أسم الكتاب📒 : المراهق
التصنيف : رواية
المؤلف📝 : فيودور دوستويفسكي
عدد الصفحات 📚: ٨٩٢ صفحة
تقييمي الشخصي : ٤ من ٥
مراجعتي عن الكتاب :
تعتبر رواية المراهق واحدة من أكبر وأهم أعمال دوستويفسكي والتي صدرت عام ١٨٧٥ م وتعتبر هذه الرواية تأملاً عميقاً في مرحلة المراهقة وتظهر لنا الصراعات والتوترات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الشاب المراهق.
تدور أحداث الرواية حول الشاب " آركادي بتروفتش " والذي يبلغ من العمر ١٩ سنة , وهو ابن غير شرعي لصاحب اقنان , يحاول ان يدخل المجتمع الراقي ويسعى لعلاقات مع طبقة الاغنياء والامراء , وايضا ينكر عائلته لانه يرى انها قد قصرت في حقه , فيسعى للتمرد وللانفراد والابتعاد عنهم من جهة , ويسعى لان يثبت نفسه وافكاره من جهة آخرى.
يصف دوستويفسكي شخصية المراهق على لسان والده قائلاً : ( إنك تحلم بحياة لها دويّ . تحلم إن تحرق لا أدري ماذا , وأن تمزق لا أدري ماذا , أن تسمو فوق روسيا كلها , أن تمر مرور سحابة ساطعة , أن تغرق العالم كله بالخوف والإعجاب , لذلك أرى من المفيد ان أحذرك لأني احمل لك عاطفة صادقة. )
ثم يصف دوستويفسكي شخصية المراهق على لسان المراهق نفسه فيقول : ( ما شأني انا بما سيجري في انسانيتكم هذه بعد الف عام , اذا كان قانونكم لا يهب لي جزاء ذلك لا حبا وﻻ حياة أخرى وﻻ شهادة بفضيلتي ؟ )
فهذه هي سمة المراهق أﻻ وهي الرفض , فهو يشعر بأنه رافضٌ ومرفوض , يرى ان العالم يرفضه ويغر به كونه شاب غر عديم الخبرة سريع التأذي , ومع ذلك يريد أن يحرق العالم كله.
ثم يصف فكرة تدور في خلد الشاب المراهق فيقول : ( لقد استولى عليَّ حلم القوة والعزلة طوال حياتي ، وكنت أسترسل في الاحلام استرسالاً لا يُبقي لي وقتا للحديث مع الناس. وقد استنتج الناس من ذلك أنني متوحش , والقدرة ! قد يضحك بعض الناس حين يرون شخصاً « حقيراً » مثلي يتطلع الى القدرة ، ولسوف يدهشون اكثر من ذلك ايضاً اذا انا قلت لهم إنني منذ طفولتي لم أستطع في يوم من الايام ان اتخيل نفسي إلا في المنزلة الاولى في كل تقلبات الأحوال وعلى الدوام ، وإليكم أعترافاً غريباً آخر : قد لا أزال أتصف بهذه الصفة ، ولا أستغفر عنها أحداً. )
وهنا دوستويفسكي ينكأ جراحاً فلسفية عميقة تشغل عقل القارئ فهي عاصفة من التأملات التي تزحزح ثوابته وتجعله يتوقف ليعيد النظر في أفكاره القديمة , هل الأولوية هي الحق ام العدم ؟ ام ياترى الحقيقة تكمن في مكانٍ ما في الوسط ؟؟
أعود فأكرر ان دوستويفسكي لا يعطي للقارئ متعة وتشويق وغموض في رواياته بقدر ما يعطيه تجربة حياة , فعندما تقرأ اعماله كاملة حتما ستجد نفسك في إحدى رواياته , وهذا هو ما يميز أسلوب دوستويفسكي , ولا اخفيكم سرا بأنني احيانا أجد شيئاً من نفسي في هذه الرواية
وددت ان اتكلم أكثر عن مضمون الرواية والأحداث لكن لا احب ان احرق عليكم أحداثها وتفاصيلها.
إلا أنني - كي اكون صريحاً معكم - وجدت ان حبكة الرواية نوعا ما غير مفهومة بشكل مباشر فمثلا لم أعرف من الأب الحقيقي للشاب أركادي هل هو فرسيلوف , أم هو ماكار دولجوروكي؟ وما هي علاقته بالأمير سوكولسكي؟؟ ناهيك طبعا عن ان دوستويفسكي إستخدم اسماء متشابهة لأبطال روايته وهو ما يتطلب منك تركيزا أكثر أثناء القراءة ... ولكنها في النهاية عبارة عن رواية نفسية فلسفية مدهشة تستحق القراءة بتأنٍ وهدوء.
قراءة ممتعة