لا أحد، على أية حال، يعرف كيف ترتب الحياة نفسها.. أحيانًا يحس المرء أن قصةٍ ما أنتهت فإذا بها تبدأ، مستقبل إنسان كامل تراه فجأة متعلقًا بحادث صغير لا قيمة له.
ستخوض غمار كل شيء حتى تؤمن أنك لن تُدرِك الأبد، ولن تبلغ الجبال طُولاً، وأنّ مغانمَ العمر في خلوِّ البال، وتمامِ الصحّة، وأيامٍ محايدةٍ تنام إثرها موفورًا بالرِّضا والأمان.
يا أصحاب من نال شرف الوصول للوجهه وأنقذ نفسه من الضياع الرجاء وكل الرجاء تتركون دليل خلفكم لأمثالنا التائهين اللّي يتخبطون بطريق طويل بلا وجهه.. إحنا منتظرين بركة أثر خطواتكم المتواجده خلفكم.
ما اخترنا هذه الأحزان، ولا هي اختارتنا، ولكننا خلقٌ من خلق الله، تجري علينا وعلى أحبابنا الأقدار، كما تحفنا وإياهم الألطاف. ثم إننا ندرك بأن الحزن النبيل مما يهذب النفس، ويُورثها الحكمة، ويكسرها ذلك الانكسار الذي يعود -في عواقبه- استقامةً في خلائقها، ويُريها ضعفها حتى تَقوى على إحكامِ شَكيمتها وأطْر أهوائها على الحق؛ فلا يصيبها البطَر، ولا تغترّ بما أوتيَت.
سعيت لأن أرى أثر أقدامي على الأرض، فأدركت أن الأثر في النفوس أبقى وأدوم. فكل أثر على الأرض زائل، وكل أثرٍ في النفسِ خالدٌ خلود الروح حتى تعود إلى بارئها.
عسى هالعامّ يمر أخف من شيلة المولود، ولا تنعاد لي ساعه من الماضي وليّااااااليه .. وعسى عامٍ راح مرت لياليه جفا وصدود، تصير من العوض بالذاكره والعمر منسيَّه.