰ ذاتي..

أحبّ هذا الوقت من يوم الجمعة، منظر السّجادة وفوقها شرشف الصلاة، من فرط المحبّة للخالق ودّي أصلّي كل لحظة لسلامة هذا الصدر المنشرح، يا ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ و علىٰ والديّ

في أيام خزّان دموعي فيها يكون معطوب وخلل التصريف يكون واضح في ذرفها في أوقات غير متوقعة، حصل هذا اليوم في العيادة وقت حسّيت بوخز الإبرة! مدري بس إن الدموع وقتها وجدت سبيلها و مررت ذلك و خلّيتها تنزل و تترحم علىٰ مكان مهجور.. هذي الأيام اللّي ما أخذ دموعي فيها علىٰ محمل الجد تدعو للإبتسام بعدها.

ممتلي نَخوة، يروح ويجي وأعرفه وأميّزه من نخوته وخوفه ومحبّته، ماله أشباه ولا له وصوف منصفة، وكل اللّي أعرفه أنه والله يستاهـــــل أحبّه ❤️

للسهارىٰ، كيف تقضون ليلتكم؟
https://tellonym.me/Nuh1i

أحسّ دائمًا منظري للناس اللّي حولي يعطي إيحاء المياعة و الدلع و اللّي لا تتوقع مني شيء غير أسلوب پليييز و دمعتين! و يبدو ذلك لأني دائمًا ألقىٰ وراي من يعزّز لي.. طرا عليّ هذا اليوم و أنا أقول لأمي وش سويت و هي تنظر لي بنظرات اللّي كفو! علمًا بأني ما سويت شيء غير إنّي حليت الموقف بس بدون إنهيارات.. و أوفف يهبّل هالشعور اللّي أبهركم بدون ما أسوي شيء يُذكر بس عشان فكرة هالدلوعة يطلع منها شيء.. سو تدلّعوا يا بنات خلهم يشوفون العادي منكم إنجاااز

‏آيات الرحمن لا تكف عن كونها عزاء لهذه الروح، تخيل بإنك تقرأ وِردك وأنت شايل هم وتسكنك الجلبة وتجي عند آية ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ﴾ وكأنها مغتسل بارد لفؤادك من الهم، والإنشراح عليك يهلّ

‏تهون علىٰ المرء كل أوجاعه في حضرة أوجاع الأحبّة، فيصبح وجعه علىٰ وجع أحبّته أبلغ من وجعه علىٰ نفسه

كانت مصيبتنا في أن لن يفهمنا سوانا، لن يحبّنا أحد مثل محبّتنا لبعضنا، لن يشعر فينا أحد مثل ما نشعر في أنفسنا، كانت بيننا لغة لن يفهمها أحد، ضحكات كثيرة لا أحصيها، قصص لن تتكرر، أماكن تحيّينا وأغاني تحكي مشاعرنا، ولا شيء يساعدني في أيامي المنسيَّة إلا هذه المحبّة!

رغم كل شيءٍ صعب، و لوعات الأيام المستمرة، ما بتشوف غير السعادة في ملامح وجهي متّضحه كأني أسعد العالم وأنا يا صعبها أقداري..

‏ما أذكر وين ولا من مين سمعت إن البصيرة تشمل نوع من الإدراك الذي يصِل إليه المؤمن من معرفته بأسباب الأقدار التي تصيبه، وأنه أستحقّها بفضل الله أو غضبه.. مثل قول الحسن البصري -رحمه الله- في ذلك: «إن الرجل كان يُشَاكُ الشَّوْكة يقول:إني لأعلم أنكِ بذنب وما ظلمني ربّي -عز وجل-»

تعودت أراقب المشهد من بعيد، حتّىٰ تآلفت مع هذا، ماعدت أقوىٰ أخطي الخطوة ولو خطيتها تقعد ببالي لو عدّت عليها ليالٍ طويلة، أستثقل السؤال، المحاولة، والبوح، وأختار الصمت رغم حشود الكلمات بداخلي، أمضي أحبّك وأدري إنك تدري بحُبك لكن ما أقوىٰ أزعزع أمانك أو حتّىٰ كيانك، ولا أقوىٰ المعرفة منك ولا القرب، أحبّك وأسيّر عليك من بعيد وأقول يا ربّ عساه منشرح وسعيد لأن لو حالك يسرّ مايحوشني أي مُر، و لأن حال قلب المرء قائم علىٰ حال أحبّته! ❤️

أعتقد إنّي بدأت أرتاح مع أوضاعي الجديدة نوعًا ما، أتجاهل النقص عمدًا والله، و أتصدّد عنه لأن لا فائدة من النظر له ومعاينته، أقول لنفسي: "خلاص يا بنت الحلال غمّضي عينك و أتمسكي بالأمل" و يحدث هذا!
القاني أرحّب بالزود وبلفتات المحبة و أتجاهل ما دون ذلك، دام إنّي قادرة علىٰ فصل مشاعري، أوفرها للأوقات و الأيام اللّي أحبّ أتذكرها والليالي الحِلوة اللّي مبسوطة فيها.. زي هالليلة.

‏تحب إنّك ما زلت تحبّه، وتحب أثر حبه، فإن ذكراه تشبه حلول الفجر، وكل اللحظات معه تجعل الروح مُشرقة، في بلبلة شعورك وتخبطات وشتات فؤادك هو يبقى السراج النيّر به، يشبه الفجر بحنانه ويشبه النهار بنوره والدفْء/ويقول الرافعي : «رأيت عندك الفجر وأخذت منه نهارًا أحمله في روحي لا يظلم أبدًا».

«يا لفضيلة أن يتداوىٰ أحد بك» 💘

من يعفينا من قلق الأسئلة؟ أقصد من يلملمّ كل هذه الإستفهامات من أصواتنا الداخليّة ويعلمها إننا تائهين، حتّىٰ إحنا بكبرنا مانملك لأنفسنا إجابة!

سهر عن سهر يفرق! وأنا من أمس شكل سهري ما ناسبني، هواجيسي متخربطة و أفكاري تضيق عليّ و تمنعني عن لذيذ النوم، مو ذاك السهر اللّي تستمتع فيه وتخلّي خواطرك توديك وتجيبك.. لأ! هذا كذا فيه مرارة الأرق والعصيان، ببساطة شفتوا اللّي يقول "السهر مع حبيبك يبري العلّة" أنا سهري العكس يجيب العلّة

‏تعدّي سنين وتمضي وتفوت وتأتي وأنا كلّي يقين أنه بنفرح بكل ماهو آنس وجميل، وبنحقق أحلامنا لو مشوارها طويل، بنضحك ضحكة اللّي حقق حلمه، وبوجود أحبابنا شمعة سنينّا و هِبة الله لنا في أيامنا يهون مشوارنا، لسّىٰ الأيام مليانة وسخية بالضحكات، لسّىٰ الأيام مخبيّة ضحكة بنضحكها سوا.. كلّي يقيـن